أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - آريين آمد - المنهج الهيرمنيوطيقي للمثقفين محاضرة للمفكر أحمد القبانجي















المزيد.....

المنهج الهيرمنيوطيقي للمثقفين محاضرة للمفكر أحمد القبانجي


آريين آمد

الحوار المتمدن-العدد: 4988 - 2015 / 11 / 17 - 19:06
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


كثيرة هي المواقف والحالات التي تستوجب التوقف والمراجعة لمعرفة مكامن الخطأ خاصة إذا كان حجم الانحراف كبيرا أو حجم الفشل ذريعا... المسلمون في مواجهتهم لواقعهم المتردي ملزمون بالبحث عن إجابة واضحة لسؤال محدد ... هل الخطأ كان في النظرية الإسلامية أم في التطبيق؟ وهذا السؤال يفترض مسبقا إن ما وصلنا إليه من تردي وانحطاط إنما هو نتاج مباشر للفكر الإسلامي الذي يعتنقه مجتمعات باتت تحتل قعر الحضارة اليوم بجدارة.
كانت الإجابة وما تزال لدى الكثيرين بان الخطأ كان في التطبيق، فالنظرية سليمة وصحيحة، لا بل وصل الحال لدى البعض أن يطرح شعار (الإسلام هو الحل) ويقدم على تشكيل حركات وأحزاب وعمل ونضال وتضحيات من اجل تحويله إلى واقع.... لكن الواقع اظهر وجود صعوبات كبيرة في الموائمة بين الحداثة والإسلام، واصل هذه الصعوبة يرجع إلى البنى التحتية للفكر الديني الإسلامي، والذي يعني إن الخلل ليس في التطبيق وإنما في النظرية أو في المباني الفكرية لدى المسلم في مواجهة العالم والحياة. وأهمها:
1. الإنسان عبد ومكلف.
2. الآخرة هي الأصل.
3. الثبات في التكاليف، فحلال محمد حلال إلى يوم القيامة وحرامه حرام إلى يوم القيامة. هذه المباني الفكرية لم تنتج سوى مجتمعات كسولة، غارقة في العنف والفوضى والفقر، في ظل عالم متحول بسرعة، وهذا الواقع افرز متغيرات جديدة قادت لمباني فكرية جديدة... أهمها في هذا المجال:
1. أصبح المثقف الإسلامي يهتم بالدنيا أكثر من الآخرة، وسؤال الإنسان المعاصر بخصوص الدين لم يعد يتعلق بالآخرة، بل (ماذا يفيدني الدين معنويا في الدنيا؟ هل الدين يقوي روحيتي ويحقق لي الأمل والبهجة في الحياة؟.
2. أصالة الإنسان. أو الانسانوية هي الأصل. حيث أصبح الإنسان هو الهدف، فلم تعد العقيدة هي الأصل كما في السابق، بل تحول حتى الدين لخدمة الإنسان.
3. التغيير في مقابل الثبات.
الاختلاف في المباني الفكرية يقود حتما لتوقع نتائج جديدة، ففي الفكر القديم كانت الجنة هي الأصل، والآخرة هي الابقى، ولهذا فليس مستغربا أن تتراجع فرص الحياة المزدهرة والمشبعة بالأمل والسعادة، أما ثمرة الفكر الإسلامي الجديد ونقصد به (فكر والنهج الهيرمنيوطيقي للمثقفين الإسلاميين الجدد) هي الاهتمام والعمل على تحقيق، حقوق الإنسان، الحرية، المساواة، المواطنة، الديمقراطية... الخ.
يعتقد السيد احمد القبانجي إن المنهج الهيرمنيوطيقي للمثقفين، هو انجح وسيلة لخلق الموائمة بين الفكر الديني الإسلامي والحداثة، لصياغة فكر ديني حداثوي، منطلقا من مبدأ إن الدين لا يتقاطع مع الحداثة، ومن وجهة نظره كمفكر إسلامي علماني مؤن، يرى الدين ضروريا للحياة مثلما يرى العقلانية ضرورية والحداثة ضرورية أيضا.
المنهج الهيرمنيوطيقي للمثقفين، باعتماده المباني الفكرية الجديدة، حقق جملة من النتائج المهمة:
1. الفصل والتفكيك بين الواقع والفهم. بين الحقيقة وفهم الحقيقة، ففي المنهج الهيرمنيوطيقي ليس لدينا واقع يمكن فهمه بحذافيره، على عكس الفلاسفة السابقون الذين كانوا يعتقدون بان العقل بمثابة المرآة للواقع، فـ (كانط) قام بثورة كوبرنيكية في هذا المجال وقلب الموازين، فلا يمكن للعقل أدراك الواقع بأمانة، بل هناك تصرف بالواقع خلال عملية الإدراك، لأننا لدينا نوعين من الوجود ... وجود لذاته ووجود كما يظهر لنا، أو كما يبدو لنا، فنحن نرى مثلا ظواهر مثل الألوان والواقع يخبرنا بأنه اللون هو انعكاس للضوء، ففي الواقع لا يوجد لون بدون ضوء الشمس.
2. قبل (كانط) كان لدينا الواقع وفهم الواقع، اليوم أصبح لدينا عالمين العالم الموضوعي (objective) والعالم الذاتي (subjective)، ففي مقابل العالم الموضوعي هناك عالم ذاتي ولكل منا عالمه الذاتي الخاص، فأنت مثلا لديك عالمك الخاص، أنت زوج بالنسبة لزوجتك، وصديق بالنسبة لصديقك، وحبيب بالنسبة لحبيبتك، وأب بالنسبة لابنك، ومدرس أو معلم أو مهندس ... وهكذا تتعدد الصور، لكنك حينما تدخل عالمي فأنت تدخل حسب تصوري عنك، وهذا يعني إن العالم الخارجي واحد لكن بصور متعددة، مما يقود إلى إن الفهم متعدد بتعدد الأشكال والتصورات، فلكل شخص تصوراته عن صدام أو أمريكا أو الإسلام أو الشيوعية، الواقع الخارجي واحد لكن العوالم تختلف وهكذا فلكل إنسان عالمه الخاص النابع من مجموعة الغرائز والانفعالات والحواس والتراكمات ومختلف المؤثرات الداخلية والخارجية.
3. لكل إنسان رؤية خاصة عن العالم كما يقول (هيدجر)، فأنت كعراقي تختلف رؤيتك في الحكومة عن السوري، المثقفين القدماء كانوا يلقون باللوم على المسلمين، معتقدين إن الإسلام كله صالح ولكن المسلمين هم المقصرين، لكن المثقفين الإسلاميون الجدد وحسب المنهج الهيرمنيوطيقي يرون إن المشكلة ليس في التطبيق إنما في الأصل والمباني والجذور، فقالوا بالتقسيم الثلاثي (الدين، الفكر الديني، السلوكيات). أو (الإسلام رقم 1 وهو القران والسنة، الإسلام رقم 2 وهو فهم العلماء، والإسلام رقم 3 وهو عمل المسلمين). هذا الفصل ينظر إلى الدين كمقدس أما فهم الدين فهو غير مقدس لكونه بشري، مما يترك مجالا للتحرك وإجراء التغيير، وهنا يطرح القبانجي نظرته الخاصة في التفكيك بين الدين كنصوص والدين كإيمان، فالأصل لديه هو الإيمان، وليس القران والسنة، وإذا اعتبرنا القران كحروف غير مقدس، فان القران ككلمات أيضا يكون غير مقدس، ليصبح بالتالي القران كفكر غير مقدس، باعتبار الفكر فهم بشري وان كان مصدر الكلام الهي... إذن القبانجي يعتبر القران كفكر غير مقدس، وهذا يوفر فسحة تجعل إجراء بعض التغييرات ممكنة لخلق التغيير ولتصبح الموائمة ممكنة ويسيرة بين الفكر الديني والحداثة. بمعنى التمكن من التصرف في تفسير بعض الآيات القرآنية لأنها لم تعد تشملنا نتيجة لاختلاف العصر، فالقران حسب رأي القبانجي هو كلام محمد ولكن بروح إلهية، مشددا على أهمية فصل الإيمان عن الدين، الإيمان كجوهرة في القلب، والدين كتعبير ثقافي عن الإيمان، يجب الاهتمام بالدين للوصول إلى الجوهر حتى وان تطلب ذلك إزاحة الدين، ونقصد بذلك إزالة قشور الدين للوصول إلى جوهر الدين المتمثل بحب الله والناس وعمل الخير.
4. إذا قلنا بوجود فاصلة بين الواقع وفهمنا للواقع، فهذا يعني إن جميع الحقائق نسبية، فلا يمكن القول بان فهمي للواقع حقيقة مطلقة، لهذا فان المثقفين الإسلاميين الجدد لا يقولون بان فهمنا هو الإسلام الحقيقي، وما موجود عندنا هو تفسير فقط والتفاسير مختلفة، فلا توجد حقيقة مطلقة.
5. (كانط) كان يقول بالنظارة، فالنظارة الصفراء تجعل العالم اصفر، والنظارة الحمراء تجعل العالم احمر، والاثنان صحيحان، وعليه فنحن نقول بان جميع الفهوم صحيحة وحسب النظارة المستخدمة، هذا الفهم يقود إلى التعددية، والتعددية هنا تشمل الفكرية الدينية، مثل المسيحية والبوذية وجميعها على حق، إذن الحقيقة متعددة، لكن هذا لا يلغي الباطل، فهناك دائما مقاييس واضحة في هذا المجال، فإذا كانت العقيدة تربي الإنسان فيكون لدينا عقيدة صحيحة، وإذا كانت لدينا عقيدة تظر الإنسان فتكون لدينا عقيدة باطلة.
6. المبنى الأخير... الحوار (Dialogue)... كوسيلة للتعامل مع الواقع الخارجي، كانت اللغة في الماضي لنقل المعنى، اليوم أصبحت اللغة ضرورية لفهم العالم، اللغة تعطينا وجود وليس فقط أفكار ومفاهيم، وعلية علينا اعتماد الحوار في التواصل مع أي نص لغوي سواء كان في القران أو في السنة، لان الحقيقة ليست كلها عند كاتب النص، فنحن نفهم النص من خلال مسبوقاتنا الفكرية.
7. الفكر القديم كان يبحث عن نية المؤلف، المنهج الهيرمنيوطيقي الجديد ينطلق من فكرة موت المؤلف، وان القارئ هو من يعطي الحياة والحيوية للنص، الإرهابي له قراءته، والإسلامي له قراءته، ولكي نحقق أفضل فهم للقران فنحن بحاجة إلى العلوم الحديثة فكلما زادت معارف القارئ جاءت تفسيراته وفهمه بصورة أفضل، كما في آية (الشمس تجري لمستقر لها) كان الفهم القديم يتصور حركة الشمس، لكننا اليوم نعرف إن الشمس ثابتة والأرض هي التي تتحرك.
8. المنهج الهيرمنيوطيقي يعتمد الأسس التالية (الفر دانية، الانسانوية، العقلانية، التغيير، الدنيوية)... وهذا المنهج هو القادر على بناء الإنسان العراقي المهشم بسبب الحروب والانحرافات الفكرية والدوغمائية. وأنا (القبانجي) أتعاطف مع الإرهابي لأنه تعرض إلى مسخ بفعل الدين.... ونحن نحاول إصلاح الدين، لإصلاح الإنسان، ولا يمكن إصلاح الدين بدون إصلاح المباني الفكرية...
انتهت



#آريين_آمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هتك الأسرار بين الفناء والبقاء
- الحرب والعقلانية
- الخفافيش تراود الضياء رواية لميثم الحلو
- كش وطن..... شهيد
- آيات شيطانية هدرت دم سلمان رشدي
- الحرب ... يا للغباء
- داعش في نينوى أسئلة وحلول
- المهمة المستحيلة لفرانكشتاين في بغداد
- العراقيون بدون وسيط
- التفكير خارج الصندوق
- - التحولات في دول الربيع العربي قد تكون الأصعب والأطول في ال ...
- استخدام القوة في عمليات المعلومات الكيمياوي السوري أنموذجا
- هل تقرأ امريكا ما يكتبه المثقفون العراقيون؟؟؟
- حتى انت ياهادي جلو مرعي؟؟؟؟؟
- احمد القبانجي لم تزده ظلمات السجن الا القاً
- احمد القبانجي... إشارات لم تلتقط جيدا
- العقلانية في الشعائر والطقوس محاضرة للمفكر احمد القبانجي في ...
- المنهج الهيرمنيوطيقي للمثقفين محاضرة للمفكر احمد القبانجي في ...
- كيف نعرف الدين الحق؟؟؟؟ محاضرة للمفكر احمد القبانجي في 2/11/ ...
- اعرف نفسك محاضرة للمفكر احمد القبانجي في 20/10/2012


المزيد.....




- الاحتلال يستغل الأعياد الدينية بإسباغ القداسة على عدوانه على ...
- -المقاومة الإسلامية في العراق- تعرض مشاهد من استهدافها لموقع ...
- فرنسا: بسبب التهديد الإرهابي والتوترات الدولية...الحكومة تنش ...
- المحكمة العليا الإسرائيلية تعلق الدعم لطلاب المدارس الدينية ...
- رئيسي: تقاعس قادة بعض الدول الإسلامية تجاه فلسطين مؤسف
- ماذا نعرف عن قوات الفجر الإسلامية في لبنان؟
- استمتع بأغاني رمضان.. تردد قناة طيور الجنة الجديد 2024 على ا ...
- -إصبع التوحيد رمز لوحدانية الله وتفرده-.. روديغر مدافع ريال ...
- لولو فاطرة في  رمضان.. نزل تردد قناة وناسة Wanasah TV واتفرج ...
- مصر.. الإفتاء تعلن موعد تحري هلال عيد الفطر


المزيد.....

- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود
- فصول من فصلات التاريخ : الدول العلمانية والدين والإرهاب. / يوسف هشام محمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - آريين آمد - المنهج الهيرمنيوطيقي للمثقفين محاضرة للمفكر أحمد القبانجي