أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير - رزكار نوري شاويس - بعد (100) عام .. سايكس – بيكو و عودة اللاعبين الى حلبتها















المزيد.....

بعد (100) عام .. سايكس – بيكو و عودة اللاعبين الى حلبتها


رزكار نوري شاويس
كاتب

(Rizgar Nuri Shawais)


الحوار المتمدن-العدد: 4965 - 2015 / 10 / 24 - 02:25
المحور: القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير
    


في الفترة من نوفمبر – تشرين الثاني 1915 و الى مايو- آيار 1916 وفي أجواء الحرب العالمية الاولى و مع بوادر نهاية الرجل المريض ( الدولة العثمانية ) جرت مفاوضات سرية كانت بصيغة تبادل وثائق تفاهم بين وزارات خارجيةفرنسا و بريطانيا العظمى و روسيا القيصرية . قاد الجانب الفرنسي في هذه المفاوضات الدبلوماسي الفرنسي ( فرانسوا جورج بيكو) و ترأس الجانب البريطاني ألسير ( مارك سايكس ) و انتجت هذه المفاوضات الأتفاقية التي حملت اسم الدبلوماسيين و عرفت تأريخيا بأسم اتفاقية ( سايكس – بيكو ) التي صادقت عليها الأمبراطورية الروسية القيصرية مقابل ان تمنحها كل من فرنسا و بريطانيا الحق في ضم مناطق من ( اسيا الوسطى ) اليها بعد الحرب .. و بموجب هذه الأتفاقية اتفقت بريطانيا و فرنسا على تقسيم الهلال الخصيب ( المنطقة ما بين إيران و البحرالابيض المتوسط ) الى مناطق نفوذ للدولتين و ذلك بتقسيمها الى عدد من الأقاليم و فق خارطة اتفق عليها الجانبان بالأضافة الى ( روسيا القيصرية ) و هي :
* المنطقة الزرقاء - و تشمل الجزء الآكبر من الجناح الغربي للهلال الخصيب ( سوريا و لبنان و – مدينة الموصل و غربها من العراق ) – اكرر – مدينة الموصل و غربها و ليس ولاية الموصل ..!!
* المنطقة الحمراء : و تدار من قبل بريطانيا و تمتد من أطراف بلاد الشام شرقا لتضم
( العراق الجنوبي – بغداد و البصرة ) و جميع المناطق الواقعة بين الخليج الفارسي – العربي و المنطقة الفرنسية في سوريا ..
* و بين هاتين المنطقتين رسمت القوتان حدود الدولة العربية الاسلامية التي وعدوا بها العرب مقابل تمردهم على الخلافة العثمانية الأسلامية و التي عرفت فيما بعد ( باثورة العربية الكبرى التي قادها الضابط و الكاتب الانكليزي المغامر ( توماس لورانس ) الذي اشتهر بكنية ( لورانس العرب ) .
*و نصت الأتفاقية أيضا على أن تقع فلسطين تحت ادارة دولية يتفق عليها بالتشاور بين بريطانيا و فرنسا و روسيا القيصرية ، الا ان الاتفاق أكد على منح بريطانيا مينائي ( حيفا) و
( عكا ) على ان تكون لفرنسا حرية استخدامهما مقابل ان تمنح فرنسا بريطانيا حق استخدم ميناء ( الأسكندرونة ) الذي كان ضمن الحصة الفرنسية .

و لم يمضي عام على هذه الآتفاقية حى تم افشاء سرها و تفاصيلها من قبل السلطة الشيوعية السوفيتية التي تولت الحكم في روسيا عقب ثورة اوكتوبر البلشفية عام 1917 .
هذا الأمر سبب الكثير من الحرج للبريطانيين و الفرنسيين ، حيث حاول السياسي البريطاني الاشهر و نستون تشرشل التخفيف من و طأة الاتفاقية في الكتاب الأبيض الذي أصدره سنة 1922 .

و كحقيقة تأريخية فإن اتفاقية سايكس - بيكو لم تطبق على ارض الواقع بحذافيرها ، لكن تم التأكيد على محتواها مجددا في مؤتمر ( سان ريمو عام 1920) و في 24 حزيران – يونيو 1922 صادقت ( عصبة الأمم)على وثائق الأنتدابين البريطاني و الفرنسي على المناطق المعنية ، و إرضاء لـ ( أتاتورك - مؤسس الجمهورية التركية ) و استكمالا لمخطط تقسيم المنطقة ، أبرمت في عام 1923 إتفاقية جديدة عرفت باسم ( معاهدة لوزان ) لتعديل حدود بلدان المنطقة التي رسمت بموجب ( معاهدة سيفر ) ، و تم بموجب معاهدة لوزان ( منح الأقاليم الشمالية من سوريا و من ضمنها لواء الأسكندرونة ) لتركيا الأتاتوركية ..

إن اتفاقية سايكس – بيكو قسمت المنطقة الى دول و كيانات خاضعة بسياساتها و توجهاتها لمشيئة فرنسا و بريطانيا اللتان رسمتا خطوط حدودها و مساحاتها ، و هكذا ظهرت دول كالعراق الذي استقل صوريا عام 1932 و سوريا عام 1946 – بعد ان منحت أقاليمها الشمالية لتركيا – و لبنان عام 1943 و الأردن عام 1946 بعد أن كانت منطقة حكم ذاتي منذ عام 1922 ، أما فلسطين فقد انتهت مدة صّكْ انتداب عصبة الأمم عليها يوم ( 14 آيار 1948 ) و جَلَتْ القوات البريطانية عنها، لكن في اليوم التالي أُعلن عن قيام ( دولة اسرائيل )فوق أجزاء من مناطق الأنتداب البريطاني، و في عام 1949 و اثر الحرب العربية الأسرائيلية الأولى ، قسمت فلسطين الى ثلاث وحدات سياسية و هي دولة اسرائيل و الضفة الغربية و قطاع غزة .

* * *

بعد هذا السرد السريع لأتفاقية سايكس – بيكو و تداعياتها المستمرة لأيامنا هذه (و لاشك في ان زخم تأثيراتها ستمتد الى المستقبل ايضا ) ؛ نقول انه من الطبيعي ان يسعى كل قوي في هذا العالم الى تعزيز قوته و تأمين مصادر و مقومات هذه القوة و الأحتفاظ بسلطانه و مد نفوذه الى حيث يتمكن من ذلك سواء استخدم في سبيل ذلك براعاته و مكره السياسي أو امكاناته و قدراته العسكرية ، فهدف القوي و هاجسه الدائم هو الاحتفاظ بقوته و تفوقه و ان يكون الاقوى و الاشد تأثيرا على مجريات الاحداث و صنعها في ارجاء العالم ..
إن سياسات القوى المشاركة في رسم خارطة سايكس – بيكو تمثلت في تأسيس كيانات هزيلة غير قادرة على الوقوف من دون دعم و اسناد منها .. كيانات افتقرت على الدوام الى كفائة ادارة الحكم و موهبة تطوير ادواتها و اكتساب الخبرة و كسب رضا شعوبها .. و لم يراعي طرفي الأتفاقية مصالح شعوب المنطقة و آمالها في التقدم نحو حياة افضل بعد تحررها من حكم الخلافة العثمانية المستبدة و المتخلفة ، و لم تضمن أبسط الحقوق و الحريات الأساسية الأنسانية لأطيافها العرقية و المذهبية الا بالقدر الذي يخدم مصالحها و يعزز من نفوذها و خارج هذا الاطار فقد وجد طرفا الاتفاقية و على امتداد كل عقود القرن العشرين
( في الصراعات القومية و المذهبية و تغذية لهيبها و في الأبقاء على حالة التخلف الفكري و الحضاري و بالأستعانة بأنظمة حكم استبدادية فاسدة و استبدالها بأنقلابات دموية حسب مقتضيات الظرف بأخرى لا تختلف عنها نهجا و سلوكا و تخلفا.. ) ؛ العناصر التي تضمن لها الأحتفاظ بنفوذها و جني الفوائد التي يدرها عليها هذا النفوذ .
و هكذا مثلت دول و كيانات خارطة سايكس- بيكو عبر كل تأريخها النموذج الصارخ لعدم الاستقرار و الاضطراب السياسي –ا لاجتماعي و الشقاق العرقي و المذهبي ، فكانت مسرحا للأنقلابات العسكرية و غير العسكرية و الحروب الأهلية و الصدامات المذهبية والقومية الدموية التي بلغت ابشع المستويات كجرائم الابادة الجماعية و التطهير العرقي .. و من ركام تردي الحال الأنساني و التخلف الفكري الحضاري و الجهل و الفقر تفرخت جماعات العنف و التعصب لتتطور الى ماهي عليها اليوم من تنظيمات و عصابات اجرامية ارهابية كداعش و امهاتها و اخواتها .
ان اتفاقية سايكس – بيكو لم تراعي مصالح شعوب المنطقة بالقدر الذي يعينها على الأستقرار الآمن و بالتالي التفكير و التخطيط للتقدم مع ركب التقدم الحضاري ، و لم تمنح هذه الشعوب ما يفيدها في ذلك من مقومات و أدوات تنمية للفكر و للوعي الانساني التضامني الخلاق ، بل كانت سياسة فرق تسد هي ركيزة منهاج تعاملها مع كيانات و دول و شعوب و اثنيات و مذاهب المنطقة .. و الذي ارى ضرورة في الاشارة اليه هنا هو ان اتفاقية سايكس – بيكو و ما تلتها من اتفاقيات و معاهدات و تعديلات لها ، أجحفت اجحافا كبيرا بحق العديد من شعوب و قوميات المنطقة التي تركت تحت رحمة قوميات سائدة همجية و متعصبة النهج في التعامل مع غيرها من الأقوام ، فتعرضوا لأسوأ الأنتهاكات لحقوقهم القومية و الأنسانية و مقومات وجودهم التأريخي و الجغرافي كشعوب و أقوام أصيلة في المنطقة كالكورد و الارمن و الدروز و الآشوريين و غيرهم من الاقليات العرقية الاخرى ..

* * *

و خلاصة القول .. فبعد مرور ( 100) عام على اتفاقية سايكس –بيكو ليس من الخطأ أن نقول ( ان العنف و الخراب و الفوضى التي تغطي عموم مساحة خارطة سايكس – بيكو و تمتد الى ابعد منها ) ليس إلا النتيجة التي افرزتها هذه الأتفاقية التي لم تخدم بأي صيغة من الصيغ المصالح الجوهرية الحيوية لشعوب المنطقة و حقوقها الاساسية في تقرير مصيرها بنفسها ، وحصاد هذه الشعوب من هذه الاتفاقية كان دائما التراجع و خرابا يلحق بخراب و مآسيا تتبع مأسي ناهيك عن التخلف الفكري و تراجع الوعي الحضاري و تفشي روح الكراهية و التعصب و العداء القومي و المذهبي و استخدام القمع و البطش من قبل من يملكون ادواتها لحل مشكلاتهم مع الآخرين ، فالمنطقة تشهد اليوم انهيارا حقيقيا لكل القيم الحضارية و الانسانية و تكاد شريعة الغاب ان تكون هي الشريعة السائدة في كل المجالات ..

هذا هو المشهد لمن يريد أن يرى ، و أبرز ما يجب التركيز عليه مع شيء من التفكير ، هو عودة جميع أطراف اللعبة الأساسيين الى الميدان .. فرنسا و بريطانيا اللذان يحمل صكّ الأتفاقية توقيعهما ، و روسيا عادت بروح روسيا القيصرية المندمجة بروح روسيا السوفيتية ، فأنظارها على آسيا الوسطى و المياه الدافئة و قاعدتها الاستخبارية والبحرية هي الوحيدة المتبقية على البحر المتوسط و تواجه الخطر و من جهة اخرى تسعى الى تأكيد وجودها من جديد كقوة عظمى تقف امام الاخرين ندا لند و بأمكانها إحراجهم بل و حتى افشاء بعض أسرارهم .. و تركيا عادت بعمامة و جبة عثمانية و بأحلام احياء خلافة زائلة ..
و الجديد ضمن اللاعبين الاصليين اقتحام الولايات المتحدة الاميركية للميدان و التي كانت ايام الاتفاقية قابعة في قارتها الثرية بعيدا عن مشكلات الشرق و حكاياتها ، قانعة بغناها و رفاهها و مواردها في الامريكيتين .. لكن تطورات و نتائج الحربين العظميين و فضلها الكبير على فرنسا و بريطانيا و انقاذها لهما من من الاندحار و السقوط امام النازية الهتلرية و تزايد حاجاتها و ضرورات الاحتفاظ بقوتها و هيبتها كزعيمة لما يعرف بالعالم الديمقراطي الحر ؛ فتحت عيونها على مصالح و مصادر قوة اضافية و متجددة من مساحات انحسر عنها نفوذ و هيبة الاخرين كبريطانيا التي كانت في زمن مضى الأمبراطورية التي لا تغيب عنها الشمس .

أما ( داعش ) و مثيلاتها في اللعبة ، فهي حتى و إن اراد ( البعض ) اظهارها بمظهر الخليفة و الخلف ( للثورة العربية الاسلامية الكبرى ) فهي بتكوينها الهجين الذي يضم مرتزقة ارهابيين من ارجاء مختلفة من العالم ليست الا بيدقا من بيادق كسب الوقت في اللعبة ، تحرك هنا و هناك و الى ان تنتهي مدة صلاحيتها فيقضى عليها او يضحى بها لفائدة الفائز بأكبر غنيمة في اللعبة .

* * *

و الآن و بعد عودة اللاعبين الاساسيين و معهم اخرين الى ميدان سايكس - بيكو و بروز حالة استقطاب و تحالفات دولية و اقليمية في الصراع الدائر في حلباتها .. كيف سيكون المسار و الى أين ؟ .. فآفاق المسألة ضبابية و مسالكها متشابكة و الواضح منها حتى الان انها محاطة برمتها بحلقة صراع متجدد و منافسة دولية ساخنة لرسم خارطة و مناطق نفوذ جديدة في المنطقة ، أو على الاقل ادخال تعديلات جذرية على الخارطة القديمة لسايكس – بيكو ..
و ان وصفنا للمنافسات الدولية للمنطقة بالصراع المتجدد يأتي من ارتباط جذورها بصراع قديم و خلفيات تأريخية ترتبط بنتائج حرب كبرى أسفرت عن سقوط ثلاث امبراطوريات عريقة ( العثمانية و الروسية القيصرية والنمساوية ) و التي كانت تهيمن على اكثر من نصف مساحة كوكب الارض و بالتالي بروز الولايات المتحدة الاميركية و الاتحاد السوفيتي كقوى عظمى عصرية اكثر حداثة و قوة من سابقاتها المندحرات و تترأس كل منها معسكرا من عالم انقسم الى معسكرين .. كما و ترتبط جذور هذا الصراع بالحرب الباردة ( الآولى ) و نتائجها و بنهوض العالم القدبم ( أوربا ) كقوة استعادت عافيتها و خصوصيتها في اتحاد يمتلك الكثير من مقومات القوة و النفوذالامر الذي ترى فيه امريكا شرخا في معسكرها و تراها روسيا البوتينية جدارا امام امتداد جبروتها .. المياه الدافئة ، البترول ، ممرات العبور و جسور الربط بين اطراف العالم و اسواقها ، هي كما كانت دائما الاهداف التي اججت نيران الصراع القديم ، و صار كل قوي يبحث عن حليف و موقع في المنطقة يعزز بهما رصيد قوته و يقوي حجته ، و صار كل ضعيف يبحث عن قوي يحميه و يضمن له ثباته أمام اعصار العنف و الفوضى الذي يجتاح المنطقة ، اعصار تولد من من رحم اتفاقية سايكس – بيكو الذي منح المنطقة تأريخا مأساويا فهي برمتها كانت و باستمرار قابلة للاشتعال و الانفجار مع ابسط شرارة .. واقعة دائما تحت رحمة هزات عنيفة في حالة لا استقرار مزمنة سياسيا و اجتماعيا و عرقيا و مذهبيا ، و لعبت لعبة تحريك الصراعات الدينية و المذهبية دورا هداما و دفعت بالمنطقة قرونا الى الوراء و ذلك باستخدام الدين و بتفاسير و اجتهادات خبيثة خاطئة كمنهاج تعبوي سيتراتيجي و نفسي عقائدي في لعبة الأمم في المنطقة و محيطها الذي اتسع باحتدام الصراع الدولي ليمتد الى افغانستان و تخوم الصين شرقا و الى عموم القارة السوداء غربا ، و شمالا الى تركيا و اسيا الوسطى و جنوبا الى سواحل الجزيرة العربية على المحيط الهندي و لتصل شظايا و شواظ هذه المعمعة بين حين واخر الى مختلف ارجاء العالم ..
انها اذن حرب عالمية ، حرب يخوضها الضعفاء نيابة عن الأقوياء .. أقوياء هدفهم الخروج من هذه الحرب بأكبر الغنائم و أقل الخسائر و لا يهمهم فيها خسائر الضعفاء مهما كان
حجمها .
* * *
و كما ذكرنا فالموقف الان ضبابي و الغموض يغطي الجانب الاعظم من من تفاصيله و بشكل لايمكن التنبؤ أو تقدير نتائجه لا بالسلب و لا بالأيجاب ، فالتحالفات على جبهاتها زئبقية قابلة للتغيير مع كل هزة و خضة ، لكنها و كأية حرب اخرى لابد و ان تنتهي بشكل او بآخر ، و من المؤكد انها و كالحروب العالمية الأولى و الثانية و الباردة الاولى التي تسببت في تغييرات كبرى في الخارطة السياسية لكوكب الأرض ؛ فإن هذه المعمعة أيضا ستنتهي بأنقلاب حال المنطقة عن ماهو عليه الآن الى حال آخر ، أما كيف و بأي صيغة و شكل ، فإن هذا الأمر سيقرره اقوياء الصراع الدولي الحالي على مناطق النفوذ و ليس أطرافها المحلية أو الاقليمية , و بكل تأكيد فإن كل القوى العظمى الداخلة في الحلبة ستخرج منها بغنيمة ، لكن كل حسب قدراته و تأثيره و شطارته ..
نعم ، لهذه النهاية مؤشراتها و ملامحها التي تؤكد ان تغييرا في الخارطة السياسية للمنطقة قادم و ان احتمال تقسيم بعض دولها الى كيانات و دول جديدة وارد .. فالعالم كما ذكرنا مرّ بالعديد من مثل هذه المخاضات الصعبة بعد الحروب الكبرى كان آخرها ولادة العديد من الدول بعد انهيار الاتحاد السوفيتي كنتيجة للحرب الباردة .. وهكذا فان احتمال ولادة دولة كوردية قوي ( بل ليس ببعيد ولادة كيانين كورديين في المنطقة كأنعكاس لتنافس الاضداد في محاربة داعش ) .. نعم ان احتمال قيام دولة كوردية على مساحة من جغرافية كوردستان وارد و قوي خصوصا اذا تمكن الكورد من توحيد خطاب و سيتراجية موحدة بأتجاه الاعلان عن قيام دولة كوردية تخفف من وطأة الغبن التأريخي الكبير بحقهم جراء العديد من المعاهدات و الأتفاقات بين كبار العالم و منها اتفاقية سايكس – بيكو .
إن الكورد اليوم امام فرصة فرصة ذهبية لتجسيد حلمهم المشروع و لابد من وقوفهم جبهة واحدة امام المؤامرات التي تحاك لأجهاض هذا الحلم ، و التعامل بروح حضارية انسانية واعية مع كل مستجدات الاوضاع الراهنة و مع كل القوى الداخلة في الحرب ضد الارهاب في المنطقة و تمتين اواصر التحالف و التعاون معها و تجنب الصراعات و الانقسامات الكوردية – الكوردية و مسبباتها ، و بعكس هذا عليهم الانتظار (100) سنة اخرى او اكثر .. او ربما لا تسنح لهم بعدها فرصة اخرى ..



#رزكار_نوري_شاويس (هاشتاغ)       Rizgar_Nuri_Shawais#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قصة قصيرة جدا ..(تفاصيل اللحظة الأخيرة)
- حكاية رضيع كوردي مهاجر اسمه ( ئالان )
- رغبة ..
- ملاحظات حرة
- هوامش على حواف الثقافة و الأرهاب ..
- مقدمات (5)
- ك (الغرس الفاسد) بفروعه و ثماره ..
- مقدمات (4)
- هوامش ديمقراطية ..
- مواجهة التطرف و الارهاب االديني .. مهمّة من ؟
- مقدمات (3)
- حيرة من الموقف الدولي و حربها ضد الأرهاب ..!
- مقدمات (2)
- أغان قديمة
- مقدمات (1)
- داعش و أخواتها .. بيادق ، مجرد بيادق
- آراء مختصرة ..
- بعد جريمة تدميرو نهب التحف الاثرية في الموصل ..هل يتخلى المج ...
- التخلف و التقدم .. ملاحظات
- شيء عن الأرهاب الأصولي و انتشاره في العالم الاسلامي


المزيد.....




- السعودي المسجون بأمريكا حميدان التركي أمام المحكمة مجددا.. و ...
- وزير الخارجية الأمريكي يأمل في إحراز تقدم مع الصين وبكين تكش ...
- مباشر: ماكرون يهدد بعقوبات ضد المستوطنين -المذنبين بارتكاب ع ...
- أمريكا تعلن البدء في بناء رصيف بحري مؤقت قبالة ساحل غزة لإيص ...
- غضب في لبنان بعد تعرض محامية للضرب والسحل أمام المحكمة (فيدي ...
- آخر تطورات العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا /26.04.2024/ ...
- البنتاغون يؤكد بناء رصيف بحري جنوب قطاع غزة وحماس تتعهد بمق ...
- لماذا غيّر رئيس مجلس النواب الأمريكي موقفه بخصوص أوكرانيا؟
- شاهد.. الشرطة الأوروبية تداهم أكبر ورشة لتصنيع العملات المزي ...
- -البول يساوي وزنه ذهبا-.. فكرة غريبة لزراعة الخضروات!


المزيد.....

- الرغبة القومية ومطلب الأوليكارشية / نجم الدين فارس
- ايزيدية شنكال-سنجار / ممتاز حسين سليمان خلو
- في المسألة القومية: قراءة جديدة ورؤى نقدية / عبد الحسين شعبان
- موقف حزب العمال الشيوعى المصرى من قضية القومية العربية / سعيد العليمى
- كراس كوارث ومآسي أتباع الديانات والمذاهب الأخرى في العراق / كاظم حبيب
- التطبيع يسري في دمك / د. عادل سمارة
- كتاب كيف نفذ النظام الإسلاموي فصل جنوب السودان؟ / تاج السر عثمان
- كتاب الجذور التاريخية للتهميش في السودان / تاج السر عثمان
- تأثيل في تنمية الماركسية-اللينينية لمسائل القومية والوطنية و ... / المنصور جعفر
- محن وكوارث المكونات الدينية والمذهبية في ظل النظم الاستبدادي ... / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير - رزكار نوري شاويس - بعد (100) عام .. سايكس – بيكو و عودة اللاعبين الى حلبتها