أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - محمود فنون - كان يتمنى الشهادة ونالها














المزيد.....

كان يتمنى الشهادة ونالها


محمود فنون

الحوار المتمدن-العدد: 4961 - 2015 / 10 / 20 - 22:04
المحور: اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
    



20/10/2015م
هل يجوز أن يذهب المناضل إلى المعركة وهو يتمنى الموت .
الجواب : لا ، لالا ، ثم لا كبيرة .؟
هل يجوز أن يتوقع الموت ؟ هذا أمر آخر فهو ذاهب لمقاتلة العدو ويمكن أن يستشهد ولا يبالي .
هو ذاهب لملاقاة عدو كي يقتله أو يهزمه ويبيد وجوده لا من أجل ان يعود محمولا . الأصل انه ذاهب لمقاتلة العدو ويتمنى السلامة لنفسه ورفاقه وأن يعود ويقاتل مرة أخرى وأخرى إلى أن يهزم العدو ويندحر عن الأوطان .
أنا أتمنى الشهادة ولكنني لو ذهبت إلى أي معركة لتمنيت العودة سالما وأجهز على العدو
كلما استشهد شاب ، نسمع من معارفه وذويه انه كان يتمنى الشهادة ، والحمد لله انه نالها ، ثم يتبع ذلك فيض من البكاء والنحيب حزنا على الفقيد الشهيد . ويتلقى ذووه عبارات فاجعة بالتهنئة .
هل امه تستقبل التهاني بموت ولدها ؟ ما ابشع هذه التهاني الحزينة
الفقيد في الرابعة عشرة أو الخامسة عشرة وما هو أقل من عشرين سنة . وا حزنتاه.
إن تكرار مثل هذا المشهد لدجرجة أنه أصبح مألوفا في حديث الناس .
من الذي يتمنى الشهادة ؟
أطفال ، شباب في عمر الورد .
لا بد أنهم في سياق التربية المجتمعية يظنون ان استشهادهم ودمهم هو طريق الحرية للوطن أو انتقام من العدو الذي تسبب في استشهاد عزيز أو صديق أو ردا على تعسف الإحتلال مع الجماهير الفلسطينية وعدوانه على الوطن ومؤسساته .إنها حالة من الإحتقان وصلت إلى حد الإنفجار فيصبح الشاب مستعدا لملاقاة العدو حتى الشهادة .
هنا وجهين :
الأول : تجليات البطولة والإستعداد للنضال والفداء .
والثاني : هناك نوع من البساطة وربما السذاجة في التربية تنعكس على الممارسة في الميدان . فبدلا من أن يمتليء غضبا يفجره بركانا على العدو ويتمنى أن يقضي على العدو نراه يتمنى الموت . وأين النضال هنا ؟

لا بد أهم يظنون أن استشهادهم يغيظ العدو ارتباطا بقول الشاعر :
فإما حياة تسر الصديق وإما ممات يغيظ العدا .
أو أن أي ميتة على يد العدو تفتح الطريق إلى الجنة والحوريات العين والشفاعة للأهل والأقارب .
إن تعبير شهيد هو تعبير دارج عند كل الأمم . فالذين يقتلون دفاعا عن حرية الوطن ضد الأعداء أو دفاعا عن حرية الجماهير ضد الظلم هم شهداء بالمعنى المجتمعي ، أي يتشرفون بهذه الميتة ويتميزون بها مهما كانت المعتقدات والأيديولوجيا التي ينتمون لها .
وفي بيئتنا الخاصة فمن مات دفاعا عن دينه وعرضه فهو شهيد ومن مات دفاعا عن الوطن فهو شهيد ...
ولكن هناك لبس . ولا بد من التفريق بين شهيد وشهيد .
الشهيد دفاعا عن الوطن هو الذي يسقط في المعركة وهو يهاجم أو يدافع حتى الرمق الأخير .
هنا هل يجوز أن يذهب المقاتل إلى المعركة من أجل أن يموت فيها ؟
الجواب لا .
إنه إن لم يتصرف حسب أصول القتال ، إنما يخلي ثغرته بموته المتعمد ويكشف ظهر الرفاق الذين يستندون على وجوده مقاتلا .
لنتخيل مئة مقاتل ذهبو للهجوم على العدو في مكان ما . وأن المئة كانوا يتمنون الموت كل بينه وبين نفسه . وفي المعركة فكر كل واحد على حدة انه لا يستطيع تفويت هذه الفرصة فغادر موقعه مهاجما كالأسد الهصور لتلاقيه رصاصات العدو وتقتله ويموت بهذا المئة وفقا للفرضية .
يكون هؤلاء قد ربحوا الشهادة !!! وفي الحقيقة هم ضحايا أنفسهم ومفاهيمهم وأفكارهم دون فائدة للمجتمع والهدف. بينما العدو ربح المعركة وربح سلاحهم وتقدم خطوة إلى الأمام ونحن حصلنا على شهداء وقد تراجع موقفنا .
ولكن لنتخيل أنهم مستعدون للتضحية مهما كانت النتيجة بما فيها الشهادة . وذهبوا إلى المعركة لا كي يستشهدوا بل كي يربحوا المعركة ويخوضوها حسب الأصول ، وتقدموا كل من موقعه وأذاقوا العدو الهزيمة وأوقعوا في صفوفه قتلى وجرحى وربحوا مواقعه وسلاحه .
هنا يكونوا أبطالا ويربحهم المجتمع كونهم مقاتلين مجربين وتجاوزوا عقدة الخوف ورهبة القتال، وأصبحوا أكثر مراسا ليخوضوا معاركهم مرة ومرات .
هنا فمن يسقط منهم فهو شهيد وليس ضحية . وهناك فرق بين الشهيد والشهيد الضحية .
ما معنى الشهيد الضحية ؟ إذا مرت دورية للعدو وأطلقت النار على مجموعة من عابري السبيل وقتل منهم اثنان مثلا ، فهؤلاء ضحايا الإحتلال ونحن درجنا على تسميتهم شهداء .
ما قيمة هذا التفريق ؟
قيمته مهمة في سلوك المناضلين . فمن يذهب متمنيا الشهادة ، فربما يتهور في موقعه ويندفع بدون تبصر فيصبح في مرمى نار العدو بدلا أن يحتمي منها فيكون سقوطه هنا خسارة ثلاث مرات : واحدة بموته والثانية بخلو ثغرته والثالثة بخسارة خبرته وطاقاته .
إن تمني الموت في حالنا هذه يختلف عن الإستعداد للتضحية . الذي تنشق عنه الأرض ويهجم أسدا على الجندي ويطعنه ويرديه وينتقل إلى آخر وآخر إلى أن يصطادوه . هذا ليس ذاهبا إلى الموت إنه ذاهب لقتل العدو وقد ينجوا أو يصاب أو يعتقل أو يستشهد . وكل هذه الخيارات موجودة وهو مستعد لها مجتمعة . وشهادته في هذه الموقعة هي قبل وبعد كل شيء هي بطولة وعز وشرف له ولذويه وللمجتمع الذي افرزه .
وكذلك الذي يقنص من بعد ويسلَم هو بطل وذخر وخبرة للمجتمع ورفاق النضال .
والذي يهتف في مسيرة أو يسير في مسيرة واعتصام والذي يوزع منشورا والذي يلقي حجرا والذي يلقي المولوتوف أو يستعمل السكين أو السيارة للدهس أو الرصاص وأشكال المقذوفات كلها سمفونية فلسطينية واحدة ترفع صوتها في وجه العدو برفض الإحتلال والإستعداد للنضال حتى تحرير الوطن .



#محمود_فنون (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الدخول الروسي في الصراع نزيها
- الحراك الشعبي الفلسطيني إلى أين
- مبضع النقد الآن وكل آن
- جيل الواكس جيل الثورة
- اليوم كالبارحة
- تحرير سوريا وتحرير فلسطين
- منفذوا عملية إيتيمار أبطال ولكن ..
- لسنا بحاجة إلى دروس جديدة نحن بحاجة إلى قيادة ثورية
- العمل او الموت الحرية او الموت
- الإسلاميون العرب: - كالمنبت لا ارضا قطع ولا ظهرا ابقى -
- هكذا يقلد المقهور القاهر غريزيا
- مساهمة سياسية في نقاش التنمية
- كلمتين وبس في الأقصى
- هل الضفة والقطاع حِتّة وَحَدَة؟
- لينا زهر الدين تقترح تحديد مدة الزواج
- جند الله بدأوا غزوة غزة !!
- عود على الإتفاق الأمريكي الإيراني بشأن الملف النووي
- ما حقيقة الإتفاق الإيراني الأمريكي بشأن الملف النووي؟
- تصريح هنية والعرابين
- مساهمة في نشر الخزعبلات


المزيد.....




- هارفارد تنضم للجامعات الأميركية وطلابها ينصبون مخيما احتجاجي ...
- خليل الحية: بحر غزة وبرها فلسطيني خالص ونتنياهو سيلاقي في رف ...
- خبراء: سوريا قد تصبح ساحة مواجهة مباشرة بين إسرائيل وإيران
- الحرب في قطاع غزة عبأت الجهاديين في الغرب
- قصة انكسار -مخلب النسر- الأمريكي في إيران!
- بلينكن يخوض سباق حواجز في الصين
- خبيرة تغذية تحدد الطعام المثالي لإنقاص الوزن
- أكثر هروب منحوس على الإطلاق.. مفاجأة بانتظار سجناء فروا عبر ...
- وسائل إعلام: تركيا ستستخدم الذكاء الاصطناعي في مكافحة التجسس ...
- قتلى وجرحى بقصف إسرائيلي على مناطق متفرقة في غزة (فيديو)


المزيد.....

- الديمقراطية الغربية من الداخل / دلير زنكنة
- يسار 2023 .. مواجهة اليمين المتطرف والتضامن مع نضال الشعب ال ... / رشيد غويلب
- من الأوروشيوعية إلى المشاركة في الحكومات البرجوازية / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- عَمَّا يسمى -المنصة العالمية المناهضة للإمبريالية- و تموضعها ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الازمة المتعددة والتحديات التي تواجه اليسار * / رشيد غويلب
- سلافوي جيجيك، مهرج بلاط الرأسمالية / دلير زنكنة
- أبناء -ناصر- يلقنون البروفيسور الصهيوني درسا في جامعة ادنبره / سمير الأمير
- فريدريك إنجلس والعلوم الحديثة / دلير زنكنة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - محمود فنون - كان يتمنى الشهادة ونالها