أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - صبحي مبارك مال الله - لاتراجع عن الحراك الجماهيري السلمي!















المزيد.....

لاتراجع عن الحراك الجماهيري السلمي!


صبحي مبارك مال الله

الحوار المتمدن-العدد: 4961 - 2015 / 10 / 20 - 14:30
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لاتراجع عن الحراك الجماهيري السلمي!
ضمن الظروف المعقدة التي يعيشها الشعب العراقي وهو يواجه قوى الإرهاب المعادية للحياة والإنسانية ، والتي تسببت بنزوح أكثر من ثلاثة ملايين ومئتا الف مواطن و إحتلال عدة محافظات ومناطق ذات الكثافة السكانية ، مما أدى ذلك إلى تداعيات خطيرة ومنها سوء إدارة الحياة المعيشية والإجتماعية والصحية وإنتشار الأمراض والسكن في الخيم فضلاً مما كان يعانيه الشعب مسبقاً من الظروف الإقتصادية وصراع الكتل السياسية وتفشي الفساد في مؤسسات الدولة الذي تسبب بهدر المال العام وسرقته، كما كان ولازال الوضع الأمني غير مستقر وأزدياد ضحايا التفجيرات والأغتيالات التي تقوم بها القوى الإرهابية والمتعاونة معها . المواطن لم يَرَ أي تغيير ملموس في الواقع الذي يعيشيه وعلى كافة المستويات منذ سقوط النظام الدكتاتوري ولغاية الآن ولم يشاهد أي تقدم أو تطور في مجال إعادة البناء أو تنفيذ المشاريع التي أوعد بها ، ولم يتحقق التغيير السياسي الإجتماعي المطلوب ومنها ترسيخ النهج الديمقراطي ومشاركة الشعب فيه ، كذلك عدم تفعيل الدستور والقوانين التي تعمل على ذلك ، كما أن العدد الكبير من النواب (328) نائب ، تُهيمن عليهم الكتل السياسية الكبيرة فأصبح هذا العدد عبأ ثقيل على متطلبات العملية التشريعية بل أصبح البرلمان منتج دائم للخلافات والمشاكل السياسية بسبب العقلية السياسية والفكرية المرتبطة بالمحاصصة الطائفية والإثنية مقابل الوطنية والمواطنة .
كما إن الإدارة السيئة للدولة والتي تراكمت منذُ إحتلال العراق في عام 2003 م ومحاولة الخروج من الأزمات السياسية والأمنية والإقتصادية بوضع برامج للحكومات المتعاقبة إلا أن ذلك لم يجدِ نفعاً ، وذلك بسبب عدم تنفيذها إلا القليل من موادها ، كما إن مشكلة الفساد تتفاقم وتزداد خطورة و كذلك ضعف وفقدان دور السلطات الثلاث (التشريعية ، التنفيذية ، القضائية )، وتضخم وترهل الجهاز الإداري للدولة وبروز دور المليشيات المرتبطة بالكتل السياسية . أن أغلب الحلول التي جرت لمشاكل الشعب والوطن هي حلول ترقيعية بعيداً عن الحل الجذري الذي ينهي سياسة المحاصصة ليحل محلها سياسة المواطنة . كما أن الإصلاحات إذا ما أريد لها التنفيذ فهي تنفذ بصورة فوقانية وليست من عمق المشاكل .
وبالتأكيد فإن التدخلات في شؤون العراق سواء على المستوى الدولي أو على المستوى الإقليمي أخذت تتسع وتقيد القرار العراقي بمعاهدات وإتفاقيات تُشرّع التدخل . ولازالت مشاريع التقسيم قائمة نحوتحويل العراق إلى دويلات ضعيفة على أسس طائفية وقومية ، تتحكم بها حكومات من خارج الحدود .
إنّ إحتلال داعش الإرهابي للمدن والإراضي العراقية بتأييد ودعم من دول إقليمية وعربية ودولية وتجهيزه بالمال والسلاح المتطور والرجال المتشددين تحت واجهة الإسلام ، كان بسبب التراكم المستمر للمشاكل والأزمات السياسية والإحتراب بين الكتل السياسية وضعف الدولة بسبب الفساد وعدم وجود جيش عراقي وطني يدافع بصلابة بل كان تحت تأثير الكتل المتحاربة .
ونتيجة لكل ما استعرضناه، هبّ الشعب العراقي في حراك جماهيري واسع لم يشهد له مثيل منذُ أتناعشر سنة ، بسبب الإحساس بالظلم وخيبة المسعى ويرى بعينيه كيف تهدر أمواله وتسرق ، وبدلاً من أن يقطع شوطاً في البناء والنمو الإقتصادي والتطور في الحياة الإجتماعية والصحية والتعليمية والثقافية رأى نفسه يراوح بمكانه بل نحو الأسوء وإنّ المؤسسات الدستورية والحياة الديمقراطية والأستقرار والأمن لازال بعيد المنال أو حلم من الأحلام .
والذي حصل ليس بسبب النظام السياسي الذي أعتمد المحاصصة الطائفية فقط وإنما بسبب الفكر الديني السياسي الذي كبلّ العملية السياسية من أن تنطلق على أسس صحيحة وبسبب سياسة الأحزاب الأسلامية السياسية والأحزاب القومية المتعصبة والإثنية التي كل واحد منها يرى نفسه فقط في الساحة السياسية .
كما أن التخوف من القوى الديمقراطية واليسارية ومحاولات التشويش عليها بدافع وتأييد من قوى خارجية ، لغرض تهميشها وعزلها من أن تأخذ دورها في نضالها السلمي نحو التمسك بالدولة المدنية والحياة الديمقراطية العملية ، ليس له مبرر على طريق بناء العراق الجديد .
لقد كانت التظاهرات التي بدأت في 31/تموز /2015 بدعوة من ناشطين مدنيين معظمهم من الشباب والتي بدأت في بغداد وبعدها عمت أغلب محافظات العراق ،كان لها تأثير كبير على تحريك الجماهير لأنها كانت تُعبّر عن رأي غالبية الشعب ، وبذلك لم تكن التظاهرات خاصة بحزب سياسي أوتجمع أوكتلة محددة وإنما كانت المشاركة وطنية وعن وعي تام ورُفعت الشعارت التي مست المشاكل فكانت المطالبة جديّة وصريحة .
لقد تميزت التظاهرات بتوجهها الوطني و بمشاركة جماهيرواسعة تحصل لأول مرة ، والمُلفت للنظر هو خروج التظاهرات تحت راية واحدة هو العلم العراقي ومن هذا المنطلق أخذت تنمو التظاهرات من بضعة آلاف إلى مئات الألوف وكان صوتها الهادر والغضب المشروع يطرق آذان المسؤولين الحكوميين وأعضاء البرلمان ومجلس الوزراء ن وفي كل جمعة كانت التظاهرات تزداد عنفواناً . ولأول مرة أستطاع المتظاهرون تحطيم جدار الخوف ورفع الصوت عالياً مع المحافظة على الطابع السلمي للتظاهرات .
ونتيجة للزخم المتصاعد للمطالب في إنهاء الأزمات ومشاكل الشعب وبتأييد المرجعية الدينية، إستجابت الحكومة ورئيس الوزراء الدكتور حيدر العبادي إلى تبني مطالب الجماهير وأقتُرحت الحزمة الأولى والثانية أمام البرلمان الذي فوجيئ بهذا الحراك الذي حملّ اعضاء مجلس النواب والحكومة المسؤولية لما يجري فوافق مجلس النواب على المطالب والتي سميت بالإصلاحات ومنح رئيس الوزراء الصلاحيات .
ولكن عملية التنفيذ كانت بطيئة بسبب الروتين الثقيل وعدم إيمان المنفذين بذلك ، ولهذا كانت الإجراءات الأولية إجراءات إدارية تهدف إلى ترشيق الوزارات والتقشف في صرف الأموال ومحاولة الحصول على تمويل مالي لسد العجز المالي الكبير بسبب إنخفاض أسعار النفط . ولكن المشاكل كانت أكبر وأعظم ومنها مكافحة الفساد ورؤوسه وإجراء إصلاحات سياسية وخدمية وإصلاحات القضاء، فأستمرت التظاهرات ، كما بدأ التضييق عليها من قبل الأجهزة الأمنية وتوجيه الإتهام لبعض ناشطيها بتهمة الإرهاب أو إجبارهم لكتابة تعهد بعدم المشاركة في تظاهرات أخرى.
بالرغم من أن رئيس الوزراء أبدى مرونة تجاه مطالب جماهير الشعب ، ألا أنه وجد بأن الكتل السياسية من خلال معظم أعضائها لاتتفق معه وتقف بالضد في محاولة لإبعاده عن رئاسة الوزراء بعد عملية تخفيض الرواتب وإلغاء مناصب نواب رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء ودمج الوزارات وتخفيض عددها وإلغاء بعضها وتخفيض عدد الحمايات ..الخ فبعد استرداد الأنفاس وأحتواء الصدمة من قبل الكتل المعارضة بإعتبار بعض القرارات غير قانونية وغير دستورية وكذلك التهيأ لخوض المعارك ضد داعش لغرض تحرير المدن المحتلة وأزدياد دور المليشيات ضمن الحشد الشعبي ، دفع رئيس الوزراء إلى التباطيئ في مسيرة الإصلاحات ولم يعمل على ضرب حيتان الفساد أو يتخلص من التأثيرات الحزبية الضيقة من خلال دولة القانون والتحالف الوطني ، فحدث الفراغ بين مايريده رئيس الوزراء وبين الحراك الجماهيري الذي يريد ضرب وتصفية الفساد وإحالة المسؤولين الكبار ومنهم الوزراء والنواب وليس فقط الموظفين الصغار ، فهناك آلاف القضايا الخاصة بالفساد والإحالات إلى المحاكم لازالت في الأدراج المكتبية .
بالمقابل صعّد المتظاهرون من مطاليبهم وهو المطالبة بحكومة ودولة مدنية وعدالة إجتماعية
وبعد أزدياد حدة التظاهرات واستمرارها ، كانت ماكنة الإشاعات تعمل بمحاولة منها لتفريق الصفوف والتقليل من أهمية التظاهر ، والدعوة لفسح المجال أمام الحكومة لتعمل على تنفيذ الإصلاحات ، وبالتالي لافائدة من التظاهر بغية إشاعة الإحباط بين الجماهير .
ولكن الإصرار على الإستمرار سوف يعطي دعم أكثر للحكومة أذا ما أرادت تحقيق الإصلاحات بأسرع وقت وأذا أعترضت فأن ذلك سيكون ضد الدستور الذي يسمح بالتظاهر السلمي ، كما أن تجاهل المطالب أو التقليل من شأنها واللجوء إلى التسويف والتخدير لايفيد ، لأن الأمور سوف تتفاقم وأبسط نموذج لأهمية ضغط الشارع الجماهيري هو تشريع قانون الأحزاب الذي تأخر كثيراً وهناك الكثير من المشاريع التي تنتظر التشريع في مجلس النواب .
وكذلك تجاهل الإعلام الحكومي نشاطات وفعاليات الجماهير سواء بالتظاهر أو الوقفات التضامنية ومسيرات الجالية العراقية في الخارج الذي يدل ُ على أن هناك أوساط حكومية وبرلمانية تعترض على ذلك بحجج واهية .
وأذا ألقينا نظرة الآن على الساحة السياسية العراقية ، نجد الصراع بين الكتل السياسية مستمر حول الثروة والمناصب بل تعدى ذلك إلى الصراع داخل الكتلة الواحدة وكما يحدث الآن على صعيد كتلة التحالف الكردستاني حول مشكلة رئاسة الإقليم والأوضاع المعاشية والإقتصادية المتردية هناك ، كما ان التخوف من عودة الأقتتال بين الأخوة دون اللجوء إلى مائدة المفاوضات والحوار وهناك من يريد تصعيد المواقف وتشجيع الأقتتال ، وبالتالي إنهيار الأوضاع في الإقليم . كما أن هناك مشكلة عدم تطبيق بعض بنود الوثيقة السياسية التي أُبرمت قبل تشكيل الحكومة ، بين الكتل السياسية ولهذا سيبقى الصراع مستمر وأن الحل الأساس للتغيير هوالنظام الديمقراطي بدلاً عن المحاصصة الطائفية والذي يتطلب الإستمرار في الحراك الجماهيري وتنويع الفعاليات السلمية لأجل تكوين رأي جماهيري يؤمن بما يطالب به .
كما لاننسى بأن التظاهرات جلبت جماهير متعددة الأفكار والطموحات ولكن من الضرورة الإبتعاد عن الشعارات المتطرفة والتي لاتتطابق مع الواقع ، ومن أهمية تعزيز التلاحم الوطني هو عدم الإنفراد بشعارات تخص كتلة أو حزب معين ولاحظنا بأن نسبة المشاركة قد أزدادت من خلال توسع المشاركة الجماهيرية .
إن الإستفادة من هذه التجربة وتحليلها ومعرفة الإيجابيات الكثيرة ومنها التوعية ، وتأكيد مدى أهمية الضغط الجماهيري ، وتعلم الدروس والعبر بإتجاه تعزيز الوحدة الوطنية ووحدة العراق ، كما لابد من معرفة السلبيات التي كادت أن تحرف توجهات التظاهرات والتي جاءت عبر إجندات معادية .



#صبحي_مبارك_مال_الله (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحراك الروسي هل سيعيد التوازن ويسترجع سياسة القطبين ؟!
- التغيير والإصلاح بين التمنيات والواقع السياسي
- الشعوب بين طاحونة الحروب ونعمة السلام !
- ضرب الفساد وإصلاح القضاء دليل على جدية الإصلاحات !
- من وحي صوت الشارع العراقي !!
- الإصلاحات بين التخطيط والتنفيذ
- موقف الكتل السياسية من عملية الإصلاحات
- إنتفاضة الشعب العراقي مستمرة نحو التغيير والإصلاح !
- في رحاب المؤتمر الثالث للتيارالديمقراطي العراقي في أستراليا
- الاعتداء على مقر الأتحاد العام للأدباء والكتاب العراقيين ... ...
- في ذكرى سقوط الموصل
- سقوط الرمادي....إنتكاسة جديدة وتداعياتها خطيرة !
- لماذا التركيز على تقسيم العراق ؟!
- الحرب الوطنية ضد الإرهاب لاتنتهي بالإنتصار وتحرير المدن فقط ...
- دائرة الشك ! (2)
- دائرة الشك !
- الشعب العراقي بين الحرب الوطنية والحرب الطائفية !
- نبض الجذور
- هل الحكومة الحالية تجاوزت فشل سابقتها ؟
- لنقف بوجه الفتنة الطائفية !


المزيد.....




- اخترقت غازاته طبقة الغلاف الجوي.. علماء يراقبون مدى تأثير بر ...
- البنتاغون.. بناء رصيف مؤقت سينفذ قريبا جدا في غزة
- نائب وزير الخارجية الروسي يبحث مع وفد سوري التسوية في البلاد ...
- تونس وليبيا والجزائر في قمة ثلاثية.. لماذا غاب كل من المغرب ...
- بالفيديو.. حصانان طليقان في وسط لندن
- الجيش الإسرائيلي يعلن استعداد لواءي احتياط جديدين للعمل في غ ...
- الخارجية الإيرانية تعلق على أحداث جامعة كولومبيا الأمريكية
- روسيا تخطط لبناء منشآت لإطلاق صواريخ -كورونا- في مطار -فوستو ...
- ما علاقة ضعف البصر بالميول الانتحارية؟
- -صاروخ سري روسي- يدمّر برج التلفزيون في خاركوف الأوكرانية (ف ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - صبحي مبارك مال الله - لاتراجع عن الحراك الجماهيري السلمي!