أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - عادل احمد - حول تحرر المراة!














المزيد.....

حول تحرر المراة!


عادل احمد

الحوار المتمدن-العدد: 4742 - 2015 / 3 / 8 - 20:40
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


ان قضية عدم مساواة المرأة مع الرجل ليس قضية قانونية واجتماعية فقط بل هي قضية سياسية واقتصادية ايضا. اذا كانت اضطهاد المراة طوال تأريخ المجتمعات الطبقية السابقة موجودة، فان بقاء اسباب عدم المساواة حاليا في المجتمع الحضاري والراسمالي هي ليست بسبب بقايا المجتمعات السابقة بل السبب يرجع الى طبيعة النظام الرأسمالي الحالي ولا تستمد طبيعة مشاكله من المجتمعات السابقة. فان المجتمعات السابقة كالعبودية والاقطاعية وعلاقاتها الاقتصادية لم يبقى لها اي اثر في اي زاوية من زوياه العالم، اذا يجب ان نبحث عن مشاكل المرأة وبقائها في المجتمع البرجوازي الحالي.
مر اكثر من قرنين على الثورة البرجوازية الفرنسية والثورات البرجوازية في القارة الاوروبية وتحولت كل اسس اقتصاد العالمي على الكرة الارضية الى اسس اقتصاد الرأسمالي والعمل المأجور. وان كل المشاكل والمسائل السياسية والاجتماعية والاقتصادية مرتبط حاليا بهذه الاسس الاقتصادية لنظام العمل المأجور والراسمال. وتتجد طبيعة جميع المشاكل مع كل التغيرات الحاصلة في اسلوب انتاج المجتمع الحالي. اذا لما غيرت جميع معالم ومعاني الانظمات السابقة ولم يغير مشكلة المرأة؟ على الرغم من ادعاءات البرجوازية منذ نشأتها بمساواة المرأة!!
ان طوال تأريخ الرأسمالية نمت حركة نسوية بكل اشكالها وشكلت منظمات نسوية عديدة وغيرت قوانين عديدة لصالح المرأة، ولا تزال الحركة النسوية ومنظماتها موجودة وتعمل لصالح المرأة وقضيتها، ولكن تبقى مشكلة عدم المساواة بين المراة والرجل قضية المراة العالمية. اذن اين تكمن جذور هذه المشكلة؟ وما هي الطريقة لانهاء وقطع جذور عدم المساواة؟ اذا كانت قضية المرة وعدم مساواتها امتدت من الانظمة الطبقية السابقة، لكن طبيعة القضية في المجتمع الرأسمالي الحالي لا تعود الى قضيتها التاريخية، بل الى ضرورة النظام الرأسمالي الحالي والاستفادة من عدم المساواة الانسانية على العموم والمرأة على الاخص وهي طبيعة الركض وراء الارباح دائما. اذا كانت الرأسمالية تجني حقا الارباح من وراء مساواة المرأة مع الرجل فلا تتوقف لحظة واحدة عن تحقيقها، ليست من اجل قضية المرأة نفسها بل من اجل عملية تراكم الراسمال والربح. ولكن لان البرجوازية والنظام الرأسمالي يستفيد من عدم مساواة المرأة مع الرجل بسبب الاختلاف في الاجور والمنافسة من طرف، وعدم الاهتمام بمصير نصف المجتمع وهي المرأة والتنصل من حل معاناتها في جيش العاطلين عن العمل. اذن عدم مساواة المرأة تخدم الاسياد الرأسماليين اكثر من اي قضية اخرى وتكرر حججها السخيفة ايضا بأن عدم المساواة هي ليس من خلق نظامها بل امتدت تأريخيا من الانظمات السابقة! ادا كانت وجود قضية المرأة في الانظمات السابقة تخدم الطبقات الحاكمة بشكل من الاشكال، فأنها اليوم تخدم الرأسمالية بما لا يقاس من اجل الارباح واضطهاد قوة العمل للمراة العاملة. اذن وجود فلسفة مشكلة المرأة وعدم مساواتها حاليا لاربط له ابدا بالانظمة السابقة بل هو مرتبط بطبيعة الرأسمالية نفسها.
ان تحرر المرأة نهائيا مرهون بتحرر الانسانية بالكامل من الاضطهاد. وتحرر الانسانية بالكامل مرهون بتحرر القوة المنتجة والعاملة في النظام الرأسمالي وهي الطبقة العاملة. عندما تتحرر الطبقة العاملة من الاضطهاد الراسمالي يتحرر معها جميع البشرية.. بقضائها على الطبقات والاختلافات والفوارق الطبقية عن طريق ثورتها الاجتماعية، الثورة الاشتراكية. ولكن من اجل الوصول الى الحل النهائي لقضية المرأة وتحررها في الثورة الاجتماعية يجب على الطبقة العاملة القيام بتنظيم صفوف المرأة في حركتها المساواتية، وفرض المزيد من التنازلات على البرجوازية لصالح قضية مساواة المرأة وتحسين الاجور والمعيشة، وفرض مزيد من الحقوق الاجتماعية المتعلقة بالتربية وتعليم الاطفال والحضانة ومزيد من الاستراحة للامومة. ان كل هذه الاصلاحات ممكنة ويجب ان تتحقق من اجل الوصول الى الهدف النهائي وهي القضاء على جذور عدم المساواة هذا.
ان قضية المراة في العالم بشكل عام والعراق بشكل خاص تراجعت كثيرا في السنوات الاخيرة. والسبب الرئيسي يكمن بمرور نظام الرأسمال العالمي بأزمة اقتصادية قوية والضحية الاولى والمباشرة كانت هي المرأة العاملة. انظروا الى نسبة البطالة في صفوف المرأة العاملة في الدول الغربية والامريكية ومعاناتها مع التشدد بالعمل وساعات العمل الطويلة فقط من اجل لقمة العيش لا غير!! انظروا التعب والارهاق للمرأة في افريقيا من العمل المتعب والمميت اضافة الى انتشار الامراض والاوبئة بين صفوفهم..! انظروا الى المرأة في العراق وسورية ومعاناتها بسبب حروب واقتتال الدول الرأسمالية فيما بينهم من اجل السيطرة والنهب..! وانظروا الى المرأة في اسيا.. تعمل مثل الالة ليلا ونهارا صغارا وكبارا من اجل ادامة معيشتهم البائسة بسبب ساعات العمل الطويلة وشروط العمل الغير انسانية..! ان هذا التراجع في قضية المرأة دلالة على مكانة المرأة في النظام الرأسمالي. عندما تمر الرأسمالية في اوج قوتها الاقتصادية وعملية تراكم الرأسمال، نلاحظ استغلال قوة المرأة العاملة الرخيصة ومشاركتها في تراكم الارباح للرأسمالي. ونلاحظ في حالة الازمة الرأسمالية فقرها وانتشار البطالة في صفوفها والعبء المالي والاجتماعي في تحطيم حياتها.
ان وجود الاسلام الداعشي في العراق والمنطقة هو نتاج الازمة الرأسمالية العالمية. وتراجعت قضية المرأة بما لايقاس فهي اصبحت ليست مهددة فقط في سوق العمل بل مهددة جسديا بسبب طبيعة وجودها في حسابات الربح والخسارة.. وتباع في الاسواق كأي سلعة اخرى تديرها الارباح!! ان من اجل الربح الرأسمالي يزداد فقر ومعانات المرأة يوما بعد يوم من وراء بقاء النظام الرأسمالي على رقاب المجتمع... ان المجتمع الرأسمالي لا يحقق مساواة المرأة بالكامل.. بل تحقيقها بالكامل يتم عن طريق القضاء علي هذا النظام للابد. ان تحرر المرأة بالكامل يكون على عاتق الطبقة العاملة في تحرير المجتمع من قبضة الرأسمال.



#عادل_احمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نتائج تدخل حلف الناتو في ليبيا!
- انتخاب اليسار اليوناني وحل الازمة الأقتصادية!
- اين يكمن خوض الحرب العادلة ضد داعش؟
- كيف نحارب داعش والداعشية!
- تصنيف الاحزاب السياسية في العراق الحالي
- عمال شركات وزارة الصناعة والمعادن بحاجة الى التضامن
- تنظيم العمال الشيوعيين
- حال الطبقة العاملة في العراق
- الشيوعية باللغة البسيطة!
- ما هو الغرض من وجود الاسلام الداعشي؟
- كيف ننهض بحركتنا من جديد؟
- نشوء التصورات والمعتقدات!
- ازمة الافاق البرجوازية في العراق
- المقاومة في كوباني وتحرر المرأة!
- الثورة.. والثورة الاشتراكية
- التحزب والارادة الجماهيرية.. والوعي الاجتماعي
- في الذكرى السنوية لثورة اكتوبر الروسية
- بهلوانيات حميد تقوائي في التحزب
- لجنة التنسيق بين الفعاليات العراقية اعلنت عن ماهيتها الحقي ...


المزيد.....




- السعودية تترأس لجنة الأمم المتحدة المعنية بوضع المرأة والإعل ...
- صلة رحم.. معالجة درامية إنسانية لقضايا النساء
- السعودية تترأس لجنة الأمم المتحدة المعنية بوضع المرأة رغم ان ...
- البابا فرنسيس يغسل ويقبل أقدام السجينات في مراسم خميس العهد ...
- السعودية رئيسا للجنة وضع المرأة في الأمم المتحدة عام 2025
- انتخاب السعودية لرئاسة لجنة وضع المرأة في الأمم المتحدة وسط ...
- -اكتشاف هام- يمنح الأمل للنساء المصابات بـ-جين أنجلينا جولي- ...
- ما حقيقة مشاركة السعودية في مسابقة ملكة جمال الكون بالمكسيك ...
- إيه الحالات اللي بتحتاج استئصال للرحم؟
- بعد خلاف حول الحجاب .. فرنسا تقاضي تلميذة اتهمت مدير مدرستها ...


المزيد.....

- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي
- الطريق الطويل نحو التحرّر: الأرشفة وصناعة التاريخ ومكانة الم ... / سلمى وجيران
- المخيال النسوي المعادي للاستعمار: نضالات الماضي ومآلات المست ... / ألينا ساجد
- اوضاع النساء والحراك النسوي العراقي من 2003-2019 / طيبة علي
- الانتفاضات العربية من رؤية جندرية[1] / إلهام مانع
- النسوية.المفاهيم، التحديات، الحلول.. / طلال الحريري
- واقع عمل اللمراة الحالي في سوق العمل الفلسطيني الرسمي وغير ا ... / سلامه ابو زعيتر


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - عادل احمد - حول تحرر المراة!