أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الحركة العمالية والنقابية - عادل احمد - ماهي المصالح الطبقية في الانتخابات التركية؟














المزيد.....

ماهي المصالح الطبقية في الانتخابات التركية؟


عادل احمد

الحوار المتمدن-العدد: 4837 - 2015 / 6 / 14 - 23:00
المحور: الحركة العمالية والنقابية
    


ان عملية الانتخابات في تركيا قبل اسبوع، كانت موضع تساؤلات في اوساط الاعلام المحلية والعالمية. وهناك اراء وتصورات مختلفة حول هذه الانتخابات في اوساط عديدة وبين شرائح مختلفة داخل تركيا وخارجها. ولعل من ابرز هذه التصورات بأن نتائج هذه الانتخابات كانت لصالح الاكراد والقوميات الاخرى في تركيا وكانت ضربة لاحلام اردوغان العثمانية. وهناك اراء اخرى من قبل الصحافة الغربية وبعض من قادة وساسة الدول الغربية. وهناك ايضا اراء مختلفة داخل العائلة اليسارية لتقيم الانتخابات ومسار العملية السياسية في تركيا.
في هذه المقالة القصيرة لا اتطرق الى كل جوانب العملية الانتخابية وتحليلات القوى السياسية المختلفة وافاق واهداف الطبقات الغير العمالية ومصالحهما. وانما احاول ان ابين صورة اخرى من وجهة نطر جميع البروليتاريا التركية. لا شك بان المصلحة الطبقية لعمال جميع المناطق في تركيا وعمال كل الشعوب في تركيا هي نفس المصلحة. ولا يمكن ان تناقض مصالح اقسام العمال المختلفة مع بعضها البعض. اذن ما هي تأثير النتائج السياسية لهذه الانتخابات في حياة الطبقة العاملة التركية والكردية وغيرها؟ هل حقا فتتحت الباب امام عمال جميع الشعوب في تركيا عن طريق هذه الانتخابات من اجل النهوض بوجه الطبقة البرجوازية والراسمالية التركية؟
اذا نظرنا الى هذه الانتخابات من موقع الطبقة العاملة التركية وبعيدا عن اي تعاطف اوكره لجميع القوى والاحزاب المشاركة في الانتخابات، واذا نظرنا من زاوية المصالح الطبقية لجميع عمال تركيا، لرأينا بان كل العملية الانتخابية وكل الخطابة والدعايات السياسية لجميع الاحزاب بدون استثناء كانت لعائلة واحدة من اجل الوقوف بوجه انحدار مستقبل تركيا السياسي والاقتصادي. فجميع الاحزاب يتكلمون بلغات مختلفة وبلكنات متنوعة عن مشكلة اقتصادية واحدة وهي الغلاء والبطالة والركود الاقتصادي وكيفية النهوض لعملية التراكم من جديد عن طريق تضليل الطبقة العاملة، وتشديد العمل والخناق السياسي اكثر وخلق ارضية مناسبة واكثر امنة لنمو عملية الرأسمال. ان برنامج جميع الاحزاب والاهداف السياسية لكل واحد منهم لا يختلف من حيث الجوهر الاقتصادي عن بعضها، وانما طرق تحقيقه مختلفة. بمعنى اخر جميع الاحزاب المشاركة في الانتخابات كانت ممثلة لاقسام مختلفة للطبقة البرجوازية التركية. لا يمكن ان تقيم القوى والاحزاب على ادعائاتهم وانما يجب ان تقيم حسب عملهم السياسية. ان العمل السياسي والاهداف السياسية هي الميزان لتقيم موقعيته الطبقية ومصالحها.
ينظر قسم من اليسار التقليدي الى هذه الانتخابات وخاصة ظهور حزب الشعوب الديمقراطية بقيادة صلاح الدين دمرتاش وحصوله على 12% من الاصوات لاول مرة، بأنه نصر للطبقة العاملة والجماهير الكادحة في المناطق الكردية وبعض المناطق الاخرى. وينظر الى هذا الحزب بأنه مناصر لحقوق القوميات والاقليات والمرأة والعمال ومضطهدي المجتمع حسب ادعاءات هذا الحزب. التصور بأن مكان حزب الشعوب الديمقراطية الكردي هو بمثابة الخندق والمتاريس للشعوب المظلومة بوجه عنهجية التعصب القومي التركي والحلم العثماني الاردوغاني. ان التصور اليساري هذه يفتقر الى ادنى منطق علاوة على عدم فهم الديالكتيك والمفهوم المادي بين الاحزاب والحركات الاجتماعية ومصالحها. صحيح بأن كل تغير في التوازن بين الكتل البرجوازية تصاحبه تغيرات في المجتمع وربما في القوانين ولكن كل هذه التغيرات هي طفيفة ومقبولة في العائلة المالكة طالما لا تضع سلطة الراسمال في خطر. ان هذه التغيرات في مكانة الاحزاب المالكة لا يغير جوهر الاهداف السياسية في نضال الطبقة العاملة ضد البرجوازية. ان الطبقة العاملة تناضل يوميا من اجل اجبار البرجوازية للتنحي اكثر وصعوده هو اكثر في السلم الطبقي. لنرى بصعود حزب الشعوب الديمقراطية الكردي بماذا يتنحى البرجوازية وكيف تصعد الطبقة العاملة التركية في نضالها خطوة الى الامام.
لا شك بان مكانة حزب الشعوب الديمقراطي هي الدفاع عن البرجوازية الكردية ومحاولة مشاركتها في السلطة السياسية والحصول على امتيازات اكثر، والتي لم يحصل عليها جناحها المليتانتي المتمثل بحزب العمال الكردستاني (PKK) طوال صراعه مع البرجوازية التركية. ان سلك طريق اخر بعيد عن القتال المسلح كانت خطوة ذكية للبرجوازية الكردية في تركيا. وان هذه الخطوة جاءت بعد تغيرات عالمية في ميزان القوى بين الاقطاب العالمية واشتداد الازمة الاقتصادية في العالم قاطبة. ويمكن تعريف هذا الحزب بأنه الجناح السياسي لحزب العمال الكردستاني بعد خسارته عسكريا امام عنهجية القومية التركية. ان كل ادعات هذا الحزب بعد دخوله الى البرلمان التركي اثبتت جوهره الحقيقية وهي المشاركة في السلطة السياسية وليس بالضد من هذه السلطة. بعد يومين فقط صرح رئيس هذا الحزب صلاح الدين دمرتاش بانه يجب ان تشكل حكومة من الاحزاب الفائزة في الانتخابات (الفائز الثلاثة الاولى)، واذا لم يتمكنوا من تشكيل الحكومة بينهم فأن حزب الدمرتاش يفكر بدخول الحكومة كأتلاف مع حزب الرفاه او مع بقية الاحزاب الفائزة. ومن هنا يظهر زيف الادعاءات السياسية ويظهر الجوهر الطبقي لهذه الاحزاب والذي فرح قسم كبير من اليسار التقليدي بفوزه. ان تعاطف اليسار الكردي مع صعودهذا التيار جاءت من رؤيته الغامضة للمسألة القومية الكردية وعدائه للتيارات الدينية الاسلامية، وليس من باب المصلحة الطبقية لعمال الشعب الكردي. لا يحتاج للشيوعيين والطبقة العاملة الانتظار سنوات عديدة حتى يتضح بأن اهداف حزب الشعوب الديمقراطي هي نفس اهداف البرجوازية الكردية، وانما الامعان بدقة الى العمل السياسي لهذا الحزب في الواقع الاجتماعي والاقتصادي والسياسي، يوضح محتوى برنامجه واهدافه الطبقية والسياسية. على عمال تركيا بكل شعوبها الابتعاد عن اللعبة السياسية للبرجوازية والاتحاد في الصف الطبقي الموحد بالضد من العدوا الواحد والمشترك وهي الطبقة الرجوازية التركية بأكملها.



#عادل_احمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الطبقة العاملة وحق الانفصال في كردستان العراق
- المفهوم الشيوعي للتحزب
- الخبز بالسلام!
- هل يمكن أنقاذ المجتمع العراقي؟
- في ذكرى اغتيال الرفيقين شابور وقابيل!
- حول فن الدعاية
- قلب الثوري في الاوضاع الراهنة في الشرق الاوسط!
- احداث اليمن وصراع الاقطاب!
- ما الذي يجب ان يتغير في نمط عملنا الشيوعي؟
- في ذكرى الحركة المجالسية في كردستان
- حول تحرر المراة!
- نتائج تدخل حلف الناتو في ليبيا!
- انتخاب اليسار اليوناني وحل الازمة الأقتصادية!
- اين يكمن خوض الحرب العادلة ضد داعش؟
- كيف نحارب داعش والداعشية!
- تصنيف الاحزاب السياسية في العراق الحالي
- عمال شركات وزارة الصناعة والمعادن بحاجة الى التضامن
- تنظيم العمال الشيوعيين
- حال الطبقة العاملة في العراق
- الشيوعية باللغة البسيطة!


المزيد.....




- بشكل رسمي.. موعد الزيادة في رواتب المتقاعدين بالجزائر لهذا ا ...
- شوف مرتبك كام.. ما هو مقدار رواتب الحد الأدنى للأجور بالقطاع ...
- احتجاجا على الخريطة .. انسحاب منتخب الجزائر لكرة اليد من موا ...
- “18 مليون دينار سلفة فورية” مصرف الرافدين يُعلن عن خبر هام ل ...
- في مؤتمر الجامعة التونسية للنزل :
- في الهيئة الادارية بمنوبة : قلق من الوضع العام وتداول للوضع ...
- “هيص يا عم 4 أيام اجازة ورا بعض!!”.. موعد اجازة عيد العمال 2 ...
- “رسمياً” سلم رواتب المتقاعدين في العراق 2024 بعد الزيادة الج ...
- موعد صرف زيادات المتقاعدين 2024 بالجزائر وما هي نسبة الزيادة ...
- NO MORE RANA PLAZAS – NO MORE BLOOD FOR PROFIT


المزيد.....

- تاريخ الحركة النّقابيّة التّونسيّة تاريخ أزمات / جيلاني الهمامي
- دليل العمل النقابي / مارية شرف
- الحركة النقابيّة التونسيّة وثورة 14 جانفي 2011 تجربة «اللّقا ... / خميس بن محمد عرفاوي
- مجلة التحالف - العدد الثالث- عدد تذكاري بمناسبة عيد العمال / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- نقابات تحمي عمالها ونقابات تحتمي بحكوماتها / جهاد عقل
- نظرية الطبقة في عصرنا / دلير زنكنة
- ماذا يختار العمال وباقي الأجراء وسائر الكادحين؟ / محمد الحنفي
- نضالات مناجم جبل عوام في أواخر القرن العشرين / عذري مازغ
- نهاية الطبقة العاملة؟ / دلير زنكنة
- الكلمة الافتتاحية للأمين العام للاتحاد الدولي للنقابات جورج ... / جورج مافريكوس


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الحركة العمالية والنقابية - عادل احمد - ماهي المصالح الطبقية في الانتخابات التركية؟