أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مقداد مسعود - حنّا مينة...بدون مناسبة














المزيد.....

حنّا مينة...بدون مناسبة


مقداد مسعود

الحوار المتمدن-العدد: 4990 - 2015 / 11 / 19 - 11:52
المحور: الادب والفن
    



أحببتك ايها الكادح منذ اواسط السبيعينات وفضّلت ان امشي على قدمي من مكتبة الجميع في سوق المغايز الى بيتنا في البصرة القديمة / نظران ،فالنقود التي في جيبي بالضبط (450) فلسا ويومها كان هذا المبلغ سعرا عاليا لثمن المطبوع .. ولم يكن السعر الحقيقي ،لكنه ..(ابو رعد) صاحب مكتبة الجميع :الله يرحمه ،يعرف كيف يفرّغ جيوبنا !!لحظتها كنتُ من الفرحانين ،فأنا احتضن روايتك (الشمس في يوم غائم)..والليل نظيف ٌ وهادىء الشوارع ،ولسعة البرد لذيذة لمشّاء مثلي ..
ليلتها انغمرت في الرواية وعند الفجر انتهيت منها..احببتها جدا وحدّثتُ عائلتي عنها ..استمتعتُ بقرائتها ولايعني هذا انني فهمتها كما فهمتها قبل سنوات وانا اعيد قراءة مؤلفاتك ..بعد اسابيع .. تلقفت اكف الخياطين نسختي من (الشمس في يوم غائم) فقد حدثهم الخياط محمد مسعود عن الخيّاط بطل الرواية.. ولاادري ولااخي يدري اي خياط من الخياطين ابتلع النسخة ..ا
(*)
الرواية الاولى التي قرأتها هي (الشراع والعاصفة )بطبعتها الاولى، التقطتها من مكتبة بصيغة وديعة في بيت زميلي :عبد الرضا عبود ، الذي هو الآن من قصاصين البصرة اصدر مجموعتين في ،يومها كنا مجتمعين كأعضاء في اتحاد الطلبة، والطريف ان بيت عبد الرضا عبود يقع في منطقة السيمر، تقابله في الجهة الثانية من نهر العشار، مديرية أمن البصرة ،وكنا نتمازح احيانا حول قصر المسافة بين بيت عبد الرضا والمديرية..بعد انتهاء الاجتماع، كنا نتسلل فرادي من اي بيت نكون مجتمعين فيه..في تلك الظهيرة مكثتُ طويلاً متأملا في منضود المكتبة، استأذنت من عبد الرضا، وسحبت رواية الشارع الجديد للروائي المصري عبد الحميد جودة السحار، ثم استوقفني الاسم (حنا مينه ) فسحبت (الشراع والعاصفة) كما سحبت كتباً أخرى، لكن عنواناتها تلاشت ..ربما السبب انها لم تترك نقشا في ذاكرتي....في 1979 كررتُ قراءتي لرواية (الثلج يأتي من النافذة ) فهي تلائم تلك السنة العراقية : شن النظام حملته ضد الحزب الشيوعي العراقي وحزب الدعوة الاسلامية ..وفي منتصف الثمانينات ،وانا في قعر مظلمة ،عدت ُ الى رواية الثلج قراءة وكتابة وانجزت ُ دراسة نقدية عنها ..في صيف 1984 ،بعد سقوط الطاغية عدت الى كتابتي عن الرواية ،فأشتغلتها من جديد وتركتها ايضا في تشرين الثاني من 2011 اعدت الكتابة وغيرتُ فيها ولم انشر دراستي عن رواية (الثلج يأتي من النافذة إلاّ في 28/ 1/ 2012 في بعض مواقع النت ، وقبل سنة كتبتُ عن (صراع بين إمرأتين ) فشعرت ُ بالفارق الكبير بين الكتابة بتوقيت سخونة التجربة الشخصية ، وإستعادة تجربة بالتذكر وكتابتها وقد وهن العظم في الكاتب نفسه..فتألمت عميقا ان تصاب الكتابة نفسها بالشيخوخة
حين تتجعد ايامنا رغم توفر كل اسباب الرفاهية ، لكنها رفاهية بيقظة متأخرة ..!!
(*)
أحببت نجيب محفوظ وما ازال..لكن محفوظ لم تقترب كتاباته من الشغيلة ولأن حنّا مينه انغمر شخصيا
في اليسار وتكبد كثيرا من جراء ذلك ،لذا جاءت شخصياته اليسارية اكثر دفئاً من شخصيات نجيب محفوظ ، اليسارية ..
(*)
لم اجد روائيا عربيا تجاوز حنا مينه في رواية (الياطر) فهو تناول موضوعة الجنس بطريقة خاصة ، كيف انسى (زكريا المرسلي) والفاتنة (شكيبة) والبوهيمي عبعبوب) ونظريته السوقية عن الجنس ؟ من ينسى شخصية الطروسي في رائعته (الشراع والعاصفة) من ينسى سيرة (مريانا ميخائيل زكور) أم حنا مينا في (بقايا صور) و(المستنقع ) و(المرصد)..ألا يعتبر حنا مينه رائد رواية البحر في الادب العربي المعاصر ؟، أعني الرواية التي تتناول البحر ..مايزال صوت المعلم الخياط في (الشمس في يوم غائم ) يشنّف آذاننا وهو يدرّب ابن الاغنياء على رقصة الخنجر ، يناديه : اضرب بخنجرك الارض اضربها ابنة الكلب لتستيقظ (*)
هكذا صرت اشتاق روايات حنا مينه كما اشتاق وجه صديق حميم ومعلم كبير ومربي عظيم ..حنا مينه الذي تخرج في امواج البحروالمنافي وجمرات اليسار الشامي كانت الكتابة له تجربة حية عظيمة لاتجربة قراءة كتب ..أعلى شهادة دراسية نالها هي مرحلة الابتدائية فقط وهو يعي قبل ان تتلفظ به شخصية لورانس شعلول (‘إن كلية الآداب لاتخرّج أدباء ،وإلاّ لأمتلأت دنيانا بأكلة الهواء هؤلاءص21/ عاهرة ونصف مجنون )
(*)
الفقر والجوع والمطاردة : مثلث حنّا مينه المتساوي الاوجاع ..منذ نعومة البنفسج صار حنّا ،معيلاً للعائلة ومناضلا يساريا ..هل أسمه حنّا مينه ..فقط ؟ ام هو مصابيحنا التالية : المصابيح الزرق ..الشراع والعاصفة..الثلج يأتي من النافذة ..الياطر ..بقايا صور..المستنقع..القطاف ..الابنوسة البيضاء..المرصد..حكاية بّحار..الدقل ..المرفأ البعيد ..الربيع والخريف ..مأساة ديمتريو..حمامة زرقاء فوق السحب ..نهاية رجل شجاع..الولاعة ..فوق الجبل وتحت الثلج ..الرحيل عند الغروب..النجوم تحاكي القمر..القمر في المحاق ..المرأة ذات الثوب الاسود..حدث في بيتاخو ..عروس الموجة السوداء..المغامرة الاخيرة.. الرجل الذي يكره نفسه ..الفم الكرزي..حارة الشحادين ..صراع امرأتين ..ناظم حكمت : السجن ،المرأة ، الحياة ..ناظم حكمت ثائراً..هواجس في التجربة الروائية ..كيف حملت ُ القلم ؟..البحر والسفينة ..وهي ! حين مات النهد ..شرف قاطع طريق ..الذئب الاسود..الأرقش والغجرية..النار بين أصابع امرأة .. عاهرة ونصف مجنون ....ومن حقي كقارىء المباهلة بهذه المؤلفات الثرة التي قرأتها وتعلمت منها وما ازال...



#مقداد_مسعود (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فقه اللذة
- أرى الرائحة..(ذكريات محرّمة) للروائية نور عبد المجيد
- كلام الوجه / في....( نساء ولكن )للروائية نور عبد المجيد
- رواية عراقية مشتركة
- ناجي العلي
- هواء محبوس..(منازل الوحشة ) للروائية دُنى غالي
- المكان كوظيفة اختلاف الروائية دُنى طالب في (النقطة الأبعد)
- الترشيق السردي /الكائن الوظيفي...(كبرتُ ونسيتُ أن أنسى) للرو ...
- الفرشاة تسرد المرايا الروائية إلهام عبد الكريم في (نساء)
- كوكب كربلاء
- الغريب في زوجته...ومحمود درويش ..و(مسك) إسماعيل فهد اسماعيل
- تقشير القميص / مسافة المعنى...(قياموت) للروائي نصيف فلك
- الغرف كفهرس قراءة (الطلياني) للروائي شكري المبخوت
- شفرات النص..ومفروزات الكحل والزبيب مقداد مسعود في ديوانه (ما ...
- بنات كيفان / أولاد فؤادة . الروائي سعود السنعوسي في (فئران أ ...
- الخالة مليكة : ماء وضوء...في (من يرث الفردوس) للروائية لطفية ...
- كتابة المكان..في (خرائط الشتات) للروائي محمد عبد حسن
- عيش في مقبرة / ياسمينة صالح في روايتها (وطن من زجاج)
- وطن من زجاج
- جغرافية بدرجة مقدس..(أرتطام لم يسمع له دوي) ..بثينة العيسى


المزيد.....




- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...
- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...
- لواء اسرائيلي: ثقافة الكذب تطورت بأعلى المستويات داخل الجيش ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مقداد مسعود - حنّا مينة...بدون مناسبة