أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - عادل احمد - حان الوقت لنجرب نوع اخر من الحكومة!














المزيد.....

حان الوقت لنجرب نوع اخر من الحكومة!


عادل احمد

الحوار المتمدن-العدد: 4891 - 2015 / 8 / 9 - 21:56
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


ان الجماهير في العراق جربت خلال نصف قرن حكومات مختلفة ومتنوعة سياسيا، ابتداء من القوميين العرب والقوميين البعثيين الفاشيين والاسلاميين السنيين والشيعيين الفاسدين والقوميين الكرد وحكام البنتاغون المحتلين... وعانت الجماهير تحت سلطة هذه الحكومات اشد الأوضاع بؤسا وماساوية ولم ترى النور والسعادة والاستقرار قطعا كبقية شعوب العالم. ولم ترى اي تطور في الحضارة والثقافة الانسانية كما وصلت اليه اكثرية شعوب العالم المتحضر، لم تعش غير الحروب والقتال والتهجير والاعتقالات والسجون وسلغ الأجساد تحت التعذيب وتدمير الشخصية والكرامة الانسانية بأستمرار.
ان العمال والكادحين في العراق عاشوا مع السلطة البعثية القومية الفاشية وتضرروا كثيرا تحت القمع الوحشي والحروب المجنونة والسلطة الاستبدادية المطلقة. جربوا هذه الحكومة ولم يحصلوا على اي شيء الا الدمار والحرمان. وقد ولت هذه الحكومة من قبل امريكا وجاءت القوة المحتلة الامريكية وزرعت الفتنة والتفرقة والكراهية من البداية بتشكيل مجلسها للحكم سيئ الصيت والذي لم يكن شيئا سوى تهيئة الارضية المناسبة لانفجار المجتمع وانزلاقه في حروب طائفية وقومية، وبعد فشله في العراق سحب الأحتلال جنوده من وترك العراق للوحوش اللذين خلفهم وصراعاتهم من اجل تدمير اكثر وأعادة العراق الى ما قبل الحضارة.
بعد رحيل المحتلين الامريكان جاء الدور الايراني وسيطرته من خلال مليشيات الاحزاب الشيعية وتمرير سياساته في العراق. ولم تجلب لا ايران ولا احزابها الحليفة اي شيء جديد غير الحقد الطائفي والاقتتال، من اجل جر المجتمع نحو مستنقع الطائفية والاقتتال وأدخلت صراعاها الى كل بيوت الجماهير في العراق رغم ارادتهم. ان هذ الحكومة الشيعية خلقت معها الاحزاب الداعشية، وجلبت داعش الوحش الذي هاجم بأشد القساوة وزرع الخوف في نفوس الجماهير بما لا يقاس، واستطاع ان بتحكم بعدة محافظات في العراق والتي صنفت بالمحافظات "السنية".. وأعلن خلافة القتل والسلب وسبي النساء والذبح.. ان الحكومة العراقية بأحزابها وتياراتها "الشيعية والسنية" استطاعت ان ترجع العراق مئات السنيين الى الوراء، واستطاعت ان تقضي على كل ماله صلة بالحضارة وهدمت المعالم الحضارية في العراق. وقامت بأحياء تقاليد ما قبل مئات السنيين من الحروب الطائفية بين "السنة والشيعة".
وفوق كل هذا اصبحت البطالة مليونية والغلاء فاحش والفساد لا نظير له في اي مكان من العالم، اضافة الى فساد المؤسسات الادارية والخدمية، وأنعدام الأمن والأمان والخدمات من الماء والكهرباء.. لا مستقبل للأجيال القادمة.. وحاضر الشباب اليوم اما الانخراط في الميليشيات او الأنضمام لجيش العاطلين والتضور جوعا. ان حياة الجماهير العمالية والكادحة اصبحت لا تطاق ولا تحتمل ووصلت الى درجة الغليان الاجتماعي. وان التظاهرات والاحتجاجات الجماهيرية اليومية في مدن ومحافظات العراق هي تمرين للنهوض الشامل لعدم قبول الوضعية الحالية ومحاولة تغيرها.
ان الشعب العراقي وخاصة الطبقة العاملة والجماهير الكادحة جربوا كل انواع الحكومات البرجوازية ولم يحصلوا على اي شيء غير الحرمان والمأساة. وحان الوقت ان يجربوا شيئا اخر مختلف كليا ومغاير تماما مع ما عايشوه حتى الان وهي الحكومة الفعلية لارادة الجماهير نفسها. وهي ليست حكومة تنزل من اعلى وتفرض نفسها بقوة ميليشياتها وعصاباتها على الجماهير، بل حكومة منبثقة من الارادة الفعلية للجماهير وهي تشكيل كيان يبدأ من الاسفل من قوة الجماهير نفسها في مكان معيشتها وعملها، وان تتجه الى الاعلى بالأعتماد على القوة السفلية الفعلية وهي الجماهير نفسها. ان تشكيل هيئات منتخبة مباشرة من الجماهير في مكان تواجدها بدون تدخل الاحزاب او اي سلطة من فوق هي ما يسمى ب"المجالس". وان مجالس محلات السكن او مجالس مكان العمل في المعامل والشركات والدوائر والسوق.. يجب ان تنبثق من الجماهير نفسها وان تنتخب الجماهير هيئاتها بنفسها مباشرة في الاجتماع العام في مكان تواجدها، ويتم استبدالها متى ما تريد الجماهير اعادة انتخاب اي هيئة سابقة. ان الجماهير في العراق تحتاج الى هذا النوع من الحكومة اكثر في اي وقت اخر! لانه اصلا لا توجد حكومة عدا عصابات السرقة والقتل تسلطوا باسم الحكومة. وان تشكيل حكومات المجالس لا يحتاج الى موافقة الاحزاب او دول المنطقة او الغرب ، ولا يتم تحت اشراف اي من هيئات هذه الدول، بل يتم عن طريق درجة استعداد الجماهير وقوتها الثورية لتشكيلها. نستطيع تشكيل كيان هذه الحكومة اي حكومة المجالس متى ما وسعنا رقعة المظاهرات والاحتجاجات الجماهيرية. ومتى ما استطعنا ان نثبت التوهم بالحكومات الحالية ومقدرتها على تحسين الظروف الحالية. ان الوقوف بوجه هذه الحكومة واحزابها الطائفية بتظاهرات جماهيرية واسعة في كل المدن والمحافظات قد تجلب الارادة المليونية الى الساحة وتقوي الشعور بالارادة الفعلية الانسانية من اجل التدخل في مصير حياتها. وان جلب هذه الارادة قد تخلق الوضع الثوري وتقضي على الاوهام وعدم المبالات السياسية. وفي ظل هذه الاوضاع من السهل تشكيل كيان الحكومية الفعلية وهي حكومة المجالس ما يحقق ارادتنا الفعلية المباشرة.
من اجل الوصول الى غايتنا في تشكيل كيان حكومة جديدة يحمي مصالحنا نحن العمال والكادحين وهي حكومة المجالس، علينا ان ننزل الى الساحة وان نوسع احتجاجاتنا وتظاهراتنا في كل مكان، وان نفرض بقوتنا الجماهيرية كل مطاليبنا، ومن خلاله بالأمكان الشروع بنوع اخر من الحكومة ونوع اخر من السلطة ونوع اخر من معالم الحضارة في تقرير مصيرنا بأنفسنا.



#عادل_احمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لا لحكومة بدون كهرباء..!
- الاتفاق النووي الايراني وتأثيراته على المنطقة!
- مصطلح -الشعب- و-الطبقات-!
- حركتنا.. والسير بالأتجاه المعاكس !
- الارهاب والدفاع عن المدنية
- الدولة ومفهومها الطبقي
- ماهي المصالح الطبقية في الانتخابات التركية؟
- الطبقة العاملة وحق الانفصال في كردستان العراق
- المفهوم الشيوعي للتحزب
- الخبز بالسلام!
- هل يمكن أنقاذ المجتمع العراقي؟
- في ذكرى اغتيال الرفيقين شابور وقابيل!
- حول فن الدعاية
- قلب الثوري في الاوضاع الراهنة في الشرق الاوسط!
- احداث اليمن وصراع الاقطاب!
- ما الذي يجب ان يتغير في نمط عملنا الشيوعي؟
- في ذكرى الحركة المجالسية في كردستان
- حول تحرر المراة!
- نتائج تدخل حلف الناتو في ليبيا!
- انتخاب اليسار اليوناني وحل الازمة الأقتصادية!


المزيد.....




- فيديو صادم التقط في شوارع نيويورك.. شاهد تعرض نساء للكم والص ...
- حرب غزة: أكثر من 34 ألف قتيل فلسطيني و77 ألف جريح ومسؤول في ...
- سموتريتش يرد على المقترح المصري: استسلام كامل لإسرائيل
- مُحاكمة -مليئة بالتساؤلات-، وخيارات متاحة بشأن حصانة ترامب ف ...
- والدا رهينة إسرائيلي-أمريكي يناشدان للتوصل لصفقة إطلاق سراح ...
- بكين تستدعي السفيرة الألمانية لديها بسبب اتهامات للصين بالتج ...
- صور: -غريندايزر- يلتقي بعشاقه في باريس
- خوفا من -السلوك الإدماني-.. تيك توك تعلق ميزة المكافآت في تط ...
- لبيد: إسرائيل ليس لديها ما يكفي من الجنود وعلى نتنياهو الاست ...
- اختبار صعب للإعلام.. محاكمات ستنطلق ضد إسرائيل في كل مكان با ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - عادل احمد - حان الوقت لنجرب نوع اخر من الحكومة!