أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حيدر محمد الوائلي - ما خانك الأمين فالخائن أمير المؤمنين














المزيد.....

ما خانك الأمين فالخائن أمير المؤمنين


حيدر محمد الوائلي

الحوار المتمدن-العدد: 4484 - 2014 / 6 / 16 - 21:05
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



مما ورد من مأثور القول في تاريخنا الأسلامي قولُ: (ما خانك الأمين ولكنك إئتمنت الخائن).
يُعاب علينا نحن المسلمين تمسكنا واستذكارنا لهذا التاريخ وأنه ضيع علينا النهوض بالحاضر وتخلفنا في هذا الوقت الذي تتقدم به الأمم بالعلم والابداع.
يُعاب علينا ولم يعلموا أن تاريخنا دون تاريخ الأمم عاره وشناره لازال يزيدنا عاراً وهزيمة كل يوم، وأما أمجاد تاريخنا وروائعه فنستذكرها لحلاوة الكلام أو في دردشة لتضييع الوقت لا تلهم الأجيال حب الأبداع وهي ربما تسمن من كرشه متدلٍ امامه نصفُ مترٍ ولكنها لا تغني من جوع.
لا اعرف لماذا ارتبط تاريخُ دينٍ عُرف بالسلام ومكارم الأخلاق بقطع الرؤوس والفتك بالناس وحصد البيعة بتطاير الرقاب لتعلو رقبة من سمّوه أمير المؤمنين وحاشيته والمقربين...!
ولليوم تتطاير الرقاب تفجيراً وقتلاً عشوائياً بدعم دول اسلامية من خلفها دولٌ عظمى كلٌ حسب سياستها ومطامعها ومؤسسات دينية وسياسية وتمويل مالي ضخم وتحشيد اعلامي مهول تحركه السياسة والضد الطائفي ليسلم من هو اليوم بمثابة امير المؤمنين القديم وحاشيته والمقربين...!

مهما خطب المصلحون وكتب الواعون وصرخ من هو ذو قلب سليم بروعة الأسلام والأخلاق يبرز في نشرات الأخبار خيباتنا وبشاعة القتل ونشر الفتن والتحريض الطائفي والتشفي والتضليل الأعلامي.
لا ينفع أن اكثرية المسلمين مسالمين ويرفضون العنف والبارز على الساحة السياسية والأمنية القتل والدمار وهؤلاء المسلمين المسالمين يعرفون أن لو تم تجفيف مصادر الدعم المالي والسياسي والديني لأولئك القتلة السفاحين من بني الأسلام لتم القضاء عليهم تاريخياً واليوم، ولكن نفس السبب الطائفي واهواء النفوس والأحقاد هي من جعلتهم يغضون النظر عن كل ذلك بل منهم كثير من يبرر للسفاحين اجرامهم تاريخياً ولليوم.
كان التبرير تاريخياً بتزوير روايات وتأويل اخرى حسب المشتهيات من قبل وعاظ السلاطين وخزنة بيوت اموال المسلمين والقضاة وائمة الصلوات واليوم يكررون التزوير والتأويل وفق ذات المشتهيات ولكن بشكل اوسع بفضائيات ومواقع انترنت وصحف وبرامج تحليل سياسي وديني.

لا ينفع القول ولا تنفع مئات الايات القرانية ومئات الالاف من الأقوال للنبي (ص) واله وصحبه والصالحين (رض) التي تأمر الناس بالأسلام المحمدي بالسلام والرأفة والرحمة والموعظة الحسنة وطيبة القلب وطهارة الروح والأحسان وحب العمل وإتقانه والنظافة والوحدة وطلب العلم والمسامحة ونشر الخير والمعروف والستر عن الفضيحة والشر وكتم الغيض و...و...و...و....و.... الكثير من الأشياء التي يعتبر تكرار الحديث فيها مملاً لعدم رؤية اثرها في اكثر المجتمعات الأسلامية الطاغي عليها عكس تلك الصفات تماماً.

أعرفتم لماذا دون غيرنا لنا تاريخ ماضي وهو حاضر معنا في كل يوم يغذينا سمومه وينسى أن يُحلي لنا بعدما اطعمنا زُعافه ولو بكلمةٍ طيبةٍ التي من المفترض أن تكون صدقة.

اهٍ...! كم لنا من خيانة في مامضى من تاريخ ولليوم يا الله يامن (يَعْلَمُ خَائِنَةَ الْأَعْيُنِ وَمَا تُخْفِي الصُّدُورُ).
ذلك الجذر اللغوي (خان) بمعنى التنقص والضعف، وأن يؤتمن المرء فلا ينصح، ومن لم يوف بما اؤتمن، وخان الدهر إذا تغير حاله إلى الشر، وناقض العهد خائن لأنه كان ينتظر منه الوفاء فغدر، ومنه قوله تعالى: (وَإِنْ يُرِيدُوا خِيَانَتَكَ فَقَدْ خَانُوا اللَّهَ مِنْ قَبْلُ فَأَمْكَنَ مِنْهُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيم).
لقد شمل لفظ (الخيانة) معاني واضحة تحدد معالم الأشرار، ومعاني تركس الأخلاق الفردية والجماعية في الخلل والفساد، من أقصى المعاملات الذاتية والفردية إلى أقصى نظم الحكم والسياسة والاقتصاد والاجتماع.

والله...! لو لم يكن لهؤلاء الذين يقرف عقلاء الناس من بشاعة تصرفاتهم ويشمئز من طريقة تفكيرهم لو لم يكن لهم مغذي ديني وسياسي ومالي تاريخياً ولليوم لما سادوا وبرزوا، فهذا الدعم من رجال الدين وسياسيين وتبرعات ورؤوس اموال ووسائل اعلام هي من غذتهم وجعلتهم وحشاً كاسراً لا يفيد معه البراءة منه لاحقاً فقد أدمن الوحشية والأحقاد.
إني لأضحك...! حينما اقرأ كيف عامل رسول الله محمد (ص) اليهود والمسيحيين والمجوس في عهده وأنظر لما يفعله المسلمين فيما بينهم بعده ولليوم وأقول أيعقل أن لهؤلاء رسول واحد هو ذاته الرسول محمد (ص)...؟!
أيعقل أن رسول الله (ص) أكمل تبليغ رسالة الأسلام بحروب جميعها دفاعية وليست هجومية تسبقها وتتخللها خطب ومواقف تبث مكارم الأخلاق وتدعو الناس للدين دون التصريح بالقول بل لأنعكاسات أثر تلك الأخلاق على النفوس وكان عدد ضحايا تلك الحروب جميعها قرابة الألف ضحية قيل أنهم من الطرفين (المسلمين والمشركين)، هذا الألف من الضحايا يحصده اليوم تفجيرٌ واحدٌ من تفجيرات بني الأسلام...!

إني لأضحك...! حينما أقرأ أن رسول الله (ص) غضب وطرد صحابي لأنه قتل رجل اعلن إسلامه لما رفع هذا الصحابي سيفه عليه ولكن لم يوقفه إسلام الرجل لتصوره أنه تظاهر بالأسلام خوفاً فقتله، فلمّا سمع رسول الله (ص) بذلك طرد الصحابي ونهره ومات هذا الصحابي حسرة حيث كان ضميره يؤنبه، فأضحك...! وانا اطالع فتاوى رجالات الأسلام فيما مضى واليوم ووسائل الأعلام الأسلامية الكبرى التي يهون عليها ولا تعر اهتماما لدماء الالاف المؤلفة من ضحايا القتل الطائفي التي ضحية واحدة مفردة حرمتها عند الله أشد من حرمة الكعبة بنص حديث الرسول (ص) فالضمير مات.

حينما يؤتمن لفكر وتوجهات هؤلاء الخونة من رجال دين وسياسيين ووسائل اعلام ومن اولئك الذين صمتوا حياءاً وخوفاً وتشفياً في وقتٍ يكون الصمت فيه تواطؤ والحياد خيانة فعندها تعرف أن من خان هو ليس الأمين ولكن اؤتمن الخائن الذي هو بمركزه ومنصبه المعرف بين الناس بمثابة امير المؤمنين تاريخياً.

الصمت في هذا الوقت للمثقفين والواعين هو تواطؤ ومن لزم ركن الحياد منهم فهو خائن.
تواطؤ وخيانة لفكرك وضميرك ولأمانتك وللناس التي ربما تنظر اليك كقدوة ربما تكون مؤثرة.



#حيدر_محمد_الوائلي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وشاح الحروف العربية بألوان الاعظمي وشعر طه
- وشاح الحروف العربية بألوان فريال الاعظمي
- الأنتخابات والكلاوات
- رأي في الأحلام وحقيقتها وتفسيرها
- ذئب الأنبار ونعجة ميسان
- عاش ابو خليل
- الزوج لا يسمع وابتلت الزوجة
- إكتسب خبرة من هذا المدير
- الأسلام شرفٌ وصمه المسلمين بالعار ج2
- الأسلام شرف وصمه المسلمين بالعار ج1
- فوك الحمل تعلاوة
- البرلمان وقصة المائدة الكبيرة
- برلمان المستهترين
- احصائية بخسائر العراق على مسؤوليه
- صناعة الأخبار
- بين الفتحة والكسرة فضيحة
- من المستفيدين من قتل العراقيين
- الفرق بين مسلمي بورما والعراق
- ما كان الدين رخيصاً مثل اليوم
- قراءة في تداعيات خسارة برشلونة والوضع العراقي


المزيد.....




- انتشر بسرعة عبر نظام التهوية.. لحظة إنقاذ كلاب من منتجع للحي ...
- بيان للجيش الإسرائيلي عن تقارير تنفيذه إعدامات ميدانية واكتش ...
- المغرب.. شخص يهدد بحرق جسده بعد تسلقه عمودا كهربائيا
- أبو عبيدة: إسرائيل تحاول إيهام العالم بأنها قضت على كل فصائل ...
- 16 قتيلا على الأقل و28 مفقودا إثر انقلاب مركب مهاجرين قبالة ...
- الأسد يصدر قانونا بشأن وزارة الإعلام السورية
- هل ترسم الصواريخ الإيرانية ومسيرات الرد الإسرائيلي قواعد اشت ...
- استقالة حاليفا.. كرة ثلج تتدحرج في الجيش الإسرائيلي
- تساؤلات بشأن عمل جهاز الخدمة السرية.. ماذا سيحدث لو تم سجن ت ...
- بعد تقارير عن نقله.. قطر تعلن موقفها من بقاء مكتب حماس في ال ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حيدر محمد الوائلي - ما خانك الأمين فالخائن أمير المؤمنين