أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - محمد البورقادي - ضريبة الحرية المطلقة















المزيد.....

ضريبة الحرية المطلقة


محمد البورقادي

الحوار المتمدن-العدد: 4975 - 2015 / 11 / 4 - 08:22
المحور: العولمة وتطورات العالم المعاصر
    


يقولون بأن الحرية هي أساس النجاح وهي أصل التقدم والحضارة ..ولكن عن أن حرية يتكلمون ..
الحرية في أتناول المخدرات ..وأن أعاقر الخمر ..
الحرية في أن أسهر في النوادي الليلية وأمارس الجنس مع الفتيات ..
الحرية في أكون شاذا وأستحب الذكور على الإناث ..وأن أكون شاذة وأستحب الإناث على الذكور..
الحرية في أن أذيع ما أشاء وأنتج ما أشاء وأروج لما أشاء..أن أمتلك السيطرة على الجهاز الإعلامي وأنشر الفضائح والمنكر على الشاشات ..وأن أنقله للشبكات العنكبوتية ..وأن أسجله في الأقراص المدمجة ..بدعوى أن ذلك ينفس عن مكبوتات الشباب ويروي نهمم الغرائزي ويطفئ نار ثورتهم على النظام والقانون ..
الحرية في أن تنهب ثروات الآخرين بدعوى الإستعمار ..وتتشدق وتدعي بأن المستعمر مدين لك بما جلبته له من مدنية وتقدم وحضارة ..
الحرية في أن تفرض قانونك الموحد على الكل بدون استشارة ..كونك عضوا في مجلس الأمم المتحدة وتعود لتقول أننا ندافع على حقوق الإنسان ..أي حقوق ودولتكم إسرائيل تهتك أعراض نسائنا وتقتل أبنائنا .. أي حقوق وأنتم ترشون شبابنا وتحرضوهم على الإرهاب وتعودو وتتهمونا أن ذلك من فعلنا ..أي حقوق وأنتم تحاربون بالدباباب والقنابل من ليس له إلا الحجر والتراب ..
ألكم الحرية في أن تصنعوا ما شئتم من الأسلحة النووية والذرية وتمنعوا غيركم من تصنيعها بدعوى أن ذلك حكر عليكم وحدكم ..والإبادة لمن يعترض ..حتى إذا قدمت إيران على فعل ذلك أرهقتموها بالشروط وفرضتم استعمارها لتبيحوا تصنيع واستيراد الأسلحة ..استعمرتموها بشركاتكم ..وأحللتم شعبكم فيهم.. فنصف إيران من إسرائيل ..ما هذه الذلة والمهانة ..أتسمون ذلك حرية وحقوق وكرامة وأخلاق ..
أحرية أن تسلطو زعماء الدول وقادتهم على شعبهم ..وتتشدقون أن ذلك قوانين دولية يجب اتباعها وأوامر للرجل الأبيض لا ترد ولا تناقش..وفيما كانت دولية وهي لا تأخذ برأي أغلب الدول ..بل هو اتفاق ومؤامرة محبوكة لرصد وتعقب جميع الدول والسيطرة عليها ..
وتزعمون أن بعثاتكم لإفريقيا وباقي الدول هدفها اكتشاف ودراسة علمية في حين أنها محاولة اختراق ماكرة وذهية لفهم آليات تفكير الشعوب ولإدراك ثقافاتها واهتماماتها للإحاطة بها بعداً والتمهيد لاستغلالها ونهب خيراتها بدعوى جلب المعرفة والحضارة لها ..
أي حرية في أن تتعاقدو مع أمم لا تدين بدينكم ..وتزرعو فيها خبثكم ومكركم ..
أي حرية في إباحة المنكر والدعوة إليه من جميع المنابر وبكل الوسائل ..الدعوى إلى الإنحلال والتفسخ ..الدعوى إلى نبذ الإرهاب والعنف وأنتم من تأجرون الناس على فعل ذلك وتحابوهم ..
أي حرية وأنتم تدعون الناس لدين جديد ..تدعون الأطفال للعنف والإجرام والقتال والبغض والكره وذلك بادٍ في رسومكم المتحركة التي تعرض ليل نهار ..
إنهم صغار لا يأبهون لما يلحضون ولكنكم تستهدفو اللاوعي فيهم ..تستهدفو الضمير والبصيرة وتريدون تنميطها على العنف والعدوان حتى إذا اشتد عود الصغار آثروا القتال فيما بينهم واستحبو العنف على السلم.. ففرحتم أنتم بذلك وسررتم كونه أراحكم عناء الحرب والقتال والإستعمار ..فأن نهدم من الداخل وبأنفسنا خير وأهون عليكم من تتقدمو بدباباتكم ومدافعكم ..
وكنكم تبيدو أنفسكم بأنفسكم من حيث لا تشعرون ..ومصيركم إلى الإنهاك وإلى الزوال لا محالة ..
ومعنى أن تبيحو الشذوذ وأن يصير له قانونا ودستورا ..وقوة تحكمه ومجتمعا يسري فيه ويندمج معه ..معناه تعطيل سنة الإنجاب ..ومعناه تخفيض نسبة جيوشكم ..وتعطيل خدماتكم ..وإثباط قوتكم وجبروتكم ومن ثم إبادتكم تدريجيا ..حتى إذا صرتم قليلي العدد دخلت عليكم قبائل الزنوج من كل حدب وصوب وهاجموكم واحتلوا أرضكم كما فعلتم بهم أول مرة ..وقاتلوكم كما قاتلتموهم واستحوذو على خيراتكم من دون حول منهم ولا قوة ..
ومعنى أن تباح الفروج وأن تنتشر الدعارة في كل مكان ..أن تنتشر الأمراض الخبيثة والمعدية ..فتنخر قوى شبابكم ..ومعناها أن يركن شعبكم إلى الدنيا ويحرص عليها وعلى شهواتها وأن يتخلله الضعف والجبن والميوعة فيخاف دخول الحرب وإنقاذ الوطن ..وأن يستحب المتع والترف على المثل العليا والشرف ..وأن يضعف مردود عمله لأن طاقته قد أصرفت في عمل آخر ..ومعناه أن تهوى شأفة البلاد وتصير إلى الهلاك والدمار بما كسبت أيديها ..
ومعنى أن يباح لبس ما شاء من اللباس ..أن تخرج النساء والفتيات في ماكياج صارخ ولبس قصير شفاف يظهر ويشف أكثر مما يكتم ويخفي ..ويحدث بعد ذلك أن يطلب الشاب الشابة فترفض الدعوى ..فيخطفها ويغتصبها وبعد ذلك يقتلها خوفا من الفضيحة ..فيعيش الكل في قلق وخوف واضطراب ..ولا ينعم أحد بالأمن ولا بالسعادة في ظل هذا التهافت المخيف ...
وأين الحرية في تمنعوا نساء المسلمين من الدخول إلى الجامعات وإلى الأماكن العامة ..وتحجبونهن عن السلطة وعن السياسة ..وإذا مرّوا بجانب شبابكم سلقوهم بألسنة حداد أشحة على الخير ..كأنهن قدمن من كوكب آخر ..والعيب والعار والخجل على من تتشبه بالحيوان وتكشف لحمها ..والشرف والعزة على صاحبات الفضيلة ..على من عرفن أنفسهن ومرتبتهن ..
ومعنى أن يدخل الطفل للأنترنت ويشاهد بدافع الفضول ما قد حذره أبواه من مشاهدته ..معناه أن يحاول تطبيقه مع نفسه فإن ملّ وضجر من نفسه ..قام إلى أخته ليلا ليقضي منها وطره وليريح هم خاطره الذي آرقه بكثرة المشاهد والفتن التي تعرض عليه .....وإن شاهد الزوجان تلك الشواذ وما يقومون به ..أبوْا إلا أن يجربوه ..فيحدث أن لا يستصيغه الطرف الآخر فتحدث منازعات قد تنتهي بالطلاق وانفصال الأبناء ..وفساد التربية ..فيزداد الأبناء شذوذا والآباء نفورا وكل يسبح في فلك مع نفسه بلا بوصلة وبلا روح ..
ومعنى أن تزال القيود ..وأن لا تقيّد الحرية وأن تفتح في وجه كل ما يرغب به الفرد بدون قيد أو شرط ..معناه أن تستعلي فردانية الفرد على جماعيّته ..وأن يتعالى بذاته على الآخرين في محاولة لإثباث سلطته على ذاته وعلى الآخرين ..فتجده تارة يعنّف بالسيف فيضرب هذا ويقتل هذا..وتجده يسكر حتى العربدة والثمالة فيركب عربته ويسير بأقصى سرعة لها في محاولة لتحدي ذاته وإعلاء الأندريالين في جسمه ليستشعر الإثارة والسعادة ..فيصدم هذا ويخوف ذلك ..ويرهق رجال الشرطة في محاولتهم المستميتة لإيقافه واعتقاله ..
والحرية مع الترف ومع الفردانية في بلاد طغت عليها المادية حتى قدّستها وصارت إلاها يُعبد وصنما يُمجّد ..قد تكون هي الضربة القاضية لها وهي الفناء المحتوم التي ستجنيه على نفسها ...
فالفرد في وفرة كل شيء ..ومن تذوق طعم كل شيء ..يصير إلى ملل وضجر وإلى قنوط ويأس ..ففيما الأمل وكل ما يُأمل موجود وما يرغب فيه يحصل عليه وما يشتهيه يجده في متناوله ..فبعد أن تذوق كل شيء وجرّب كل شيء ولم يجد شيء انتباهه ولبّه ..يضجر ويتدمر من حياته ويبدأ فكره بالتوجه إلى الإنتحار ..وإن كان له أمل أكثر يصيبه الجنون ..فينهي حياته بكلا الأمرين ..
ولن أتكلم في ادعائكم بأنكم شعب الله المختار ..وأن عيسى عليه السلام قد ضحى بنفسه من أجلكم لتفعلوا ماتريدوه بعده ...فهذا قول آخر ومقال آخر..



#محمد_البورقادي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تأملات في الطريق..
- في الأحياء الراقية
- في عقوق الوالدين : قلب الأم
- أمريكا ..المارد !!
- نظرة في النفس والروح والجسد ..
- في الأحياء الشعبية..
- نضرة في العلاقات الإجتماعية في وقتنا الحاضر
- مخالب النفس
- الإنسان والعقيدة !!
- في بيوت الله
- نساء الحداثة أو النساء الحداثيون !!
- طلبة المغرب بين الحق والواجب
- مسألة القيم الإنسانية !!!
- الفرد والمجتمع , أية علاقة !!
- النزعة الفردية المتطرفة!!!
- عن أي إصلاحات تتحدثون !!!
- في دار العجزة
- أهذا فن أم عفن ؟
- في مسيرة 8 مارس


المزيد.....




- القوات الإيرانية تستهدف -عنصرين إرهابيين- على متن سيارة بطائ ...
- الكرملين: دعم واشنطن لن يؤثر على عمليتنا
- فريق RT بغزة يرصد وضع مشفى شهداء الأقصى
- إسرائيل مصدومة.. احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين بجامعات أمريكية ...
- مئات المستوطنين يقتحمون الأقصى المبارك
- مقتل فتى برصاص إسرائيلي في رام الله
- أوروبا.. جرائم غزة وإرسال أسلحة لإسرائيل
- لقطات حصرية لصهاريج تهرب النفط السوري المسروق إلى العراق بحر ...
- واشنطن.. انتقادات لقانون مساعدة أوكرانيا
- الحوثيون: استهدفنا سفينة إسرائيلية في خليج عدن وأطلقنا صواري ...


المزيد.....

- النتائج الايتيقية والجمالية لما بعد الحداثة أو نزيف الخطاب ف ... / زهير الخويلدي
- قضايا جيوستراتيجية / مرزوق الحلالي
- ثلاثة صيغ للنظرية الجديدة ( مخطوطات ) ....تنتظر دار النشر ال ... / حسين عجيب
- الكتاب السادس _ المخطوط الكامل ( جاهز للنشر ) / حسين عجيب
- التآكل الخفي لهيمنة الدولار: عوامل التنويع النشطة وصعود احتي ... / محمود الصباغ
- هل الانسان الحالي ذكي أم غبي ؟ _ النص الكامل / حسين عجيب
- الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر / أيمن زهري
- المثقف السياسي بين تصفية السلطة و حاجة الواقع / عادل عبدالله
- الخطوط العريضة لعلم المستقبل للبشرية / زهير الخويلدي
- ما المقصود بفلسفة الذهن؟ / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - محمد البورقادي - ضريبة الحرية المطلقة