أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - صبحي مبارك مال الله - الحرب الوطنية ضد الإرهاب لاتنتهي بالإنتصار وتحرير المدن فقط !















المزيد.....

الحرب الوطنية ضد الإرهاب لاتنتهي بالإنتصار وتحرير المدن فقط !


صبحي مبارك مال الله

الحوار المتمدن-العدد: 4776 - 2015 / 4 / 13 - 20:02
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


عندما يكون للشعب تأريخ طويل من المعارك البطولية والإنتفاضات ضد المستعمرين والحكومات الدكتاتورية ويناضل من أجل الحرية والتقدم ويعمل على إرساء نظام العدالة الأجتماعية والبناء الديمقراطي والدستوري رغم الخسائر ، فهذا الشعب لايُقهر ولايستسلم ! .
والشعب العراقي بكافة مكوناته له تأريخ مشترك في النضال والعمل الوطني ، فكان ولايزال متمسكاً بوحدته الوطنية ، ولكن هذا التأريخ لايخلو من الإنتكاسات والهزائم والتي تأتي بعد أن ينجح العدو ببث روح التفرقة والطائفية والأقتتال الداخلي كما عشنا وشاهدنا بعد المتغيرات السياسية والتي كانت نتيجتها سقوط النظام الدكتاتوري الذي أجهض كل التجارب الديمقراطية البسيطة وأعاق تقدم البلاد نحو البناء المعاصر الحديث ، فذابت بقايا الديمقراطية وأنتعشت الميول الطائفية والعشائرية وهذا ما أراده النظام عبر حمامات الدم والمقابر الجماعية والتعذيب وعسكرة البلاد وتصفية الأحزاب الوطنية وتدمير البنى التحتية للعلاقات الوطنية . لقد كانت الهجمة الفعلية للإرهاب قد بدأت منذُ سنين طويلة من خلال تسخير الدين وإستغلال دور العبادة ، لغرض نشر الفكر التكفيري ، ونبش بطون الكتب القديمة التي تدعو إلى التفرقة وبث ونشر فكر هجومي متطرف والدعوة للتزمت ورفض أي فكر ديني تنويري ، أو معتدل وإحياء العصبية الطائفية ومحاولة سحب الحياة إلى الماضي ..إلى القرون المظلمة ونفخ الروح في العادات المتخلفة والجاهلة ونشر الأمية عل نطاق واسع ، وبذلك وحسب هذه التوجهات فأنهم يسحقون كل شيئ بما فيه التراث العراقي والآثار العراقية ، وحسب هذا الفكر الرجعي فأن أي كلمات مثل (الوطنية ، والوحدة الوطنية والديمقراطية ، وحرية التعبير ، والثقافة التقدمية ..) تثيرآولئك المتطرفين والمتزمتين .
وبما أن العراق في الجبهة الأمامية ضد الإرهاب فعليه واجبات كثيرة تجاه المنطقة والأقاليم والعالم ، وبذلك يتطلب الأمر دعم العراق بكافة الوسائل ، وتقديم المساعدات والحفاظ على وحدة أراضيه ووحدته الوطنية والكف عن التدخل في شؤونه الداخلية .
لقد كان لسوء إدارة البلاد خلال الدورتان الحكوميتان الأولى والثانية الدور الكبير في إنتشار الإرهاب ، كما كانت لسياسة المحاصصة والطائفية من قبل السياسيين المتنفذين الأثر الواضح في تأخر برامج المساعدت الدولية وفي تنمية أسس الدولة والبناء الديمقراطي ، كما كان الفساد ولايزال عامل تهديم وتدمير للإقتصاد الوطني .
ولهذا عندما جاءت الحكومة الجديدة برئاسة الدكتور حيدر العبادي، بعد الإتفاق والموافقة على الوثيقة السياسية بين الكتل وأحزابها السياسية وتشكيل الحكومة، ومحاولة معالجة جملة من الخلافات السياسية والمعوقات التي عزلت العراق عن دائرة الدول العربية والإقليمية ، كذلك حل المشاكل بين الإقليم والمركز وبين المحافظات والمركز وإعادة تنشيط العلاقات الدولية ، كان الطريق مفتوح لغرض توحيد الشعب نحو تحرير المدن والأراضي المحتلة من قبل (داعش) ، كذلك العمل على تنظيم الجيش وتسليحه ، والقوات الأمنية ، والشرطة وجعلها في وضع منسجم وتحت قيادة موحدة .
كما إن هذا الجهد والتحضير العسكري كان بحاجة للدعم الشعبي ، من خلال الإهابة بالأحزاب والمنظمات والمرجعيات الدينية لغرض التحشيد والتوعية بغية دعم القوات المسلحة ، فتشكلت قوات الحشد الشعبي ، والبيشمركة لغرض دعم المعارك مع داعش .
كما كان الدعم الدولي له الدور المؤثر من خلال شعور المجتمع الدولي بخطر هذه الآفة وإنتشار ظاهرة التطرف الديني عالمياً وانخراط الشباب الأجنبي في هذه الحركات . والمعروف أن الحركات الطائفية المتطرفة ولدت من خلال الفكر الإرهابي والذي تأسس على أيدي قوى خفية ذات أجندات ستراتيجية ودعم خاص ضمن أهداف آنية وبالتالي أتسعت هذه الظاهرة وتكونت أسس التجميع والتخطيط والمعسكرات التدريبية والأسلحة الحديثة والمال بمساندة دول وجماعات ذات تأثيرات دولية أقتصادية وسياسية .
وقد جاء الموقف الدولي والإجراءات من موقف الولايات المتحدة الأمريكية ، فأصدر مجلس الأمن قرارات بدعم العراق ومحاربة الإرهاب وتكوين حلف دولي برئاسة الولايات المتحدة ولكن هذا الحلف تأثر ويتأثر بالضغوط من خلال بعض الفئات ذات الصلات الرحمية مع بقايا النظام السابق والتي تعمل ضد العراق الجديد أو من الضغوط الخارجية (دول الخليج والسعودية )، بحجة تدخل أيران . وتعمل الحكومة عل أن تستمر علاقاتها الجيدة مع الولايات المتحدة وحلفائها لغرض ضمان تقديم الدعم الفعلي للشعب العراقي من خلال التسليح و الطيران و الخبراء .
وعلى هذا الأساس بدأ الهجوم على داعش والبدء بتحرير المدن ووضع الأهداف الستراتيجية لأجل تحرير محافظتي الرمادي وصلاح الدين والمدن الأخرى ومحافظة نينوى بعد الإنتصار في تكريت وتحريرها ، كما إن الإستجابة السريعة بوضع قوات الحشد الشعبي خارج المدن منعاً للفتن الطائفية أمر جيد ، وكذلك لقاء رئيس الوزراء مع رئيس إقليم كردستان كان له مردود إيجابي بعد حل الإشكاليات بين الإقليم والمركز.
إن إستيعاب دروس المعارك ليس سهلاً بوجود التدخلات الأجنبية التي تضع لها حدود معينة ، ولهذا يتطلب إدامة المعركة توفير كافة المستلزمات لها وأولها الإعتماد على وحدة الشعب .
ولغرض دعم الإنتصارات وتحرير البلاد من (داعش) بالكامل ، فيحتاج ذلك السير في خطين متوازيين أولهما الخط العسكري ومتطلباته التعبوية ووحدة القيادة وتوفير السلاح والعتاد والتوعية والإعلام وتنسيق كل الجهود الشعبية من خلال القيادة الموحدة .
وثاني الخطوط هو الخط المدني ، والذي يتمثل بالسلطة التنفيذية والسلطة التشريعية والأحزاب ومنظمات المجتمع المدني والنقابات والتعاون مع المنظمات المدنية الدولية .
ولغرض التركيز على أهمية العمل المدني فلابدّ من الإشارة إلى دور السلطة التنفيذية المتمثلة في الوزراء ووكلائهم والدوائر المتعددة وإختصاصتها في مواجهة الفساد الكبير المنتشر في دوائر الدولة ، تقديم كافة الخدمات للمواطنين وتمشية معاملاتهم . فهناك ملفات كثيرة تحتاج إلى الإسراع في معالجتها وضمن البرنامج الحكومي والموازنة المالية العامة ومنها :-
1- مراعاة أوضاع المواطنين المعاشية 2- معالجة أوضاع النازحين الذين يتجاوزعددهم 2,5 مليون نسمة ومساعدتهم على تنظيم شؤونهم وتوفير الأموال المخصصة لهم دون التلاعب بها مع توفير متطلباتهم الغذائية والمعيشية والخدمية وعدم إستغلال أوضاعهم الصعبة وتوفير الخدمات الصحية والنفسية لهم وتأهيلهم للعودة إلى مناطقهم المحررة .
2- العمل عل المصالحة الوطنية الحقيقية .
3- التمسك بالوحدة الوطنية 4 – رفع شأن المواطنة العراقية 5- محاربة الدعوات الطائفية والوقوف بوجه من يروج لها 6- تحسين العلاقات بين المركز وأربيل وبين المركز والمحافظات7- الإستجابة لمطالب المواطنين 8- عدم مس مصالح الكادحين وذوي الدخل المحدود بقوانين التقشف 9- متابعة الطفيليين العاملين في العقارات والإستثمار غير المشروع وتطبيق قوانين الضريبة عليهم كذلك محاربة غسيل الأموال في الخارج .
السلطة التشريعية
------------------:- لغرض إدامة زخم المعركة وتحقيق الإنتصارات ، فلا بدّ أن يكون دور لمجلس النواب في تشريع القوانين والرقابة البرلمانية ومتابعة القرارات .
وأهم القوانين هو ضمان دخول البلاد في عملية البناء الديمقراطي والتنموي ، ضمان حرية التعبير ، ضمان تأسيس الأحزاب (قانون الأحزاب ) ، الرقابة على اجراءات مكافحة الفساد ، الرقابة على السلطة التنفيذية حول تنفيذ برنامجها ومعالجة الخدمات والخطط الوزارية . على مجلس النواب أن يعمل على وحدة الشعب العراقي وعدم السماح للخطاب الطائفي أو إثارة الفتن والشحن المذهبي ، العمل على إشاعة روح المواطنة والتسامح والإبتعاد عن الولاءات الخارجية لهذه الدولة أو تلك .
دعم الجهود نحو تحقيق المصالحة الوطنية الحقيقية .
دور الأحزاب ومنظمات المجتمع المدني والنقابات
---------------------------------------------------: للأحزاب دور سياسي وتربوي تجاه المواطن وتعزيز موقفه الوطني ، وبما أن العدو خطير وأكبر من الخلافات فلابدّ أن تتوحد الجهود لغرض دعم معركة التحرير ، وأن تقع المسؤولية على الجميع ، وأول المسؤوليات هومحاربة الطائفية والتطرف الديني والتثقيف بحقوق الإنسان وحريته في الإختيار ، وإن المساهمات لاتأتي من النفع المادي وإنما من الأخلاص لمسيرة الشعب نحو التغيرات المطلوبة لبناء دولة مدنية ديمقراطية جديدة ، وبنفس الوقت دور منظمات المجتمع المدني له أهمية كبيرة في مساندة العاملين في مجال دعم النازحين والتخفيف عن آلامهم ولابدّ أن نتذكر إن الرعب والخوف الذي إنتاب النازحين تحت وطأة هجمات داعش الوحشية ، يحتاج جهود كبيرة لتخفيفه وكذلك معاناة الأطفال وما حصل لهم من تدمير نفسي وجسمي ، إن ماحصل في العراق من مذابح وإبادة جماعية على أيدي جماعات لايجمعهم مع البشر جامع يذكرنا بمآسي الحروب العالمية والأنظمة الفاشية والفاشستية.
كما أن للنقابات دور في الحرص على إدارة العجلة الإفتصادية هذا من جهة ومن جهة أخرى لآتواني في الأستمرار للمطالبة بحقوقهم وإن التعاون بين منظمات المجتمع المدني والدولي له تأثير كبير .
وبالتالي نقول لكل فئات الشعب من عمال وفلاحين ومثقفين وموظفين وكسبة وتجار عليكم واجب الدفاع عن الوطن ضد الإرهاب الظلامي .
ونستخلص إن الحرب لن تنتهي ضد الإرهاب الآ من خلال العمل الوطني الجاد والمخلص في البناء وتحقيق تنفيذ المشاريع وتوفير الرفاهية ودعم الإقتصاد الوطني وبناء المدن المخربة وتأسيس البنى التحتية الجديدة وتنفيذ المشروع الديمقراطي حسب ماأقره الدستور .



#صبحي_مبارك_مال_الله (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- دائرة الشك ! (2)
- دائرة الشك !
- الشعب العراقي بين الحرب الوطنية والحرب الطائفية !
- نبض الجذور
- هل الحكومة الحالية تجاوزت فشل سابقتها ؟
- لنقف بوجه الفتنة الطائفية !
- أرتفاع وهبوط أسعار النفط والتداعيات المرتقبة !
- كيف كان التعامل مع مشروع قانون الأحزاب ؟!
- خطوط بيانية !
- مدخل لرؤيا واقعية في المشهد السياسي العراقي !
- الحرب والسلام والديمقراطية
- التحالف الدولي وإشكاليات الأهداف !
- تشكيل الوزارة الجديدة بين التفاؤل والتشاؤم !!
- سباق الحوارات والمفاهيم الخاطئة!
- شروط تشكيل الحكومة الجديدة ومتطلبات برنامجها
- الوحدة الوطنية كفيلة بهزيمة الإرهاب وتحرير المُدن
- عُقدة منصب رئيس مجلس الوزراء بين الكتلة الأكبر والمحاصصة !
- منعطفات حادّة وخطيرة !
- بيان رئيس مجلس الوزراء هل هو أعلان الأنشقاق عن التحالف الوطن ...
- هل آن الأوان للكتل السياسية مراجعة سياساتها ؟!


المزيد.....




- طبيب فلسطيني: وفاة -الطفلة المعجزة- بعد 4 أيام من ولادتها وأ ...
- تعرض لحادث سير.. نقل الوزير الإسرائيلي إيتمار بن غفير إلى ال ...
- رئيسي: علاقاتنا مع إفريقيا هدفها التنمية
- زيلينسكي يقيل قائد قوات الدعم الأوكرانية
- جو بايدن.. غضب في بابوا غينيا الجديدة بعد تصريحات الرئيس الأ ...
- غضب في لبنان بعد تعرض محامية للضرب والسحل أمام المحكمة الجعف ...
- طفل شبرا الخيمة.. جريمة قتل وانتزاع أحشاء طفل تهز مصر، هل كا ...
- وفد مصري في إسرائيل لمناقشة -طرح جديد- للهدنة في غزة
- هل ينجح الوفد المصري بالتوصل إلى هدنة لوقف النار في غزة؟
- في مؤشر على اجتياح رفح.. إسرائيل تحشد دباباتها ومدرعاتها على ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - صبحي مبارك مال الله - الحرب الوطنية ضد الإرهاب لاتنتهي بالإنتصار وتحرير المدن فقط !