أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - بولس اسحق - كَفَرَ كُلَ مَنْ شَكَ فيما جاءَ بَهِ الرَسُول...فَكيفَ بالذي شَكَ بِما جاءَ مِن رَبِ الرَسول















المزيد.....

كَفَرَ كُلَ مَنْ شَكَ فيما جاءَ بَهِ الرَسُول...فَكيفَ بالذي شَكَ بِما جاءَ مِن رَبِ الرَسول


بولس اسحق

الحوار المتمدن-العدد: 4937 - 2015 / 9 / 26 - 10:14
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


يعتقد المسلمون أن الرسول قد تنبأ بهذه الأيام التى نعيشها والتى تموج فيها الفتن كالقطيع التي تموج في الليل المظلم فيمسى الرجل فيها مؤمناً ويصبح كافراً ويصبح مؤمناً ويمسى كافراً . لذلك سهر علماء الإسلام على حماية عقول المسلمين التى تتهددها المخاطر الفكرية من كل صوب ، فشرعوا فى تأسيس بناء فكرى قوى أسموه بالعقيدة الإسلامية والتى لا يزيغ عنها بالطبع إلا كل هالك . ولقد بان لعلماء الإسلام منذ الوهلة الاولى خطر " الشك " على عقيدة أبناء الأمة ولذلك حذروا منه ووضعوا القواعد الصارمة التى تتعامل مع هذا الداء الفكرى الخبيث .فجعل " بن قيم الجوزية " الشك نقيضاً للإسلام عندما عدد انواع الكفر فقال :
كفر الشك: حيث لا يجزم بصدقه، ولا يكذبه، بل يشك في أمره، وهذا لا يستمر شكه إلا إذا ألزم نفسه الإعراض عن النظر في آيات صدق الرسول صلى الله عليه وسلم جملة، وأما مع التفاته إليها ونظره فيها فإنه لا يبقى معه شك لأنها مستلزمة للصدق.
هنا يذكر بن القيم حالة من الحالات التى ينتفى الإسلام معها وهى الشك فلا يصح لأى إنسان مقبل على الإسلام أن تكون لديه بعض الشكوك فيما جاء به الرسول وإلا فلا صحة لإسلامه
هذا عن غير المسلمين إبتداء أم عنا نحن الذين ورثنا ديننا ونطقنا الشهادتين فلا يجوزمطلقاً أن يتطرق إلينا الشك وإلا فقد انسلخنا من ديننا وجرت علينا أحكام المرتدين .وفى هذا الأمر يحدثنا أيضاً بن القيم فى معرض حديثه عن نواقض الإسلام فيقول :
من لم يكفر المشركين، أوشك في كفرهم، أو صحح مذهبهم. كفر إجماعاً.
هنا ينقل بن القيم الإجماع على كفر من لا يشك فى مذهب الكافرين أو حاول التقريب بين الإسلام ومذهبهم أى إننا عندما لا نشك مجرد شك فى كفر الأحزاب العلمانية مثلاً أو نحاول نسبتهم إلى عصاة المسلمين ، هذا الأمر وبالإجماع ينقلنا من الإسلام إلى الكفر الأكبر المخرج من الملة .
وخلاصة القول أن الإجماع قد انعقد على كفر كل من شك فيما جاء به الرسول أو بعض ما جاء به الرسول وإن صام وصلى وزعم أنه مسلم . وكل العذر على الإطالة فى عرض هذه المقدمة التى سأبنى عليها صلب الموضوع فما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب وحتى لا أتهم أيضاً من قبل البعض بالتجنى و التخريف فما تقدم من كلام بن القيم ( كمثال) تلقته الأمة بالقبول وانعقد له الإجماع .
سؤال واجب ....
ماعلاقة محمد بن عبد الله الشهير بخاتم الأنبياء والمرسلين والشك المخرج من الملة ؟! وهنا يجب علينا أن نصمت قليلاً وندع القرآن نفسه يجيبنا على هذا السؤال
يقول القرآن فى سورة يونس :
(فَإِنْ كُنْتَ فِي شَكٍّ مِمَّا أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ فَاسْأَلِ الَّذِينَ يَقْرَأُونَ الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكَ لَقَدْ جَاءَكَ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ فَلا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُمْتَرِينَ) (يونس:94)
(وعلى ما اذكر كان هنالك موضوع مشابه لاحد الزملاء ...ينص فيه ان الاية المذكورة اعلاه نزلت بعد سورة الاسراء... اي بعد عروج محمد الى السماء.......... تصور بعد رؤية كل هذه الحقائق مازال في قلبه الشك)
ولنصمت هنا ايضاً وندع أعلام المفسرين تتكلم
يقول الطبرى فى هذه الآيه ما نصه
" فَإِنْ كُنْت يَا مُحَمَّد فِي شَكّ مِنْ حَقِيقَة مَا أَخْبَرْنَاك وَأُنْزِلَ إِلَيْك مِنْ أَنَّ بَنِي إِسْرَائِيل لَمْ يَخْتَلِفُوا فِي نُبُوَّتك قَبْل أَنْ تُبْعَث رَسُولًا إِلَى خَلْقه , لِأَنَّهُمْ يَجِدُونَك عِنْدهمْ مَكْتُوبًا وَيَعْرِفُونَك بِالصِّفَةِ الَّتِي أَنْتَ بِهَا مَوْصُوف فِي كِتَابهمْ فِي التَّوْرَاة وَالْإِنْجِيل -;- فَاسْأَلْ الَّذِينَ يَقْرَءُونَ الْكِتَاب مِنْ قَبْلِك مِنْ أَهْل التَّوْرَاة وَالْإِنْجِيل كَعَبْدِ اللَّه بْن سَلَام وَنَحْوه مِنْ أَهْل الصِّدْق وَالْإِيمَان بِك مِنْهُمْ دُون أَهْل الْكَذِب وَالْكُفْر بِك مِنْهُمْ "
وجاء فى تفسير الجلالين للآيه :
فَإِنْ كُنْتَ فِي شَكٍّ مِمَّا أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ فَاسْأَلِ الَّذِينَ يَقْرَءُونَ الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكَ لَقَدْ جَاءَكَ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ فَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُمْتَرِينَ
"فَإِنْ كُنْت" يَا مُحَمَّد "فِي شَكّ مِمَّا أَنْزَلْنَا إلَيْك" مِنْ الْقَصَص فَرْضًا "فَاسْأَلْ الَّذِينَ يَقْرَءُونَ الْكِتَاب" التَّوْرَاة "مِنْ قَبْلك" فَإِنَّهُ ثَابِت عِنْدهمْ يُخْبِرُوك بِصِدْقِهِ قَالَ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : "لَا أَشُكّ وَلَا أَسْأَل" "لَقَدْ جَاءَك الْحَقّ مِنْ رَبّك فَلَا تَكُونَن مِنْ الْمُمْتَرِينَ" الشَّاكِّينَ فِيهِ.
وقد يعترض البعض بما جاء بتفسير القرطبى للآيه فى أحد قوليه بأن الخطاب فى الآيه لم يوجه للرسول بل هو موجه لمشركى مكه . وللحق أقول لهم لماذا تغاضيتم أنتم عما أورده القرطبى نفسه من تفسير يعضض آراء جمهور المفسرين كما سبق
ونعود للقرطبى فى تأويله للآيه حيث يقول :
" وَقِيلَ : الْمُرَاد بِالْخِطَابِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَا غَيْره , وَالْمَعْنَى : لَوْ كُنْت يَلْحَقك الشَّكّ فِيهِ فِيمَا أَخْبَرْنَاك بِهِ فَسَأَلْت أَهْل الْكِتَاب لَأَزَالُوا عَنْك الشَّكّ "
من كلام جمهور المفسرين كما تقدم يتضح أن الرسول بالفعل قد شك فيما جاءه من الله وهذا ما يؤيده بالفعل الخبر الصحيح المروى فى صحيح البخارى فى باب بدء الوحى عن طريق أم المؤمنين عائشة حيث تقول :
" ثُمَّ لَمْ يَنْشَبْ وَرَقَةُ أَنْ تُوُفِّىَ ، وَفَتَرَ الْوَحْىُ فَتْرَةً حَتَّى حَزِنَ النَّبِىُّ صلى الله عليه وسلم فِيمَا بَلَغَنَا حُزْناً غَدَا مِنْهُ مِرَاراً كَىْ يَتَرَدَّى مِنْ رُءُوسِ شَوَاهِقِ الْجِبَالِ ، فَكُلَّمَا أَوْفَى بِذِرْوَةِ جَبَلٍ لِكَىْ يُلْقِىَ مِنْهُ نَفْسَهُ ، تَبَدَّى لَهُ جِبْرِيلُ فَقَالَ يَا مُحَمَّدُ إِنَّكَ رَسُولُ اللَّهِ حَقًّا . فَيَسْكُنُ لِذَلِكَ جَأْشُهُ وَتَقِرُّ نَفْسُهُ فَيَرْجِعُ ، فَإِذَا طَالَتْ عَلَيْهِ فَتْرَةُ الْوَحْىِ غَدَا لِمِثْلِ ذَلِكَ ، فَإِذَا أَوْفَى بِذِرْوَةِ جَبَلٍ تَبَدَّى لَهُ جِبْرِيلُ فَقَالَ لَهُ مِثْلَ ذَلِكَ . " صحيح البخاري (6982)
نلاحظ هنا أن الرسول بعد موت ورقة وإنقطاع الوحى لفترة طويلة !!!! قد تسرب الشك إلى قلبه حتى بلغ مبلغه مما دفعه للإنتحار بإلقاء نفسه من شواهق الجبال !
الخلاصة :
أجمع علماء الإسلام على كفر كل من شك فيما جاء به الرسول أوبعضه واعتبروا أن هذا الشك مخرج من الملة يستحق فاعله عقوبة المرتد فى الدنيا والخلود فى النار فى الآخره. لكننا عندما نتأمل القرآن وحياة رسول القرآن نجده يشك فيما آتاه الله
بل يبلغ به الشك مبلغه حتى يقدم على الإنتحار !!!!
إن كان الشاك في دينه كافر وهو الأغلب فمحمد أول من شك في الدين، وإن كان الشاك في دينه غير ذلك ويعتبر مؤمناً فإليك هذه الآية : ( إن يتبعون إلا الظن وإن الظن لا يغني من الحق شيئا)
والسؤال هنا للإخوة المسلمين : هل يجوز لنا نحن الكفار والزنادقة الملاعين أن نطالبكم برأس رسولكم ؟.....تحياتي egyptian
المصادر
مصادر التفاسيرمصادر التفسير
الإقتباسات من كلام بن القيم
(مدارج السالكين) (ج1/337 – 338)
(106) الدرر السنية (ج8/89 –90) وانظر مؤلفات الإمام محمد بن عبد الوهاب (ج5/212 – 214) .



#بولس_اسحق (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حِجاً مَبروراً.....ورجماً مقبولاً
- المُسلِمُون يَنتَحِرون... بأَمرٍ إلهي أمْ ماذا ؟؟؟
- إنْتِحار مُسلِم
- مُحَمَّد رَسُولَ الإسِلامْ .. لَمْ يَجْمَعْ وَيَكتِبْ القُرآ ...
- هل المَعْصُوم كانَ مَعْصُوماً ؟؟.....2
- هل المَعْصُوم كانَ مَعْصُوماً ؟؟.....1
- من هم آل محمد..الذين يصلي الله عليهم؟؟
- أيُها المُسلمون...مَتى تفيقون من سُباتِكُم؟؟
- هذاهوالإسلام في مفهوم الاساتذه... فكيف بالجهلاء؟؟
- زَادُ الْمَعَادِ فِي هَدْيِ خَيْرِ الْعِبَادِ
- مؤامرة و هجوم جديد على الإسلام و المسلمين أعد له الكفرة والح ...
- القُرآنيون والقُرآن...وهَل يُصلِح العَطار ما أفسَدَهُ الدَهر ...
- تَخريب العقول وتَدميرَها لا يَقلُ خطورةً عَن تَدمير الأجسادِ ...
- على خطى الاسلامية....جماعة هندوستية
- ليلى والذئب صفوان
- يَومِيات أبو عِمامة....١-;-
- سقُوطْ أركَانْ الإسلام الخَمْسَة
- لِقاء مَعَ المُحاربينَ القُدماء و إحدى الغَزَوات
- الصَادِقَ ألأمِينْ..حَقِيقَةٌ أمْ كِذْبٌ مُبِين!!
- المَمّسُوخُون في ألأحَادِيثِ والقُرآن


المزيد.....




- المقاومة الإسلامية في العراق تعلن استهداف قاعدة -عوفدا- الجو ...
- معرض روسي مصري في دار الإفتاء المصرية
- -مستمرون في عملياتنا-.. -المقاومة الإسلامية في العراق- تعلن ...
- تونس: إلغاء الاحتفال السنوي لليهود في جربة بسبب الحرب في غزة ...
- اليهود الإيرانيون في إسرائيل.. مشاعر مختلطة وسط التوتر
- تونس تلغي الاحتفال السنوي لليهود لهذا العام
- تونس: إلغاء الاحتفالات اليهودية بجزيرة جربة بسبب الحرب على غ ...
- المسلمون.. الغائب الأكبر في الانتخابات الهندية
- نزل قناة mbc3 الجديدة 2024 على النايل سات وعرب سات واستمتع ب ...
- “محتوى إسلامي هادف لأطفالك” إليكم تردد قنوات الأطفال الإسلام ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - بولس اسحق - كَفَرَ كُلَ مَنْ شَكَ فيما جاءَ بَهِ الرَسُول...فَكيفَ بالذي شَكَ بِما جاءَ مِن رَبِ الرَسول