أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حيدر محمد الوائلي - الحسين وتجار الدين والسياسة














المزيد.....

الحسين وتجار الدين والسياسة


حيدر محمد الوائلي

الحوار المتمدن-العدد: 4954 - 2015 / 10 / 13 - 23:43
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الحسين وتجار الدين والسياسة

حيدر محمد الوائلي

هو دم الشهيد يفوح منه مسك وعنبر، صارخاً الله أكبر، أن يامن تقرأون الفاتحة بكل صلاةٍ هذا صراط مستقيم.
تمعنوا فيه إنه دم الرسول والرسالة مهروقاً على كثبان كربلاء.
انه فكر ليس دم. إنه ثورة وعَلَم.
أنّ دمُ الشهيد نار لتحرق الفساد. هي النار خالدة لم تصيرها السنين رماد.
ما كانت ثورتك ياحسين لمنصب او ليبكي عليك الناس بكاءا كئيباً رتيباً، بل كانت صلاح واصلاح.
لم تكن ثورتك يا حسين خدعة حينما اسس القوم لحروب الخداع، بل كانت ثورة واضحة المعالم لتزيح من تسلط على رقاب الناس بأسم الرسول والرسالة.
من قصره المنيف سيطل مسؤولون عراقيون يبكون الحسين من قاعاتهم العملاقة المزدانة بديكوراتٍ اوربية خلابة تأخذ اللب وتصرف الأبصار، عمّا في محاضراتهم من افكار، لكثر ما في الخطاب من تكرار.
سيستمتع الحضور ومن يتابعون على التلفاز بالنظر للرخام المستورد والسجاد الفاخر والمنصة الملكية. سيسمع الناس خطبته وربما يتأثر المسؤولون ويتأثر الحضور بذكر مصيبة الحسين وسيبكي الحسين بحرقة قلبٍ من ليس له عهداً بالشبع ومن له حلم عتيق بشراء بيتٍ كريمٍ يؤيه.
لو كان المال مالهم ورثوه أو كسبوه فهو حلالهم هنيئاً مريئاً ولكن لا المال مالهم ولا الحلال حلالهم فهو ملك شعب كامل.
ستنتصب في طريق الزيارة المليونية الحسينية مواكب المسؤولين وسرادقاتهم معنونة بأسمهم لتقدم (الهريسة والتمن والقيمة) للزائرين من اموالهم التي نزلت عليهم من السماء فوجدوها داخل قصورهم التي استولوا عليها بعد سقوط نظام ظلم صدام، فحمدوا الله على تدفق الثروات الهائل وبشكر الله امام وسائل الإعلام ستزداد النعم حتماً.
هذا الطريق سلكه الحسين ذات مرة قبل الف عام مضين لدى خروجه على قوم ناظرت افعالهم ما يفعله المسؤولين ورجال دين والكثير من الناس اليوم.
سيرتقي المنابر رجال دين يكررون المواعظ الرتيبة التي طالما رددوها سنين وسنين ولكنهم سيُحّسِنون اكيدا من ادائهم الناعي وطريقة الموال بما يشجي النفوس كي تبكي. سيبكي الحسين بنقاوة أناس آلمهم مصابه وكذلك سوء حالهم. هو بكاء لفاجعة الحسين كما هو بكاء على الحال والمآل.
سيتقاضون الاجور المالية الخيالية من أناس استقدموهم قربة لله تعالى ولأستمرار احياء ذكر الحسين ولولا عظم تلك الأجور لما اتى أكثر الواعظين.
لو جئت يا حسين ها هنا لحاربك الداعون إليك. تصرخ فيهم أنك الحسين بن علي وفاطمة فيرد القوم بالبكاء والنحيب ولطم الصدور والصراخ (وا حسيناه وا حسين) ثم يولون الدبر.
سيمضي سياسيون ورجال دين والكثير من الناس بعيداً عنك. سينشغلون بلبس السواد وتوزيع الطعام فهو أجدى وأنفع من إتخاذ موقف حسيني رافض وملتزم.
ما أنت يا حسين بطائفة بل أمة للنهوض. خلعت ما على رؤوس القوم من زيٍّ ديني تلبسوا به وعرّيت أمام الملأ القوم الذين تستروا بلباس الرسول والرسالة. صار احدهم يبحث عما يواري فيه سوأته ولم يكلفوا أنفسهم وبكل بساطة الأعتراف بالخطأ بحق البلاد والعباد والسعي لتصحيح المسار.
قرأت عن الحسين كثيرا فألهمني ان اكون عاقلاً واعياً حراً لا ان اكون مستحمِراً غبياً أو عبداً يتلقى التلقين ويطيع.
ما هكذا الحسين رتيباً ولا هو موال يتردد لحلاوة الحديث. بل هو نهظة ووعي وثورة أن الناس عبيد الدنيا، والدين لعق على السنتهم، يحوطونه ما درت معائشهم فإذا مُحِّصوا بالبلاء قل الديانون.
قال ذاك البيان حسيناً قبيل انطلاق حريق ثورته التي أتت على يابس القوم تلتهمه ناراً كبرى وقودها دم الحسين وحطيمها السلطة الدينية ورجالاتها فيمن اثرى حياته باسم الرسول والرسالة.
هي النار الكبرى التي احرقت يابس القوم لتخضر الأرض بما سقاه الحسين من دمه النبوي الخالص لتلهم الأجيال الوعي والنباهة.
فهل من واعٍ ونبيه؟!



#حيدر_محمد_الوائلي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- صديقي والدين والسياسة وابن الكلب
- وصلت النمسا
- الفاسد الصلف النزيه
- انتخابات الشرك بالله في بريطانيا...!
- بين الحلة والزرقاء
- مَقتَلة في الشعيبة
- سلامي من قلبي حُسين
- يوميات
- بين فكي نقابة الصحفيين العراقيين
- ما خانك الأمين فالخائن أمير المؤمنين
- وشاح الحروف العربية بألوان الاعظمي وشعر طه
- وشاح الحروف العربية بألوان فريال الاعظمي
- الأنتخابات والكلاوات
- رأي في الأحلام وحقيقتها وتفسيرها
- ذئب الأنبار ونعجة ميسان
- عاش ابو خليل
- الزوج لا يسمع وابتلت الزوجة
- إكتسب خبرة من هذا المدير
- الأسلام شرفٌ وصمه المسلمين بالعار ج2
- الأسلام شرف وصمه المسلمين بالعار ج1


المزيد.....




- سوريا.. دوي انفجار بمنطقة المزة في دمشق
- -لبنان في مرحلة تأسيسية-..جعجع: خطاب نعيم قاسم يشكل تهديدا ...
- قبل توسيع العملية العسكرية.. إسرائيل تستأنف إمداد غزة بالخيا ...
- مقتل شرطي في اشتباك مع مسلحين جنوب شرق إيران و-جيش العدل- يت ...
- أمريكا تغلق أبوابها أمام سكان غزة .. هل وقف التاشيرات قرار م ...
- مقتل 9 سوادنيين بنيران طائرة مسيرة -للدعم السريع- غربي البلا ...
- نيويورك تايمز: 6 خلاصات من قمة ترامب وبوتين
- تهديدات جيوسياسية وأمنية.. لماذا تعارض إيران ممر زنغزور؟
- أهالي رامز يحتجّون على تهديد حقّهم في المياه جرّاء تحويل منا ...
- فشل بفحص الرصانة.. رائحة كحول تفضح طيارًا قبيل إقلاعه في الل ...


المزيد.....

- الأرملة السوداء على شفا سوريا الجديدة / د. خالد زغريت
- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد
- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حيدر محمد الوائلي - الحسين وتجار الدين والسياسة