أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علي سيدو رشو - ما الحل بعد التوقيع على القدر بالأقدام (بالأرجل)؟














المزيد.....

ما الحل بعد التوقيع على القدر بالأقدام (بالأرجل)؟


علي سيدو رشو

الحوار المتمدن-العدد: 4845 - 2015 / 6 / 22 - 15:41
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في إحدى الحروب التي استمرت طويلا وبعد أن فقد المقاتلين الامل في الجدوى من الاستمرار، أتفق الجنود على الهروب الجماعي. وعندما استمر قائدهم في شحذ الهمم والتلويح بالنصر، نهض أحد القادة وقال للقائد العام: سيدي القائد إن الجنور وقعوا باقدامهم على عدم جدوى الاستمرار في هذه الحرب وأنهم هربوا بشكل جماعي بعد أن فقدوا الثقة بالنصر. ففي سابقة قد تكون الفريدة من نوعها وفي حجمها ومغزاها عندما أقدمت مجموعات يتجاوز اعدادهم الخمسة عشر الف ضحية في مخيمات تركيا للنازحين الايزيديين عندما قرروا بأنهم سيتجاوزون الحدود التركية باتجاه أوربا بعد أن ضاقت بهم السبل وفقدوا الأمل في العيش والمستقبل والحياة. فالحياة هي ليست فقط متطلبات الأكل والشرب والمعيشة اليومية فوق سطح هذا الكوكب الذي بدا يلف بحبله على رقبة عامة الناس في ظل هذا التوتر الدولي والاقليمي.
فمعاناة عامة العراقيين أصبحت لا تطاق ولكن معاناة الايزيديين فاقت التصورات والخيال بعدما فقدوا الأرض والعرض والمستقبل ولم تكن معاناتهم كمعاناة باقي العراقيين بسبب ما تعرضوا له من ظلم وجور واستعباد وخرق القيم الانسانية والاعراف الخلقية ومباديء القانون الوضعي والالهي. ورغم المناشدات والمظاهرات واللقاءات والأتصالات، إلا أنه لم تقم الجهات الدولية باية معالجة لواقعهم ولا يبدوا في الافق اية مظاهر للمعالجة المستقبلية مما يجعل من جميع الايزيديين في العراق على أنهم سيتركون وطنهم ويلجأون إلى أوربا ليس حبا بالهجرة وترك اوطانهم ولكن لضرورات قد يكونوا فيها على صواب.
النازحين في تركيا حسب القانون الدولي يجب أن يحسبوا على انهم لاجئين لأنهم تخطوا الحدود الدولية العراقية تحت الضغط والتهديد، ولكن لتركيا وضع خاص وقانون خاص بها في هذا الشأن بحيث لا يشمل ذلك القانون واقع حال الايزيديين وهم كنازحين في تركيا محرومين من حقوقهم في العراق أيضاً وكذلك ليس لهم حقوق في تركيا. وبناء على الواقع على الأرض قامت مجموعات من النشطاء الايزيديين في تلك المخيمات بتقديم مبادرة انسانية لانقاذ ما تبقى منهم والهجرة لأوربا بشكل رسمي وبعلم الجهات الدولية عبر مناشدات متعددة دون أن تسمعهم اية جهة منهم. وعلى ما يبدو فإن ذلك هو الآخر لم يتحقق عبر الطرق التي تأملوا منها وبالتالي فإنهم قرروا التوقيع على حياتهم باقدامهم (بأرجلهم)، وترك الديار التركية باتجاه اوربا متحملين العواقب مهما كانت نتائجها. وبما أن الموضوع لا يخلو من عنصر المخاطرة لوجود الاف النساء والاطفال والمرضى والمسنين والمعاقين وبهذا العدد الضخم، عليه فإننا نرى بأنه من الواجب الاخلاقي أن تقوم الجهات الدولية بأخذ هذه المشكلة بنظر الاعتبار وتتصرف معها على محمل الجد والاهتمام بها كمشكلة انسانية تخص شريحة بذاتها عانت الكثير الذي يعجز اللسان عن وصفه.
عندما يعجز الانسان عن ايجاد الحلول لمشاكله فإنه يبحث عن وسائل انتحارية وفي نظري فإن هؤلاء المساكين قد وقعوا باقدامهم على الانتحار بسبب ظروفهم ووصولهم لنقطة لا يمكن معها الاستمرار في الحياة اكثر. وهنا لا بد من المجتمع الدولي ومنظمات الامم المتحدة من ان تقوم بواجبها الاخلاقي قبل الانساني. وإن بقى الوضع على حاله ولم تبدي الجهات الدولية الاهتمام المطلوب بالموضوع قبل فوات الاوان، فإن ذلك سيسجل وخزاً في ضمير الانسانية وعاراً عليه. وبذلك أقترح:
أن تقوم لجان من المفوضية السامية لحقوق الانسان بمقابلة ممثلين عن النازحين في تركيا على وجه السرعة من جهة، ومن الجهة الاخرى وبالتوازي مع ذلك الاتصال بالدول الاوربية لايجاد حل لمشكلة هؤلاء النازحين وإنهاء محنتهم لأنهم غير آبهين بما سيحصل لهم لأنهم فقدوا الأمل في كل شيء.

علي سيدو رشو
المانيا في 22/6/2015



#علي_سيدو_رشو (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- السيد نهاد القاضي المحترم أمين عام هيئة الدفاع عن الديانات و ...
- عندما يطغي الغرور كسلوك!
- شتراسبورغ وييريفان؛ مالهما وما عليهما!!!
- مدلولات في كلمة السيد رئيس اقليم كردستان للإيزيديين
- ما الذي تسبب في ظهور أحداثاً بعينها في هذا الوقت؟
- توصيات جنيف بشأن جينوسايد الايزيديين والاقليات العراقية
- سنجار في نظر الايزيديين حالياً
- سنجار بعد آب 2014
- سنجار بين الاحتلال والتحرير
- الاقليات العراقية بين داعش والتواطؤ الدولي!
- عن بؤس الايزيديين بين داعش والبيشمركة
- الأمن القومي الإيزيدي إلى أين؟ 1/2


المزيد.....




- مغنية تؤدي النشيد الوطني الأمريكي بالإسبانية احتجاجًا على مد ...
- -أضرار جسيمة- بمستشفى بعد موجة صواريخ إيرانية في جنوب إسرائي ...
- قطر.. سفارة أمريكا تعلن تقييد الوصول إلى قاعدة العديد مؤقتا ...
- ‌‏وزير الدفاع الإسرائيلي: خامنئي سيدفع الثمن
- سياسة برلين الشرق أوسطية على نار الحرب بين إيران وإسرائيل
- الكربون في الرئة يكشف سر تطور الانسداد الرئوي
- مستشفى سوروكا يتعرض لأضرار خلال استهداف إيراني واسع في جنوب ...
- موسكو: ننتظر مقترحات واشنطن لاستمرار الاتصالات معها
- -أكسيوس-: الجيش الأمريكي وحده يحتفظ بسلاح حاسم في المواجهة م ...
- نتنياهو: سنجعل النظام في طهران يدفع ثمن القصف وسنزيد قصف إير ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علي سيدو رشو - ما الحل بعد التوقيع على القدر بالأقدام (بالأرجل)؟