أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - محمد البورقادي - مسألة القيم الإنسانية !!!














المزيد.....

مسألة القيم الإنسانية !!!


محمد البورقادي

الحوار المتمدن-العدد: 4768 - 2015 / 4 / 5 - 14:46
المحور: اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
    



قد مرت الإنسانية عبر دهور متطاولة لا يعرف إلا الله مداها، وفي خلال تلك الدهور تطورت وارتفعت مشاعرها وتهذبت طباعها. وقامت الحضارات المختلفة، والرسالات السماوية المتعاقبة، وظهر في البشرية أنبياء ومصلحون حققوا هذه القيم العليا في أشخاصهم، ودعوا إليها من يستمع لهديها ويعرف بحقها. فاتبع النور كثيرون، منساقين إليه بدافع من نفوسهم، متطوعين بالخير غير مقهورين عليه.
فنحن أولى اليوم وقد تحضرنا ، أن يزيد إيماننا بالقيم العليا والعمل من أجلها. أما حين ننكرها، ونقول عنها إنها أوهام وخرافات تعيق تقدمنا ، وتفتحنا وتحررنا، فلنكن على يقين من أننا ننتكس إلى أسفل، ولو حطمنا الذرة، واستعمرنا القمر وذهبنا إلى المريخ...
إن هناك وهماً صارخاً يستولي على أفئدة الناس في الغرب، ويتسلل إلى المستعبدين في الشرق فيملأ نفوسهم تفاهة وفراغا....
إنهم يظنون أن العظمة العلمية تستتبع حتماً أن يكون "الإنسان" كله قد ارتقى. فلا بد إذن أن تكون الأخلاق والعادات والتقاليد الموجودة في عصر الذرة، أفضل من مثيلاتها في العصور السابقة، التي لم يكن العلم فيها قد وصل إلى هذه الأسرار!!
وما دام الناس اليوم لا يؤمنون بإله، ولاي تبعون قواعد الأخلاق، ويستبيحون الفوضى الجنسية، وينكرون القيم العليا ويعتبرونها خرافة، فلا بد إذن أن يكون هذا كله هو الحق، لأن هذا هو عصر العلم والنور والحقيقة!
فأية خرافة أكبر من هذه الخرافة التي يعيش فيها هذا الجيل من البشرية؟
إن المقياس الحقيقي لعظمة الإنسان ليس هو الهاتف الذكي أو الحاسب الآلي الذي يملكه، ولا السيارة التي يركبها، ولا جهاز الغسيل الآلي، ولا القنبلة التي يدمر بها الحياة على وجه الأرض...
وإنما هو أثر ذلك كله في مشاعره وعواطفه، وكيانه النفسي على وجه العموم، فإذا كان يصل به إلى فكرة عن الإنسانية أوسع وأشمل، تقوده إلى فهم ماهية الوجود والهدف منه ، فقد ارتقى الإنسان حقاً بكل ذاك..
أما إذا كان يضيّق مشاعره إلى نطاق الأنانية المرذولة، ويتبع هواه حتى إذا جحر ضب دخل معه، فقد انحطت البشرية رغم هذا البريق الذي يخطف الأبصار...
طالما كانت هذه المبادئ التي يسير عليها الغرب، ويتبعه الشرق فيها كأنه منزه عن الخطأ أو عفوًا معصوم منه ، وتلك هي المشاعر المسيطرة على أهله، فكيف يزعم أحد أنه ارتقى، ولو بنى الأساطيل وأقام المصانع ووصل إلى الأفلاك؟..
إنما مقياس الرقي البشري هو الطريق التي يعامل الإنسان بها أخاه الإنسان، والقيم والمبادئ التي تسود بينهما، ولكن المحك في ذلك ليس معاملة الإنجليزي للإنجليزي مثلاً، حيث يتدخل القانون، وتتحكم القوة المتكافئة في تحديد العلاقة، وإنما هو معاملة القوي للضعيف ، ومعاملة من يملك لمن لا يملك ،ومعاملة الغربي للآخرين الذين لا يملكون السلاح، ولا يجدون في الوقت الحاضر القوة المكافئة. فهنا يبرز الشخص على حقيقته الكامنة وراء القشور والأصباغ، وينكشف مدى إيمانه الحقيقي "بالإنسانية"!
وحين يؤمن الغرب بذلك يكون قد ارتقى حقاً. ولكنه لن يؤمن حتى يغير نظرته للأحياء والحياة والأشياء.. ويقيم فلسفته على أساس آخر غير البراجماتزم..
ولن يتأتى ذلك إلا بإعادة الصياغة والترتيب وفق المنهج الحكيم والنهج المستقيم الذي يشهد عنه بذلك التاريخ وتأكده الفطرة حينا بعد حين ..



#محمد_البورقادي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الفرد والمجتمع , أية علاقة !!
- النزعة الفردية المتطرفة!!!
- عن أي إصلاحات تتحدثون !!!
- في دار العجزة
- أهذا فن أم عفن ؟
- في مسيرة 8 مارس


المزيد.....




- شاهد ما حدث على الهواء لحظة تفريق مظاهرة مؤيدة للفلسطينيين ف ...
- احتجاجات الجامعات المؤيدة للفلسطينيين تمتد لجميع أنحاء الولا ...
- تشافي هيرنانديز يتراجع عن استقالته وسيبقى مدربًا لبرشلونة لم ...
- الفلسطينيون يواصلون البحث في المقابر الجماعية في خان يونس وا ...
- حملة تطالب نادي الأهلي المصري لمقاطعة رعاية كوكا كولا
- 3.5 مليار دولار.. ما تفاصيل الاستثمارات القطرية بالحليب الجز ...
- جموح خيول ملكية وسط لندن يؤدي لإصابة 4 أشخاص وحالة هلع بين ا ...
- الكاف يعتبر اتحاد العاصمة الجزائري خاسرا أمام نهضة بركان الم ...
- الكويت توقف منح المصريين تأشيرات العمل إلى إشعار آخر.. ما ال ...
- مهمة بلينكن في الصين ليست سهلة


المزيد.....

- الديمقراطية الغربية من الداخل / دلير زنكنة
- يسار 2023 .. مواجهة اليمين المتطرف والتضامن مع نضال الشعب ال ... / رشيد غويلب
- من الأوروشيوعية إلى المشاركة في الحكومات البرجوازية / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- عَمَّا يسمى -المنصة العالمية المناهضة للإمبريالية- و تموضعها ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الازمة المتعددة والتحديات التي تواجه اليسار * / رشيد غويلب
- سلافوي جيجيك، مهرج بلاط الرأسمالية / دلير زنكنة
- أبناء -ناصر- يلقنون البروفيسور الصهيوني درسا في جامعة ادنبره / سمير الأمير
- فريدريك إنجلس والعلوم الحديثة / دلير زنكنة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - محمد البورقادي - مسألة القيم الإنسانية !!!