نبيل العدوان
الحوار المتمدن-العدد: 4965 - 2015 / 10 / 24 - 01:05
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
في هذه المقالة وكما سابقاتها سأطرح عدة قصص واقعية معظمها يتمحور حول زيارتي الاخيرة للغرب الامريكي وتحديدا لولاية كاليفورنيا لكن قبل هذه الرحلة جاء لزيارتي صديق من ايام الدراسة بالأردن وسأبدأ بسرد قصة حصلت اثناء زيارته.
الزعيم “ما هذا التخلف ؟ ”
الزعيم هو ما كنا ولا زلنا الاسم الذي نطلقه لوصف هذا الصديق فهو ومنذ ايام الطفولة والى هذا اليوم كان أكثر الشباب مثيري الشغب على الرغم من انه ينحدر من عائلة أردنية عريقة وكان والده من اكبر رجال الأمن بل كان رجل الأمن الاول وكان من اكثر المقربين من الملك الراحل في تلك الأيام .وباختصار أردت ان أقوم بواجب الضيافة على اكمل وجة فقررت ان ادعو صديقي الى مطعم عربي لتناول وجبة الغداء وفعلا ذهبنا الى أفضل مطعم وأثناء توجهنا الى صالة الجلوس وكانت قد حولت الى ديكور عربي اي عدة خيام فلفت نظرنا خيمتان كانتا قد تم حجب الروية عنها من خلال ستار او فاصل لكن فضولي دفعني لان احاول ان اكتشف ما وراء الستار وكان السبب كما توقعت وهو تواجد نساء منقبات خلف الستار وهنا صديقي ذهل وغضب علي وقال لي انا هارب من هذا القرف والتخلف وانت مأخذني عندهم ، وهنا فعلا شعرت بالذنب وكان من الأفضل لو أخذته الى مطعم أمريكي حيث الوجه الحسن بدل من هذه المناظر المتخلفة وهنا تابع صديقي هم لاحقينا حتى لهون . ما هذا التخلف؟
"السلطانة"
بضيافة الدكتورة الصديقة وفاء سلطان وهي فعلا سلطانة ، كانت اول محطة بزيارتي لولاية كاليفورنيا الدكتورة وفاء شخصية رائعة تجمعني بها صداقة وانا من أشد المعجبين بها واعتقد انها اجرء امرأة بالعالم بالاضافة الى قدرتها المذهلة في الحوار فهي انسانة منطقية ولديها اُسلوب رائع بالتعاطي والتعامل مع الآخرين ،كنت قد كتبت عدة مقالات عنها كان اخرها مقالة بعنوان “ اقوى 10 شخصيات نسائية عربية واسلامية”
حيت صنفتها بالمرتبة الاولى طبعا بالاضافة الى شخصية الدكتورة وفاء المميزة فهي طباخة ماهرة وفي جميع زياراتي قامت بإعداد وليمة رائعة بعشرات من انواع الأطعمة الشهية ، وهي ايضا شخصية كريمة ومضيافة ومشبعة بأصول الضيافة العربية وتقدمها على اكمل وجة وهي تجعلني اشعر أني في بيتي ومع اهلي ، وبالتاكيد اي لقاء مع السلطانة لا يخلو من الحوار الراقي والنقاش في أمور ومواضيع متعددة.
منسف عجاج ما ينفع أردنية
اما محطتي الثانية في رحلة كاليفورنيا فكانت زيارة الدكتورة ماري وتوجت بعزيمة منسف أردني كركي اصلي ،طبعا الزيارة لم تخلو من النقاش والاثارة والجدال السياسي وكادت الأمور ان تتطور الى حرب كلامية لكنها لم تصل الى مستوى حرب نووية او كيمائية ولا حتى سلاح ثقيل ولا خفيف ولا حتى السلاح الأبيض ولا الشوك والملاعق ، وفعلا كانت زيارة ممتعة على الرغم من تباين واختلاف الأفكار والاراء وطبعا تواجد الدكتورة وفاء أضاف وأثرى اللقاء وخصوصا أني في توافق وتطابق تام مع افكارها .
اما المفاجاة الأكبر فهي تواجد احدى قراء ومعلقات صفحة الحوار المتمدن الصديقة مريم رمضان التي لطالما أعجبت بآرائها وتعليقاتها.
مريم رمضان في بيت لحم
كما ذكرت وبمجرد الصدفة التقيت الصديقة على موقع الحوار مريم رمضان وكانت كما توقعت شخصية لطيفة بالاضافة لأسلوبها الذكي في التعليق ، اثناء الحديث وتبادل الاّراء وجدت نفسي مع أشخاص يشاركون آرائي ومنهم الصديقة مريم والدكتورة وفاء وزوجها الرائع والصديق والأخ مفيد ، سردت علينا الصديقة مريم قصة عن زيارتها لبيت لحم في فلسطين وكيف تحولت هذه البلدة مهد السيد المسيح عليه السلام من بلدة مسيحية ١-;-٠-;-٠-;-٪-;- الى شبه خالية من التواجد المسيحي اليوم حيت لا تتعدى نسبة المسحيين أصابع اليد الواحدة في هذه البلدة التي من المفترض ان تكون مسيحية، ومن اهم أسباب هروب وخروج المسحيين من بلدهم هو المضايقات والتعديات التي يتعرضون لها وخصوصا النساء لان ملابسهن لا تتماشى وتطابق الزِّي الاسلامي والمقصود هنا الحجاب والنقاب ،وكذلك من خلال مكبرات الصوت على مآذن الجوامع والهدف منها هو ازعاجهم وإجبارهم على مغادرة بلدهم ، طبعا هي روت عدة قصص كانت قد تعرضت لها اثناء تواجدها هناك.
الغزو الخليجي الإسلامي لامريكا
اثناء زيارتي لبعض أقاربي في مدينة ارفين Irvine وهي احدى ضواحي مدينة لوس انجلوس بولاية كاليفورنيا وهي منطقة جميلة جدا وراقية، ولكن ما أذهلني هناك هو إعداد العرب وتحديدا الخليجين من سعوديين وقطريين وغيرهم هناك خصوصا اثناء ساعات الليل حيث تمتلئ الساحات بالمحجبات والمنقبات والشباب الذين يدخنون النارجيلة ( الشيشة) بالاضافة للسيارات الفخمة والمحجبات المتسكعات على الارصفة وكأنه معرض للزي الاسلامي، فعلا تتحول هذه المنطقة في ساعات الليل من جنة حضارية جميلة اثناء النهار الى عالم التخلف وتعود ١-;-٤-;-٠-;-٠-;- عام الى الوراء لتصبح مدينة الاشباح السود والخيام المتنقلة على قول ابنة العم اميرة وكاننا في عصر محمد وعلى الرغم من جمال الطبيعة ووجود أشجار النخيل تتحول الى أشبة بالصحراء من مظاهر التخلف الخليجي الاسلامي الذي غزا هذه المنطقة وأطاح برقيها وبريقها وحولها الى واحة محمدية وان تم استبدال البعير بسيارات المازراتي Maserati والفراري Ferrari والرولزرويسRolls Royce ،وتم استبدال السيف بيد الرجل الى IPhone والمرأة قلعت الجلباب واستبدلته بالجينز الامريكي الضيق،لكنها لم تتخلى عن حجابها فهو ما يحفظ ويصون عفتها وطهارتها وان كان هذا الامر مشكوك بمدى مصداقيته.
الحصانة الدبلوماسية لسمو الامير
من منا لم يرى مشهد السيارات الفخمة ومنها الفراري التي يفوق ثمنها المليون دولار التي كان يقودها أمير او شيخ قطري بسرعة جنونية في منطقة بفرلي هيلز الثرية في ضواحي لوس انجلوس مستهتر بسلامة وأمن المواطنين الامريكين اصحاب البلد وهو من المفترض ان يكون ضيف والواجب والمفروض احترام نظام وقوانين هذا البلد الذي استضافه ولكن بما ان سمو الامير يتمتع بالحصانة الدبلوماسية تمكن من خرق القانون وتمادى في استهتاره لأرواح البشر ويا عيني على الامير واخلاقة البالية والله والنعم ام الأصح القول ط …ز في سموك
ساكتفي بهذا القدر والى المزيد في مقالات وحلقات قادمة
ترقبوا مقالتي قريبا ردا على مقالة الكاتب الاردني الصديق جهاد علاونة بعنوان “ امريكا هي السبب”
#نبيل_العدوان (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟