أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - بولس اسحق - تَخريب العقول وتَدميرَها لا يَقلُ خطورةً عَن تَدمير الأجسادِ وتَفجيرَها















المزيد.....

تَخريب العقول وتَدميرَها لا يَقلُ خطورةً عَن تَدمير الأجسادِ وتَفجيرَها


بولس اسحق

الحوار المتمدن-العدد: 4899 - 2015 / 8 / 17 - 10:25
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


لرجال الدين الإسلامي أساليب مميزة في السيطرة على عقول أتباعهم و تحويلهم إلى ربوتات تعيش في أجساد بشر مما يضمن بقائهم في ظلام الجهل والخوف والتخلف إلى الأبد, وأشهر تقنياتهم وأكثرها إنتشارا لتحقيق ذلك المأرب هي ثالوث السيطرة الفكرية الشهير الذي إن تم تطبيقه في أي دولة على وجه الأرض كان ضمانا كافيا لأن يظل شعبها متخلفا تافها بائسا إلى أن يرث الله الأرض و من عليها...
أول ركن من أركان هذا الثالوث هي إقناع المسلم بقصور عقله و عجزه و محدوديته و عدم قدرته على فهم و إدراك أهم أساسيات دينه مثل ماهية الله و طبيعته و كيف وجد من دون موجد إلى آخر الأسئلة المنطقية البديهية المتعلقة بالذات الإلهية و التي لا يوجد طفل على وجه الأرض لم يسألها في مرحلة ما من حياته و لم يلق إلا الجواب التالي "عقلك عاجز و محدود يا حبيبي..فكر في خلق الله و لا تفكر في الله" واضح إنها بداية قولبة فكر الطفل و الحجر عليه و تعليمه متى يمكن أن يفكر و متى يجب أن يتحول الى ربوت عديم العقل و المنطق...طبعا كثرة ألغاز الدين و فجواته تجعل المسلم عاجز تماما عن تشغيل عقله ولو لثانية واحدة.
لا ننسى طبعا ضرورة إقناعه بعجز عقله و قصوره أمام ما فهمه و أدركه سلف الأمة و خلفائهم من مشايخ و كهنة و سدنة بعقولهم الربانية الفائقة, رغم ان ما فهمه سلف الأمة ليس أكثر من تفاهات فارغة لا تخرج عن كيفية غسل القضيب بعد التبول و كيفية مسح المؤخرة بثلاث أحجار بعد التبرز و أحكام نكاح الجن و وجوب الغسل بعده, إضافة إلى أسلوب التداوي ببول الإبل في حال مرضت لا قدر الله, و طبعا كيفية شرب بول الابل مهمة جدا في هذا المجال و هي محل أخذ ورد بين الفقهاء فمنهم من لا يرى بأسا في أن يشخ الجمل في قصعة و تأخذ أنت القصعة وتتناول منها البول بعد ذلك، ومنهم من أفتى بوجوب مص البول من قضيب البعير مباشرة، و منهم من ترك هذا وذاك وفضل تناول شوربة الذباب كعلاج لمعظم الأمراض والعاهات..وكما ترون كلها تفاهات وسفاهات لم تخرج عما بين السرة و الركبة .
شعور المسلم بعجز عقله و قصور تفكيره يجعله يتبع هذا المبدأ في شتى مناحي حياته فيصبح شخصا جامد الفكر جاف القريحة عاجز عن الإبداع و التطوير ولا يصلح لأن يكون أكثر من مستهلكا من الدرجة الأولى ليس إلا, و تكون النتيجة هي ما نحن فيه الآن من تخلف و تأخر و إعتمادية تامة على العلم الأجنبي و التكنولوجيا المستوردة.
الركن الثاني في هذا المثلث الشيطاني هو الحجر و الحجب و المنع..تابع أخبار معارض الكتاب في أي دولة إسلامية و ستندهش حتما لكثرة العناوين التي يتم منعها بدعوى الحفاظ على أخلاق المجتمع وقيمه وثوابته وعقيدته, ويتزامن دائما مع تلك الخطوة ، عملية إغراق للمعرض بكتب الدين الصفراء التي تأتي من كل حدب وصوب ويكتبها كل من هب ودب ، والنتيجة أن معرض الكتاب يتحول إلى معرضا للجهل والتخلف وخرافات القدماء التي مر عليها أربعة عشر قرنا ونيف فلا تجد كتابا علميا مفيدا، ولا جدلا فلسفيا يحرك عقلك ويثيره....فقط كتب الدين ومجلداته بشكلها الأثري البدائي الكئيب وعناوينها الضخمة الفخمة المسجوعة التي توحي بعظمة المحتوى وأهميته، وهو في الحقيقة لا يزيد عن هراء وتفاهات وتخلفات ومخلفات وأحقاد ودعوات كراهية وتعصب، أنتجتها نفسيات مريضة كارهة للإنسانية جمعاء بالإضافة لحفريات فكرية لعقول متحجرة إنقرضت منذ أكثر من ألف عام.
هذه الخطوة تضمن ألا يكون هناك صوتا في بلاد الإسلام وربوعه، سوى نهيق المشايخ و نعيقهم ونباحهم مما يعني أن ما سيقولونه سيصير رأيا عاما، وما يفرضونه سيكون واقعا, وطبعا نظرا لسواد نفوس هؤلاء وظلام عقولهم و فساد ذممهم فإن الواقع يكون أيضا أسودا مظلما لا ألوان فيه سوى ظلام الجهل وحمرة الدم ولا رائحة له سوى رائحة الفساد النتنة.
الركن الثالث والأخير هو سد الفجوة التي سببها منع العلم وحجبه بجهل وبمزيد من الجهل وبإغراق ممنهج ومنظم في الدجل والكذب والتخلف..لكي تجرب هذا الركن بنفسك قم بالبحث في جوجل عن أي موضوع علمي او فلسفي و أكتب كلمة البحث باللغة الإنجليزية.
ستجد فيضا من المعلومات الواضحة والموثقة إضافة إلى شروحات وتوضيحات وصور وندوات ومحاضرات وروابط لكتب ومراجع ومواضيع مقتبسة من دوائر المعارف الشهيرة, وستخرج من بحثك راضيا مرضيا ملما بأغلب مناحي هذا الموضوع, وإذا كان لديك الوقت الكافي للإطلاع على معظم ما وصلت إليه ستصبح ملما بالموضوع إلماما كاملا بحمد العلم و منته.
جرب الآن أن تقوم بخطوة جنونية تكتب عبارة تدل على مذهب فكري أو فلسفي باللغة العربية..ستجد أشياءا لا تسر عدو ولا حبيب مثل " هي فرقة ضالة مضللة يتبعها جهلة الناس و سفهائهم , مؤسس تلك العقيدة الفكرية كان شاذاً في فكره وسلوكه وتصرفاته، شديد القسوة والتناقض والحقد على الناس، أكثر من القتل والتعذيب دون أسباب تدعو إلى ذلك وهم ينكرون الأنبياء والرسل جميعاً ويلقبونهم بالأبالسة كما أنهم يبغضون جميع أهل الديانات الأخرى والمسلمين منهم بخاصة ويستبيحون دماءهم وأموالهم وغشهم عند المقدرة"
بإختصار لن تخرج من بحثك بمعلومة واحدة صحيحة أو مفيدة أو موثقة, لن تجد إلا الكذب والغش والتزوير وتفريغ للحقد الطبيعي الموجود في قلوبهم السوداء تجاه كل ما هو غير مسلم إضافة إلى تأثير نظرية المؤامرة التي يرونها في كل ما حولهم بسبب حالة البارانويا المتأصلة في نفوسهم.
إذا جن جنونك أكثر وقررت البحث عن أي موضوع علمي فلن تجد إلا مواضيع الإعجاز العلمي التي لا تزيد عن بضعة خرافات و أكاذيب وعمليات نصب متعمدة يقوم بصوغها حفنة من المشايخ الجهلة المتعالمين الدجالين, وكالعادة لن تخرج إلا بأكاذيب وهراءات سمجة فإذا بحثت في علم الفلك ستجد إسلام ستة عشر عالما من وكالة ناسا بسبب إكتشافهم لشق القمر وإلتحامه من جديد, و عالم هولندي يكتشف أن الأرض ستعكس اتجاه دورانها مما يعني ان الشمس ستشرق من الغرب.
وإذا بحثت في التكنولوجيا والأقمار الصناعية ستجد أشياء من عينة رئيس شركة جوجل يعلن إسلامه بعد قيام برنامج جوجل إيرث برؤية الكعبة والمسجد النبوي يشعان نورا والأرض ظلام وبعد أن نجح قمره في تصوير سد يأجوج و مأجوج.
وإذا بحثت في الطفرات الجينية ستجد فتاة إنقلبت إلى مسخ شبيه بالعنزة بعد سبها لأمها وإلقاء المصحف على الأرض, وإياك أن تبحث في الطب كي لا يجن جنونك من مواضيع الطب النبوي والعلاج بحبة البركة وبول البعير و عرق الرسول و حساء الذباب.
دجل يقود إلى دجل و تدليس يقود إلى تخلف وعملية إجرامية متعمدة هدفها الأساسي والوحيد هو تحويل البشر إلى ربوتات فارغة الرؤوس إلا من الخرافات والتفاهات والدجل والجهل والشعوذة. هذه العمليات لا تقل خطورة وإجراما وقذارة ودناءة عما يقوم به الوهابية والسلفية والاخوان المجرمون وكل هؤولاء يمثلهم الزرقاوي و بن لادن والبغدادي ومن لف لفيفهم فتخريب العقول وتدميرها لا يقل خطورة أبدا عن تدمير الأجساد وتفجيرها, بل هو أشد إيذاءا وأكثر تدميرا على النطاق الواسع وعلى المدى الطويل.
الذي تعاني منه الأمم والدول الإسلامية او الدينية بصفة عامة هي اهم دوافع واسباب التخلف والتحجر التي تعانيه او تعايشه الدول المتخلفة او الإنسان في تلك الدول باعتباره وسيلة للخدمة الألهة وليس غاية بحد ذاته . والألهة هنا لا تعني فقط الماوراء بل حتى الالهة او الاوثان التي تنصب نفسها ناطقة باسم الإله وبالتالي فهي من يحق لها تقرير ما يجب او ما يخالف او ما يفسد الفكر والاخلاق في المجتمع . باختصار تشكل هذه الاوثان من رجال الدين و"الحاكم بامر الله " الدستور والإطار القانوني الذي يستمد منه الشعب القانون والنظام والاخلاق والتفكير ..الخ ...تحياتي حسب الاسلام الزنديق الاكبر.



#بولس_اسحق (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- على خطى الاسلامية....جماعة هندوستية
- ليلى والذئب صفوان
- يَومِيات أبو عِمامة....١-;-
- سقُوطْ أركَانْ الإسلام الخَمْسَة
- لِقاء مَعَ المُحاربينَ القُدماء و إحدى الغَزَوات
- الصَادِقَ ألأمِينْ..حَقِيقَةٌ أمْ كِذْبٌ مُبِين!!
- المَمّسُوخُون في ألأحَادِيثِ والقُرآن
- أَبا لَهَبْ وأُمَ جَمِيلْ ..بَيّنَ الخَرافَةِ والأساطير
- خُطَب صَلاة الجُمعَة لِمُحَمَّد رَسُولَ الله...أينَ هِيَّ؟؟
- ألإشْكال في قِصَةِ يوسِفَ في القُرآن
- كتابات ساخرة....لا مَفَر أيُها الفأر..
- مُعْجِزاتٌ في القِفَارِ والظَلامْ.. لِماذا يا إلهَ ألإسلامْ؟ ...
- حُكمَ النَحرِ في الاسلام..لا فَرقَ بَينَ الخَروفِ والإنسان
- رَسُولَ الله وقُدُراتِهِ .....كَما قِيلَ لَنا!!
- شيخ عبقري أم أهبل ؟؟؟
- قَبَساتٌ مِنْ سِيرةِ الرَسُولَ المُصطَفى !!
- لِماذا غَضِبَ مُحَمَّد مِنْ إبنَ أبي سَلَّول؟؟؟
- هَلْ ماتَ الرَسُول مُحَمَّدْ
- ما الذي أقلَقَ رَسُولَ الأسلام؟؟؟
- اللَعَنات والبَرَكات...مِنَ السِيرَةِ والقُرآن


المزيد.....




- صلاة الجمعة الثالثة من شهر رمضان.. الاحتلال يعيق وصول المواط ...
- السعودية.. الأمن العام يوجه دعوة للمواطنين والمقيمين بشأن ال ...
- صلاة راهبة مسيحية في لبنان من أجل مقاتلي حزب الله تٌثير ضجة ...
- الإفتاء المصرية تحسم الجدل حول فيديو إمام مسجد يتفحّص هاتفه ...
- كيف يؤثر التهديد الإرهابي المتزايد لتنظيم الدولة الإسلامية ع ...
- دولة إسلامية تفتتح مسجدا للمتحولين جنسيا
- فيديو البابا فرانسيس يغسل أقدام سيدات فقط ويكسر تقاليد طقوس ...
- السريان-الأرثوذكس ـ طائفة تتعبد بـ-لغة المسيح- في ألمانيا!
- قائد الثورة الإسلامية يؤكد انتصار المقاومة وشعب غزة، والمقاو ...
- سلي عيالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على النايل سات ولا يفو ...


المزيد.....

- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود
- فصول من فصلات التاريخ : الدول العلمانية والدين والإرهاب. / يوسف هشام محمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - بولس اسحق - تَخريب العقول وتَدميرَها لا يَقلُ خطورةً عَن تَدمير الأجسادِ وتَفجيرَها