أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عادل عبدالله - صراخ على جبل ( إتنا)














المزيد.....

صراخ على جبل ( إتنا)


عادل عبدالله

الحوار المتمدن-العدد: 4976 - 2015 / 11 / 5 - 08:33
المحور: الادب والفن
    


صراخُ على جبل (إتنا)
الى (غودو) و هي تهرعُ لنجدتي .

إذا كانت الفلسفة قد بدأتْ من دهشةِ الإنسان مما في العالَم،
فليس من المرجّح أن تبلغ الفلسفةُ كمالها،
إلاّ بكفّ الإنسان عن رؤية الدهشةِ فيه .
هذا هو النص الذي قلته في محفلٍ أقامهُ الفلاسفة
للإحتفاء بالعالم،
ثم التفتُ الى وجهةٍ كان فيها، و قلت :
أسمعْ، لقد آنَ لك أيها السيدُ العالم أن تحتفي بنا
و أن تصاب بالدهشة من معجزة وجودنا فيك .
فوجدتُ نفسي حينها، طريدا خارج القاعة
ممنوعا من الكلام عمّا حدثْ .
و لأن لي طريقةً في الانتقام ورثتها
عن أجدادي الشعراء
هرعتُ الى فوّهة بركان جبل (إتنا)
حيثُ كان (امبدوقليس) قدّ جهّز العناصر الاربع
لتأمين بثّ مباشر عبر أقمار السموات و الارض
الى كلّ ذي شاشة في الوجود.
و هكذا صرختُ دونما رهبة منك أو تحفّظ :
ايها العالم الأصمّ الكفيف،
الى متى يتعين علينا البقاء هاهنا
عارييَن ، ممتثلَين معا لإرادة الشر فيك
و هي تجبرني على تخصيب نطفتك العقيم من نطفتي؟
نعم، أشحْ بوجهك عني أيها العالم العجوز ،
اتجه به الى من شئت من وجوه بنيك
أفرد ذراعيك القطيعتين لضمّهم
فلا لوم عليك، لأنهم أبناؤك الذين خرجوا من ماء صلبك الآسن
و هم صنيعتك الضعاف الذين لا يقوون على البقاء طرفة عين
دونما رعاية منك لهم.
أعرض بوجهك عني ما استطعتَ أيها العالم
فإني معرضٌ بوجهي عنك أيضا
ربما لوجهة لا أثر لنعمة لك فيها عليّ ابدا
أعني وجهتي، تلك التي صنعتها على مرآى و مسمع من العالم الآخر،
ذلك الذي كنت ادفن فيه قتلى قصائدي بعد أن منعتني من نشرها.

لقد باءتْ عليّ بالعذاب و الفشل،
كلّ تلك الجهود التي حاولتُ فيها أن أريك الطريق الى جنتك
تماما، كما باءت عليك بالعذاب و الخيبة،
كلّ تلك المساعي التي حاولتَ فيها
إطفاء جمرتي
حين سلّطتَ على وهجها المقدس مياهك الثقيلة الاسنة،.
لذا سأفتحُ بابي الموصود دونك
و ربما لمرة أخيرة
لكن، لا لأسألك عن الوجهة الجديدة التي ستخدعني بها
بل لكي أتلو عليك ما يخصّك من مواثيق فضّ الشراكة بيننا
فاستمع اليها ايها العالم دونما مقاطعة و لا شرود
حتى أشير اليك بالكلام،
لقد كانت اليّ وحدي
و ليس لأحد من بنيك أو نسائك الفاتنات
كلّ تلك السموات البائرة التي استصلحتها بالصلاة والأدعية
ثم حين انزلتها على الأرض
طردتني منها
و استعمرتها بابنائك السفلة،
فأنطفأتْ اقمارها، و غار ماؤها، و ذوت جنائنها
و هاهي الآن تلفظ اشجارها الأخيرة،
دونما قدرة لأحد سواي على استصلاحها.
و لقد كانت إليّ وحدي
تلك المخلوقة التي سللتها من ضلعي
و اتخذتها زوجا اليّ
حتى إذا أينعتْ ثمارها، و اهتزت و ربتْ
جرّدتني منها،
ثم اغتصبتها على مرأى و مسمع مني
راغبا في تحسين نسل ابنائك المدنّسين
من نسلها المقدّس.
و لقد كانت قصائدي وحدي
تلك التي نسبتها علنا لنفسك
من أجل ان تبدو حكيما لمرة وحيدة أمام ذلك الجمع
الذي ملّ وصاياك و ضاق ذرعا بها.
فأعد اليّ ودائعي ايها العالم
قبل انهيارك الوشيك،
لأنني لا اريد لدمها النقي أن يختلط بدم ابنائك السفلة
و لأنها ليس تقوى على العيش لحظة واحدة
بين كائناتك الوضيعة .



#عادل_عبدالله (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في النصوص الميتا - شعرية، نهج البلاغة نموذجا
- المثقفون و المجتمع في دكتاتوريات العالم الثالث
- الذين يقرأون و هم يركضون - بحث في تشويه الدرس العربي لشخصية ...
- فضائح الفكر العربي المعاصر- قراءة جديدة لكتاب الاسلام و أصول ...
- إعتراف
- الموت والوجود - تأملات في مفهوم الكائن الحي و النقيض له
- منطق الواقع يطيح بمنطق أرسطو
- قصائد صوفية
- نيتشه : مولد المأساة من روح الموسيقى
- وقائع موت الشعر في فلسفة هيجل 2
- موت الشعر في فلسفة هيجل
- الموهبة الشعرية - بحث في أصولها و معناها
- الكتابة بوصفها خلاصا من الكتابة - مقاربة شعرية لفهم (اختلاف) ...
- هيجل - نيتشه الصراع على هيراقليطس
- .زرادشت نيتشه - من الأخلاقي الأول الى اللا أخلاقي الأخير
- شخصية هيراقليطس - من تحامل أرسطو الى تشويه النقاد العرب
- المطلق الهيجلي - إنقاذ مفهوم الله من التصور الديني اليهودي و ...


المزيد.....




- الثقافة الفلسطينية: 32 مؤسسة ثقافية تضررت جزئيا أو كليا في ح ...
- في وداع صلاح السعدني.. فنانون ينعون عمدة الدراما المصرية
- وفاة -عمدة الدراما المصرية- الممثل صلاح السعدني عن عمر ناهز ...
- موسكو.. افتتاح معرض عن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا
- فنان مصري يكشف سبب وفاة صلاح السعدني ولحظاته الأخيرة
- بنتُ السراب
- مصر.. دفن صلاح السعدني بجانب فنان مشهور عاهده بالبقاء في جوا ...
- -الضربة المصرية لداعش في ليبيا-.. الإعلان عن موعد عرض فيلم - ...
- أردوغان يشكك بالروايات الإسرائيلية والإيرانية والأمريكية لهج ...
- الموت يغيب الفنان المصري صلاح السعدني


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عادل عبدالله - صراخ على جبل ( إتنا)