أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - محمود فنون - منفذوا عملية إيتيمار أبطال ولكن ..















المزيد.....

منفذوا عملية إيتيمار أبطال ولكن ..


محمود فنون

الحوار المتمدن-العدد: 4947 - 2015 / 10 / 6 - 18:30
المحور: القضية الفلسطينية
    


منفذوا عملية لإيتيمار أبطال في التنفيذ ولكن ..
محمود فنون
6/10/2015م

تمكن العدو الصهيوني من اعتقال الخلية التي نفذت عملية إيتيمار التي تمخض عنها قتل ضابط أمن فلسطيني وزوجته أثناء عبورهم في سيارتهم ليلة الخميس ! /10/2015م.
الخلية نفذت العملية بمهنية عالية وتمكنت من الإختفاء بسهولة ,وقد أوردت مصادر الأخبار خبرا تفصيليا عن سقوط الخلية في براثن الإعتقال وبعد زمن قياسي قصير .
فالفرق بين تاريخ وقوع العملية ويوم نشر الخبر هو زمن قصير جدا فقد اوردت وسائائل الإعلام : " تل أبيب: ذكرت صحيفة "يديعوت" العبرية على موقعها الالكتروني، ان جهاز الأمن الاسرائيلي " الشاباك" اعتقل خلية لحماس تقف خلف وراء عملية "ايتمار" قرب نابلس..
وافادت مصادر أمنية إسرائيلية عن اعتقال 5 فلسطينيين مشتبهين بتنفيذ عملية قتل مستوطنين اثنين بالقرب من مستوطنة إيتمار..
واعلن "الشاباك" في بيان أوردته وسائل إعلام عبرية مساء اليوم الاثنين فان الفلسطينيين الخمسة تم اعتقالهم يومي السبت والأحد الماضيين .." أي بتاريخ 3 و4/2015م
بينما العملية تمت ليلة الخميس في 1/10/2015م .
وكان الناطقون الصهاينة قد أعلنوا يوم الأحد 4/10/2015 م عن اعتقال الخلية دون ان يذكروا تفاصيل ، ثم أعلن عن التفاصيل يوم 5/10/2015م.
إن العملية هي عملية بطولية بكل المقاييس وأنها وكل أمثالها هي عملية مشروعة وواجبة .
ويبقى السؤال : بعد ما يقرب قرن من الزمان على النضال الفلسطيني ضد الوجود الصهيوني ، وبعد ما يقرب من ستين عاما على وجود إسرائيل والنضال ضد إسرائيل وبعد سبعة وخمسون عاما على انطلاقة فتح والثورة الفلسطينية . هل لا زالت الأمور تدار كما لو اننا في بداية الطريق ؟
إن تنفيذ العملية قد أثار مشاعر الفخار في نفوس الناس . وإن خبر اعتقال أبطاله قد أثار مشاعر الألم والحزن على الرفاق المناضلين وعلى ما يعانونه وسوف يعانونه في المستقبل من عذابات وحرمانات وعقود من السنوات في السجون .
إن هذا المصير هو في الأصل تعبير أو حالة من حالات التضحيات الفلسطينية ، ولكنه من جهة أخرى لا بد وأن يستثير في نفوسنا السخط على الطبقة القيادية وعلى الحالة الوطنية التي نعيشها لجهة نقدها ومراجعتها بروحية النقد والرفض والمحاسبة .
شعب مستعد للنضال مهما كانت التضحيات وهو يلقي بنفسه إلى الشوارع والمجابهة ، شباب مستعدون للنضال بكل أشكاله مهما كانت التضحيات ، ومستعدون للإبداع وتتملكهم الجرأة والحقد على العدو الغاشم . ولكن لماذا يحصل هذا ؟
إن هناك موجبات لهذا التساؤل . فبمقدار ما كانت العملية بطولية وبمقدار ما عانقت رؤوس منفذيها السحاب ، فإن هناك ألما وحزنا كبيرين بسبب إخراجهم من ميدان المعركة والعمليات الجريئة في مجابهة العدو .
فهم قد كفت ايديهم وخبرتهم عن الكفاح المسلح وأودعو أقبية السجون وقد حرم منهم الشعب والنضال وهذه خسارة كبيرة . هذا كان يحصل من زمان ولا زال يحصل . من الممكن تفسير هذه الظاهرة على انها من حقائق النضال والمجابهة وهذا صحيح فما دمنا نناضل فسوف يتعرض طلائعنا للسجن والشهادة والإبعاد والحرمانات . كل هذا مفهوم وصحيح ولكن لا يجوز للقيادات ان تتكيء عليه وتنام . لا بد لها من الدراسة والتمحيص واستخلاص العبر والمحاسبة بالنقد والنقد بالسلاح إن لزم الأمر . إن هذا مطلوب اليوم وكان مطلوبا دوما وعلى الأغلب كان مهملا دوما .
لقد كان على منفذي العملية أن يخلوا المكان سريعا بل أن يهربوا وفق قانون الثورة في العمل السري " إضرب واهرب " وكان على القيادة إن كان لهم قيادة حقا أن تتفحص ما جرى لهم علما أن الذي جرى يوجب الحذر والتصرف واتخاذ اجراءات السلامة .
ما حصل كما ذكر الناطق العبري بأن أحدهم أصيب بنيران صديقه وسال دمه على الأرض مما يقدم للعدو معلومة مهمة جدا بأن أحد المنفذين أصيب بجراح ولا بد أنه بحاجة للعلاج .
كما أفاد العدو بأن المنفذين تركوا مسدسا على الأرض وانهم وبسبب السرعة الفائقة للإخلاء وهي ضرورية لم يتمكنوا من إخلاء المسدس وفقط أخلوا الجريح .
أليست هذه مؤشرات تستوجب من القيادة ، إن كان هناك قيادة أن تدرس بشكل فوري وتتصرف بما يحمي امن الخلية الكنز الوطني الفلسطيني ؟ تبا للقيادات المستهترة .
نقل الجريح إلى المستشفى المليء بالعملاء ومندوبي الأجهزة الأمنية . هؤلاء بحسن نية أو بسوء نية وهما متساويتان في النتائج يفتحون هواتفهم ويتصلوا على مشغليهم وعلى أصدقائهم . وهؤلاء بدورهم يفتحون هواتفهم لإبلاغ مسؤوليهم ويكون الخبر قد وصل للمخابرات الصهيونية العدوة التي تبادر إلى التصرف . بعدها لا يهم إن كان مسؤول الأمن الفلسطيني قد فتح هاتفه ونقل الخبر لنظيره الصهيوني . إن فهم هذا لا يحتاج إلى ذكاء ولا إلى خبرة بل فقط يحتاج إلى اهتمام وانتباه.
كان هذا يحصل دائما طوال فترة الكفاح الوطني ولم تكن المسائل تطرح للمراجعة والمتابعة والمحاسبة وكانت الخلايا كلها تمحق وتودع في السجون ويحرم منها النضال الوطني وتحرم هي من أداء دورها وتركيم خبرتها وتطوير فعلها وتصبح هي طعاما للسجون .
والنقطة الثانية وهي مهمة : أن هذه الخلية التي هاجمت العدو بقوة وجرأة ورشاقة وابداع ، قد سلمت نفسها للعدو عبر عملية الإعتراف أثناء التحقيق . الإعتراف أثناء التحقيق يقوم بدور خطير جدا. فلنتخيل ان العدو قبض على الجريح : كان على الباقي أن يحتموا من وجه العدو بعد أن تمكنوا من الفرار وما كان عليهم ادخال الجريح إلى المستشفى وكان يتوجب أن يتولى غيرهم رعاية الجريح وخارج المستشفيات .
كان على الجريح المسلح بالحقد على العدو أن ينكر دوره ومعرفته بالعملية ويحمي رفاقه من السجن لا أن يتبرع بهم ليقعوا في براثن العدو .كان عليه أن يظل بطلا في التحقيق كما كان بطلا أثناء تنفيذ العملية .
إن كل مسار الثورة الفلسطينية يحتاج إلى مراجعة كما أن المحطات تحتاج إلى مراجعة وكل فصيل يحتاج إلى مراجعة تجربته بصورة نقدية وبمبضع جراح جريء ولا يرحم . وكذلك كل تجربة على حدة وكل عملية على حدة تحتاج إلى تقييم ومراجعة . إن القيادات المسؤولة تميل إلى الغزل في ذاتها أو تلقي المسؤولية على مشاجب أخرى .
نعم قد يكون هناك مسؤولية على التنسيق الأمني إن كان حصل فعلا وأنا أرى انه حصل وبالطريقة التي وصفتها ، فهذا واقع كان يتوجب التعامل معه وليس إغفاله . ولكنه أودى بعضو واحد من الخلية . إن الإعتراف في التحقيق هو الذي أجهز على البقية . ومن زمان قلنا إن الإعتراف في التحقيق وخدمة العدو أثناء التحقيق قدم للعدو ما يقرب من 90% من المعلومات الأمنية التي يحتاجها ومن المزروعين الذين تمكنوا من تجنيدهم أثناء التحقيق وزرعهم في أماكن حساسة عديدة تقدم المعلومات للعدو من مصادرها .إن أمر التحقيق والسقوط في التحقيق حتى اليوم لم يحظ باهتمام القيادة الفلسطينية بكل مستوياتها رغم الإنهدامات الكبرى التي نتجت عنه ورغم الدمارر الكبيرر الذي لحق بالثورة الفلسطينية في الداخل بسببه ونتيجة له.
قيادات تصرح تصريحات كبيرة فينتفخ صدرها وتصرح وتهبط بالأهداف الوطنية فترتفع مكانتها في الأوساط الرجعية وبين العرابين وتنفق المال فترتفع مكانتها بين المريدين السذج وهذا نهج يتناقض مع نهج الثورة والمحاسبة والمراجعة.
هل هذا مهم اليوم : لقد كان هذا الطرج مهما بالأمس وهو مهم اليوم ويظل مهم في كل يوم .
ليتوجب أن لا نبني الحالة الروحية والمعنوية للشعب الفلسطيني بالعبارات المنمقة وجمل الإنشاء والأكاذيب والتغطية على الخمج المتجذر في جسد النضال الفلسطيني .ِِ



#محمود_فنون (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لسنا بحاجة إلى دروس جديدة نحن بحاجة إلى قيادة ثورية
- العمل او الموت الحرية او الموت
- الإسلاميون العرب: - كالمنبت لا ارضا قطع ولا ظهرا ابقى -
- هكذا يقلد المقهور القاهر غريزيا
- مساهمة سياسية في نقاش التنمية
- كلمتين وبس في الأقصى
- هل الضفة والقطاع حِتّة وَحَدَة؟
- لينا زهر الدين تقترح تحديد مدة الزواج
- جند الله بدأوا غزوة غزة !!
- عود على الإتفاق الأمريكي الإيراني بشأن الملف النووي
- ما حقيقة الإتفاق الإيراني الأمريكي بشأن الملف النووي؟
- تصريح هنية والعرابين
- مساهمة في نشر الخزعبلات
- ما هي الهدنة وما هي التهدئة
- يا رفيقة ميسر : لا تخطئي
- اليوم ذكرى حرب حزيران
- هؤلاء الشيوخ هم أعداء حقا فاحذروهم
- عيد العمال
- علي جبر ابو ناصر
- الإعتراف بإسرائيل


المزيد.....




- هارفارد تنضم للجامعات الأميركية وطلابها ينصبون مخيما احتجاجي ...
- خليل الحية: بحر غزة وبرها فلسطيني خالص ونتنياهو سيلاقي في رف ...
- خبراء: سوريا قد تصبح ساحة مواجهة مباشرة بين إسرائيل وإيران
- الحرب في قطاع غزة عبأت الجهاديين في الغرب
- قصة انكسار -مخلب النسر- الأمريكي في إيران!
- بلينكن يخوض سباق حواجز في الصين
- خبيرة تغذية تحدد الطعام المثالي لإنقاص الوزن
- أكثر هروب منحوس على الإطلاق.. مفاجأة بانتظار سجناء فروا عبر ...
- وسائل إعلام: تركيا ستستخدم الذكاء الاصطناعي في مكافحة التجسس ...
- قتلى وجرحى بقصف إسرائيلي على مناطق متفرقة في غزة (فيديو)


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - محمود فنون - منفذوا عملية إيتيمار أبطال ولكن ..