الدورة التاسعة لمهرجان لندن للفيلم الكردي

عدنان حسين أحمد

الحوار المتمدن-العدد: 4980 - 2015 / 11 / 9 - 11:12
المحور: الادب والفن
    

تنطلق في الثالث عشر من نوفمبر الجاري فعاليات الدورة التاسعة لمهرجان لندن للفيلم الكردي وتستمر لغاية العشرين منه. وسوف يتم عرض 30 فيلمًا بينها تسعة أفلام روائية طويلة، وأحد عشر فيلمً وثائقيًا، وعشرة أفلام قصيرة تتنافس على جائزة يلماز غوناي لمسابقة الفيلم القصير التي بلغت عامها الخامس. تألفت لجنة التحكيم لهذه الدورة من خمس شخصيات سينمائية معروفة وهي على التوالي جوليا ساكو، لاورا إيفرز جونز، بري إبراهيم، شلير . ب . مردوكي وسونجيم كوجر.
إن ما يلفت الانتباه في هذه الدورة هو تقلص عدد الأفلام من 120 فيلمًا كمعدل عام إلى 30 فيلمًا تتيح للمتلقين من محبي السينما الكردية مشاهدتها جميعًا إن هم أرادوا ذلك. ففي المهرجانات المزدحمة برامجها يتحسّر المُشاهد أو الضيف المدعو للمهرجان لأن ثلاثة أرباع الأفلام المشاركة تفوته ولا يتمكن من مشاهدتها لأن كل ثلاثة أو أربعة أفلام تُعرض في آنٍ واحد.

الأفلام الروائية
على الرغم من أهمية الأفلام الروائية التسعة المشاركة في هذه الدورة إلاّ أن القائمين على المهرجان اختاروا فيلم "ذكريات منقوشة على الحجر" للمخرج الكردي العراقي المعروف شوكت أمين كوركي كي يكون فيلمًا للافتتاح. ولعل شهرة كوركي تعود إلى فيلميه السابقين أيضًا وهما "عبور الغبار" Crossing the dust و "ضربة البداية" Kick off اللذين حصدا العديد من الجوائز في المهرجانات المحلية والعالمية وفيلم الافتتاح الذي نحن بصدده. لا يخرج عن موضوع الأنفال أو بقية القضايا المتعلقة بالشعب الكردي وما لقيه من عسف وظلم خلال سنوات الحكم الدكتاتوري السابق إلاّ أن المخرج لا يحبّذ الخوض في الثيمات التحريضية المباشرة فلاغرابة أن يشيّد الهيكل المعماري للفيلم على جيلين مختلفين كان الأول ضحية للأنفال ووقودًا لنيرانها المستعرة آنذاك لكنه لا يؤمن بالسينما، ولا يثق بأبعادها الفنية والفكرية والجمالية، بينما يبذل الجيل الثاني كل ما بوسعه من أجل توثيق عملية الأنفال وتجسيدها على الشاشة البيضاء مهما كلّف الأمر. جدير ذكره أن فيلم "ذكريات منقوشة على الحجر"Memories On Stone يتنافس ضمن القائمة الطويلة على جائزة الأوسكار لعام 2016 عن فقرة الأفلام الأجنبية.
لا تقل شهرة المخرج هشام زمان عن صديقة كوركي فقد حصد العديد من الجوائز عن فيلمه السابق "قبل سقوط الثلج" كما نال فيلمه الأخير "رسالة إلى الملك"Letter to the King جائزة أفضل فيلم أسكندنافي في مهرجان غوتبرغ السينمائي حيث يقوم خمسة لاجئين في النرويج برحلة إلى العاصمة أوسلو ويواجهوا مصائر مختلفة لكن الشيئ الوحيد الذي يجمعهم هو الرسالة التي يكتبها ميرزا، الرجل الطاعن في السن والذي يبلغ عمره 83، ويريد تسليمها إلى ملك النرويج شخصيا.
تُعتبر الهجرة من الثيمات الأساسية التي لا تخلو منها أي دورة من دورات المهرجان، وفي هذا العام سوف يُقدّم المخرج كِنان كوركماز فيلم "الذهاب، الآخر والمجهول" Gone: The Other and The Unknown الذي يتناول مشكلة السريان الذين عاشوا في ما بين النهرين، موطنهم الأصلي، والذي يغادرونه في الأعم الأغلب بسبب القمع والإرهاب، لكن رئيس القرية يرفض الهجرة مهما تفاقمت الظروف. تتجلى ثيمة الفيلم من خلال ولديه حيث يقرر جوزيف الهجرة فيما يرابط يوهان مع أبيه، ثم يبدأ كل منهما في مساءلة نفسه بصدد القرار الذي اتخذه.
تحضر فكرة القمع بقوة في ثلاثة أقاليم كردية إذا ما استثنينا العراق حاليًا، فوضع الأكراد في سوريا وتركيا وإيران لا يُحسدون عليه، وفيلم "تعال إلى صوتي"Come to My Voice للمخرج حسين قره بي يعالج هذا القمع حتى وإن اقتصر على أسرة واحدة تعيش في منطقة جبلية نائية حيث يقْدم جنود أتراك على اعتقال والد جيان بتهمة حيازة بندقية ولن يخلوا سبيله ما لم يسلِّم البندقة إلى الدولة لكن المشكلة الحقيقية أنه لا يمتلك بندقية أصلاً فكيف يُرجعها؟ تقوم الجدة بيرفه برحلة شاقة مشيًا على الأقدام مع حفيدتها جيان علّها تشتري بندقية وتطلق سراح ولدها المُرتهن في السجن.
يرصد فيلم "أغنية لأمي" Song of My Mother لإيرول مِنتاش العلاقة بين الأم وابنها من جهة، وبين الابن وصديقته من جهة أخرى حيث يبذل قصارى جهده لمساعدة الأم التي تتحرق شوقًا لقريتها لكنه يكتشف أن صديقته قد أصبحت حاملاً وعليه أن يختار بينها وبين أمه. فاز هذا الشريط الروائي بجائزة أفضل فيلم في مهرجان سراييفو السينما الدولي.
يصطحبنا باتن قوباذي إلى المناطق الجبلية الوعرة في كردستان العراق في فيلم "ماردان" Mardan هذا المقاتل الكردي المُثقل بالهموم. فحينما تأتي ليلى، وهي شابة كردية تبحث عن مُراد المفقود منذ بضعة أيام يقع ماردان في حبها فتتعقد الأمور. ثم يتفاقم وضعه النفسي حين يبحث عن مراد في الجبال الوعرة التي تعيد له جانبًا من ذكريات طفولته المستباحة من قبل شذّاذ الآفاق. جدير ذكره أن باتِن قوباذي هو الشقيق الأصغر للمخرج الكردي الإيراني المعروف بهمن قوباذي.
لا يمكن تفادي العلاقة بين الشرق والغرب طالما أن هناك ملايين المهاجرين والمُقتلعين من جذورهم قد تركوا بلدانهم وجاؤوا يبحثون عن الحرية، والأمان، والعيش الرغيد وما إلى ذلك. وفيلم " Pitza e datteri" لفاريبورز كمكاري يعالج هذه العلاقة الإشكالية بين المهاجرين وبلد اللجوء إيطاليا حيث تدور الأحداث في فينيسيا وسوف يكون بيبي هو حلقة الوصل بين الثقافتين بعد أن يصل صلاح الدين إلى المدينة قادمًا من أفغانستان. لا يخلو الفيلم من غرابة وكوميديا سوداء نجحت في الكشف عن الجوانب الخفية التي انطوى عليها الفيلم في بنائه الرصين ذي الطبقات المتعددة.
لا يخفت التوتر بين المواطنين الأتراك والأكراد طالما أن الجمر لم ينطفئ كليًا تحت الرماد. ففي فيلم "السقوط من الجنة" The Fall from Heaven لفريد كاراهان تتغير المهندسة الكهربائية بعد مقتل أخيها في مواجهة عسكرية مع الأكراد. وحينما يموت أحد العمال في حادثة تتردد في إرسال جثمانه إلى ذويه فتعيش صراعًا مريرًا بين ضميرها وضغط الظروف المحيطة بها.
يركز المخرج عمر ليفينت أوغلو في فيلم "العربة الزرقاء" Blue Van على عملية نقل النزلاء من سجن إلى آخر وهي مسألة طبيعية لكنها تخرج عن المألوف حينما تجد الدكتورة بِنار نفسها في سيارة جيب عسكرية لتذهب إلى سجن الدولة بوصفها طبيبة متخصصة. وعلى مدى ليلة ونهار كامل سوف تنقلب حياتها رأسًا على عقب وتؤسس نمطًا جديدًا من العلاقة بينها وبين المجتمع من جهة، والحياة من جهة أخرى. تألفت لجنة اختيار الأفلام الروائية من خمس شخصيات سينمائية وهم محمد أكصوي، أليسا تيموشكينا، بري إبراهيم، شلير مردوكي وهاجو جيكو.

الأفلام الوثائقية
اشتمل برنامج الأفلام الوثائقية لهذه الدورة على أحد عشر فيلمًا تمحورت ثيماتها على الحرب والإرهاب والتصفيات الجسدية لكن المخرجين الكرد لم يهملوا الموضوعات الاجتماعية والثقافية والتراثية التي تهم المواطن الكردي في الجهات الأربع لكردستان.
كان ظهور داعش مفاجئًا وصاعقًا لكل الناس حينما اجتاح مدينة كوباني في الإقليم الكردي السوري. وقد كانت المقاومة الكردية لافتة للأنظار إذ تصدوا لوحوش داعش وهزموهم شرّ هزيمة. لم يكتفِ فيلم "قبل الفجر" Before Dawn بتسليط الضوء على المعارك الضارية التي خاضها المقاومون الكرد لكنه ركز على قصة ريمو بوصفها أنموذجًا لبطولة هذا المقاتل الذي تحمّل مختلف أنواع التعذيب حينما كان مُعتقلاً ولكنه لم ينكفئ على عقبيه عندما حانت ساعة المواجهة والتحرير. الفيلم من إخراج عمر ليفينت أوغلو وإحسان كجار.

هل يستطيع العسكر التركي أو الأجهزة الأمنية طمس الغناء التراثي الكردي. فالـ "دنغبيج" Dengbej هو نمط من الغناء الكردي الذي يعود إلى مرحلة ما قبل الإسلام حيث كان الناس ولا يزالون يتحلقون حول الراوي أو المغني الذي يروي أحزان الناس وأفراحهم بطريقة غنائية لكن الانقلاب العسكري الذي قاده الجنرال كنعان إيفرين عام 1980 طمس هذا التقليد أو كاد. فلاغرابة أن تمنع السلطات التركية الشعبَ الكردي في السنوات السابقة من الحديث باللغة الكردية. يحتفي هذا الفيلم الذي أخرجه محمد هادي سومر بشخص كردي يحتفظ بأشرطة تسجيلات الـ "دنغبيج" كي يحافظ على هذا التاريخ الممنوع!
حظيت محنة الإيزيديين باهتمام المخرجين الوثائقيين الكرد وعلى رأسهم المخرج العراقي الكردي ريكيش شاهباز الذي صوّر في فيلمه "رقم 73" Number 73 المذبحة المروّعة، والإعدامات الجماعية، والاسترقاق. يتابع شاهباز أيضًا مقاتلاً شابًا يبذل قصارى جهده لإنقاذ والديه اللذين لم يفلحا في الهروب من القرية المحاصرة التي اندفعت منها موجة اللاجئين الأولى التي توزعت على معظم المدن في إقليم كردستان العراق. وفي السياق ذاته يتناول فيلم (N) لياسمان شريف مانيش موضوع داعش الذي شرّد المواطنين العراقيين المسيحيين من ديارهم فلم يجدوا بُدًا من اللجوء إلى إقليم كردستان بوصفه الملاذ الآمن لهم.
يروي فيلم "أمل" Hope للمخرج يوسكيل يافوز قصة أربع نساء كرديات وهنّ أرين كسكين، غولتِن كيساناك، آيسل توغلوغ وسكينة جانسز اللواتي خضن العديد من المعارك من أجل الاستقلال والحرية والعيش الكريم. في عام 2013 أغتيلت جانسز في باريس مع اثنتين من رفيقات الدرب. وفيلم "أمل" مكرس لنضالهن ورغباتهن وآمالهن.
يتناول "دودة الوقت" Time Worm لسِنا باشوز إنتاج الحرير، هذه المهنة القديمة التي جلبت الجمال والدمار في آنٍ معًا حيث ألحقت ضررًا كبيرًا بإقليم ديار بكر شرقي تركيا.
أفضى الإنقلاب العسكري في 12 سبتمبر 1980 إلى اعتقال أعداد آلاف من المواطنين الأبرياء الذين تعرضوا لمختلف أصناف التعذيب. كما شنُق بعضهم وأُلقي البعض الآخر في أحواض الأسيد أو تمّ رميهم من طائرات الهليكوبتر من ارتفاعات شاهقة. يسرد هذا الفيلم قصة "الأم بيرفو" Mother Berfo التي تنتظر ابنها جميل لمدة 33 سنة بعد أن زجّوه في السجن وتوارى عن الأنظار نهائيًا لكنها ظلت تبحث عن جواب حتى لفظت نفَسها الأخير.
يتابع سفاز بويراز مخرج الفيلم الوثائقي التجريبي "في غضون ذلك" Meanwhile مجموعة من المحاربين في جبال كردستان لمدة يوم واحد. ويركز على التوحّد الإنساني مع الطبيعة التي تتحدث بلسان فصيح وإن كان الفيلم صامتا. أما في فيلمه الثاني "مناظر لا مرئية" Invisible Landscapes فيركز على مجموعة من المهربين الذين كانوا يتسللون عبر الحدود ليهرِّبوا أشياء مألوفة وأخرى خارجة عن المألوف هذه المرة.
يروي فيلم"الرقص من أجل التغيير" Dancing for change للمخرجة الإيرانية الكردية شهرزاد أرشدي قصة مجموعة من النساء العلمانيات والاشتراكيات في العالم الإسلامي ورؤيتهن لعالم أفضل. يتسم هذا الفيلم بجرأة غير معهودة قد لا تتوفر عليها المخرجة لو كانت تعيش في إيران لكنها حزمت حقائبها ويممت وجهها شطر الأصقاع الكندية النائية. لا تقتصر موهبة أرشدي على الإخراج السينمائي فهي رسّامة، ومصورة فوتوغرافية، وناشطة سياسية معارضة للنظام الثيوقراطي الإيراني.
يتمحور الفيلم الوثائقي الأخير "كردستان بلدي" My Country Is Kurdistanلإبراهيم يلديرم على موسيقي كردي يردد صوت نايه قصة الناس الأكرد، وهجرتهم، وحبهم، ورغبتهم في وطن حر. في هذا الفيلم المثير للشجن يروي المخرج قصة حياته التعبيرية بواسطة الموسيقى التي يفهما الناس جميعا. أما لجنة اختيار الأفلام الوثائقية فقد انحصرت بثلاثة أسماء مهمة وهي مزكين مزدة أرسلان، باتريك هورلي وهاردي دمافاند صالح.

الأفلام القصيرة
يشترك في مسابقة يلماز غوناي للأفلام القصيرة عشرة أفلام تتناول موضوعات متنوعة من بينها التهجير القسري، ومخلفات الحرب وتداعياتها الخطيرة، وحظر اللغة الكردية، والغربة وبعض الثيمات الاجتماعية التي يزخر بها المجتمع الكردي الموزع بين العراق وتركيا وسوريا وإيران. وأول هذه الأفلام هو فيلم "الصياد السيئ"Bad Hunter لسهيم عمر خليفة الذي يروي حادثة اغتصاب ابنة الراعي ويساعدها في تعديل مظهرها الخارجي علّها تنجو من العقاب الأسري. وسهيم من المخرجين السينمائيين الشباب الذين يعِدون بمستقبل زاهر وقد فاز فيلمه القصير "ميسي بغداد" Baghdad Messi بالعديد من الجوائز. وهو يمتلك عين سينمائية ذكية قادرة على التقاط الصورة الفنية الجميلة التي يدهش بها متلقيه.
يروي فيلم "سبع حجرات"Seven Stones لفاطمة داستمارد قصة سبعة أطفال يلعبون بكرة قرب النهر بينما تحلّق فوقهم حوّامة عسكرية ستُغير مجرى الأحداث حينما يذهب برهان لجلب الكرة التي رماها بعيدًا فينجو مما لا تُحمد عقباه.
تشتمل المسابقة على أفلام التحريك ومن بينها فيلم "والآن الرجل"And now the man لإيراج محمدي رزيني الذي يتتبع حلم امرأة تتحول عيناها إلى طائر يبدأ برحلة عبر الزمان والمكان. يتيح هذا الفيلم خيالاً واسعًا لتفسير الأبعاد الرمزية من خلال التفاعل بين الصور المجازية البسيطة والمعقدة.
ثمة فيلم آخر من أفلام التحريك يخوض غمار هذه المسابقة وهو "واحدة من بين آلاف" One of thousands لباران محمد ريحاني الذي يتمحور على الفتيات الفقيرات في آسيا حيث ينسجن أحلامهن في سجادات معقدة لافتة للأنظار.
يتعاطى سيرهات كاراسلان في فيلم "آيس كريم" Ice cream مع ثيمة بسيطة تقوم على مقايضة بعض الحاجيات المنزلية بالآيس كريم لكن روشهات يتعلم كيفية الاحتفاظ بالأشياء التي لا تفرِّط بها أمه.
ثمة أفلام خفيفة الظل ولا تخلو من مشاكسة مثل فيلم "مايكروفون" Microphone لكريم غفور فتّاح الذي يسلط الضوء على طفل مشاكس يدخل إلى الجامع كي يقضي حاجته لكنه يحوِّل فضاء الجامع إلى ساحة للعب بينما تبقى أمه عند الباب لأن البواب الأخرس لا يسمح بدخول النساء.
تلقي الحرب بظلالها من خلال فيلم "قرص الهوية" Steel Nameplate لزانيار عزيزي حيث نشاهد مردان بين أناس كثيرين يبحثون عن الجثث المفقودة لذويهم وأقربائهم في المناطق الكردية. تتكرر ثيمة الحرب من خلال فيلم "ليلة طويلة" A long night لكاميران بيتاشي حيث تترك امرأة زوجها في كردستان العراق بعد انهيار الثورة عام 1975 وتتجه مع طفليها في رحلة إلى إيران بهدف إيجاد حياة أفضل لكنها تدفع الثمن غاليا.
يتحدى الفتى علي في فيلم "لبن" Yoghurt لتحسين أوزمن الحظر الذي تفرضه الحكومة التركية على اللغة الكردية فيوزع شريطاً موسيقيًا كرديًا كان الجد يفضِّل الاستماع إليه.
تُختم مسابقة يلماز غوناي بفيلم "تسجيل" Record لهاوراز محمد حيث يقوم أبوَان بتسجيل فيديو لجانب من حياتهم الأسرية ويبعثان الشريط إلى ولدهم المغترب علّه يتجاوز الغربة وينتصر على العزلة التي يعيشها في منفاه الأوروبي البعيد. وفيما يتعلق بلجنة انتقاء الأفلام القصيرة المشاركة في مسابقة يلماز غوناي فقد شملت هذا العام خمس شخصيات سينمائية وهي باشاك بايهان، ملك أردال، أوليفيا واتسون، هافي إبراهيم وسِنا فتّاح. ولابد من الإشارة إلى دور الأستاذ عطا مفتي، ليس بوصفه رئيسًا للمهرجان، وإنما العصب النابض في كل تفاصيله الصغيرة منها والكبيرة على حد سواء.
ضمن فعاليات الدورة السابعة لمهرجان الفيلم الكردي في لندن عام 2011 تمّ عرض فيلم Bark للمخرج عمر جاكان. تدور أحداث هذا الفيلم في قرية نائية أُخليت من قبل قوات الأمن التركي من ساكنيها ولم يبقَ فيها سوى زوجين طاعنين في السن وشاب يافع فقدَ أسرته ولا يريد أن يترك قريته لأنها تحتضن قبور أهله وذويه. فيجد ضالته في مساعدة الزوجين المُسنّين. هذا الفيلم مستمد من قصة حقيقية لم يُضف إليها المخرج سوى بعض اللمسات الفنية التي عمّقت من الدور الذي جسّده الفنان حاجي لقمان بيرليك.
في الثاني من أكتوبر 2015 أقدمت الشرطة التركية على إعدام الممثل حاجي لقمان ثم أمعنت في الإساءة إليه حينما سحلت جثته في شوارع شرناق لعدة ساعات. وإحياءً لذكرى هذا الفنان الشاب قرر القائمون على المهرجان إعادة عرض فيلم Bark كنوع من الاحتجاج على قتلته، وتحريض الرأي العام للاقتصاص من المجرمين الذين قتلوه وسحلوا جثته في رابعة النهار وهم يصورونه ويكيلون له الشتائم البذيئة. وبهذا سوف يكون العدد الكلي لإفلام المهرجان هذا العام 31 فيلمًا. وكعادة القائمين على المهرجان في كل دورة سوف يكون هناك تقديم للأفلام المعروضة وتعقبها نقاشات مستفيضة مع مخرجي الأفلام وبعض الممثلين الذين جسدوا الأدوار الرئيسة فيها.

#عدنان_حسين_أحمد (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات