أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - صبحي مبارك مال الله - الاعتداء على مقر الأتحاد العام للأدباء والكتاب العراقيين ......الدوافع والأسباب















المزيد.....

الاعتداء على مقر الأتحاد العام للأدباء والكتاب العراقيين ......الدوافع والأسباب


صبحي مبارك مال الله

الحوار المتمدن-العدد: 4847 - 2015 / 6 / 24 - 09:50
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الاعتداء على مقر الأتحاد العام للأدباء والكتاب العراقيين ......الدوافع والأسباب .
لقد كان مساء الأربعاء 17/6/2015 ، مساءً غير عادي بالنسبة لمثقفي العراق أدباء وكتاب ، كان يحمل في طياته قصيدة شعر أو مقالة أو حدث ثقافي ، وجميعها كانت تتقلب في آلام المواجع والمأساة من خلال إطلالة الرؤوس الشريرة بملابس سوداء ووجوه متجهمة وأسلحة حديثة وعناصر مهاجمة لايستهان بها .
الهدف هوالأتحاد العام للأدباء والكتاب العراقيين ، الهجوم على مقره في الأندلس وتدمير أثاثه وإهانة الشغيلة فيه وسلب ممتلكاتهم الشخصية أيكفي هذا ؟ أيشفي غليل الحقد والكراهية على المثقف العراقي الذي لايمتلك أسلحة هجومية أو دفاعية ، ولايمتلك المكر والخيانة للوطن والشعب ولايمتلك ثروات مسروقة سوى قلمه وقلبه وعقله وأغصان زيتون وهل بهذه الهجمة الشرسة ينتهي الاعتداء ويذوب الحقد الأسود ؟ لاأعتقد ذلك لأن الهجمة ليست فقط ضد مثقفي العراق مرآة العراق الحضارية وأنما أيضاً ضد الإنسان السياسي الواعي الذي يؤمن بالحريات والديمقراطية والسلام والتقدم وضد الإنسان العراقي البسيط المتواضع الذي يتحدى بصمته أو برفع صوته الدكتاتوريات ويستمر بالمطالبة بحقوقه .
نعم حدث الاعتداء في مساء يوم الأربعاء ولكن السؤال ، كيف تمّ دخول سيارات مدنية محملة بعناصرمرتدين ملابس سوداء وحاملين الأسلحة ، يقطعون الشوارع ويقتحمون بناية مقر الأتحاد وبدون أذن رسمي ؟! كيف تمّ ذلك ولماذا لم تعلم السلطات الأمنية المستنفرة أصلاً ضد العصابات الإرهابية والدواعش بما سيحدث، ألم يخطر ببال السلطة التنفيذية كيف تمّ ذلك ؟
من هي هذه القوّة المسلحة ، هل هي مليشيات ؟ هل هي مجموعة عسكرية تابعة للجيش العراقي ، هل هي جهة أمنية؟ هل هي من الحشد الشعبي ؟ هل هي فوضى ؟ الرأس لايدري بالجسم ماذا يفعل ؟ من هذه القّوة من هي الجهة التي وجهتها ودفعتها ؟ ولكن هل سنحصل على الإجابة ؟ لقد زار مسؤولان من مكتب رئيس الوزراء الدكتور حيدر العبادي وبتكليف مباشر منه مقر الأتحاد وقد نقلا شجب رئيس الوزراء لهذا الأعتداء ووعدا بأتخاذ الأجراءات الصارمة ضد المعتدين ، كما زار بنفس الوقت قائد عمليات بغداد الفريق الركن عبد الأمير الشمري مقر الأتحاد ليتقصى الحقائق عن عملية الأعتداء ، ووعد بملاحقة الجناة الذين لايمكن أن يمثلوا أية قوة سياسية لأنهم بعملهم هذا يسيئون لقواتنا المسلحة ويعرّضون الأمن الوطني إلى الخطر (حسب قوله ) بين قوسين من عندي ،هذا ما جاء على موقع الأتحاد الرسمي .
ولكن ماهي الدوافع والأسباب لهذا العمل المستنكر والمشين ؟
العراق (وطناً وشعباً) يمر بظروف معقدة وقاسية ظروف يخيم فيها الأحتلال الداعشي الإرهابي على المدن والأقضية والنواحي ، العراق والشعب العراقي الآن في حرب حامية الوطيس مع الإرهابيين الممولين والمدعومين إقليمياً ودولياً ، هذه الحرب تتطلب ترصين الجبهة الداخلية والوقوف بوجه الهجمة الإرهابية وبكافة الأمكانيات ولكن خطط العدو تشير إلى غير ذلك وفي مقدمتها إشاعة الفرقة والطائفية وزعزعة قواعد الديمقراطية والحريات وتشجيع الاعتداءات على منظمات المجتمع المدني والنقابات والأحزاب السياسية وتهميش المؤسسات الدستورية والتجاوز على الدستور الذي يقر الحريات الديمقراطية مستفيدين من عدم تشريع القوانين التي تثبت القواعد الديمقراطية ومنها قانون الأحزاب والمحكمة الإتحادية والمجلس الإتحادي فضلاً عن أحتلال الأرض والمدن .
وهناك أسباب كثيرة ودوافع وفي مقدمتها مصادرة الحريات والتعبير وعدم الأعتراف بالأعلان العالمي لحقوق الإنسان والتجاوز على قرارات ووثائق الأمم المتحدة التي تعتبر حقوق الإنسان والدفاع عنها من صميم واجبها الأممي ، ولكن الأفكار المتخلفة والسوداء والمتأثرة بالأنظمة الشمولية الدكتاتورية والثيوقراطية تمنع ذلك وتكفّر كل من يحمل أفكار مضادة لها .
أن الأنظمة الفاشستية والفاشية قهرتها الشعوب وليس لها مكان في العائلة الدولية ، تلك الأنظمة التي جلبت الحروب والدمار وقتل الملايين من البشر لايمكن أن تعود من جديد .
كما أن مؤشر إنتشار منظمات المجتمع المدني سواء في العراق أو في العالم يؤكد على أن منظمات المجتمع المدني أصبح لها دور كبير في التوعية والدفاع عن حقوق الشعوب وحق الأفراد في العيش والعمل وحريتهم الفكرية السياسية والأجتماعية ، كما لمنظمات المجتمع المدني لها دور في الرقابة والمتابعة لكل ما يحدث في الوطن ، ولهذا تسمى منظمات المجتمع المدني بالسلطة الخامسة ، فهناك السلطة الرابعة وهي الصحافة والإعلام والثالثة القضائية والثانية التنفيذية(مجلس الوزراء ورئاسة الجمهورية ) والأولى التشريعية (مجلس النواب والمجلس الأتحادي ) .
اتحاد العام للأدباء والكتاب العراقيين هو أحد منظمات المجتمع المدني العراقي ويتحمل مسؤولياته في المراقبة والتوعية وهو الذي يحمل مشعل الثقافة ويضم الشعراء والأدباء والكتاب والعاملين في كافة فروع الإبداع الثقافية .
ولهذا فأن وزارة الثقافة والمؤسسات الثقافية عليها التحرك والتضامن مع الأتحاد العام للأدباء والكتاب ، وأن يكونوا ضمن الواجهة التي تتابع التحقيق وتساعد على كشف المعتدين .
لقد حذر بيان الإدانة للأتحاد العام للأدباء والكتاب العراقيين الذي صدر في ثاني يوم الاعتداء في يوم الخميس المصادف 18/6/2015 مما سيأتي به المستقبل أذا تمادت هذه المجموعات المسلحة في أعمالها المُدانة ضد منظمات المجتمع المدني حيث جاء في البيان (.....أن الأتحاد يشجب بقوة هذا الاعتداء المخالف لكل تقاليد المجتمع الديمقراطي وأنه يكشف عن المخاطر التي تهدف في المستقبل حياة وسلامة جميع العاملين في الأتحادات والنقابات الثقافية والإعلامية وبقية منظمات المجتمع المدني وحقوق الإنسان وروابط المرأة في حالة إطلاق العنان لبعض القوى والمجموعات المسلحة للتمادي في لحظة تأريخية دقيقة ، الإستهانة بالأمن الوطني وبوزارة الداخلية من خلال تجريد منتسبيها وضابطهم من السلاح فضلاً عن أجتياح مركز ثقافي مهم يعد الممثل الرسمي لأبناء العراق وشعرائه وكتابه دونما أحترام للحرمات ودونما اذونات رسمية للقيام بمثل هذا العمل .)
كما صدرت عن التيار الديمقراطي العراقي بيانات أستنكار وشجب في عدة دول ومنها أمريكا وألمانيا وأستراليا والعراق –المركز والتحالف المدني الديمقراطي ، والجمعية العراقية لحقوق الإنسان –كندا والعشرات من الجمعيات والمنظمات السياسية ، كما أُطلقت حملات تواقيع لإدانة هذا العمل.
أنّ منظمات المجتمع المدني والأحزاب السياسية بحاجة لهذه الوقفة التضامنية والأستمرار في متابعة التحقيقات ، لأن هذا العمل موجه للكل ويرسل رسالة تحذيرية لكل الحريصين على وحدة العراق وشعبه ، وأن مرسلي الرسالة يعلمون جيداً مدى قوة ومثابرة المثقفين العراقيين في الذود عن سيادة وأستقلال العراق والتمسك بالقيم الديمقراطية .
كما أن تضامن عدد من المسؤولين وفي مقدمتهم رئيس الجمهورية السيد فؤاد معصوم ورئيس الوزراء الدكتور حيدر العبادي مع الأتحاد العام للأدباء والكتاب ، تعتبر إلتفاتة مسؤولة وجيدة ولكن الأهم هو التوصل إلى نتائج التحقيق وبأسرع وقت . أما أذا أهمل التحقيق أو محاولة التغطية على الفاعلين المجرمين فهذا لايمكن السكوت عنه سواء في الشارع العراقي أو في المحافل الدولية .
وأكيد هناك أجوبة ومعرفة عما حدث ، فلا مجاملة في الحقوق أو في القضاء العادل .
أن الدوافع والأسباب معروفة من خلال زعزعة الوحدة الوطنية والعمل على تشتيت الجهود وصرف الأنظار عن الهجمة الداعشية ، فهذا العمل لاينفصل عما يخطط له ضد العراق وضد أحزابه ومنظماته الديمقراطية ، ويأتي منسجماً مع الأهداف الإرهابية ، ولهذا فالتمسك بمنظمات المجتمع المدني التي تعتبر واجهة ديمقراطية تهم الجميع ، من أهم واجبات السلطات الثلاث .
أن التوجه بجدية نحو معالجة الاعتداء والأبتعاد عن صيغة (وسجلت القضية ضد مجهول وغلقها ) خصوصاً أذا كانت القوة الفاعلة جهة مليشياوية أو جهة إرهابية تعمل بطريقة العميل المزدوج وألا لايمكن تغطية الشمس بغربال كما يقولوا . أن وقفة حقيقية وتعاطف حار مع ممثلي الحضارة الثقافية ألا وهم الأدباء والكتاب يعتبر من أولويات واجبات شعبنا العراقي .
كما أن هذا الاعتداء لاينفصل عن الخطط التآمرية المخفية والتي عملت على وضعها أيادي أجنبية وفي داخل الوطن فكل مانراه على الواقع مترابط ومنه التخريب الأقتصادي ولعبة تخفيض العملة العراقية، والفساد ، ونهب أموال الشعب ، وعرقلة عمليات التحرير للمدن والأرض ، بث الإشاعات المغرضة ، التهجم على القوى الوطنية والديمقراطية وتجاهل دورها عن عمد وأصرار . أن المثقفين ومنهم الأدباء والكتاب والشعراء بحاجة إلى إجابة سريعة شافية على ما حصل من لدن المسؤولين عن الأمن وحماية المؤسسات .





#صبحي_مبارك_مال_الله (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في ذكرى سقوط الموصل
- سقوط الرمادي....إنتكاسة جديدة وتداعياتها خطيرة !
- لماذا التركيز على تقسيم العراق ؟!
- الحرب الوطنية ضد الإرهاب لاتنتهي بالإنتصار وتحرير المدن فقط ...
- دائرة الشك ! (2)
- دائرة الشك !
- الشعب العراقي بين الحرب الوطنية والحرب الطائفية !
- نبض الجذور
- هل الحكومة الحالية تجاوزت فشل سابقتها ؟
- لنقف بوجه الفتنة الطائفية !
- أرتفاع وهبوط أسعار النفط والتداعيات المرتقبة !
- كيف كان التعامل مع مشروع قانون الأحزاب ؟!
- خطوط بيانية !
- مدخل لرؤيا واقعية في المشهد السياسي العراقي !
- الحرب والسلام والديمقراطية
- التحالف الدولي وإشكاليات الأهداف !
- تشكيل الوزارة الجديدة بين التفاؤل والتشاؤم !!
- سباق الحوارات والمفاهيم الخاطئة!
- شروط تشكيل الحكومة الجديدة ومتطلبات برنامجها
- الوحدة الوطنية كفيلة بهزيمة الإرهاب وتحرير المُدن


المزيد.....




- السعودية الأولى عربيا والخامسة عالميا في الإنفاق العسكري لعا ...
- بنوك صينية -تدعم- روسيا بحرب أوكرانيا.. ماذا ستفعل واشنطن؟
- إردوغان يصف نتنياهو بـ-هتلر العصر- ويتوعد بمحاسبته
- هل قضت إسرائيل على حماس؟ بعد 200 يوم من الحرب أبو عبيدة يردّ ...
- الجيش الإسرائيلي يعلن قتل عضوين في حزب الله واعتراض هجومين
- باتروشيف يبحث مع رئيس جهاز المخابرات العامة الفلسطينية الوضع ...
- قطر: مكتب حماس باق في الدوحة طالما كان -مفيدا وإيجابيا- للوس ...
- Lava تدخل عالم الساعات الذكية
- -ICAN-: الناتو سينتهك المعاهدات الدولية حال نشر أسلحة نووية ...
- قتلى وجرحى بغارة إسرائيلية استهدفت منزلا في بلدة حانين جنوب ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - صبحي مبارك مال الله - الاعتداء على مقر الأتحاد العام للأدباء والكتاب العراقيين ......الدوافع والأسباب