أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علي سيدو رشو - هل تم فعلاً تحرير شنكال؟















المزيد.....

هل تم فعلاً تحرير شنكال؟


علي سيدو رشو

الحوار المتمدن-العدد: 4986 - 2015 / 11 / 15 - 23:58
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في البداية يجب تقديم كلمة شكر وعرفان لجميع الجهود المبذولة من قبل الجهات المشاركة في عملية إعادة شنكال على اختلاف توجهاتهم، وبخاصة المقاتلين الايزيديين وعوائلهم الذين تحمّلوا الويل والعويل على مدى أكثر من سنة في ظروف قاسية قل نظيرها، كما وننحني كذلك أمام كل قطرة دم اريقت وخضبت أرض شنكال.
لماذا تأخرت هذه العملية كل هذا الوقت؟
الملاحظ للعملية يرى بوضوح بأن ظروف وسيناريوهات الاحتلال و(التحرير) متشابهة في محتواها ومغزاها من حيث التخطيط ومراحل والتنفيذ ومواعيد الإخراج ولكنها اختلفت فقط في الاتفاق بحسب المعطيات، وأن جميع المحاولات التي بذلتها قيادة الحزب الديمقراطي الكردستاني قبل بدء الهجوم لم تصل إلى النتيجة المرجوة بسبب الظروف التي استجدت مما أضافت أعباء على ما كانت موجودة، فما كان من بُد إلا القيام بعمل للحفاظ على ما تبقى من ماء الوجه. الحسابات السياسية وتصفيتها على دماء ودموع أهلنا تجعلنا بان لا نستعجل في الحكم على العملية بعد خراب طال أكثر من سنة في الوقت الذي كان بالإمكان اختصار هذا الزمن في أيام وليس في أشهر، وذلك بشهادة القادة الميدانيين من قوات البيشمركة اثناء لقاءاتهم من على فضائية روداو بمناسبة مرور عام على احتلال شنكال عندما قالوا بان عملية تحرير شنكال لا تستغرق أكثر من ساعات عندما نتلقى الأوامر بالهجوم على مجموعات وعناصر داعش المجرمة. فبعدما فشلت محاولات قيادة الحزب الديمقراطي الكردستاني بنشر الذعر من خلال استعراض العضلات والتفرد بالهجوم لاستعادة هيبة حزبهم وقواتهم التي تركت شنكال تحتضر في دمها ومأساتها، لم تجدي نفعاً مع الأطراف الأخرى لأنها جاءت في غير وقتها وأن القيادة الكردية المتمثلة بالحزب الديمقراطي الكردستاني قد بترت ذراعها الأيمن عندما تخلّت عن الايزيديين في 3/8/2014 وتركتهم في محنة قل نظيرها في التاريخ الإنساني مما يجعل منهم أن يفكروا ألف مرة قبل أن يباركوا اية خطوة.
لماذا استعجلت القوى المشاركة في (التحرير)؟
العامل الأساسي الذي أجهز على المخطط هو ظهور المقاومة الايزيدية العنيدة باسم قوة ايزيدخان واستمرارها بشكل واضح لتتحدى التهديدات مع صمود الأهالي والعوائل التي قدمت لهم كل الدعم اللوجستي. دخول روسيا على خط الشرق الأوسط بقوة هائلة لتغير موازين القوى في المنطقة بأكملها. وجود قوات البككة بكثافة وتحالفها مع قوات الاتحاد الوطني وقوة ايزيدخان. قناعة أمريكا بان التغيير حاصل لا محالة. الفشل السياسي الكردي والتعاون بين حيدر ششو وحكومة بغداد، مع احتمال البدء بالهجوم على تلعفر من قبل قوات الحشد الشعبي والحديث عن معركة الموصل. الوضع الداخلي غير المستقر في كردستان العراق وأزمة الرئاسة والبرلمان. الخلاف الشديد مع بغداد حول مسائل مهمة متعلقة بالنفط والميزانية. الوضع في تركيا وأزمة الانتخابات ودعمهم لجهود الحزب الديمقراطي لاشعال فتيل الفتنة بينهم وبين قوات اليبكة. استغلال ضعف عصابات الجريمة لداعش بعد ان تلقوا الضربات الموجعة من القوات الروسية في سوريا. خلو شنكال من كل ما يريده داعش بعد ان بث فيه الخراب وسبى النساء ونهب كل ما فيه من ممتلكات ومقتنيات، فلم تعد شنكال تعنيهم بتلك الأهمية السابقة في حساباتهم العسكرية والاستراتيجية.
الملابسات التي رافقت عملية (التحرير).
من تصريحات السيد البرزاني في شنكال بعد (التحرير) ستظهر الكثير من الحقائق وفي نفس الوقت ستثير الكثير من الشكوك حول مستقبل الايزيديين في شنكال. وعلى ما يبدو بأن شنكال قد دخلت مرحلة احتلال جديد لا تقل خطورة عن سابقاتها لانها ستدخل مراحل منافسة حزبية ضيقة وقد تصل حد المواجهة العسكرية وعندها ستتندم الأهالي من الايزيديين على اليوم الذي (تحررت فيه شنكال)، ولو لم يبقَ للإيزيديين ما يخشون منه أو عليه.
1. السيد مسعود البرزاني قال في مؤتمره الصحفي بأن البيشمركة هي القوة الوحيدة التي حررت شنكال، وهذا خلاف الواقع أمام مرأى ومسمع العالم كله.
2. السيد البرزاني ايضاً قال بأننا لن نسمح لغير علم كردستان فوق شنكال، وهذا غير ممكن من الناحية العملية لأن شنكال أولا جزء من العراق وبهذا المعنى فإنه حتى العلم العراقي ممنوع من ان يرفع فوق شنكال. كذلك القوات الايزيدية واليبكة لهم اعلامهم وشاركوا بفعالية تفوق قوات البيشمركة، وبالتالي سوف لن يسمحوا للديمقراطي الكردستاني بأن ينفرد برفع علمهم ومنع الاخرين من ذلك الحق، مما سيخلق وضعا استثنائيا مستمراً.
3. سيكون التعامل مع الفوضى التي ستعقب العملية أصعب اضعاف مرات التعامل مع احتلال داعش للمنطقة بعد أن ينتقل الصراع إلى الداخل والتعامل مع بقية الجهات المشاركة في العملية على هذه الشاكلة وتهميش دورهم الحقيقي لأنهم سوف لن يقبلوا بفرض الاملاءات الحزبية، لأنهم كانوا اول من دخل شنكال وحرروها حسبما يدعون.
4. هنالك جهات ستعمل على خلق فتنة مصطنعة من خلال تحريض جهات دينية بحجة حرق المساجد أو أخذ الثأر أو الرد بالمثل على الدواعش من أهل المنطقة من الذين تسببوا في القتل والسبي من منطلق الرد بالمثل حيث أن البادي أظلم، وبالتالي ستستمر الفوضى ويتم توجيه الاتهام الى جهات أخرى بريئة غير التي اشعلت تلكم الفتن.
5. بالتأكيد سوف لن يقبل الايزيديين بالتصرفات السابقة للحزب الديمقراطي الكردستاني على أساس التعامل الحزبي الضيق واهمال الجوانب الأساسية كتعمير شنكال او فرض الوصاية أو تكتيم الافواه وبالتالي سوف يحصل اختلاف في الكثير من المفاصل الحيوية للأطراف المشتركة، بما يعني بان الوضع الجديد سوف لن يمر بالسهولة التي نتوقعها بردا وسلاما بمجرد خروج داعش من شنكال وعدم احترام إرادة الايزيديين على أرضهم التاريخي لتخوفهم المشروع بعدم تكرار ما حصل من كوارث في 3/8/2014.
6. لقد توضحت الكثير من الحقائق من خلال مقاطع الفيديو من على قناة روداو كما هو الحال مع المجموعة التي تم ضبطها من قرية القابوسية وهم من الكرد الكرمانج وتاكيد المقاتل حميد باكوفي بانه هناك شهود من قريتهم بأنهم فعلوا ما لم يفعله داعش وبالتالي فإن تصرف الايزيديين مع مثل هذه العناصر سوف تثير ردود أفعال قوية لدى بعض المحسوبين على القيادات الكردية من اقربائهم الموجودين في المراكز الأمنية الحساسة في الحكومة الكردية.
7. الأمر المهم هو هذا التصرف مع الوضع الجديد في غياب بغداد وكأن شنكال ضيعة مجهولة ليس لها حدود او إدارة ام متصلة بأرض دولة لها سيادة وقانون.

التوقعات والاستنتاجات.
أولا: اختلاق الفتن واتهام الايزيديين بالسرقات والتجاوزات على القرى العربية المجاورة كما هو الحال مع تصريحات النائب عبد ربه باتهام المقاتل قاسم ششو وجماعته بنهب وقتل العرب. كذلك نشر اخبار كاذبة أو تحميل الايزيديين بعض الأخطاء من بقايا داعش وتنصيبها اليهم والصاقها بهم كحرق المساجد وحرق علم داعش (علم الله أكبر) والقرآن زورا وتحريض الشارع الإسلامي الكردي ضد الايزيديين من خلال الخطباء وائمة الجوامع بهدف اشعال فتنة لا تحمد عقباها.
ثانياً: محاولة خلق شرخ في الوسط الايزيدي بأي ثمن بما يجعلهم يتقاتلون فيما بينهم وخاصة الايزيديين المحسوبين على الأحزاب الكردية. لذلك نوصيكم أيها الشباب بأن تكونوا واعين لما سيخطط لكم وكونوا على قدر المسئولية والواقعة بحيث تكون تصرفاتكم موزونة وقوموا بتفنيد وتكذيب الاخبار الكاذبة بسرعة لكيلا تتحاسبون عليها.
ثالثاً: سوف يحاولون دفع الايزيديين على اقتراف أخطاء هم في غنى عنها مثل زرع عناصر ضعيفة النفوس من الايزيديين فيما بينهم والقيام بافعال مشينة ومن ثم اسنادها الى إلايزيديين، لذلك مطلوب منكم الوعي والدراية وفحص النفسيات قبل ان تولوهم ثقتكم بهم. أو افتعال الحجج أثناء مسح شعارات داعش والآيات القرآنية التي كتبوها على كل مكان وجعلها تهم بحق الايزيديين وبالتالي إلهاب الشارع من خلال الجوامع والتكبير للانتقام منهم بحجة الاعتداء على مقدسات المسلمين.

نصيحتنا لكم هي التحلي بالحكمة والتأني وعدم الرد المتشنج وتفويت الفرصة على كل من يحاول استدراجكم لاقتراف الأخطاء مع معرفة دقيقة بمن تجاوز على اخلاقكم واموالكم ونسائكم بحيث تعطون لكل ذي حق حقه وان لا تتهموا أحدا بجريرة الاخر لان التاريخ سيسجل كل شيء وان الأحزاب والحكومات هي زائلة ومتعاقبة ولكن الجيرة والأخلاق والطيب والمعاملة باقية وستبقى بين الأجيال والجيران. وفقكم الله ومن الله التوفيق.

علي سيدو رشو
المانيا في 16/11/2015




#علي_سيدو_رشو (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الذكرى السنوية الاولى لجينوسايد سنجار
- الهجرة؛ هل هي داء للإيزيديين أم أنها دواءاً لهم؟
- الهجرة والتهجير وجهان لنفس العملة
- إلى الحكومة الالمانية الموقرة
- ما الحل بعد التوقيع على القدر بالأقدام (بالأرجل)؟
- السيد نهاد القاضي المحترم أمين عام هيئة الدفاع عن الديانات و ...
- عندما يطغي الغرور كسلوك!
- شتراسبورغ وييريفان؛ مالهما وما عليهما!!!
- مدلولات في كلمة السيد رئيس اقليم كردستان للإيزيديين
- ما الذي تسبب في ظهور أحداثاً بعينها في هذا الوقت؟
- توصيات جنيف بشأن جينوسايد الايزيديين والاقليات العراقية
- سنجار في نظر الايزيديين حالياً
- سنجار بعد آب 2014
- سنجار بين الاحتلال والتحرير
- الاقليات العراقية بين داعش والتواطؤ الدولي!
- عن بؤس الايزيديين بين داعش والبيشمركة
- الأمن القومي الإيزيدي إلى أين؟ 1/2


المزيد.....




- بوركينا فاسو: تعليق البث الإذاعي لبي.بي.سي بعد تناولها تقرير ...
- الجيش الأمريكي يعلن تدمير سفينة مسيرة وطائرة دون طيار للحوثي ...
- السعودية.. فتاة تدعي تعرضها للتهديد والضرب من شقيقها والأمن ...
- التضخم في تركيا: -نحن عالقون بين سداد بطاقة الائتمان والاستد ...
- -السلام بين غزة وإسرائيل لن يتحقق إلا بتقديم مصلحة الشعوب عل ...
- البرتغاليون يحتفلون بالذكرى الـ50 لثورة القرنفل
- بالفيديو.. مروحية إسرائيلية تزيل حطام صاروخ إيراني في النقب ...
- هل توجه رئيس المخابرات المصرية إلى إسرائيل؟
- تقرير يكشف عن إجراء أنقذ مصر من أزمة كبرى
- إسبانيا.. ضبط أكبر شحنة مخدرات منذ 2015 قادمة من المغرب (فيد ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علي سيدو رشو - هل تم فعلاً تحرير شنكال؟