أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عادل احمد - ما هو الغرض من وجود الاسلام الداعشي؟














المزيد.....

ما هو الغرض من وجود الاسلام الداعشي؟


عادل احمد

الحوار المتمدن-العدد: 4676 - 2014 / 12 / 29 - 19:23
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


قتل 132 طفلا و9 من الموظفين في احدى المدارس في باكستان، قتلت ام لثلاث اطفال في احدى المقاهي في مدينة سدني الاسترالية وهي تحاول انقاذ الرهائن، وفي نيجيريا قام الاسلاميين من جماعة "بوكو حرام" بقتل 35 طفلا واختطفوا 185 طالبة من احدى المدارس الثانوية، وداعش قتلت الاف ودفنتهم في مقابر جماعية.. واغتصبوا مئات النساء واختطفوا الاطفال في كل من العراق وسورية و...الخ. هذه هي عناوين الاخبار في جميع الصحف والمواقع الالكترونية والقنوات الفضائية في جميع انحاء العالم. احدى الطالبات في جامعة تورنتو سألت بهذا الصدد "ماهو هذا العالم الذي نحن نعيش فيه؟"
ان هذا سؤال ومكان استغراب في ان واحد. الم يكن من المستغرب في القرن الواحد والعشرين وفي عالم الحضارة والتكنولوجيا والعلم! لا تزال هذه العناوين تتصدر جميع الاخبار؟! الم يكن من المستغرب بعد مرور 225 سنة على الثورة البرجوازية الفرنسية والتي حملت شعار "الحرية والاخاء والمساواة"، لا يزال عدم وجود مكان لمعاني كلمات هذا الشعار في حياة الناس؟ أليس من المستغرب بأن العلم والحضارة تتجول في اعماق الكون والنجوم، ولا يزال البشر يقتل بسبب معتقداته وافكاره او بسبب نقده للنظام الاقتصادي والسياسي الرأسمالي؟
ان العالم الرأسمالي العالمي يعيش اليوم في ظل الازمة الاقتصادية الخانقة. والازمة الاقتصادية دائما تهدد وتقرب هذا النظام من الموت والزوال، لان الاساس الاقتصادي للنظام الرأسمالي المتمثل بسيطرة الملكية الخاصة على وسائل الانتاج متناقض مع نمو القوة المنتجة. وان هذا التناقض في طغيان الراسمال على العمل يشكل اساس كل المشاكل والمعاناة في عالمنا اليوم. وعندما تمر علاقة الرأسمال مع العمل بأزمة، يجر المجتمع الرأسمالي برمته الى الازمة. وان انتعاش الاسلام السياسي وخاصة النموذج الداعشي في الوقت الحاضر هو حاجة البرجوازية لهذا النموذج البربري، لاشعال العالم بصراع الحضارات والخوف بفناء البشرية. ان خلق نموذج الاسلام الداعشي هي الاجابة الرأسمالية على ازمتها الاقتصادية. ان التصور بأن الاسلام الداعشي بحد ذاته يهدد المجتمع البشري، كذب ورياء كبير خلقته البرجوازية لابعاد وعي ونظر المجتمع عن السبب الاصلي لتهديد المجتمع البشري، وهو النظام الرأسمالي نفسه والذي خلق مئات الحركات الداعشية تحت مسميات مختلفة عندما يكون هناك تهديد لنظامه.
ان رجوع الاسلام الداعشي الى الواجهة بهذه الوحشية والبربرية ما هي الا احدى الحلول لمواجهة الاعتراضات العمالية والجماهيرية المتنامية ضد النظام الرأسمالي. مثله مثل انتعاش النازية والفاشية طوال الازمة الاقتصادية والتي ضربت العالم الراسمالي في نهاية العشرينات وبداية الثلاثينات من القرن الماضي في مواجهة الاعتراضات العمالية وخطر الثورة البلشفية. اذن الاسلام الداعشي لا يتناقض مع مصالح الرأسمالية العالمية, بل يصب في مصلحتها ويخدمها سياسيا حتى تمر الراسمالية في ازمتها بدون مخاوف قاتلة. مما لاشك فيه بأن مصدر الاسلام الداعشي والطالباني هي السعودية وايران وان هذه الدول هي مصدر الارهاب الاسلامي في العالم وخاصة باكستان وافعانستان والعراق وسورية وليبيا واليمن والمغرب العربي.. وان هاتين الدولتين مدعومتين من قبل امريكا والغرب من جهة وروسيا والصين من الجهة الاخرى. وهاتين الكتلتين في صراع الدائم لمواجهة الازمة الاقتصادية العالمية للرأسمالية الحالية بوجهتي نظر مختلفتين.
اذن القضاء على داعش وامثالها لا يأتي عن طريق الضربات الجوية من الغرب وامريكا. بل تأتي بتجفيف مصدره في السعودية وايران. وتجفيف هذه المصادر متناقض مع مصالح الرأسمال العالمي وخاصة في الظروف الحالية من الازمة. وان احد الحلول في وجهة نظر البرجوازية الغربية لحل ازمتها هي ابراز الدور الخليجي وانشطته النفطية وفعالياته السياسية في الشرق الاوسط، لحل وفصل حركة الرأسمال الغربي والسوق وانتعاش حركة البضائع من والى منطقة الشرق الاوسط، وتثبيت اقدام الرأسمال الغربي وخاصة امريكا بقوة في تفاصيل حياة المواطنين في هذه المنطقة. اذن ليس من مصلحة الدول الغربية زوال الاسلام الداعشي بل استمراره مفيد جدا في الوقت الراهن. وان كارل ماركس كان محقا حين قال بأن الاديان هي افيون الشعوب! وكان كورش مدرسي على حق ايضا عندما قال بان الاسلام السياسي ليس افيون وحسب بل وقاتل الشعوب ايضا!
ان البرجوازية كنظام سياسي بكل اجنحتها البرلمانية والليبرالية او العسكرية او الديكتاتورية متناقضة مع مصالح البشرية العصرية والمتحضرة الحالية. واثبت التأريخ البشري بأن النظام الرأسمالي عندما يمر بأزمة لا يتأخر طرفة عين في خلق ابشع واقذر الحركات السياسية او الجماعة القاتلة بوجه الثوريين والمناضلين من اجل خلق عالم افضل من عالمهم. ان التحرريون والثوريين الذين يناضلون من اجل انهاء ماسي ومعاناة الجماهير المحرومة الذين يواجهون في حياتهم العامة اقذر حركات عرفتها البشرية، أن البرجوازية دائما تعرقل بناء عالم السعادة والرفاه وعالم المساواة للجماهير. وليس من الصعب على المرء ان يتعرف على مصادر الحركات السياسية الرجعية في يومنا هذا بسبب توافر المستلزمات والقنوات المعلوماتية المختلفة ومهمتها اذا قمت بتبسيط جوهر تناقض النظام الحالي وقنونة حركته اي صراع العمل مع الرأسمال والمصالح الطبقية في كل خطوة يخطوها المجتمع والطبقات. ان حقا مهمة الرأسمالية في التأريخ هي تبسيط الصراع بين طبقات عديدة ومعقدة الى صراع بين طبقتين مختلفتين ومتصارعتين ومتناقضتين هما الطبقة البرجوازية والطبقة العاملة.



#عادل_احمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كيف ننهض بحركتنا من جديد؟
- نشوء التصورات والمعتقدات!
- ازمة الافاق البرجوازية في العراق
- المقاومة في كوباني وتحرر المرأة!
- الثورة.. والثورة الاشتراكية
- التحزب والارادة الجماهيرية.. والوعي الاجتماعي
- في الذكرى السنوية لثورة اكتوبر الروسية
- بهلوانيات حميد تقوائي في التحزب
- لجنة التنسيق بين الفعاليات العراقية اعلنت عن ماهيتها الحقي ...


المزيد.....




- “عيد مجيد سعيد” .. موعد عيد القيامة 2024 ومظاهر احتفال المسي ...
- شاهد..المستوطنين يقتحمون الأقصى في ثالث أيام عيد -الفصح اليه ...
- الأردن يدين سماح شرطة الاحتلال الإسرائيلي للمستوطنين باقتحام ...
- طلاب يهود بجامعة كولومبيا: مظاهرات دعم فلسطين ليست معادية لل ...
- مصادر فلسطينية: أكثر من 900 مستعمر اقتحموا المسجد الأقصى في ...
- مئات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى تحت حراسة إسرائيلية مش ...
- سيبدأ تطبيقه اليوم.. الإفتاء المصرية تحسم الجدل حول التوقيت ...
- مئات المستوطنين يقتحمون باحات الأقصى في ثالث أيام عيد الفصح ...
- أوكرانيا: السلطات تتهم رجل دين رفيع المستوى بالتجسس لصالح مو ...
- “خليهم يتعلموا ويغنوا ” نزل تردد قناة طيور الجنة للأطفال وأم ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عادل احمد - ما هو الغرض من وجود الاسلام الداعشي؟