أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - مهند احمد الشرعة - قراءات حول العقل الشرق أوسطي















المزيد.....

قراءات حول العقل الشرق أوسطي


مهند احمد الشرعة

الحوار المتمدن-العدد: 4913 - 2015 / 9 / 2 - 04:30
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


دائما ما تصيبني الحيرة عندما أريد أن أتكلم عن العقل الشرق أوسطي هذه العقلية التي تحتاج لمجلدات ومجلدات من الكتب لمناقشتها وتشريحها ومعرفة بواطنها وماهيتها فالانسان يشكل حجرا مستعصيا أمام أي باحث خاصة اذا تعلق الأمر ببحث سيكولوجي يتناول الانسان الشرق أوسطي خاصة.
ودائما ما أؤكد أن مشكلتنا تنبع من انعدام الوعي الثقافي وتدهور النظام التعليمي وذلك لأمور عقائدية وسياسية فنحن بين فكي كماشة يدعم بعضهما الاخر (الحكومات والدين) فالحكومات تجد برجال الدين سندا قويا لها والطغاة يشكلون سندا لرجال الدين وهذا الأمر ملحوظ منذ القدم في منطقتنا اذ الملك هو رأس الهرم الطبقي تليه طبقة رجال الدين والنبلاء وكبار الملاك وهؤلاء مصالحهم مترابطة وهم يشكلون عصابة قائدها رأس الهرم ويكفي لأي شخص مراجعة تاريخ المنطقة ليجد تلازم هذه العناصر الى درجة الامتزاج.
فبدأت تظهر امبراطوريات يكون رأس الدولة فيها ذو صلاحيات دينية و دنيوية وذلك لكسب صلاحيات أكبر وهالة من القدسية ثم تراجعت الأمور ليصبح حكامنا ذوي صلاحيات دنيوية الا أنهم مدعومون دينيا وذلك للتأثير على العامة ومنع الفتنة فالفتنة ملعونة نائمة و قد لعن من يوقظها..!!
من هذه النقطة أريد تناول رجال الدين في الزمن الحالي و انقسام رجال الدين الى قسمين (انقسامهم ضارب في القدم الا أنني سأتناول العصر الحديث) قسم ثائر على السلطة وقسم تحت لواء السلطة المشكلة أن القسمين متشاركين بخطاباتهم الدوغمائية وبسفسفطتهم التي تؤثر على قلوب العامة والكارثة العظمى أن كلا الفريقين عندما يضع مؤخرته على كرسي الحكم يصبح التنافس بينهما شديدا على القذارة والوضاعة التي يمارسون بها سلطاتهم وقد كان لهؤلاء على مر تاريخنا دور كبير بتسيير الأحداث وذلك لتحقيق مصالحهم بشكل خاص وأولي ولهذا فهم يسيرون قطعانهم حسب اهوائهم وعليه وجدنا الاراء متضاربة والمشاعر جياشة بين العوام خاصة بعد جرح النرجس العربي (الشرق أوسطي بشكل عام) وذلك لتخلفهم عن غرمائهم التقليديين سكان أوروبا هنا يجدر بنا أن نكون أكثر دقة وأن نؤيد كلام بو مدين عندما اعتبر أن الصراع ليس صراعا شرقيا - غربيا وانما جنوبي - شمالي ولنكون أكثر موضوعية بأن نحصره في منطقتنا.
إذن جرح النرجس الشرق أوسطي وذلك لتقهقر انسانه عن الانسان الاوروبي فبدأت التناقضات تظهر تباعا وبدأ الناس بتوجيه من رجال الدين يعتبرون أن سر تخلف المنطقة هو الابتعاد عن الدين وهنا علينا أن نلاحظ أن سبب سقوطنا هو حكم رجال الدين فبينما أوروبا كانت تتخلص منهم كنا نسقط ببراثنهم أكثر فأكثر فانتشرت الزوايا الصوفية بعصر المماليك والعثمانيين وأصبح الناس أتباع الشيخ والفقير وهما أتباع السلطة التي تدعمهم وقد استفادوا من الجهل المتفشي ليزيدوه تفشيا وقد أرهقتهم الظروف الاقتصادية خاصة مع تحول الطرق التجارية فالتهوا بعيشهم وتحصيله وأصبحوا يدعون الله ليحفظ السلطان الملتهي بجواريه وحريمه وتحصيل الاموال من شعوبه التي تدعو له!!! وللتذكير أيضا أنه وبينما كانت أوروبا تنهض لم يشغل الخليفة وأمرائه وفقهائه أنفسهم بترجمة كتب الفلسفة والعلم وقد اكتفوا بعملية كوبي بيست مضحكة لنقل ما تقدمت به اوروبا في مجال الاسلحة وبالنتيجة لم يترجم طوال العهد العثماني سوى كتاب واحد وهو عن الجنس لمرض ألم بالسلطان.
وقد كان لقنصليات فرنسا وبريطانيا والنمسا والمانيا وروسيا دور كبير في تحريك السياسة العثمانية خاصة بعد مرض الرجل العجوز وسقوطه ليحتضر ببطء فكان لذلك دور في دخول بعض الثقافات والعلوم وخاصة في مصر التي استفادت جدا مما جلبه نابليون معه الا أن هذه النهضة لقيت الكثير من النكسات حتى تم اجهاضها وقد قوبلت بالرفض من رجال الدين كونها فسق أتى من الأعداء!!
ومن التناقضات الواضحة المطالبة بالعودة للأصول والصرخات المنادية بأن ((الاسلام دين ودولة)) ولعمرب ان في هذا لتناقض كبير وفحش صارخ فكيف نعود الى الوراء قرونا ونجلب تشريعات خصصت لزمكانها ونسقطها على حاضرنا اليوم وان كان ذلك بالقوة؟! وكيف ستتقبل ذلك كل هذه الفئات الواعية التي بدأت بالبروز بل والمشي بين المسلمين وان كان مشيها مضطربا الا أن وقعات خطاها تصم أذن كل رجعي وكل رجل دين ثم كيف لمقولة نطق بها حسن البنا تصبح دينا مقدسا وأمرا لا مفر منه وأصلا ثابتا ألهذه الدرجة وصل تقديس رجال الدين لدى المسلمين ؟؟؟!!!(لنكون أكثر دقة فأكثر أتباع الاديان يقدسون رجال دينهم وان كان ذلك بشكل لا واع أو يتم رفضه من قبل الشخص الا أنه ظاهر عليه).
ودائما ما يتناولوا أن الاسلام دين صالح لكل زمان ومكان فهل زماننا هذا يصلح به القطع والجلد والرجم والقتل؟ ألا يوجد لدى البشر هناك عقوبات أخرى اذا استخدمناها بامكاننا اصلاح الكثير من المجرمين.
نحن لسنا ضد الاسلام بل على العكس فنحن مع اصلاح منظومة الاسلام والتخلص من أبستمي العصور الوسطى ومن يصفقوا له ومن يغطوه بأقنعة كما فعل الجابري (مع احترامي لفكره) وإظهار منظومة معرفية تتماشى مع متطلبات العصر.
ومن التناقضات وهي موجودة بشكل عام الكره الأعمى الذي يكنه الأغلبية من أتباع كل عقيدة في المنطقة للعقائد الأخرى والطوائف الأخرى والأفكار الأخرى فمثلا المسلمون يكرهون بعضهم سنة-شيعة
المسلمون يكرهون المسيحيين والمسيحيون يكرهون بعضهم بسبب اختلاف طوائفهم والمسيحيون يكرهون المسلمين والغريب أن الفريقين يعتبر دينه انساني ومتآخي والمسيحي العربي يعتبر داعش تمثل الاسلام وأن ما جاء في القران خرافات وكأن محمد جلب كلامه من كتب أخرى!! فالعهد القديم عبارة عن كارثة حلت على البشرية بتشريعات همجية ويتناسى المسيحي المعتدل أن دينه لم يعتدل الا بعد ضربات مفكرين يعتبرهم هراطقة كفولتير مثلا ويتناسى أن التفسير الرمزي لم يعرف له مكانا الا منذ قرون قليلة وفي منطقتنا مع القرن العشرين نضف الى هذا كله أن الكثير من مسيحي المشرق يأخذون النص المقدس بحرفية وهذا ما يفعله المسلم اليوم.
ثم إننا نرى الكره الأعمى من قبل اليهود للمسيحيين والمسلمين وكره الطرفين لهم وبالمجمل فكلهم يكرهون بعضهم البعض لقد حرم الدين قتل وكره الآخرين ولكن حلل ذلك باسم الاله فأي لعنة هذه!!
والغريب أن هذه الكراهية والحقد وصلت الى الكثير من الملحدين واللادينيين في المنطقة. هنا أتسائل دوما هل تنطبق مقولة سيوران على أهل المنطقة ؟ والمقولة تتحدث أن الشخص اذا ترك دينه فلا يظن أنه سيتخلص من جوهر التعصب الذي تربى عليه فهذا ما تربى عليه وتشربه.
وأعتقد أنه محق فالجوهر لا يتغير فهو ليس بعرض فإذا أردت التخلص من جوهر التعصب فعليك أن تحطمه وتدمره فعملية البناء تحتاج لثلاثة مراحل هدم ايجابي أي هدم كل ما تربى عليه الفرد ثم عملية تحليل وتنقية وذلك بالتخلص مما هو ضار واستبقاء ما هو نافع ثم اعادة البناء بشكل كامل وهذا ما على أي شخص سواء أكان ملحد أو لا ديني او متدين فعله اذا أراد التخلص من التخدير الذي حصل له على مر السنين عبر تفاعله مع المجتمع وما تلقنه من الاسرة والمجتمع.
وبكل ما أكتبه أؤكد على أننا يجب أن نكون متسامحين مع بعضنا متسامحين مع من يتقبلنا متسامحين مع المعتدل الحقيقي وليس ذاك المزيف الذي يخشى أن ينظر بنظرة واعية لأصول دينه القروسطية علينا أن نتخلص من براثن العمم وبنادق التطرف وأصحاب الفخامات والكروش وأن نطور نظامنا التعليمي فنجاتنا مرتبطة به حرروا العقول لتتحرروا ولتعيشوا بكرامة فالطريق مظلم وامامنا مسيرة قرون لنلحق قطار الحضارة.
علينا تقبل نقد مقدساتنا وافكارنا كونوا حضاريين بحق الأرض التي نسكنها.
علينا أن نعي أننا بحاجة لعصر تنوير فنحن لم نلحق الحداثة لننتقد ما بعدها كما يفعل دعاة الثقافة المزورة ورجال الدين ما زال فكرنا في اواخر العصور الوسطى فهل نستطيع الوصول الى النهضة؟ أم أننا سنرتد في غياهب الجب!!




#مهند_احمد_الشرعة (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مغالطات النقاش العربي (الملحدين والمتدينين)
- ((مشكلتنا مع الاسلام 2 )) قراءات وآراء حول كتاب الانسداد الت ...
- مشكلتنا مع الاسلام
- هاوية الوجود
- الصراع على السلطة في التاريخ الاسلامي
- نظرات الى التاريخ الاسلامي
- باستثناء أن أكون أبا.....
- ما وراء عقل المتدين
- النهاية
- سقوط الانسانية
- سدوم
- في سيل الذكريات
- على طاولة النقاش
- الانسان...
- وطني حبيبي وطني الاكبر
- هموم الارض
- ما وجدنا عليه اباءنا
- لو كان موجودا
- وما انا الا من غزية
- أساطير الاولين(2)


المزيد.....




- خطوات تثبيت تردد قناة طيور الجنة للأطفال الجديدة TOYOUR EL-J ...
- الجيش اللبناني يعلن توقيف أحد أبرز قياديي تنظيم الدولة الإسل ...
- بعد إغلاقهما 12 يوما.. إعادة فتح المسجد الأقصى وكنيسة القيام ...
- إعادة فتح أبواب المسجد الأقصى أمام المصلين
- بزشكيان: القواعد الأمريكية تسعى لزرع الفتن بين الدول الإسلام ...
- الداخلية السورية: خلية جاءت من مخيم الهول وفجرت الكنيسة بدمش ...
- -سرايا أنصار السنّة- تتبنى الهجوم على الكنيسة في دمشق
- خبراء: فلسطين قضية محورية في تجديد الأمة الإسلامية
- مفتي القاعدة السابق يروي تفاصيل خلاف بن لادن والملا عمر
- تفجير الكنيسة يُفجع عائلة سورية.. ومناشدة للشرع


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - مهند احمد الشرعة - قراءات حول العقل الشرق أوسطي