أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ملك مصطفى - الحوارات المحبطة في البحث عن الشبيه














المزيد.....

الحوارات المحبطة في البحث عن الشبيه


ملك مصطفى

الحوار المتمدن-العدد: 4977 - 2015 / 11 / 6 - 08:19
المحور: الادب والفن
    


الروائي الإيطالي أنطونيو تابوكي: الحوارات المحبطة في البحث عن الشبيــه


رحل الكاتب الايطالي انطونيو تابوكي المولود في توسكانا عام 1943 في 26 آذار 2012 وقد أعلنت وفاته من لشبونة المدينة التي اختارها للعيش منذ عام 1965 وكان يعود إليها بعد كل زيارة إلى باريس أو توسكانا. وكان يعتبر هذا التنقل في أسفاره بين المدن الثلاث ضمن خياراته العاطفية والوطنية والأدبية والمختصرة في: موطنه الايطالي، وباريس التي درس فيها والآداب، وليشبونة مدينة الكاتب فرناندو بيسوّوا، الذي اكتشف تابوكي مؤلفاته في الثلاثينات من القرن الماضي فوقع تحت سحره وكرّس معظم جهوده وكتاباته حول دراسة أدب بيسوّوا، فدرس أيضاً لغته البرتغالية وانتقل ليعيش في أمكنة وأخذ يقوم بأبحاث رائعة ومؤثرة حول أدب بيسوّوا .

الروائي الإيطالي انطونيو تابوكي الأكثر شهرة ومن أهم رواياته وأولى أعماله المسرحية كتابه :حوارات محبطة الذي يلتقي فيه بشخصيات ذات أهمية في الحقل الثقافي. والروائي تابوكي عرف عنه قربه من عالم الأدب قبل أن يصدر روايته الأولى،فقد درس الأدب واللغة البرتغالية وكتب كثيراً حول أهم الحركات السريالية في الشعر البرتغالي المعاصر وترجم أهم كتب الشاعرين كارلوس آندرادي وفرناندو بيسوا.

عبر التأثر بهذه الأصوات فقد صنع تابوكي لنفسه أسلوباً متميزاً وجديداً في خارطة أدب بلده إيطاليا وذلك عندما كتب في العام 1975 روايته الأولى ساحة إيطاليا والتي لم ينشرها إلا بعد مرور 18 عاماً على كتابتها والتي يتحدث فيها عن عائلة وإشكالياتها الإجتما ـ سياسية في إيطاليا المعاصرة. من تلك اللحظة، بدأ تابوكي نشر رواياته ومجاميعه القصصية بدءاً بـ:اللعب بالعكس1981، ليل هندي1984، أخطاء صغيرة دون أهمية1985، الملاك الأسود1991، حلم الأحلام1992،حتى روايته الأخيرة والأكثر أهمية الرأس المفقود للدمشقي مونتيرو. وبالطبع لايمكننا أن ننسى روايته (قداس) التي كتبها باللغة البرتغالية عام 1992والتي تدور حول مدينة لشبونة وعن شخصية الشاعر المعروف بيسوا، والتي تحولت إلى فيلم سينمائي حاز على شهرة رائعة في المهرجانات الدولية.

كتاباه الجديدان، اللذان دعاه للحضور إلى العاصمة الإسبانية، وهما: حوارات محبطة، الذي يتميز ببنائه المسرحي المحكم ولكنه في أسلوب إنتقالته أشبه بسيناريو سينمائي،وهي ميزة لم يتخل عنها الروائي الإيطالي في معظم أعماله الروائية السابقة.والكتاب الآخر هو صندوق مليء بالبشر،مقالات منتخبة عن الشاعر البرتغالي بيسووا سبق أن كتبها باللغة البرتغالية عندما كان يشتغل على الأدب البرتغالي.

إن روايات تابوكي تتميز أغلبها بالدفاع عن الحريات ورفض العنف، خاصة عندما يكون العنف من جانب أنظمة الحكم.وهذه الميزة في أعماله ترى منذ روايته الأولى ساحة إيطاليا حتى رواية الرأس المفقود، ولعل تابوشي يرغب، كما يصرح في حواراته، بأنه لايريد أن يكون مثل بطل إحدى رواياته المسماة سوستين بريرا بأنه: "ليس توماس مان"،فيذكر الكاتب بأننا جميعاً أمام العنف متساوون، وكلنا توماس مان شئنا أم أبينا.

العامل الآخر في رؤيتنا لروايات تابوكي،هو الخلط ما بين الواقع والخيال، فالواقع يشكل أجزائه من الفنطازيا والخيال الممكن، وهما لايفترقان عنده في معظم الأحيان، كما أوضحها في روايته المدهشة ليل هندي أو قصصه القصيرة التي ضمتها رواية الملاك الأسود أو اللعب بالعكس. في روايته ليل هندي، لاعجب أن يبتدئ بطلها بالتصفيق لشخصيات الأقزام في لوحة فلاثكيث،التي صورت الواقع بطريقة المرآة وإنعكاساتها، بصورة غاية في الإيحاء والدقة.

وعلى العكس مما يراه النقاد، فإن أعماله القصصية القصيرة، لاتقل أهمية عن رواياته، فالواقع قد أثبت مكانته الكبيرة في كتابة صفحتين لقصة قصيرة وخلق عوالمها الكبيرة، مثلما يفعل تماماً في رواياته الطويلة، وأحياناً تبقى قصصه في الذاكرة أكثر مما حدث مع شخصيات رواياته، ولمجرد قراءة قصص مجموعته اللعب بالعكس حتى ندرك أهمية الخلق الأدبي لدى تابوكي وممازجته معه في كل حقل أدبي.

نعود إلى عمله المسرحي ونعني حوارات محبطة، والذي يتألف من عملين قصيرين هما: السيد برانديللو، ينادونك عبر الهاتف، والعمل المسرحي الآخر هو الزمن المُلح. العمل الأول يدور حول ممثل يريد أن يجسد شخصية الشاعر البرتغالي بيسوا، والذي يعمل على الإتصال بالكاتب المسرحي الإيطالي بيرانديللو، خلال إقامته في مدينة لشبونة.تقديم العمل يكون في مصح عقلي، وتابوكي يلاحق أثر بيرانديللو عبر التلاقي مع مشاكل عقلية في معرفة الذات وإختلاطها بمقدرات الآخرين،الذين لايدركونك، ولا أنت قادر على نسيان أثرهم فيك. والعمل المسرحي الثاني عن شخص يبحث عن شقيقه وعندما يجده يكون في المستشفى ولكن صعوبة الحوار مع شقيقه لاتمنعه من أن يبحث في أغراضه أو في عدم تقابله ما يؤدي إلى البحث عن صوته الحقيقي.

يقول تابوكي إن العملين ليسا عبارة عن حوار، بل مونولوج داخلي يتمثل عبر الآخرين، حوارات محبطة عن النفس في ضيقها، حوارات لاوجود لها أو قد لاتكون في الواقع، كما يحدث عبر العمل الأول حول شخصيتي بيرانديللو و بيسوا،لا لقائهم الواقعي, حتى على خشبة المسرح، حوارهم يتم عبر الممثل البطل. والعمل الثاني،هو البحث عن شيء ما للتقارب، حتى لو كان هذا التقارب هو منع الآخر المريض في الهرب من كل أثر له صلة بالعائلة. في عمليه المسرحيين الأخيرين، يعاود الروائي تابوكي إلى موضوعته المفضلة: إزدواجية الفرد،وكذلك عن الحياة عندما تصبح ميزان ما بين الجنون والحنان،وهو يعالجها في معظم أعماله بصور مختلفة حتى بالشعر عندما يردد: الشعر الذي يسلي، يعلمك بأن لا تعرف شيئاً.




#ملك_مصطفى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المدهش هو ما سيأتي وليس ما مضى
- رحلة شعر إلى هافانا
- التجريبية الأولى والواقعية الخاصة
- مناقشة في الوعي والثقافة - مفاهيم التقارب والإختلاف
- كُتاب دخلوا عالم الأدب من بوابة السياسة
- تفردت فريدة كاهلو بحبها وشيوعيتها
- ملك هافانا وواقعية كوبية قذرة
- مغامرات الفارس الدون كيخوتة
- خوان غويتسولو مثال التلاقح الفكري والثقافي بين الشعوب
- التقارب ما بين الشعري والصوري
- واقعية الهوية السحرية في زمن العولمة


المزيد.....




- وفاة الفنان المصري المعروف صلاح السعدني عن عمر ناهز 81 عاما ...
- تعدد الروايات حول ما حدث في أصفهان
- انطلاق الدورة الـ38 لمعرض تونس الدولي للكتاب
- الثقافة الفلسطينية: 32 مؤسسة ثقافية تضررت جزئيا أو كليا في ح ...
- في وداع صلاح السعدني.. فنانون ينعون عمدة الدراما المصرية
- وفاة -عمدة الدراما المصرية- الممثل صلاح السعدني عن عمر ناهز ...
- موسكو.. افتتاح معرض عن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا
- فنان مصري يكشف سبب وفاة صلاح السعدني ولحظاته الأخيرة
- بنتُ السراب
- مصر.. دفن صلاح السعدني بجانب فنان مشهور عاهده بالبقاء في جوا ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ملك مصطفى - الحوارات المحبطة في البحث عن الشبيه