الإنسان والعقيدة !!

محمد البورقادي

الحوار المتمدن-العدد: 4773 - 2015 / 4 / 10 - 01:59
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    

ما قيمة العقيدة؟ ما دورها في الحياة؟ وما دورها في نفوس البشر في عصر الآلة والإنتاج المهول !!!
أو ليس هدفها إقامة الحياة البشرية على أسس صالحة؟ أوليس وجودها كفيل بأن يخلق السعادة والأمان والصلاح والفلاح في كل زمان ومكان ..
أم أن طبع الإنسان قد ألف على التمرد على كل شيء ،حتى على من يقدم له العون الرشاد والهدى ويخرجه من الضلمات إلى النور !!
وألف الإستكبار والتعالي على كل النظم الربانية منها قبل الوضعية ,بدعوى أنها تقيد مسعاه وتحد من طاقته في حين أنها تضبطه وتوجهه في سبيل الإصلاح النبيل ولولاها لصار كالأنعام بل أظل سبيلا ..
وما هدف العلم إن لم يرقّي تفكير الإنسان ويزيل عنه شوائب الإنحلال والتسلط والأنانية ..ويخلصه من الفوضى والعبث والدمار والتخريب واللامبالاة ..
ولكن يتضح العكس جليا وواضحا أن العلم لا يكفي بدون نور وهدى وبدون نهج سوي وحكيم يعجز عن صياغته نبغاء الإنس ولو اجتمعو! ولا يفضي إلى شيء في غير ضوء الحق والحكمة العليا ..
بل قد بلغت جهالة الإنسان أن يزعم لعلمه القوة والكبرياء وأن علمه يغنيه عن أي عقيدة كانت ، بل الأسوء من ذلك هناك من بلغ ضلاله إلى محاربة العقيدة والتنكر الخبيث لمواجتها وبذل الكل في سبيل ضحدها ودرئها ..واتُّخذ العلم سلاحا لمحاربة العقيدة ومطاردتها في نفوس المؤمنين!! أي ضلال هذا !!
ولما كان هذا هو حال الإنسان بجبروته واستكباره فقد غدا لا يعرف معروفا ولا منكرا ، بل لا يفرق بين الصواب والخطأ ، لأن النفس إذا تعودت على شيء أدمنته وأصبحت عادتها الإتيان بمثله والعيش عليه والتصرف من خلاله ..
ليس هناك شعور حقيقي بوحدة الإنسانية وأخوتها.
ليس هناك ضابط حقيقي يمنع شهوة الإبادة والتخريب.
ليس هناك إحساس حقيقي بكرامة البشرية أن تهبط إلى هذا المستوى من التفاهة والانحلال.
ليس هناك استغلال حقيقي للطاقة البشرية الضائعة في لا شيء، المنحدرة إلى الهاوية.
ليس هناك تقدير حقيقي لتلك الخامة العجيبة التي صنع منها المخلوق البشري. الخامة القادرة على الرفعة بقدر ما هي قادرة على الهبوط.
ليس هناك معرفة حقيقية بهذا الجوهر الفذ الذي نفخ فيه الله من روحه وخلقه على صورته.
وحين يفقد الإنسان العقيدة فهكذا يصير.. كالثعبان المقطوع الرأس والتائه في الصحراء بدون بوصلة ..

#محمد_البورقادي (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل