أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - محمد البورقادي - بوادر الإنتقال الديموقراطي في المغرب ..وأفق التحديات الجديدة














المزيد.....

بوادر الإنتقال الديموقراطي في المغرب ..وأفق التحديات الجديدة


محمد البورقادي

الحوار المتمدن-العدد: 4977 - 2015 / 11 / 6 - 00:03
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


المغرب الآن في اتجاه انتقال ديموقراطي جديد ..أو تمرين على دمقرطة الحكم بالمعنى الصحيح ..لايهم من صعد إلى رئاسة جهة بعينها أو جماعة.. فالناخبون هم أطر مرشحة وهم ممثلو الأحزاب المنتخبة في الجماعات والجهات فقط ..ودور الأحزاب التي تنتمي إليها هاته النخبة هي المتابعة والتقييم والإشراف بجانب الناخبين على نجاعة التدبير وحسن التسيير لهاته الجماعات والجهات ..وكذلك الإشراف المشترك والمتواصل على مختلف مشاريع التنمية التي تقع في تلك الجماعة أو الإقليم أو الجهة ومراقبة سير العمليات والميكانيزمات القانونية المواكبة لتلك المشاريع طبقا لما جاء في دستور 2011 ..
لكن هذا ليس هو الإشكال وإنما يجب توعية الناخب بمهامه المنوطة به ومن ضمنها معرفة ما له وما عليه ..معرفته للمساطر القانونية التي تنص على كيفية تدخله ومدى تدخله في سير المخططات وماهية اطلاعه عليها لكونه فاعلا ومسؤولا بدوره على ضمان سيرها حيث أنها مخصصة له وتعنيه في الأول والأخير ..
فالمسؤولية غدت اليوم مشتركة بين الناخب والمنتخب ..دور الناخب الإطلاع والتتبع ودور المنتخب حسن التسيير وحكامة التدبير ..دور الناخب يتجلى في طرح المشاكل ودور الناخب الإجابة عليها في إطار مفاوضات عقلانية لتدبير الشأن المحلي وفق سياسة محكمة تروم تحقيق المطالب المشروعة والمستحقة في ظل المواطنة الحقة التي يجب على كل فرد التمتع بها ..وهذا لا يتسنى للعوام تحقيقه بل لا بد من توفير لجنة متمرسة قائمة بذاتها تسهر على تعريف الناخب بدوره ومساعدته في تتبع شأنه المحلي في نظام سليم ..ولا بد من توفرها على رأس كل مجلس جماعي وإقليمي للعمل على تحقيق مقاربة تشاركية ولو جزئية بين الرئيس ومرؤسه ..فذلك يهدف من جهة إلى تحفيز الرئيس على العمل المثقن والمركز ..ومن جهة أخرى تروم إلى إشراك كافة الناخبين المعنيين بمختلف الفاعلين في مراكز القرار وخلق مناخ لتقريب كلا الطرفين من الآخر قصد تحقيق التكامل والإنسجام ..وتلك هي أسس الحكم الديمقراطي ومبادئ الديمقراطية ..
فرهانات الجهوية المتقدمة الآن ليست مقتصرة فقط على التمكين السلطوي وتوزيع الموارد بل رهينة أيضا بكيفية تحقيق النجاح والإستمرار في التقدم وذلك مشروط بقدرة المنتخبين وكفاءة الأطر المنتخبة وبعد الرؤيا المستقبلية لهاته الأطر ..وذلك أمر ليس بالهين فهو السهل الممتنع ..ينبغي تخصيص دراسات جادة وإعداد فرق تقنية خبيرة بشتى المجالات والعمل على خلق استراتيجيات فعالة لتدبير المجال الترابي وإعماره وتنميته وتوسيع أفق الإشتغال بين مختلف الفاعلين ومشاركة الأطر المتخصصة في الميدان المعني قصد إحقاق الجهوية المنشودة ...وينبغي لذلك حشد كل الهمم وتأهيل كل الطاقات الفعالة والسهر على تكوين الأطر وخلق الوعي المواطناتي الحقيقي الذي افتقده المواطن المغربي من زمن بعيد ..
على أن مشروع الجهوية هو مشروع تنموي يروم إدماج الجهات في سيرورة النمو المستدام والفعال عن طريق خلق بيئة متكاملة وغنية تتخذ جميع مكوناتها وضع المسؤولية في اتخاذ قراراتها ووضع برامجها الذاتية وفق رؤيا مشتركة وواضحة تهدف إلى تهيئة المجال الجغرافي وإصلاح السكن الإجتماعي وإنعاش الإستثمار وتنمية الوسط القروي وخلق فرص للشغل ..وتلك صلاحيات تستنزف موارد الدولة ومطالب تتطلب ميزانية ضخمة وتكاليف هامة !!
فكيف ستواجه الدولة هاته التدابير الجديدة والموارد المستجدة ؟ وكيف ستصبح نسبة عجز الميزانية ؟ وكذا نسبة المديونية الخارجية للدولة ؟ وكما قلت سابقا ..هل تتوفر الدولة على مصادر اقتصادية غير ريعية وما نسبة توفرها على تلك المصادر علما بأن الدخل الوطني يشمل عائدات الضرائب والموارد الفلاحية في أحسن الأحوال ..فما حجم نفقات الدولة على هاته الأوراش الجهوية الكبرى وما نصيب كل جهة من ذلك ..هل سيرقى ذلك لمستوى تطلع الكفاء ات المنتخبة والناخبة على السواء ..هل سيخدم ذلك مسيرة التنمية المندمجة المعهودة ...
وهل ستغنم الدولة بهذا التملص الجديد من المسؤولية التي وكلتها إلى الجهات أم ستزيد الهوة ويتسع الشرخ ..وهل سيتم إرساء التوازن المناسب على المستوى الجهوي بين ممثلي السلطة المركزية والمنتخبين..
لكن ودون تفاؤل كبير أظن أن هاته المبادرة ستمهد إلى حد ما انتقال المغرب إلى نظام جديد مبني على التفاعل والمشاركة وستنقل المواطن من مركز المشاهد إلى مركز القرار.. وهي خطوة أولى للإنطلاق ليس نحو التنمية المعهودة ولكن نحو أخذ المسؤولية والأمانة بأمانة والوقوف على تقرير المصير الذاتي بحكم ذاتي ..لبث روح المواطنة الحقة وخلق روح المساواة بين جميع المواطنين ..



#محمد_البورقادي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحرب القادمة : قوى التحالف الجديدة..
- يوم في دوار الزاوية ..
- صور من الواقع..
- ضريبة الحرية المطلقة
- تأملات في الطريق..
- في الأحياء الراقية
- في عقوق الوالدين : قلب الأم
- أمريكا ..المارد !!
- نظرة في النفس والروح والجسد ..
- في الأحياء الشعبية..
- نضرة في العلاقات الإجتماعية في وقتنا الحاضر
- مخالب النفس
- الإنسان والعقيدة !!
- في بيوت الله
- نساء الحداثة أو النساء الحداثيون !!
- طلبة المغرب بين الحق والواجب
- مسألة القيم الإنسانية !!!
- الفرد والمجتمع , أية علاقة !!
- النزعة الفردية المتطرفة!!!
- عن أي إصلاحات تتحدثون !!!


المزيد.....




- بالتعاون مع العراق.. السعودية تعلن ضبط أكثر من 25 شركة وهمية ...
- مسؤول إسرائيلي حول مقترح مصر للهدنة في غزة: نتنياهو لا يريد ...
- بلينكن: الصين هي المورد رقم واحد لقطاع الصناعات العسكرية الر ...
- ألمانيا - تعديلات مهمة في برنامج المساعدات الطلابية -بافوغ- ...
- رصد حشود الدبابات والعربات المدرعة الإسرائيلية على الحدود مع ...
- -حزب الله-: استهدفنا موقع حبوشيت الإسرائيلي ومقر ‏قيادة بثكن ...
- -لا استطيع التنفس-.. لقطات تظهر لحظة وفاة رجل من أصول إفريقي ...
- سموتريتش يهاجم نتنياهو ويصف المقترح المصري لهدنة في غزة بـ-ا ...
- طعن فتاة إسرائيلية في تل أبيب وبن غفير يتعرض لحادثة بعد زيار ...
- أطباق فلسطينية غيرتها الحرب وأمهات يبدعن في توفير الطعام


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - محمد البورقادي - بوادر الإنتقال الديموقراطي في المغرب ..وأفق التحديات الجديدة