رمضان كريم

نبيل العدوان

الحوار المتمدن-العدد: 4855 - 2015 / 7 / 3 - 10:49
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    

مع حلول الشهر الفضيل او الشهر المبارك , و كما يقولون رمضان كريم , وهنا أتساءل كريم بماذا ؟ بالعنف ام بالقتل ؟ ام بالتهجير ؟ ام بالتخلف ؟ ام بالفقر ؟ام بالحروب ؟ ام باخذ بالسبايا؟ الجواب ببساطة هو كريم بكل ما ذكر , هذا هو رمضان , وهذا هو الإسلام , حروب مستعرة من سوريا الى العراق واليمن وليبيا, إرهاب داعش وبوكو حرام, 6 مليون مهجر ومشرد ولاجئ, عشرات الالاف من القتلى من أطفال نساء وشيوخ وهذا هو كرم رمضان الكريم وهذا هو الإسلام.

وقد بلغ عدد الاعمال الإرهابية على ايدي المسلمين في عام 2014 ما يفوق 13 الف عملية وقع ضحيتها حوالي 33 الف أي بارتفاع يفوق 35% , وقد بلغ عدد الاعمال الإرهابية على ايدي المسلمين منذ احداث 11 سبتمبر 26149 عمل إرهابي . وكما وعدت الدولة الاسلامية داعش بزيادة الاعمال الارهابية والقتل خلال شهر رمضان الكريم وهذا فعلا ما حصل من اعمال ارهابية بمصر الكويت تونس وفرنسا وهذا هو كرم رمضان وكرم الاسلام والمسلمين.

باختصار جميع الاعمال الإرهابية محصورة بالمسلمين والعالم الإسلامي , ومرتكبي هذه الاعمال مسلمين ان كانت الدولة الإسلامية داعش او بوكوحرام او غيرها لكن اذا سالت أي مسلم عن الموضوع فالجواب هو هؤلاء ليسوا مسلمين , هذا من جهة ومن جهة أخرى كل هذه الحروب والاعمال الإرهابية أيضا الى تشريد الملايين وهم أيضا اصبحوا ضحية هذا الا قتتال والإرهاب والتطرف وهو لا يقتصر فقط على المسيحيين والاكراد واليزيديين بل انه شمل الملايين من المسلمين الذين يعيشون في اسوأ الظروف فهم يفترشون العراء ويعانون الجوع والعطش وتفشي الامراض.

التطرف والإرهاب والقتل ليس بجديد على العالم الإسلامي بل يعود الى عصر محمد, والاقتتال السني الشيعي أيضا يعود لتلك الأيام , ويجب ان لا ننسى ان علي ابن عم محمد قتل على يد عبد الرحمن بن ملجم وكثير من الشيعة الذين يتبعون علي اتهموا عائشة بنت أبو بكر بالتواطئ على التحريض لقتل علي في معركة صفين بالاضافة الى 70 الف قتيل اخرين, ويجب ان لا ننسى حروب معاوية وقتله الحسن ابن علي , ويجب ان نتذكر ما فعله الامويون من اعمال إبادة باتباع علي وبعدها جاء العباسيون وابادوا الامويون , باختصار الاقتتال السني الشيعي بدأ قبل 1400 عام ولم ولن يتوقف.
كتبت بمقالة العد العكسي على الإسلام ان الإسلام دخل مرحلة الخطر والامر الان لم يعد يقتصر على اعتبار الغير من اتباع الديانات الأخرى بالكفر بل اصبح المسلمون يكفرون بعضهم البعض. بحيث اصبح الشيعي يكفر السني والسني يكفر الشيعة ويسميهم الخوارج والفرس وغيرها

بالعودة الى موضوع المقالة الرمضانية , باعتقادي ان رمضان هو مجرد استعراض او بدعة او فلكلور وليس له أي معنى اومضمون واهم ما فيه هو المسلسلات الرمضانية من باب الحارة وغيره والسهرات, الهدف من الصوم كما نعلم هوالتعاطف مع الفقراء والجياع لكننا نرى الموائد الرمضانية عليها العشرات من الاصناف والاطعمة وكل واحد ياكل الى حد التخمة والنفخة بينما نجد المشردين من اطفال سوريا والعراق واليمن يموتون جوعا وعطشا , والمسلمين يرددون رمضان كريم.

هناك الكثير من الفقراء وهناك الكثير من أصحاب المليارات الذين لا يلتفتون لاحد بعكس أصحاب المليارات بالدول الكافرة من أمثال بيل جيتس ووران بفيت الذين يتبرعون بالمليارات من اموالهم لمساعدة الفقراء .
كنت اتصفح الانترنت فلفتتني بعض الاخبار منها شاب اردني مسيحي من مدينة اربد وهو يقوم باطعام الفقراء بشهر رمضان على الإشارات الضوئية. ومن جهة ثانية منعت الحكومة الاردنبة من افطار جماعي مختلط لشباب وشابات من احدى المنظمات الشبابية بحجة انه يتعارض مع الاخلاق وهذه خطوة جديدة لتحويل الاردن الى اردنستان
وهناك مشهد لمشايخ السعودية والخليج وكروشهم المتدلية وامامهم اطعمة تطعم قبيلة ثم ترمى بحاويات الزبالة ,وكان مشهد خيالي لا يتصوره العقل عن كمية الطعام وهو يكفي لاطعام الالاف من أطفال سوريا وغزة التي ظهرت عظامهم وضلوعهم من شدة الجوع.

الا يخجل العرب والمسلمون من كل هذه الصور ؟ اين هو رمضان واين كرمه؟ الغريب بالمسلمين انهم يصلون ليلا نهارا ويصومون لكنهم يتناسون الزكاة ومساعدة الفقراء فهم ينتظرون الغرب الكافر او امريكا الكافرة بالتحديد لتطعم اطفالهم وبعد ان تطعمهم يقومون بشتمها.
رمضان كريم على الجميع

#نبيل_العدوان (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل