أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد ضياء عيسى العقابي - للحماقة في الغرب أكثرُ الأحبة














المزيد.....

للحماقة في الغرب أكثرُ الأحبة


محمد ضياء عيسى العقابي

الحوار المتمدن-العدد: 4989 - 2015 / 11 / 18 - 11:55
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


للحماقة في الغرب أكثرُ الأحبة

"للحماقة في الغرب أكثر الأحبة" ... هذا قول لأحد السياسيين البريطانيين في مقالة له في صحيفة "الغارديان" وهو يعقّب على مواقف الدول الغربية حيال سوريا والإرهاب بمناسبة حصول الهجمات الإرهابية في باريس التي راح ضحيتها (132) شهيداً و(349) مصاباً حسبما نقلت فضائية "الميادين" بتأريخ 17/11/2015.
نعم... اللعب بالنار والمجازفة والعبث بحياة ومصالح الناس ليست بالممارسات الجديدة على الحكومات الغربية الإمبريالية بل مارستها منذ قرن تقريباً وعلى طول الخط بسبب إحتياج تلك الحكومات لأمثال هذه الممارسات لأنها تمثل علاجاً، ولو آنياً، لرأسماليتهم المأزومة بطبيعتها كنظام إقتصادي – إجتماعي أنتج الإمبريالية؛ ووصف تلك الرأسمالية بابا الفاتيكان الحالي بـ "المتوحشة"(1).
جازفت هذه الحكومات الغربية بالسماح (على أقل تقدير) بتأسيس المنظمات الإرهابية على الأرض السورية وقبلها العراقية، وفي الوقت المناسب "تطوعت" لمحاربة داعش في سوريا والعراق ولكنها، الحكومات، إتخذت من داعش غطاءً لمحاولة فرض تغييرات سياسية لصالحهم ولصالح إسرائيل في كل من سوريا والعراق.
في خضم هذا الجو العبثي واللعب بالنار إستطاع الإرهاب من تمكين نفسه في تلك الدول الغربية ومنها فرنسا وإستطاع القيام بأعمال إرهابية مدوّية تلائم حساباته خاصة عندما يتعرض لهزائم في العراق وسوريا، على يد الحكومتين، تطيح بالهالة التي رسمها لنفسه وضخمها الإعلام الغربي لأغراض تكتيكية، فيلجأ الى تداركها.
وهكذا جاءت ضربات باريس الموجعة على يد داعش الذي أثار الرأي العام في أوربا الغربية وأمريكا فاندفعت الجماهير تطالب بالكف عن العبث واللعب بالنار فقد قال لسان حالهم "وصلتنا النار فكفى عبثاً وتعاونوا مع الحكومة السورية الشرعية المعادية للإرهاب ومع روسيا والعراق وإيران، وإبتعدوا عن إرهاب السعودية الوهابية وأردوغان العثماني الجديد وقطر الطيارة الصغيرة المسيَّرة".
قلتُ هذه ليست أول مرة يعبث بها الإمبرياليون ويسببون الويلات لشعوب الأرض الفقيرة وسرعان ما تنتقل الى شعوبهم.
عند صعود هتلر والنازية والفاشية في أوربا قبل إندلاع الحرب العالمية الثانية، ذلك الصعود الذي ساهم الغرب نفسه في تدعيمه بغضه النظر عن معاهدات الإستسلام في الحرب العالمية الأولى التي حرّمت تسلّح ألمانيا ثانية ووضعت شروطاً قاسية؛ لكن هتلر تمكن من إعادة تسليح ألمانيا تحت أنظار المفتشين الدوليين - ألحَّ الإتحاد السوفييتي وستالين ووزير خارجيته مولوتوف على عقد تحالف بين الغرب وبينهم لمواجهة الخطر. عبث الغرب ورفض وهادن هتلر وعقد معاهدة ميونيخ وعاد تشمبرلن الى لندن ملوحاً بورقة االمعاهدة مع هتلر على أنها صك السلام. كانت الخطة تقضي بدفع هتلر الى مهاجمة الإتحاد السوفييتي وعندما يستنزف الطرفان أحدهما الآخر ينقضّ الغرب عليهما ليطيح بالنازية والشيوعية في آن واحد. هذا ليس تحليلي بل هو تحليل، وربما معلومات، ونستون تشرتشل نفسه في كتاب له حول الموضوع. يقول تشرتشل أنه لم يسمع أحدً تحذيراته من كون هذه اللعبة خطرة وسترتد على الغرب قبل حصول التصوّر؛ فإنعزل وظن أنها نهايته السياسية فراح يبني بركة سباحة في داره الريفي ليمضي وقته.
على عكسهم راح هتلر وعقد معاهدة عدم إعتداء مع الإتحاد السوفييتي (سميت بمعاهدة مولوتوف – روبنثروب) ليهاجم بعدها وبعد معاهدة ميونيخ بقليل، بولونيا ويحتلها بعد تشيكوسلوفاكيا التي احتلها قبل ذلك.
هنا شعرت شعوب الغرب بالخطر النازي الداهم فثارت ثائرتها واستقالت حكومة تشمبرلن وشكّل تشرتشل حكومة جديدة أعلنت الحرب على ألمانيا.
وهكذا إشتعلت الحرب العالمية الثانية التي حصدت أرواح عشرات الملايين من الأرواح البريئة نتيجة عبث الحكومات الغربية الإمبريالية التي لم تتعض وكررت اللعبة مرات عديدة لاحقة ومنها الآن وما يجري حيال داعش وجبهة النصرة والإرهاب عموماً.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1): يتوجب التمييز بين الرأسمالية التي بلغت ذروتها في التطور وإستحالت الى إمبريالية التي، بدورها، عُرّفت في مستهل القرن الماضي بـ "الإمبريالية أعلى مراحل الرأسمالية" – وبين الرأسماليات الناشئة في العالم الثالث وفي دول البريكس.



#محمد_ضياء_عيسى_العقابي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لا يُلدغ المؤمن من جحر مرتين يا معارضة سورية
- مرُّروا قانون الحرس الوطني
- هل حقاً لم تكن لأمريكا إستراتيجية في سوريا والعراق؟
- لماذا -جيش المالكي الصفوي- أصبح -جيشنا- ... بعد -الحشد الشعب ...
- -فذكِّر إنما تنفعُ الذكرى-
- الوحدة والشرعية الديمقراطية خير من الشرعية الثورية
- يا أسامة من هو النكتة السمجة أنت أم ويكيليكس؟!!!
- الوهابية في خطر وأمريكا لا تمتلك السلاح لحمايتها6/5!!!
- الوهابية في خطر وأمريكا لا تمتلك السلاح لحمايتها6/4!!!
- الوهابية في خطر وأمريكا لا تمتلك السلاح لحمايتها6/3!!!
- الوهابية في خطر وأمريكا لا تمتلك السلاح لحمايتها6/2!!!
- الوهابية في خطر وأمريكا لا تمتلك السلاح لحمايتها6/1!!!
- ماذا يريد العثمانيون الجدد من العراق؟
- أسعفوا صباح كرحوت الخلبوسي بجرعة وطنية وكرامة!!
- كنتُ على وشك المطالبة بمحاكمة الفريق عبد الوهاب الساعدي!!
- القوميون المزيفون كشفتهم فلسطين وسوريا واليمن
- أمريكا وداعش والطغمويون سأموا الحصار فقُتل الجنابي وحُطم متح ...
- أمريكا وداعش والطغمويون سأموا الحصار فقُتل الجنابي وحُطم متح ...
- أمريكا وداعش والطغمويون سأموا الحصار فقُتل الجنابي وحُطم متح ...
- النائب مطشر السامرائي يكشف حقيقة الموقف من الحشد الشعبي


المزيد.....




- كيف رد ترامب على سؤال حول ما إذا كان سيتدخل في نزاع إسرائيل ...
- وزراء خارجية الخليج يبحثون الهجمات الإسرائيلية على إيران
- الصحة الإيرانية تعلن ارتفاع عدد القتلى جراء الهجمات الإسرائي ...
- ترامب يتوجه إلى قمة مجموعة السبع في كندا مع توقعاته بتوقيع ا ...
- -القناة 14- العبرية: انتشال جثمانين آخرين من تحت الأنقاض في ...
- السودان.. مقتل وإصابة 35 نازحا في قصف شنته -الدعم السريع- عل ...
- معهد -سيبري-: عصر انخفاض عدد الأسلحة النووية في العالم يقترب ...
- ماكرون يدعو ترامب لاستخدام نفوذه لوقف التصعيد بين إسرائيل و ...
- عراقجي: النار التي أشعلتها إسرائيل قد تخرج عن السيطرة
- ما المنشآت الإيرانية الحيوية التي استهدفتها إسرائيل؟ وما أهم ...


المزيد.....

- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة
- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد ضياء عيسى العقابي - للحماقة في الغرب أكثرُ الأحبة