ملاحظات هامة على مقالة عادل سمارة

محمود فنون

الحوار المتمدن-العدد: 4972 - 2015 / 11 / 1 - 13:30
المحور: القضية الفلسطينية
    

ملاحظات هامة على مقالة عادل سمارة
محمود فنون
1/11/2015م
ليس لتونس فضل في تشكيل القيادة الوطنية الموحدةعام 1987م
وهي دفعت لتشكيل اللجنة السياسية عام 1989مكمقدمة للتدخل فيهاوالإلتفاف على القيادة الموحدة .
في مقالته بعنوان " مقارنة حالتين في مواجهة أزمتين ، كوبا والأرض المحتلة 1967- الإنتفاضة بالحماية الشعبية في مواجهة الإستهلاكية " المنشورة في عدد خاص في مجلة كنعان الألكترونية عدد 3697 في الأول. من تشرين الأول
كتب الدكتور عادل سمارة مستذكرا الإنتفاضة الأولى

"ولكنه منذ البداية وقع في خطأ جسيم بخصوص دور قيادة منظمة التحرير في تونس في تشكيل القيادة الوطنية الموحدة . فقد كتب يقول : " *لقد نقلت الانتفاضة الأولى النضال الوطني الفلسطيني من نضال النخبة المسلحة (حرب العصابات) إلى النضال الجماهيري منطلقة بشكل جماهيري عفوي إلى أن التقطت قيادة م.ت.ف في الخارج الأمر وبلورت للانتفاضة قيادة وطنية موحدة "
وأريد أن اسجل عددا من الملاحظات الهامة
أولا : إن مفاعيل الإنتفاضة الأولى قد بدأت كاستمرار للكفاح الوطني الفلسطيني في فلسطين عامة وفي أراضي 1967 على وجه الخصوص .
ثانيا : تراكمت مقدمات الإنتفاضة منذ بداية الثمانينات ، وقد أخذت بعدا جديدا وهو بعد جماهيري متوسع إثر ضرب رؤساء البلديات وما تلا ذلك من مفاعيل أهمها على سبيل الذكر – انعقاد المؤتمر الوطني الشامل والواسع في جامعة بيت لحم وقد تمثل فيه كل أطياف الشعب الفلسطيني سياسيا وجغرافيا وجندريا وتم ذلك بالفعل ، وأثنائه أعلن العديد من رؤساء البلديات استقالتهم وكان لهذا واسع الأثر .. وأعلن عن إضراب لمدة خمسة أيام جرى تنفيذه . وكان هناك قيادة ناطقة وهي لجنة التوجيه الوطني التي كانت تعبرأ عن إرادة ممثلي الفصائل الأربعة في الداخل(فتح وشعبية وديموقراطية والحزب الشيوعي وتضم شخصيات عامة أخرى )
هنا دخل الحراك الجماهيري منعطفا جديدا له أهمية بالغة .إن جماهير الأرض المحتلة عموما أصبحت أكثر استجابة لمتطلبات النضال وبدأت حالة إلتفاف واسعة حول الفصائل الأربعة وبرزت الجبهة الشعبية كفصيل متقدم وصاعد وواسع الإنتشار والتأثير اكثر من غيره .
ثانيا : ضرب قيادة الجبهة الوطنية الفلسطينية من قبل الإحتلال ، هذا أمر مهم حيث استدعى شخوصها وأمرهم بحل أنفسهم تحت التهديد . إذهب إلى بسام الشكعة واسأله .
ممثلي الداخل كانوا قد رفضوا ضم رشاد الشوا والياس فريج للجبهة الوطنية بطلب من أبو عمار – راجع كذلك أشخاص آخرين...
أكرر أن هذا أمر على غاية الأهمية وكان للأردن دور فيه .
ثالثا : تواترت النضالات علوا وهبوطا ولكن كان لها ديناميات داخلية ممثلة بحالة تنظيمية واسعة في أوساط العمال والطلبة والمؤسسات وشخصيات متنفذة وصحفيين وكتاب وطلائع آخرين أبرزهم المحررين من السجون الذين استمروا في دور وطني .
رابعا : كانت الفصائل الأربعة مختلفة سياسيا في الخارج إثر الخروج من بيروت وانشقاق فتح وحربها في لبنان وذهاب أبو عمار من لبنان إلى مصر السادات ليفتح صفحة أخرى جديدة وما أثارته خطوته هذه من لغط وخلافات شديدة في المنظمة. كان وضع المنظمة في الخارج في حالة تدهور وهبوط في حالها ومواقفها وقيادتها ، بينما كانت الفصائل الأربعة في الداخل صاعدة و تميل إلى التقارب وخاصة في الميدان .
وقد تلا ذلك تشكيل هيئة تنسيق وطني يتمثل فيها كل فصيل بشخص واحد
خامسا : عندما انطلقت الإنتفاضة وهذا بيت القصيد فإن الداخل هو الذي شكل القيادة الموحدة وبمعزل عن تونس تماما
سادسا : لم تكن هذه الخطوة محبوبة من تونس . هنا قيادة في الداخل وتتخذ المواقف السياسية التي تراها دون الإعتبار لمنهج قيادة نوس وتصريحات أبو عمار – هذا مهم
في الخارج تشكلت اللجنة العليا في تونس من أعضاء من اللجنة التنفيذية وكانت مهمتها دعم واسناد افنتفاضة ماليا وسياسيا وليس لها مرة أخرى وليس لها تواصل مع القيادة الوطنية الموحدة – انا شاهد ومن أهل البيت وكل صلتها بالداخل من خلال صلات مراكز افتصال الفصائلي بالداخل الموجودة في الأردن .
وتشكلت لجنة المتابعة في عمان من ممثلي الفصائل الإربعة ومعهم آخرين وكانت شكلا بمثابة حلقة الوصل بين اللجنة العليا والداخل وتعبيرا عن شكل من أشكال الوحدة الوطنية ،علما ان التواصل مع الداخل كان يتم من خلال العلاقات الداخلية لكل فصيل على حدة وحسب التركيب التنظيمي للفصيل
الشعبية والحزب والديمقراطية كانت ممركزة بينما تعددت عناوين اتصال فتح .
سابعا : تشكل عدد كبير من الدكاكين في عمان للتواصل مع الداخل وخاصة بعد استشهاد أبو جهاد وكانت كلها على صلة مع أبو عمار ، وفتحت العديد من خطوط الإتصال في كل مكان مدعومة بمقدار غير محدود من المال. وكانت السعودية ودول الخليج تمول بمقادير مضاعفة عدة مرات عن الحاجة الحقيقية لعمل المنظمة ( مال المنظمة كان في عهدة أبو عمارشخصيا ).
ثامنا : كانت المواقف السياسية التي تعبر عنها القيادة الموحدة أكثر رصانة وتمسكا بما يعرف بالثوابت الوطنية وعل خلاف في بعض الأحيان مع ما تطرحه قيادة أبو عمار .
ولكن كان هناك ثابت قوي تكرره قيادات الداخل مفاده أن قيادة المنظمة في تونس هي الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني وبمعنى أن دور قيادة الداخل لا يرقى إلى مستوى تمثيل الشعب الفلسطيني والقضية الفلسطينية قياديا .
تاسعا : ظهّرت الفصائل شخصيات عامة تعبر عنها منفردة ومجتمعة . وكانت تنطق بإرادة الفصائل في الداخل حصرا ، كما كانت تلتقي الوفود الأجنبية والصحافة والشخصيات الدولية الرسمية التي كانت تزور البلاد .
محطة جديدة
عاشرا : كان للخارج دور واضح في تشكيل وترسيم اللجنة السياسية وتوسيعها لتشمل شخصيات أكاديمية عامة لتصبح هذه اللجنة المعومة هي الناطق باسم الداخل ، ومن ثم تسلم الراية لقيادة المنظمة لتصبح القيادة الموحدة وكأنها جسم ثانوي بينما الأصل ان تكون الموحدة هي القيادة الأعلى واللجنة السياسية تابعة لها .
ثم تظاهر أبو عمار بانه هو الذي يقر بيان القيادة الموحدة ولكن بعد خراب مالطة .
وورد في المقالة ان أبو عمار استثمر الإنتفاضة ووقع اوسلو إنه حتى لم يتغطى بها .والصحيح انه بعد تبديد الإنتفاضة تمكن ابو عمار من الولوج في دهاليز التسوية من مدريد إلى أوسلو وهذا هو الأصوب . بعنى ان اوسلو ليس نتاج استثمار الإنتفاضة حقا بل هو نتاج تبديدها فلو ظلت الإنتفاضة لما قدرت تونس على توقيع اوسلو
هنا دخلنا في حيص بيص .

#محمود_فنون (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات