أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - محمود فنون - هكذا يقلد المقهور القاهر غريزيا














المزيد.....

هكذا يقلد المقهور القاهر غريزيا


محمود فنون

الحوار المتمدن-العدد: 4933 - 2015 / 9 / 22 - 13:01
المحور: القضية الفلسطينية
    


هكذا يقلد المقهور القاهر غريزيا
محمود فنون
21/9/2015م

كتب جبرا الشوملي معلقا على أحداث بيت لحم وسلوك رجال الأمن الفلسطيني الذين يعيشون ويعانون من قهر الإحتلال في بيوتهم وفي الشارع واثناء الوظيفة .
. كتب يقول
إنه مكبوت القهر"
هكذا يقلد المقهور القاهر غريزيا
اما بعد: فان المقهور المستبد يحمل قابلية المقهور غير المستبد
هذا بعد إدراك جذر الوجع"
وردا على تعليق ومداخلة من جميل الطرايرة الذي وصف فيها المستبد المقهور بأنه أسوأ من القاهر الأساس ، كتب ابو جورج :
"أرجو الانتباه الى هذه المقاربة: اذا كان المقهور المستبد هو أسوأ من القاهر الأصلي اي الاستعمار فان هذا تشريع لعودة القاهر الأصلي . وهذا اكثر من خطير يا شاعرنا الجميل".
صدقت يا ابا جورج: المقهور يقلد القاهر .كان افراد من الأمن الفلسطيني يحققون مع المعتقلين الفلسطينيين عام 1996م ويقلدون جلاديهم في التصرف وحتى في النطق . كأن يقول يلعن غَبّك يا أخو الشغموطة
في حالنا اليوم يريد المتنفذون ان يثبتوا انهم كذلك مثلهم مثل أجهزة العدو قمعيون وبشدة وبدون رحمة أي لا أثر للإنتماء القومي الواحد بين القامع والمقموع حسب سلالة الدم بل الأثر فقط للإنتماء للأمن المعادي رغم وجود العدو القاهر فوق الجميع هذا مع العلم أن أدوات القمع المتمثلة بالأفراد الصغار ليس هي الأساس بل هي فقط الأداة التنفيذية لسلطة القمع وجزء منها . ولكن أين مكمن الخلل ؟

نقول في البداية أن هناك توظيف لطاقات واسعة في المجتمع خارج احتياجاته وهذا كذلك خلل . والخلل لا يكمن فقط في كون كل برنامج أوسلو معادٍ للقضية الوطنية ويصبغ المرحلة بصبغته ، بل هناك أثر كبير للدور الذي مارسته القيادة ( وهي بمثابة رمز كبير للجماهير الغفيرة بوعي أو بغير وعي )وعدد كبير من أنصاف القادة وأنصاف الساسة وأنصاف الكتبة والإعلاميين وموجهي الرأي ، الذين عبئوا كادرات الحركة الوطنية بشكل مغلوط وأكدوا لهم أن هذا مشروع وطني ويحقق الأهداف الوطنية وأن فتح وهي أم الثورة هي التي تريد ذلك وهذا نوع من الدفاع عن اوسلو. إلى أن وصلوا ان هذا الحل هو " مشروع فتح " ويتوجب على كادرات فتح بمختلف مستوياتها أن تدافع عنه وتعبر عن قبوله وأنّ من واجبها ان تمارس على نفسها دور الإقناع الذاتي . هذا ، وبخاصة أن منوري الرأي وموجهي مواقف مريدي فتح ينشرون بينهم ثقافة : " أنا ابن فتح ما هتفت لغيرها..
ولجيشها المقدام ..كذا "
لقد قدموا تثقيفا متواترا بالفكرة على حساب مشروع فتح المنطلقات ، فتح الرصاصة الأولى لتحرير فلسطين التي كانت محتلة في حرب 1948م ، قدموا التعبئة الإستبدالية والتي قدمت صياغة جديدة لفتح ولكن فتح الحالية تتغذى على فتح المنطلقات وتضحيات كوادرها وقادتها .
لقد تمكنوا حتى من توظيف الشهداء والتضحيات وتجنيدها لتسويغ السياسة الجديدة . وهي تتناقض مع المواقف الأولى وذلك بقولهم " ان فتح التي ناضلت والتي قدمت الشهداء من قادتها والشهداء المناضلين يحق لها ان تتبنى سياسة أوسلو.. " وهذا توظيف كريه لتضحيات شعبنا ودماء شهدائه.
وخلال السنوات نجحت الأجهزة الأمنية في دورها القمعي كلما طلب منها ذلك . ونجحت في غرس روحية متهورة في أفراد الأجهزة مع تعميق تبعيتهم بحيث قام أفراد أجهزة الأمن بضب أحد عشر عضا في المجلس التشريعي وإهانتهم عدا عن مئات الأفراد الذين اعتدي عليهم من باب الزعرنة والسطوة ، وكلنا نذكر كيف تعرض سائق سيارة إسعاف للضرب الشديد لمجرد أنه تجاوز عن سيارة قائد الأمن في المنطقة.
لقد بلغ اوسلو أعلى درجاته حتى عام 1999م ثم أخذ الحكم الذاتي المحدود يتقلص بتقليص صلاحيات القيادة والعبث في المناطق ، ولكن الأهم أخذ يتقلص بفعل استمرار الإستيطان .
إن برنامج أوسلو هو هذا ،هو الذي نراه بأعيننا اليوم وقد مضى ستة عشر عاما على نهايته دون ان يكلف الواحد نفسه من إجراء مراجعات نقدية ودون حتى مجرد التساؤل عن الأوهام الي نشروها عنه .
لقد قال لي أحدهم وهو من فتح " بأن المشروع هو مشروع فتح وهذا تم ترجمته في توظيف كادرات فتح بمختلف المستويات في أجهزة ودوائر السلطة مع الإمتيازات التي تتناسب مع قدر كل واحد منهم ومع درجة وصوله إلى مصادر الإنتفاع .." وظائف ورتب ونثريات وفرص ووكالات ومشاركات مع الغير ...كل هذا شكل التلهية التي مكنت من تمرير مقولة مشروع فتح .
إن برنامج أوسلو الحالي ليس هو الذي كتب بالأوراق وحتى هو أقل من المظاهر الأولى التي قدمتها إسرائيل عنه .
ولكن النتائج تؤدي إلى الإحتقان في النهاية . فهذا الفشل يصاحبه مزيد من الاحتقانات التي تسببها ممارسات الإحتلال مع الشعور بالعجز عن الرد و وعن التقدم في النضال مقابل تقدم المشروع الصهيوني على الأرض وشدة ممارساته القمعية .هذا يخلق يأسا وشعورا بالصغار مما يجعل العدو الغاصب رمزا للقوة والجبروت وقد يتأثر بعض الأفراد ويقلدوه ولكن الأسوا أن يتقمص القادة الجهلة شخصية العدو القوية ويعكسها على أعضاء الجهاز ومنه إلى الناس .
هنا يتحول الصّغار معدومي الثقافة الوطنية إلى الإعجاب بالعدو القاهر المستبد وتصبح أحلام البعض هي التشبه بالعدو في ظل الخواء العام الذي يحيط بهم .
إننا بحاجة ماسة إلى إعادة بناء الثقافة الوطنية والقومية أي بناء الثقافة الثورية والتي تكنس الإسطبلات وتحمي الروح الإنسانية والثقافة الوطنية وتحمي الأجيال من المنزلقات الخطيرة .
إن هذا ضروري لتوعية الجمهور وطلائعه بالثورة والتحرير والتغيير وعلى حساب ثقافة أوسلو وسياسات أوسلو ورموز أوسلو ودون مواربة .



#محمود_فنون (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مساهمة سياسية في نقاش التنمية
- كلمتين وبس في الأقصى
- هل الضفة والقطاع حِتّة وَحَدَة؟
- لينا زهر الدين تقترح تحديد مدة الزواج
- جند الله بدأوا غزوة غزة !!
- عود على الإتفاق الأمريكي الإيراني بشأن الملف النووي
- ما حقيقة الإتفاق الإيراني الأمريكي بشأن الملف النووي؟
- تصريح هنية والعرابين
- مساهمة في نشر الخزعبلات
- ما هي الهدنة وما هي التهدئة
- يا رفيقة ميسر : لا تخطئي
- اليوم ذكرى حرب حزيران
- هؤلاء الشيوخ هم أعداء حقا فاحذروهم
- عيد العمال
- علي جبر ابو ناصر
- الإعتراف بإسرائيل
- الإحتلال يكرر التجربة ويغير الأدوات
- الإستعمار يكرر التجربة ويغير الأدوات
- يريطانيا والخطأ التاريخي بحق الفلسطينيين
- روسيا لاحول ولا طول في اكذوبة محاربة داعش


المزيد.....




- جعلها تركض داخل الطائرة.. شاهد كيف فاجأ طيار مضيفة أمام الرك ...
- احتجاجات مع بدء مدينة البندقية في فرض رسوم دخول على زوار الي ...
- هذا ما قاله أطفال غزة دعمًا لطلاب الجامعات الأمريكية المتضام ...
- الخارجية الأمريكية: تصريحات نتنياهو عن مظاهرات الجامعات ليست ...
- استخدمتها في الهجوم على إسرائيل.. إيران تعرض عددًا من صواريخ ...
- -رص- - مبادرة مجتمع يمني يقاسي لرصف طريق جبلية من ركام الحرب ...
- بلينكن: الولايات المتحدة لا تسعى إلى حرب باردة جديدة
- روسيا تطور رادارات لاكتشاف المسيرات على ارتفاعات منخفضة
- رافائيل كوريا يُدعِم نشاطَ لجنة تدقيق الدِّيون الأكوادورية
- هل يتجه العراق لانتخابات تشريعية مبكرة؟


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - محمود فنون - هكذا يقلد المقهور القاهر غريزيا