أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - جواد كاظم غلوم - عشقٌ من وراء زجاج














المزيد.....

عشقٌ من وراء زجاج


جواد كاظم غلوم

الحوار المتمدن-العدد: 4976 - 2015 / 11 / 5 - 12:20
المحور: الادب والفن
    


عشقٌ من وراء زجاج


السيدة تاء التأنيث الساخنة
تجلسُ جوار موقدها في بلاد الثلج
يتعالى بخارُ كوبِ قهوتها
وهو في غرفته الخانقة
ببلاد الوَيلات الفائضة
يترقّبُ دخان سيجارته
يغازلُ احدهما الاخر
حدّ عناق الدخان بالبخار
غريبين أرضا يتلاصقان معا
مثل جذوةِ نارٍ وأزيزِها
يتبادلان القُبلَ من وراء زجاج
أنفاسُهما بلا شهيقٍ ، أو زفير
غريبين في بحبوحة الهواء
يُومئان ويلوِّحان معا
كطقوسِ رِحْلةِ وداعٍ في محطّةٍ مكتظّة
نفايات الثرثرة الغراميّة تُجمعُ أوّل الليل
وتُرمى في خانة "التراش" كحاويةِ قمامة كلام
هي وأكوام الشهوة الباحثة عن جسدٍ يحتويها
تتراءى في مرآةِ شاشةٍ ممنوعة اللمس
مثل ابتسامات تغرّدُ على شفاهٍ هلامية
عيونٌ من صدَفٍ صناعي تترقب مرأىً جميلا
أدمنت المعاينة بشراهة " السكوبوفيليا " (*)
أيادٍ تتصافح بلا حرارة ، بلا خدَرٍ
سوى تنمّلِ الأحاسيس في المخيّلة
حواسّ اللمس والشمّ والتذوّق
غادرتْهما لتقضي عطلتها الربيعية
في غرفِ النوم
في المباغي والمواخير الصاخبة
وهما وحدهما في غرفة الدردشة
تُبقيهما مثل موميائين محنّطين
بقيَ السمعُ والبصَرُ ندامى لهما
يحكيان عشقا غرائبيا طائرا عبر الأثير
يتضاجعان بلا حراكِ الجْلْد
بلا دبقِ المسامات
بلا لسانٍ يمدّ عنقهُ فضولا
سيجيء جيلٌ ثانٍ من سفاحِ " الماسنجر "
وقبائل السبيّ من بقاع " سكايبي " وفروعهما
يعقُّهما ، هذان العذريان العاشقان
يبتلعان شهواتهما على مضض التنهّدات
وهي تنبعث من سمّاعةٍ ثرثارة
صُنِعتْ من جليدٍ لا يُرجِفُ جسدا
تتأوّه ، تتنهّدُ مثل صدْرٍ مسلول
صُنعتْ من جليدٍ لايرجف الجسد
وصورٌ ايروسية لم تصلْ
الى مكمن العناق والشدّ والجذب
ياهذا النبع الذي يُظمئ الريقَ والأوصال
ولايداري العاشقَين
تعال وابطش بجسديهما البعيدين
اسلخ رغباتهما وعلّقهما في أسارِ قلبيهما
ماؤك ليس سلسبيلا عذبا
سوى سرابٍ بمرأى ساحرٍ
وسطْحٍ يموجُ مثل قشعريرةٍ تغازل جِلْداً
كأسُك أيها السرابُ الوهم
ممتلئٌ بسمومِ الغياب
مهما حضرتَ قبالتي وروّيتني بحديثك
بَلّورُك عبر الشاشة لا يؤنس الأنامل
كخديعةِ عرّافٍ يضلِّل مريديه
كريستال وجهك ينهكُ العينين الماجنتين
فليفترسا احدهما الآخر
فبساط الاثير غادرٌ أيها العاشقان البعيدان
ولَمستُهُ موخزةٌ كقنافذَ خائفة
وفرشتهُ ليست ناعمة الملمس
مثل هدايا ورقِ السيلوفان
كلٌّ يريدُ جسَدا يدعكُـهُ سحقا
يكبحُ جماحهُ الهائج
يتشهّى زماما يخنق رقَبتَيهما حتى تسيحَ عصارتهما
ساقا تلتفّ بهما كأفعى ارجوانية تعتصرهما
قبلةً جهنمية تُشعل الغابات اليانعة واليابسة
يا ذا الذّكُرُ المتلفّع بالدثار والزمهرير
ياعاشقةَ الزجاجِ وحَبّة المايك العالقة في أذنيك
لاتفرشي لوحة المفاتيحِ قبالتك
ابسطي شرشفكِ الأحمر القاني واسترخي عليه
كفّي ؛ فقد بردتْ قهوتُـك
خمدتْ نارُ موقدِك
نفدتْ سجائرُ معشوقك
واختفى دخانهُ مُنسلاًّ بين ثناياكِ
فلتفتحي نافذةً تتّسعُ لرياحٍ عابرة القارّات
تطردُ أدخنة الخناق
وأنتَ يا رهين غرف الدردشة
طِرْ بجناحِك الزاجل وتعلّق بحبل السماء
انْ أنهكَـكَ التحليق ، غَـنِّ بملءِ فمِك :
" كأنّـا خُلِقـنا لـلِّقـا وكأنما ------- حلالٌ على الحاسوب أنْ نتجمَّعا " *

جواد غلوم
[email protected]
----------------------------------------------------------------------------------------
*) السكوبوفيليا : شراهة النظر خلسةً بدوافع جنسية / كأبسط تعريفٍ لها
*) اشارة الى بيت الشاعر الاموي الصمّة القشيري :
كأنّا خُلقنا للنوى وكأنّما ------ حرامٌ على الايام ان نتجمّعا



#جواد_كاظم_غلوم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مِنَ الملوك اذا حكموا دولةً أنهضوها
- بغداديو أميركا بيكون جَدّتهم
- لا أريد ان أكون مليونيرا
- صفحاتٌ ممزّقة من كتاب الوعد والعهد
- سيلفي من كاميرا السلف الصالح
- السلطة القضائية في العراق لعبة في أيدي أطفال السياسة
- متى تتحوّل الاحتجاجات والتظاهرات العراقية الى انتفاضة ؟؟
- ماذا على السيد العبادي ان يفعل ؟؟
- القراءة وعناؤها
- العسيرُ والاكثرُ عسراً وما بينهما
- في مطبخ اللحمة الوطنيّة
- أدباؤنا الأسلاف وسخريتهم من اللحى العريضة الكثّة
- مذكرات في خريف باريسيّ
- معزوفةٌ شعرية لغاليتي البعيدة
- قصيدة - جائلٌ في سوق الصفّارين -
- قصيدة بعنوان - كلّنا عقلٌ تهاوى -
- لماذا تصوّبُ السهامُ على اليمَن غير السعيد ؟
- ثاني أوكسيد الداء في ضيافتي
- هدأةٌ مشتعلة
- ألوان الحب كما رسمتْها امرأة للثامن من آذار


المزيد.....




- موسكو.. افتتاح معرض عن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا
- فنان مصري يكشف سبب وفاة صلاح السعدني ولحظاته الأخيرة
- مصر.. دفن صلاح السعدني بجانب فنان مشهور عاهده بالبقاء في جوا ...
- -الضربة المصرية لداعش في ليبيا-.. الإعلان عن موعد عرض فيلم - ...
- أردوغان يشكك بالروايات الإسرائيلية والإيرانية والأمريكية لهج ...
- الموت يغيب الفنان المصري صلاح السعدني
- وفاة الفنان صلاح السعدني عن عمر يناهز الـ 81 عام ….تعرف على ...
- البروفيسور منير السعيداني: واجبنا بناء علوم اجتماعية جديدة ل ...
- الإعلان عن وفاة الفنان المصري صلاح السعدني بعد غياب طويل بسب ...
- كأنها من قصة خيالية.. فنانة تغادر أمريكا للعيش في قرية فرنسي ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - جواد كاظم غلوم - عشقٌ من وراء زجاج