أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عدنان حسين أحمد - أفلام روائية كردية تستلهم قصصها من السجون التركية















المزيد.....

أفلام روائية كردية تستلهم قصصها من السجون التركية


عدنان حسين أحمد

الحوار المتمدن-العدد: 4989 - 2015 / 11 / 18 - 18:52
المحور: الادب والفن
    


يستلهم غالبية المخرجين الكرد في تركيا قصص أفلامهم السينمائية من الانقلاب الثالث الذي هيمن فيه الجنرال كنعان إيفرين على مقاليد السلطة في الجمهورية التركية إثر الانقلاب الناجح الذي نفّذه مع أربعة ضباط كبار تدعمهُ الولايات المتحدة الأميركية التي فقدت آنذاك حليفها الأكبر في إيران. كانت الحجة الرئيسة لإيفرين في تنفيذ هذا الانقلاب هي حماية الأفكار العلمانية التي طرحها الزعيم الراحل كمال أتاتورك الذي كان يعتقد جازمًا، هو وأتباعه من جنرالات الجيش، أن أحد أسباب تدهور الإمبراطورية العثمانية وانهيارها هو ارتباطها بالعالمين العربي والإسلامي فلا غرابة أن يتجه قادة تركيا العلمانيين تحديدًا صوب الغرب، ويتطلعون إلى أن يكونوا جزءًا منه، ومكونًا أساسيًا من اتحاده الأوروبي الذي لا يزال يعتقد بأن تركيا لم تستجب لاشتراطات منظومة القيم الديمقراطية التي تتميز بها أوروبا عن بقية القارات الخمس لذلك يرفضون على الدوام قبول ضم هذه الدولة الإسلامية التي لا تتورع عن السجن والتعذيب والإعدامات السرية والعلنية.
يعتبر الانقلاب الثالث الذي قاده إيفرين في 12 سبتمبر 1980 هو الأكثر دموية في تاريخ تركيا بعد الانقلابين اللذين حدثا في عامي 1960 و 1971 لكنهما كانا أخفّ وطأة من إنقلاب إيفرين الذي حلّ فيه البرلمان والأحزاب السياسية، وألغى الدستور، وتولى رئاسة مجلس الأمن القومي التركي، وقام بتسيير شؤون البلاد حتى عام 1982 حيث فاز في الانتخابات الرئاسية فوزًا كاسحًا بعد أن صوّت له الشعب التركي بنسبة 90% ليصبح رئيسًا منتخبًا للبلاد لسبع سنوات قادمات غيّر فيها الدستور مُحصنًا نفسه مع الضباط الأربعة من المادة رقم 15 لكي يبقوا جميعًا في منأى عن الملاحقة القانونية.
تؤكد المعلومات الموثقة للمؤرخين، والمتابعين السياسيين، والكُتّاب المعارضين للحكومات الرسمية المتتابعة بأن عدد الذين أعدموا خلال السنوات الثلاث الأولى من الانقلاب كان 50 شخصًا، وأن عدد المعتقلين قد بلغ 650.000 مواطن، تعرض غالبيتهم إلى التعذيب الجسدي والنفسي، وقد بلغت حالات الوفاة جرّاء التعذيب 299 حالة، فيما اختار عشرات الآلاف منهم الرحيل إلى المنافي الأوروبية والأميركية.
وعلى الرغم من أن السجون التركية متشابهة لأنها تخضع لنفس قوانين السلطة المركزية إلا أن السجون الواقعة في جنوب شرق تركيا قد شهدت عمليات تعذيب مروعة كما هو الحال في مدن آمد، دياربكر، ماردين، شرناق، تونجلي، أرضروم، وان، غازي عنتاب وهاكاري وسواها من المدن التركية ذات الغالبية الكردية.
يتضمن برنامج الدورة التاسعة لمهرجان لندن للفيلم الكوردي تسعة أفلام روائية طويلة بينها خمسة أفلام تركية تتطرق معظمها إلى السجون والمعتقلات وما يحدث من تعذيب وانتهاكات لحقوق الإنسان وخاصة الأقليات والأثنيات العرقية والدينية مثل الكورد والعرب والأرمن والآشوريين والشركس واللاز والبلغار والغجر واليهود والبوسنيين والألبان والجورجيين وما إلى ذلك. وفي هذه الدورة ثمة تركيز على السِريان الذين تعرضوا بدورهم إلى اضطهاد مزدوج من قبل الدولة تارة ومن قبل بعض المتشددين الإسلاميين الذين دمروا الكثير من المواقع التاريخية والدينية لهم والتي تعتبر جزءًا مهمًا من التراث العالمي. ثمة مشاهد ولقطات كثيرة مؤثرة جدًا في فيلم "ذهبوا، الآخر والمجهول" وفي العنوان الأصلي "الشاعر والمجهول" الذي سنفرد له مقالة نقدية خاصة به. في هذا الفيلم الذي تألق فيه كنان كوركماز ثمة من يهاجر إلى المنفى بحثًا عن حياة أفضل بسبب ما لقيه هو وأسرته من متاعب جمة فوجد في المنفى حلاً فرديًا.
يحضر السجن بقوة في فيلم "اتبع صوتي" لحسين قره بي حيث لا نرى الأب "تيمو" إلا في بداية الفيلم ونهايته ذلك لأن الجندرمة التركية قد أودعته السجن بسبب تهمة لا أساس لها من الصحة وهي حيازة سلاح غير مرخّص وحينما يُخلى سبيله نرى آثار الضرب والكدمات على وجهه مع أنه لم يرتكب أي مخالفة قانونية. وقد حصل التعذيب في سجن عسكري قريب من بحيرة "وان" المشهورة بهدوئها وجمالها الذي يُنتهك يوميًا.
ربما يكون الفيلم الروائي الثالث "العربة الزرقاء" للمخرج التركي عمر ليفينت أوغلو هو الأشد قسوة من بين الأفلام الخمسة المشاركة في المهرجان ذلك لأن العسكر ينقلون النزلاء من سجن إلى آخر بواسطة سيارة زرقاء لا ينفذ إلى جوفها، المخصص للسجناء، القدر الكافي من الهواء الأمر الذي يعرّضهم للاختناق غير مرة، كما أنهم لا يحصلون على ما يروي ظمأهم من الماء على الرغم من وجود طبيبة معهم لكنها لم تُحَط علمًا بما يجري داخل هذه العربة الزرقاء، ولا المكان الذين يتوجهون إليه.
لا يخرج الفيلم الرابع عن هذا الإطار الذي يحرم الإنسان من أبسط حقوقه المعروفة مثل حرية السكن ففي فيلم "أغنية أمي" لإيرل مِنتاش لا تستطيع العائلة العودة إلى المحلة التي هُجِّر منها الأكراد لأسباب أمنية لذلك تظل السيدة نيغار تحلم بالعودة إلى تلك المضارب التي نشأت فيها واعتادت عليها بخلاف الحياة الموحشة التي تحياها في شقة معلقة في بناية لا يعرف فيها الجار جاره.
يناقش الفيلم الروائي الخامس "السقوط من الجنة" لفريت فراهان موضوع التفرقة العنصرية التي يعاني منها المواطنون الكرد فهم الذين يبنون العمارات الشاهقة لكنها حينما تكتمل يُمنعون حتى من المرور أمامها.
يمكننا القول إن غالبية الأفلام الكردية التي تُنتج في تركيا تحديدًا تتمحور على السجون والمعتقلات السرية والعلنية ومعاناة المواطنين الكرد فيها بوصفهم أناسًا من الدرجة الثانية وهذا ما لا يقبل الكرد أو غيرهم فيجب معاملة جميع المكوِّنات البشرية كمواطنين من الدرجة الأولى، فلقد ولّت إلى الأبد سياسة السادة والعبيد التي عفا عليها الزمن ومن المخجل أن تميّز الحكومات المتعاقبة أبناءها على أساس اللون أو الدين أو العِرق أو الطائفة.
تجدر الإشارة إلى أن قبضة الحكومة التركية قد ارتخت الآن وبات ممكنًا إنجاز أفلام تنتقد سياسة الدولة وتطالب بمزيد من الحقوق والحريات وهذه إشارة خير نتمنى أن تتكرّس حقا. وربما تكون باقة الأفلام الوثائقية في هذا المهرجان دليلاً على أن القمع المتواصل لم يعد ممكنًا وإن الاستجابة لحقوق القوميات والأقليات التي تعيش في تركيا باتت أمرًا واقعًا وحقيقة ملموسة لا يمكن تفاديها أو غضّ الطرف عنها.



#عدنان_حسين_أحمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سائق الحرب الأعمى الذي قاد العراقيين إلى عين العاصفة!
- الدورة التاسعة لمهرجان لندن للفيلم الكردي
- المفاجأة والتشويق في ذِئبة الحُب والكُتُب
- رواية متشظيّة بتسع وحدات قصصية رشيقة
- الباندا. . . الحيوان الأكثر فتنة وجمالاً على الأرض
- ضعف السيناريو في فيلم قلوب متحدة لحسن كيراج
- السخرية السوداء في مياه حازم كمال الدين المتصحِّرة
- حكايتنا. . . فيلم عن السجون التركية في عهد الجنرالات
- أدب السجون في تجربة الكاتب ياسين الحاج صالح
- الدورة التاسعة والخمسون لمهرجان لندن السينمائي 2
- الدورة 59 لمهرجان لندن السينمائي 1
- نازك الملائكة وهاجس التجديد
- كيف روّضت باريس الوحش النازي؟
- استرجاع ذاكرة الطفولة والمكان في فيلم ما تبقى منكِ لي
- الجيكولو في مخالب المتعة
- الروائية العراقية سميرة المانع تترجم صباح الخير يا منتصف الل ...
- قنبلة المخرج الأميركي رَشمور دينُويَر
- بانتظار مامو. . . البطلة التي أخرجت 100 طفل من السجون النيبا ...
- المخرج جوناثان هالبرين وموت عقد الستينات
- محاكمة الفكرة المستحيلة في ليلة الهدهد


المزيد.....




- فنان إيطالي يتعرّض للطعن في إحدى كنائس كاربي
- أزمة الفن والثقافة على الشاشة وتأثيرها على الوعي المواطني ال ...
- -كائناتٌ مسكينة-: فيلم نسوي أم عمل خاضع لـ-النظرة الذكورية-؟ ...
- مصر.. الفنان بيومي فؤاد يدخل في نوبة بكاء ويوجه رسالة للفنان ...
- الذكاء الاصطناعي يعيد إحياء صورة فنان راحل شهير في أحد الأفل ...
- فعالية بمشاركة أوباما وكلينتون تجمع 25 مليون دولار لصالح حمل ...
- -سينما من أجل غزة- تنظم مزادا لجمع المساعدات الطبية للشعب ال ...
- مشهور سعودي يوضح سبب رفضه التصوير مع الفنانة ياسمين صبري.. م ...
- NOW.. مسلسل قيامة عثمان الحلقة 154 مترجمة عبر فيديو لاروزا
- لماذا تجعلنا بعض أنواع الموسيقى نرغب في الرقص؟


المزيد.....

- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو
- الهجرة إلى الجحيم. رواية / محمود شاهين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عدنان حسين أحمد - أفلام روائية كردية تستلهم قصصها من السجون التركية