أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عادل عبدالله - وقائع موت الشعر في فلسفة هيجل 2















المزيد.....



وقائع موت الشعر في فلسفة هيجل 2


عادل عبدالله

الحوار المتمدن-العدد: 4540 - 2014 / 8 / 11 - 10:26
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


وقائع موت الشعر في فلسفة هيجل
2 -2
عادل عبدالله

( حين يبلغ المذهب الهيجلي مساءه، اي اللحظة التي اكتمل فيها بناء كل شيء، الواقع والحياة وفقا لأرادة العقل، وأصبح الوقت مناسبا جداً لأن يطلق هيجل طائر الحكمة، (بومة منيرفا) بعد ان خلف استحداث المساء هذا ما لا حصر له من الوسائل والضحايا، رغبات وأفكار، مشاعر وأفراد، و مجموعات تتساءل بدهشة عن حقيقة الموت الذي اسبغه هيجل عليها، تسأل عن حقيقه هذا الكمال الذي تدعيه الفلسفة لنفسها والذي غيبت فيه كل أشكال النشاط الانساني المبدع، فهل من اجابة حقيقية لذلك؟)

التسويغ الهيجلي لموت الشعر

يبدو ان الأهمية البالغة التي يعقدها هيجل للحظة الشعر من مجمل مذهبه، الصفات التي يسبغها عليه و المكانة الجليلة المبيتة بقصدها المغرض، هي سبب جناية الشعر على نفسه أو جناية هيجل عليه، لأن هذه الأهمية لا تحمل اية قيمة بذاتها ولذاتها، انما تتأتى كل قيمتها من أهميتها الى الآخر/ من الاشارة الى ذلك الآخر ومن الوجود الذاتي الملغى والمكرس من أجله، أي من كون الشعر محطة مهمة وضرورية منطقياً لعبور المضمون الروحي وانتقاله الى مرحلة أخرى.
بعبارة مختلفة السياق تؤدي الى المعنى ذاته، يمكن القول، ان أهمية الشعر لا تتأتى اليه من حيازته على مزاياه الفريدة النادرة، بل من امتلاكه لعيوبه ونقصه التكويني بالأحرى، اذ لولا وجود هذه العيوب المتأصلة في بنيته التكوينية لما استطاع هيجل ان يجد المبرر الحقيقي – في فلسفته- لتعدية المضمون الى لحظة أخرى، لذا، يمكن القول، ان عيب الشعر او نقصه هو العنصر الأهم في تكوين الشعر بالنسبة لفكر هيجل، بل يمكن القول أيضاً ان هيجل قد وضع هذه العيوب في الشعر قبل وضعه لمزاياه وفضائله، ذلك لأن هذه العيوب – وليست المزايا- هي أداة هيجل الحقيقية والفاعلة لنقل المضمون الروحي الى لحظته التالية مثلما هي السلاح، الحجة والذريعة التي أقنعت هيجل وستقنع الآخرين بضرورة انتقال الروح الى الدين وعدم بقائه في لحظة الشعر التي لم تعد جديرة بها.
أما عيوب الشعر تلك، والتي هي في الوقت ذاته مبررات هيجل لموت الشعر فيمكن اجمالها بما يأتي:
أولاً: انغماسه بالفردية وتغليفه المضمون الروحي بالخيال الحسي.
ثانياً: غربة الشكل الخارجي واختلافه عن مضمونه الروحي.
حتى اذا أردنا أن نرى هذه المبررات في لحظة عملها أي في علاقتها الحقيقية المباشرة الفاعلة في موت الشعر، قلنا- استناداً الى طرح هيجل- ان الفكرة الأساسية في الفن هي الوحدة العضوية والالتحام الكامل بين المضمون الروحي والشكل المادي، (وعندما تنفصل هذه الوحدة انفصالاً كاملاً في لحظة الشعر، فان الفن كله بالتالي يلغي نفسه وينهار) (1) لأن، جانب الروح في الشعر ينسحب تماماً من التجسيد المادي، الأمر الذي يناقض تعريفنا للفن ولفكرته الأساسية القائمة على وحدة الروح/ المضمون والمادة/ الشكل (2).
هنا يمكن صياغة هذه الفقرة بطريقة اخرى، مفادها، ان الروح المطلق قد بلغ في آخر لحظة من نضج الشعر وامتلائه، مرحلة لايمكننا بعدها أن نطلق عليها ايماً تسمية من مسميات دائرة الفن برمتها، لأنه ما من جزء من أجزاء هذه الدائرة وبكل تفاصيلها ومراتبها، قادر على حمل الروح بمواصفاته الجديدة هذه، المواصفات التي يعجز الشعر عن حملها، لأن التصميم العام لمنهج هيجل يقتضي ذلك العجز ويعمل على اعلانه وفضحه ومن ثم تجاوزه في لحظة محددة.
اذن، فقد كان للفن او للشعر، (مهمة) محددة، هي جعل الروح مدركاً بالحس، وقد استنفد الفن في لحظة الشعر مهمته هذه، اي انه جعل الروح مدركاً بالحس فعلاً، لكن، واذ يقتضي المذهب الهيجلي ان لا تقف الروح عند حدها هذا، فانها تنسحب من الحس المتحد بها، الانسحاب الانفصالي المفارق نحو لحظة أخرى، والذي هو في الوقت ذاته انسحاب من الشعر والفن كله.
ان الملاحظة المهمة التي يمكن ذكرها هنا، بعد تعرفنا على مسوغات هيجل لموت الشعر ، تتلخص بالقول، ان هذه العيوب التي وضعها هيجل في ماهية الشعر بوصفها اشارات نقصه الذاتي، هي في الوقت ذاته علامات لكمال شيء آخر، سام وجليل، يسعى هيجل لنقل الروح اليه ومن ثم رؤيتها مكللة بصفات الكمال هذه، انها لحظة الفلسفة، اللحظة التي يبيّت هيغل كل شيء لبلوغها .
بعبارة أخرى ان هيجل اذ يشخص هذه العيوب في الشعر وينسبها الى ماهيته، فانما يريد بهذا الفعل وفي الوقت ذاته ان يشير الى كمال الفلسفة وتنزيه ماهيتها عن التعلق بعيوب كهذه، حيث، يمكن الفهم بأن التبرير الأول لموت الشعر اذ يقول – رغم انه لم يقل ذلك صراحة- بانغماس الشعر في فرديته، فانما يريد القول ضمناً ان الفلسفة لا تنغمس بالفردية ولا تغلف مضمونها بالخيال الحسي، مثلما يقول التبرير الثاني، في باطنه، ان الفلسفة لا تشعر بغربة ازاء شكلها الخارجي، ولا تختلف عن مضمونها الروحي، لأن المضمون والشكل هما شيء واحد وان كليهما تفكير، الأمر الذي يعني لاحقاً، ان المبررين – آنفي الذكر، يقولان وهما يشيحان بوجهيهما كبرياء عن دائرة الفن كلها: ان ثمة مهمة جديدة قادمة، تقوم الفلسفة بحملها وهي مهمة تمثيل الروح بالفكر وحده، لا بأي شكل من أشكال تجلياته الحسية.
تلك هي أهم مبررات هيجل لموت الشعر في فلسفته وهي مبررات تتساوى وحجم الأهمية الاستثنائية التي وضعها هيجل للشعر، أي انها الحل المقنع، الذي يستطيع الاحاطة بهذه القيمة الجليلة المعقودة له، سبيلاً لتصفيته، لإمتصاصه وضمه الى نسيج المذهب الكلي، وبالشكل الذي لايسمح لأحد بأيما لحظة للتأسي عليه أو الشفقة على طريقة موته، لأنه موت انبعاثي، بطولي، يمهد بدم اضاحيه لحلول المساء الذي ستحلق فيه آلهة الحكمة، بومة منيرفا، طائر المذهب الجدلي الذي لابد من أن يظلل العالم بجناحيه.
قبل أن أنتقل الى مستوى آخر من هذه الدراسة، أود الاشارة الى مسألة مهمة مفادها، ان مغادرة المطلق لدائرة الفن في لحظة الشعر وانتقاله الى الدين، لا يعني بقاءه في اللحظة الجديدة واكتماله بها، بل ان هذه اللحظة الجديدة القادمة لنمو الروح، هي الأخرى لحظة مؤقتة وسيطة لتعديته الى أكمل الأشياء التي يمكن أن يتجلى فيها، والتي هي حسب التقسيم الهيجلي، المطلق في لحظة الفلسفة، النتيجة الحتمية الأخيرة لكل تطور، وهي (الحقيقة المطلقة في صورة مطلقة)، الحقيقة التي يتخلى المطلق فيها عن كل شكل من أشكال تجسيداته الحسية ليصبح مضموناً مطلقاً في شكل مطلق، أي يصبح هو المضمون والشكل في آن واحد، (أفكاراً/ مضموناً)، في (أفكار/ شكل)، لأن (مادة) المضمون هي الفكر وشكل تجسده هو الأفكار أيضاً.
وحتى يتوفر للمضمون الروحي تحقيق نفسه في الفلسفة ينبغي عليه – كما أسلفنا- أن يتخلص من آخر شكلين تبدى فيهما حسياً.
الأول: تخليه عن الفردية الحسية التي في الشعر، عبر انتقاله الى الدين، هذا الأخير، الذي يعرض المضمون الروحي ذاته لكن بطريقة حسية كلية، - وهذا هو فرقه عن الشعر- أي بطريقة التمثل أو الجسد المجازي للحقيقة، كما يسميه هيجل.
الثاني: تخليه عن هذا التمثل الحسي عبر استبدال الواقعة الكلية المشوب عرضها بالخيال، استبدالها، بعنصر الضرورة – الذي هو مهمة الفلسفة الوحيدة- وبيان ان كل ما هو موجود، انما هو وسيلة ضرورية لابراز انه منطقي وعقلي.

نقد الذرائع الهيجلية لموت الشعر

بازاء بناء فلسفي كامل، مترابط ودقيق، تتصل فيه أولى حلقاته الثلاثة بآخرها عبر مهارة فكرية فائقة تحسب حسابها لكل صغيرة وكبيرة محصنة نفسها بدفاع ذاتي متأهب أبداً لأن يدرأ بحجته البالغة أيما حجة نقيضة يمكن أن تنساق ضده، ازاء بناء عبقري كهذا، كيف يمكن لدارس ما، ان يضع آليات نيله من حلقة أو موضع يعتقد الضعف فيه أو يحسب أن فرصة ما أصبحت متاحة للاعتراض عليه أو دحض احدى حقائقه؟
كيف يمكن له ذلك، اذا كان هذا المذهب دائرياً في حركته أي انه اذا يبدأ عند لحظة حقيقة مبرهنة ثم يمضي في مسيرة كلية خارج هذه اللحظة، تفترض كل لحظاتها البرهنة والاستنباط الضروري الصحيح، ليعود مرة أخرى الى النقطة ذاتها، الأمر الذي يعني ان خطأ ما في احدى لحظات هذا المذهب، يعني خطأ اللحظات المتبقة التالية لها حتماً؟
لكن، أيعني وجود هذه الواقعة – دائرية المذهب وبداياته بشكل مبرهن صحيح- اعفاءه من الاعتراض على بعض ما جاء فيه من وهن بيّن،ومن لحظات فكرية قلقة واضحة التناقض، صعبة التصديق وبالطريقة التي يطرحها هيجل نفسه؟ أعني أيمكن ان نشيح بأعيننا عن الخطأ الواضح القليل، اكراماً وتنازلاً لصحيحه الكثير؟ أحسب الآن ان ضرورة ما تدعونا لاخراج ما ذهبنا اليه من حيز الامكان والنوايا الى حيز التعيين والواقع عبر التسلسل النقدي الآتي:

1.يقول هيجل في خطبته المطولة (ساعة دفن الشعر) كما يسميها (أ.نوكس)، (ولأن الفن يحمل في ذاته حدوداً لا يستطيع ان يتخطاها، لذلك يتجاوزه الوعي الانساني نحو اشكال تبدو أكثر تلاؤماً مع المضمون الروحي) (3).
ثم يقول في مؤلف آخر من مؤلفاته (الشعر حرية كاملة لا متناهية لا تتحدد الى بذاتها فقط، انه يتصور موضوعه من خلال المقولات اللامتناهية للفكرة الشاملة، انه لا يتضمن الاعتماد على الآخر والافتقار اليه، وهو لا يفصل بين القانون والظاهرة او بين الوسيلة والغاية او يجعل أحدهما تابعاً للآخر انه غاية ووسيلة بحد ذاته) (4).
ان قراءة عميقة لمعنى النص، تستبعد أولاً ان يكون هذا التناقض الظاهر الذي يطرحه النصان تناقضاً جدلياً يفضي صراعه الحتمي الى حالة ثالثة تجمع هذا التناقض في وحدة جديدة، لأن عبارة (تجاوز الوعي الانساني لحدود الشعر) الواردة في النص الثاني، تعطل هذا الفهم الجدلي المفترض.. بسبب من تصريح العبارة الواردة في النص الأول (ان الشعر حرية كاملة لا متناهية).
هنا يحق لنا أن نتساءل بحكم وضع الشعر (المطلق هذا) عن وجهة ذهاب الوعي بعد تجاوزه الشعر، أعني، ان عملية تجاوز الوعي تلك، تفترض ان ثمة حدوداً ينبغي ان تتخطاها لتصبح في حالة جديدة عبر حدود أخرى، لكن ماهي هذه الحدود التي تخطاها الوعي أولاً، وما هي الحدود الجديدة التي سيدخل فيها ثانياً، اذا كان الشعر حرية كاملة (مطلقة) لامتناهية لا تتحدد الا بذاتها فقط، كما أخبرنا هيجل بذلك؟
أعني كيف يمكن للوعي ان يتخطى شيئاً يتصف بالمطلق واللامتناهي؟ كيف يمكن لنا أن نقبل هذه الحقيقة، وما هو المسوغ لقبولها، اذا كنا نعرف – من جهة أخرى- ان هيجل قد خلع على الأشياء كلها صفة التناهي والجزئية، وانه قد منح العقل وحده، صفة اللاتناهي والحرية الكاملة، حين قال بشكل واضح صريح في كتابه محاضرات في فلسفة التاريخ، (ان ماهية العقل هي الحرية) وان الحرية هي التعين الذاتي او التحديد الذاتي والاستقلال، وعدم اعتماد الشيء في وجوده على شيء آخر خارج ذاته، بمعنى ان العقل حر ولا متناه لأنه يحد نفسه، اي انه (لا يتحدد الا بذاته) شأنه في هذا التعريف شأن الشعر الذي سبق لهيجل ان خلع عليه التعريف نفسه كما رأينا، فهل يمكن أن يعني هذا ان الشعر والعقل، من حيث الأهمية والمكانة الحرية واللاتناهي في الأقل – هما شيء احد، بحكم اتفاقهما- تساوهما واشتراكهما في التعريف والصفة النادرة التي وهبها هيجل اليهما معاً؟
لاشك ان القبول بأمر كهذا مسألة لا تخلو من السذاجة وسوء الفهم الذي يصل حد قلب المفاهيم ايضاً، لا لأن هيجل لم يمنح حقاً مثل هذه المكانة السامية للشعر أو لسواه حسب، بل لأن القبول بواقعة كهذه يعني ان يبطل هيجل –وبيديه- كل ما يمكن أن يلي لحظة الشعر في مذهبه، حيث انه قد جرى التخطيط وبمهارة لان يبلغ المطلق ذاته في لحظة الفلسفة حسب، لا في لحظة الشعر، ولا في لحظة الدين فكيف يمكن ان يرتضي لمطلقه الاعلان عن توقفه قبل تمام رحلته؟
هنا وازاء حالة معرفية قلقة كهذه، لم يتول هيجل ايضاحها او حسمها، لانملك الا ان نؤكد ما سبق لولتر ستيس، نوكس، وكيركغارد، قوله عن خطأ الاستنباطات الهيجلية في معظم مثلثات دائرة الروح في مذهبه.
2.الملاحظة الثانية التي نسوقها هنا، وهي ملاحظة مرتبطة مقامة على ما سبق ذكره في النقطة الأولى، هي تأكيد هيجل على أن (هذه المجموعة الهائلة من الارادات والمصالح والأنشطة – والشعر احدها حتما- تشكل الادوات والوسائل التي يستخدمها روح العالم لبلوغ هدفه) انها معابر ووسائط يمتصها (النظام الفلسفي كهدف مطلق نسبياً يقود الى المطلق الذي هو المتعين الحقيقي الوحيد) السؤال هنا، هو، كيف يمكن للشعر وهو الذي (لايفصل بين القانون والظاهرة أو بين الوسيلة والغاية، او يجعل أحدهما تابعاً للآخر).. كيف يمكن لمن هو (غاية ووسيلة بحد ذاته) ان يكون وسيلة وسيطة مؤقتة يمرق الروح عبرها ثم يتخطاها ويتجاوزها الى الفلسفة؟
أليست هذه الصفة الأخيرة التي عقدها هيجل للشعر (غاية ووسيلة بحد ذاته) هي صفة العقل نفسه حين يبلغ ذاته لحظة الفلسفة، فيصبح التفكير الذي هو ماهيته، وسيلة وغاية لبلوغ حقائقه الموجودة بداخله؟ أيعني ذلك – مرة أخرى- ان العقل هو عمل شعري أو ان الفلسفة والشعر – هنا في الأقل- شيء واحد.
أحسب ان تجاوزاً جائراً، يمكن أن نلحقه بمذهب هيجل، حين القبول بنتائج غريبة كهذه.
3. يقول هيجل في مؤلفه (محاضرات في فلسفة التاريخ)، (اننا نؤكد على نحو مطلق، انه لم ينجز شيء عظيم في العالم بدون عاطفة وانفعال، ولذلك فهناك عنصران يدخلان في موضوع بحثنا، الأول هو الفكرة والثاني هو مجموعة الانفعالات البشرية، احدهما هو السدى والآخر هو اللحمة في النسيج الهائل الذي يغزل منه التاريخ الكلي) (5).
غير ان الفلسفة كما عرفنا ذلك من خلال هيجل، فكر خالص لا مكان للعاطفة والانفعال في عمله، الأمر الذي يعني حسب الزام هيجل لنا بنصه هذا، احدى نتيجتين الأولى، هي امكان القول، بأن عمل الفلسفة وانجازها لايمكن ان يعد من الأعمال العظيمة، لأنه عمل فكري خال من العاطفة والانفعال او انه يعني، ان عملها هو من الأعمال العظيمة حقاً، وهذا امر لا يفترض التسليم بوجود عاطفة وانفعال في صلب عملها حسب، انما يفترض التسليم ايضاً، بوجود عناصر شعرية في تكوينها وفي طريقة عملها، ذلك لأن العاطفة أو الانفعال – كما لا يخفى على أحد – هما عنصرا الشعر الأساسيان اللذان يغذيان على الدوام بنيته التكوينية ومستلزمات وجوده، وهنا سنكون ازاء امر آخر، بمثابة النتيجة الثالثة لما سبق، الا وهو امكان القول بوجود مخيلة حسية واضحة الانتساب، الدخول والمساهة في عمل الفلسفة، لأن الشعر – حسب هيغل- هو (تمثيل المضمون الروحي بغلاف حسي).
وهنا لابد من الافتراض بعدم قبول هيجل لمثل هذه النتائج ورفضه لمثل هذا الانتساب غير المشرف لعمل الفلسفة، لأن هيجل كان قد افترض – كما رأينا- مغادرة الوعي الانساني والروح المطلق في لحظة الفلسفة، لكل شكل من أشكال تجسداته، مؤكداً بكل ما أوتي من حزم مذهبه، على وجود فكر خالص فقط، فكر مضمون وفكر شكل لاغير.
من جانب آخر، يمكن التساؤل، ان، كيف يمكن لفلسفة هيجل (المثالية الموضوعية) التي تدين فلسفة كانت – المثالية الذاتية- بذاتيتها، ان تعترف بوجود أهواء، رغبات وانفعالات فردية في موضوعيتها؟ أخيراً، اذا كانت مهمة الفلسفة الوحيدة – كما يقول هيجل في موسوعة العلوم الفلسفية- هي ابراز الضرورة في الموضوع، وكانت الضرورة – كما نعرف- احدى شرطي المعرفة الموضوعية الحقيقية التي تقف والشمول ضد الحكم الذاتي، كيف يمكن لهذه الضرورة التي هي مبدأ الفلسفة وأول شرط للموضوعية العلمية، أن تستخدم الانفعال، وهو مبدأ فردي، جزئي و(عنصر ذاتي طارئ ينتمي الى احساساتنا) (6)، الأمر الذي يعني ذاتية هذه الضرورة لا شموليتها وعدم استنباطها من العقل الكلي والموضوعية الكلية، وهو أمر آخر تدحضه مبادئ فلسفة هيجل وتقف بحزم بالغ ضده، مثلما هي مناسبة تسوغ لنا مطالبة هيجل بتوضيح لما حدث.
4. حين يغادر الروح المطلق الدين بعد مغادرته الشعر، فانه يتخلى بانتقاله الأخير هذا عن كل الأشكال التي يمكن ان يتجلى فيها حسياً، لتصبح الأفكار وحدها هي الشكل والمضمون معاً، وهي قضية تفترض حسب التدرج الهيجلي، تخلي المطق عن آخر اشكاله الحسية، اي عن التصويرات الذهنية الحسية التي يحتويها الشعر أولاً، ثم تخليه عن التمثلات الذهنية (الجسد المجازي للحقيقة) التي يقوم الدين بعرض الروح خلالها، ثانياً.
في التخلي الأول يجري التخلص من الخيال الحسي الفردي الجزئي، أما التخلي الثاني فهو عن الخيال الكلي المشوب بالحس، وهنا يمكن ان نقول نتيجة لذلك، ان الفلسفة تبلغ نفسها بعد تخليها عن المخيلة بشكل كامل، اي بعد حذف العقل للمخيلة بكل أشكالها الجزئية في الشعر – والكلية- في الدين.
لكن، أحقاً، يستطيع المرء الجزم بوجود خطاب فلسفي محض، مساو لنفسه بامتياز، أي ماهية تفكير نظري فلسفي خالص خال من عناصر عمل المخيلة بشكل مطلق؟
ذلك ما تقف الفلسفة الحديثة – جاك دريدا، هيبوليت، نيتشه، هيدجر- ضد أمكان وجوده، بل ان العديد من نصوص هؤلاء الفلاسفة يحاول التأكيد على عدم استقلال الخطاب الفلسفي من جهة وعلى مزج هذين النمطين من الخطابات وجعلهما يعملان باتساق كامل لبلوغ الحقيقة، من جهة أخرى.
5. الشعر – حسب هيجل- هو، مجموع أفكار العالم وقد فصلتها المخيلة، اما الفلسفة فهي، مجموع أفكار العالم وقد حذف العقل من طريقة حدوثها عمل المخيلة وأضفى الضرورة بديلاً لها.
أيمكن هنا أن نصوغ احدى العبارتين بطريقة أخرى تكفل نمو موضوعنا دون أن نغير مواضع قوة خطابها؟ كأن نقول في العبارة التالية، ان الأفكار الفلسفية ذاتها يمكن أن تصبح شعراً بعد ان نضيف اليها المخيلة غير ان هذا الوضع الجديد للعبارة سيضعنا ازاء سؤال مهم، مفاده، هل يحتم دخول المخيلة على منظومة الفكر الفلسفي اقصاء الضرورة من هذه الأفكار، ام انه يستطيع الابقاء عليها التعايش او العمل معها ايضاً؟ ثم ماذا يمكن أن نسمي مثل هذا (النص) الجديد الذي يحتوي على الضرورة الفلسفية والمخيلة – كعناصر عامة- بوصفهما مكونين، أساسيين لبنيته.
ان الاجابة عن هذا السؤال المركب تستدعي:
أولاً: تعريف الضرورة – كما وردت في تعاليم هيجل- بأنها نقيض الحرية، اي ان الطبيعة والروح يخضعان في سيرهما الى قوانين حتمية، لا مجال (للحرية) او للعرضية والمصادفة في حدوثهما، غير ان هذا التعريف المنطقي الصارم لا يقدم الكثير لموضوعنا، ما يستدعي القول.
ثانيا: وهو طرح غير مباشر نستطيع من خلالها ان نتبين معنى الضرورة في اشكالية موضوعنا عبر قول هيجل (ان مضمون الدين هو نفس مضمون الفلسفة) غير ان الدين يعرض هذا المضمون في صورة العرضية والمصادفة، وهو نقص في التفكير، يتم علاجه باستبدال المصادفة بالضرورة وتبيان ان كل ما هو موجود انما هو وسيلة ضرورية لابراز انه منطقي وعقلي، اي اضفاء صورة الفكر العقلي الخالص على المصادفة، وبهذا ينتفي عناصر التمثل) (7) أي المخيلة الحسية الكلية.
اذن، فمعنى الضرورة هنا، هو اقصاء التمثل الحسي التخييلي من الواقعة الدينية، سبيلاً لجعلها عقلية منطقية مع بقاء المضمون نفسه، بعبارة اخرى، حذف بقايا المخيلة الحسية التي ورثها الدين عن الشعر سبيلاً لتحويل المضمون كله الى فلسفة.
ثالثاً: ينبغي لنا، وهذا مطلب مشروع، ان لا نأخذ العبارات المركزية التي ترد في مذهب هيجل، الا مأخذاً فلسفياً، اي ان نبعدها ما استطعنا، عن أي تأويل او تعدد ممكن في المعاني، من أجل المحافظة على سياق رصين يستطيع مقابلة وجهات النظر ومن ثم عرضها بأكثر الأشكال وضوحاً.
يقول هيجل (ان الحرية التي تخلو من اية ضرورة، والضرورة المحض، بلا حرية، تجريدان، وهما بالتالي صيغتان باطلتنان من صيغ الفكر، فليست الحرية لا تعين فارغ (كذا)، وانما هي أساساً عينية، وهي تعين ذاتها دائماً وهي بذلك في الوقت نفسه ضرورة، لأن الضرورة الداخلية الحقيقية (هي) التي تتحد مع الحرية في هوية واحدة) (8).
رابعاً: لما كان الشعر وهذه اجابة اولى عن سؤالنا المركب، حرية داخلية كاملة تستطيع ان تعين نفسها فان اتحاده مع الضرورة في هوية واحدة – سواء في الشعر أو في الفلسفة- مسألة ممكنة لا تحتم اقصاءه الضرورة من أفكار الفلسفة- والشاهد في هذا استخدام الشعراء لأفكار الفلاسفة العظام وطروحاتهم- في صيغ شعرية تستطيع عرض الحقائق نفسها لكن في اطار تخييلي يرافقه الجمال والاتساع.
أما عن طبيعة وتسمية هذا النص الجديد المنتج – شطر سؤالنا الثاني- فانه لايمكن ان يميل لكفة الفلسفة ولايمكن ان يكون لصالحها، لأن الفلسفة تتجنب الشعر وتتوقاه، رغم جزئيته المفترضة ازاء كليتها، حيث ان دخوله عليها بوصفه مخيلة تعتمد مضموناً يفسد عليها كينونتها كلها، اي ان الفلسفة لا تستطيع الاحتفاظ بكينونتها ونوعها المعرفي كفلسفة، اذا تمكن الشعر من الدخول في صلبها انما تغدو شيئاً اخر هو أقرب الى الشعر في روحه.
أخيراً يمكن أن ننوه هنا – مادمنا لم نزل بصدد موضوع الضرورة الفلسفية- الى امكان اخفاق هذه (الفضيلة) التي تتمسك الفلسفة – معتزة- باتخاذها ماهية لها، عبر الاشارة الى الاخفاقات المستمرة لمثل هذه الضرورات الفلسفية واقرب شاهد لذلك، سخرية هيجل المريرة من ضرورات (كانط) كقوله في الموسوعة – مثلاً- (ان كانت لا يستطيع ان يغامر بالنزول في الماء قبل ان يتعلم السباحة) او قوله (لقد كانت يدا كانت طاهرتين، فقط لانه كان بلا يدين).
هنا يمكن القول بشكل مطمئن باحتواء الخطاب الفلسفي في اصله على عنصر تخييلي، مثلما يمكن القول بذات الثقة، باحتواء الضرورة الفلسفية على عنصر تخييلي يتمثل بطريقة انتقال افكارها حدسيا، وابتدائها حسياً، كما يمكن القول ايضاً باحتواء العنصر الشعري على افكار شاملة كلية وضرورية لان الشعر، وكما يقول هيجل، (يتصور موضوعه من خلال المقولات اللامتناهية للفكرة الشاملة).
6. كيف استنبط هيجل الدين من الفن وما طبيعة التناقض بينهما؟
هل ان فكرة الدين هي ذات فكرة الفن وان احداهما قابلة للانتقال نحو الأخرى كما ينتقل الوجود الى العدم وبالعكس كما يقول هيجل، وماذا يمكن ان نسمي انتقال الفن الى الدين او انتقال الدين الى الفن، ثم أكانت الفلسفة حقاً هي وحدة حقيقية للدين والفن، أعني انها استطاعت امتصاص تناقضهما المفترض في هوية تجمعهما من طرف وتحفظ تمايزهما من طرف آخر؟
لقد تجنب هيجل في كتاباته الاشارة الى مايمكن اتخاذه اجابة صحيحة لأسئلة كهذه، الأمر الذي يسمح بالقول، بناءً على طبيعة الترتيب الهيجلي لهذا المثلث وطريقة عمله.
ان هذا المثلث (الفن، الدين، الفلسفة) لايمكن ان يكون جدلياً، بأي حال من الأحوال بل هو نمو وتطور سليم لفكرة الفن التي يمكن ان تندرج عبر الدين والفلسفة، لكن ليس بشكلها الحتمي الضروري الذي يفترضه الجدل، بل بطريقة معرفية يمكن حدوثها، اعني ان الفن باق حادث وعامل شأنه شأن الدين، وليس بمقدور الفلسفة ان تمتصهما لصالحها – في الأقل بالبراهين والضرورات غير المقنعة التي ساقها هيجل لتبرير ذلك- وأحسب ان في طرح هذه الفقرة بمجملها تأكيداً آخر على ما ذهب اليه ولتر ستيس عن خطأ الاستنباطات (الجدلية) في دائرة الروح كلها.
7.الفكر موجود في كل نشاط ذهني، في الارادة، الرغبة والشعور، والفلسفة التي تعمل بالأفكار مهمتها، القاء الضرورة على نشاطات الفكر، أي على الذاتية الفردية والحياة بكل تفاصيلها الشعورية، ان مهمتها هنا، هي ضبط الروح، بمعنى آخر (موتها) وأحسب ان لهذه المفردة الأخيرة دلالتها المهمة في مذهب هيجل، الدلالة التي تقع في لب فلسفته، بل ان فقرات عديدة قد بنيت بشكل مباشر على فكرة الموت هذه، وهنا لا أكتفي بالاشارة الى موت الوسائل الانبعاثي من اجل الغاية الكبرى حسب، بل الى العلاقة الحقيقية القائمة بين الفكرة الشاملة التي هي (الله)، الذي يمثل الانسجام التام بين الفكرة الشاملة والواقع وبين الأشياء المتناهية التي تحمل جانباً باطلاً غير حقيقي – استناداً لهيجل- لذا (فان الانواع تحرر من فرديتها بالموت) كما يذكر هذا النص من (الموسوعة الهيجلية).
بعد هذا العرض الشامل لدائرة الروح – بمشروعية صراع مكوناتها وشكنا في هذه المشروعية – نكون قد بلغنا من المذهب الهيجلي مساءه، اي اللحظة التي اكتمل فيها بناء كل شيء، الواقع والحياة، وأصبح الوقت مناسبا جداً لأن يطلق هيجل طائر الحكمة، (بومة منيرفا) بعد ان خلف استحداث المساء هذا ما لا حصر له من الوسائل والضحايا، رغبات وأفكار، مشاعر وأفراد، و مجموعات تسال عن حقيقة الموت الذي اسبغه هيجل عليها، تسأل عن حقيقه هذا الكمال الذي تدعيه الفلسفة لنفسها والذي غيبت فيه كل أشكال النشاط الانساني المبدع، فهل من اجابة حقيقية لذلك؟
لعلنا نجد في الاشارة الى اتخاذ هيجل من بروسيا دولة تمثل نهاية التاريخ وغاية يبلغ الحق فيها ذاته، اجابة لأسئلة الوسائل تلك، سواء اتعلق الأمر بالفن الذي افترض هيجل، موته ام بالدين او بالفلسفة في وضعها الحالي الذي لا تحسد عليه.


هوامش:
(1-2) ينظر وولتر ستيس – فلسفة هيجل ص658.
(3) أ. نوكس – النظريات الجمالية- ص128.
(4) ولتر ستيس – فلسفة هيجل- ص650 وما بعدها.
(5) هيجل- محاضرات في فلسفة التاريخ- ص87 ترجمة امام عبد الفتاح امام.
(6) هيجل – الموسوعة- ترجمة د.امام عبد الفتاح، ص150
(7) وولتر ستيس، فلسفة هيجل – ص701.
(8) هيجل –موسوعة العلوم الفلسفية، - ترجمة د.امام عبد الفتاح، ص130



#عادل_عبدالله (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- موت الشعر في فلسفة هيجل
- الموهبة الشعرية - بحث في أصولها و معناها
- الكتابة بوصفها خلاصا من الكتابة - مقاربة شعرية لفهم (اختلاف) ...
- هيجل - نيتشه الصراع على هيراقليطس
- .زرادشت نيتشه - من الأخلاقي الأول الى اللا أخلاقي الأخير
- شخصية هيراقليطس - من تحامل أرسطو الى تشويه النقاد العرب
- المطلق الهيجلي - إنقاذ مفهوم الله من التصور الديني اليهودي و ...


المزيد.....




- بيومي فؤاد يبكي بسبب محمد سلام: -ده اللي كنت مستنيه منك-
- جنرال أمريكي يرد على مخاوف نواب بالكونغرس بشأن حماية الجنود ...
- مسجد باريس يتدخل بعد تداعيات حادثة المدير الذي تشاجر مع طالب ...
- دورتموند يسعي لإنهاء سلسلة نتائج سلبية أمام بايرن ميونيخ
- الرئيس البرازيلي السابق بولسونارو يطلب إذن المحكمة لتلبية دع ...
- الأردن يرحب بقرار العدل الدولية إصدار تدابير احترازية مؤقتة ...
- جهاز أمن الدولة اللبناني ينفذ عملية مشتركة داخل الأراضي السو ...
- بعد 7 أشهر.. أحد قادة كتيبة جنين كان أعلن الجيش الإسرائيلي ق ...
- إعلام أوكراني: دوي عدة انفجارات في مقاطعة كييف
- الجيش الإسرائيلي يعلن اعتراض هدف جوي فوق الأراضي اللبنانية


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عادل عبدالله - وقائع موت الشعر في فلسفة هيجل 2