أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مهند احمد الشرعة - الوجودي التائه














المزيد.....

الوجودي التائه


مهند احمد الشرعة

الحوار المتمدن-العدد: 4990 - 2015 / 11 / 19 - 14:50
المحور: الادب والفن
    


إننا لندور في دائرة أو أننا ممثلون في مسرحية فرضت علينا قسرا هذا ما تبادر على بالي وأنا أمارس رياضتي المفضلة بأن أفكر وأنا على السرير إنها للذة كبرى أن تكون وحيدا ولكن هناك ما يفرض علي أن أقوم واجلس أمام الشباك قليلا لأراقب الكائنات البشرية من الأعلى لأتقمص دور الإله قليلا وأراقب تفاهات الجنس البشري لا أعرف كيف سيتحمل الإله أخطاءه لو خلق هذه الكائنات السخيفة.
أجلس أمام الشباك و بيدي سيجارة أنفثها وزجاجة خمر أشربها صوت جارتي المرتفع يذكرني بجمال السكون وجمال المجرة من دون البشر تصرخ بأطفالها لو أعلم بأنكم بهذه الوقاحة لما أنجبتكم.
_عما تتكلم العاهرة هل كانت تفكر أنها ستنجب هؤلاء المعاتيه الصغار وهي تمارس الجنس؟!
وأنظر من الأعلى الى الأسفل لا شيء جديد نفس التفاهات ذاهبون عائدون يبتسمون يغضبون يثرثرون يتغوطون يبولون ما أكلوه وشربوه لا شيء جديد ما زالوا هم هم لو كنت الها أو طبيعة لصححت خطأي وأبدتهم إنهم ليسوا بحاجة الى فكر جديد او دين جديد انهم بحاجة الى نيزك يريحهم.
وأنزل من شقتي مضطربا وعلى الدرج أجد العاهرة صاحبة شقة تبربر وتلعن كشرت بوجهي وردت التحية عندما ألقيتها بربرت مثلها
-عاهرة بورجوازية صغيرة.
لقد تركت أبي البورجوازي الصغير وهمت على وجهي في الشوارع وفي الحانات وفي الشقق القذرة حتى الحدائق جربت طعم النوم بها ما دام النوم هو النوم فهو نوم حتى وإن كان في المقابر أو في الخراء نوم الإنسان خدمة يقدمها للكون.
دخلت البار جلست وأنا ممسك برأسي أخشى أن تخنقني الأفكار وأخشى أن يخنقني أصوات الناس وأرى فتاة تجلس مع شاب في البار يمسك بيدها فتسحبها الا أنها بعد قليل تتناسى الأيروس المتعالي وتسلم يدها له لقد خدعت نفسها بما فيه الكفاية فهي تعرف مقصده منذ أن دعاها إنه لا يفكر بذاتها إنه يفكر في اختراق كينونتها هكذا هم البشر كائنات تنصدم باللا شيء لا شيء هو الانسان بين الناس كلهم يذوبون في بعضهم ويتقمصون الوقائعية المفروضة عليهم.
تأتيني النادلة بكأس من الويسكي تنظر الي قائلة:
- قلت لك أنك بحاجة إلى قلب جديد
-ليس هذا ما أحتاجه إنني بحاجة الى أن يسدلوا الستائر.
ضحكت فقد فهمت كلماتي خطأ لا ألومها فهذا هو معيار إدراكها لا شيء كؤوس تأتي وكؤوس تروح وكأننا نحن هذه الكؤوس ولكن من يشربنا؟ ربما الزمان وربما أننا نشرب ذاتنا كما نستنفد أنفسنا علي أن أمضي لأتوه في العالم لأجعل العالم عمقا خلفيا أستخرج منه الكائنات الموجودة فيه لكم هو ناقص هذا العالم لا لكم نحن ناقصون لا ربما كل شيء ناقص أبتسم لنفسي ربما عرفت الآن كيف ظهرت الطوبائيات ولكن في نقصنا لا يوجد هناك ما هو غائب عنا كامل لا ليس هناك ما هو كامل ربما نبحث عن القيمة القيمة لا أكثر.
لقد تأخر الوقت ولكن ما هو الوقت لا شيء إنه يموت دوما كل لحظة تصبح عدما تنساب من أيدينا تفر منا الى الوراء لتصبح ذكريات أو لتصبح عدما لا وجود لها لقد دمرت أو لقد دمرناها في الليل يظهر أصدقائي ظلي الذي يحدثني والعاهرات اللواتي في الشوارع صديقاتي وهررة الشارع ونباح الكلاب أصدقائي من ينامون في الشارع أصدقائي!! ولكن كيف صنفتهم كأصدقاء فهذا لا أعرفه ليس هنالك صداقة الصداقة تستوجب أن يصبح أحد الشخصين عبدا للاخر أو انهما يتبادلا الأدوار أو انهما يصبحان عبدين للصداقة كل شيء يدور في نطاق المصلحة حتى الحب ينتهي في السرير.
وأقف أمام مجنون ينادي علي:
-هيه أيها الأحمق هل ذرات ديمقريطس وجزء المعتزلة الذي لا يتجزأ كموناد لايبنتز؟ ثم هل كان هيجو بائسا في قصائده؟ ثم ما الرابط بين خلاص شوبنهاور وسوداوية كافكا وعدمية سيوران؟ وإن بحثنا في التشابه بين الطرابيشي وويلسون فماذا سنجد؟ وهل هايدغر على صواب عندما اعتبر الحقيقة بعد الموت فإن لم يكن هناك شيئا فكيف سنعرف ونحن وقتها لا شيء أمام اللاشيء؟ وكيف يعتبر سارتر الديمومة في اجتثاث ويعتبر الماضي شيئا في ذاته بالرغم من أن الماض عدم؟! وإن كان هنالك ما هو موجب الوجود كما يدعي ابن سينا وابن رشد فلماذا الانسان يعتبر نفسه حرا من حيث أن موجب الوجود أوجد ما هو ممكن الوجود فتحددت ماهية الممكن فلم تتبقى له حرية؟وكيف نعتبر الموسيقى فنا وقد لوثتها أذن السامعين؟! وأراد أن يستمر فصحت به:
-نعم أيها العاقل كلهم لا شيء.
صفق وصفر وراح يتمتم.
وأذهب الى البحر وأنا مضطرب فأراه يهدر أمامي وأرمي بجسدي الذي أحمله و يحملني على الرمال أنظر اليه يثور غضبا أحيانا وأحيانا يهدأ رائع في كلا الحالتين ولكن كيف يكون رائعا وهو متناقض كيف يكون رائعا بشره ورائعا بوحوشه وأسمع صوتا في داخلي يناديني إنه ليس خطرا كالانسان.
كل شيء يسرقه الانسان الشجر العشب الحيوان البحر حتى ما بأعماق الأرض ينبشه الإنسان وبلغت به الوقاحة أن يصيح أن لا معنى للعالم دون الإنسان إنسان إنسان إنسان أكثر الكائنات أحقية بالانقراض هو الانسان.
والبحر يعلو شيئا فشيئا وكأنه يريد أن يلتهمني لا فرق يا صديقي فهنالك بشر دوما وسأعود مرة أخرى حكم علينا الاستمرار في المسرحية ولا أعرف متى ستسدل الستائر أو متى يصيحون بنا بكلمة لها رونقها الخاص:
النهاية.



#مهند_احمد_الشرعة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل نحن جاهزون؟
- نافذة الى الوجود
- نظرة حول موضوع الاخلاق
- ما وراء رفض دول الشرق الأوسط للملحدين والمتنورين
- المعتزلة فرقة عقلانية
- قراءات حول العقل الشرق أوسطي
- مغالطات النقاش العربي (الملحدين والمتدينين)
- ((مشكلتنا مع الاسلام 2 )) قراءات وآراء حول كتاب الانسداد الت ...
- مشكلتنا مع الاسلام
- هاوية الوجود
- الصراع على السلطة في التاريخ الاسلامي
- نظرات الى التاريخ الاسلامي
- باستثناء أن أكون أبا.....
- ما وراء عقل المتدين
- النهاية
- سقوط الانسانية
- سدوم
- في سيل الذكريات
- على طاولة النقاش
- الانسان...


المزيد.....




- وفاة -عمدة الدراما المصرية- الممثل صلاح السعدني عن عمر ناهز ...
- موسكو.. افتتاح معرض عن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا
- فنان مصري يكشف سبب وفاة صلاح السعدني ولحظاته الأخيرة
- بنتُ السراب
- مصر.. دفن صلاح السعدني بجانب فنان مشهور عاهده بالبقاء في جوا ...
- -الضربة المصرية لداعش في ليبيا-.. الإعلان عن موعد عرض فيلم - ...
- أردوغان يشكك بالروايات الإسرائيلية والإيرانية والأمريكية لهج ...
- الموت يغيب الفنان المصري صلاح السعدني
- وفاة الفنان صلاح السعدني عن عمر يناهز الـ 81 عام ….تعرف على ...
- البروفيسور منير السعيداني: واجبنا بناء علوم اجتماعية جديدة ل ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مهند احمد الشرعة - الوجودي التائه