أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - محمد الرديني - معشوقتي بين الضلوع














المزيد.....

معشوقتي بين الضلوع


محمد الرديني

الحوار المتمدن-العدد: 4937 - 2015 / 9 / 26 - 10:10
المحور: المجتمع المدني
    


اريد ان اكون انانيا هذا اليوم ، فقد تذكرت ذلك المهاجر العراقي الى كندا قبل اكثر من 30سنة،عاش هناك وفي نفسه حنين الى معشوقته بغداد.طوى شوقه سنين طويلة وكان همه الا يترك فرصة لنفسه ان تصفن مع نفسها وتتذكر تلك المعشوقة،اشتغل في معظم المهن التي يراها دون مستواه من اجل الا يدع ذلك الحنين يطل برأسه عليه.
صحيح انه يبكي مرات ومرات خصوصا في ليالي البرد القاسية حين يضم ساقيه الى صدره ويلتحف كاتما غصات يعج بها بلعومه.وكانت سلواه الوحيدة التوسل الى بغداد بان تأتي اليه وترفرف فوقه بجناحين ابيضين مادة له ريشة من ريشاتها لتمسح عن عينه دمعة ومن حاجبيه قطرات ندى بيضاء.
تذكرته الان حين صحا ذات يوم من ايام الاسبوع الماضي ليعلن بان شوقه الى معشوقته بلغ حد الطغيان ولم يعد يتحمل المزيد فقرر ان يشد الرحال اليها وياليته لم يفعل ذلك.
واقلعت به الطائرة،تخيلته طفلا يرى امه بعد غياب عنه ساعات،تخيلته ولدا اهداه جده طائرة ورقية،تخيلته شابا ينتظر حبيبته عند كراج علاوي الحلة في اول لقاء له معها.
لا ادري بماذا كان يفكر وهو يمعن النظر في غيوم السماء وهي تتدحرج امامه كفتاة لعوب تغيب عنه مرة ثم تظهر له مرة اخرى في كتلة بيضاء وكأنها تسابق الطائرة التي يستقلها الان.
تخيلته وهو يسأل احد المضيفين عن وقت الوصول متمنيا ان يكذب عليه ليقرب له الزمن ويغمض عينيه ولكن سرعان مايفتحهما ليسأل المضيف:
كم بقي من الوقت لنصل الى مطار بغداد؟ وهل هذه الغيمات ستطاردنا الى هناك؟قل لي بربك متى رأيت بغداد آخر مرة؟ وهل مازال الحاج زبالة يبيع عصير العنب في شارع الرشيد؟ يقال انه فتح فرعا جديدا في اول شارع ابو نؤاس سماه عصير "الحاج زبالة الثاني"؟.
اتعرف ياصاحبي انت الذيتقضي اكثر من نصف عمرك محلقا في الفضاء ان عدد بارات شارع ابو نؤاس بعدد ايام،مرة حسبناها انا وثلة من المجانين في سنة ما حيث بدأنا يمينا ب"كازينو الحمراء" يمينا وبار آسيا يسارا وحين وصلنا الى الجسر المعلق كان العدد الذي وصلنا اليه هو 359 كازينو وبار وكان لابد ان نعثر على الكازينو التي تكمل عدد ايام السنة ووجدناها تحتل زاوية في نهاية شارع ابو نؤاس ليس من السهولة رؤيتها الا من زبائنها المعتمدين.
في وقتها ضحكنا طويلا لهذه الصدفة الرقمية العجيبة واحتفلنا في تلك الليلة بالرقص تحت قدمي تمثال ابو نؤاس وهو يمعن النظر الى دجلة فيما كان ذيل عبائته الخلفي يومىء الى المارة كأنه يعرفهم منذ زمن بعيد.
جاءه المضيف مسرعا: دقائق قليلة وتحط الطائرة في ارض المطار.
لايعرف ماذا حلّ بنفسه هل يقوم من كرسيه ليرقص كما رقص زوربا على ساحل البحر الاسود أم يقّبل الركاب القريبين منه ويحتضن اطفالهم بيديه؟.
لا هذا ولا ذاك ولا غيره،ليتسمر في مقعده كأي طفل عوقب لأنه يبكي بدون سبب.
تخيلته ينزل من سلم الطائرة على مهل ولكنه يمسك حاجز السلم حين يصل الى منتصفه تاركا المسافرين الذين خلفه في ذهول وهم يروه وقد انتصبت قامته ولم يتحرك للنزول خطوة واحدة بعد ان لفحته نسمات لم يجد اعذب منها حتى ولو قالوا له ان هذه النسمات جاءت من الجنة.
كان يرتجف ثملا غير عارف انه انجز اجراءات الخروج واستقبله محبيه خارج قاعة الوصول. لا احد يعرف ولا هو نفسه سبب بكائه الصامت ويد معشوقته تحتضنه وتضمه الى صدرها ليفوح منها عطر لامثيل له في الارض ولا في السماء.
بعد ساعات طويلة ربما امتدت الى اكثر من يوم استيقظ جسمه قليلا ورأى صديق طفولته يقف عند رأسه مبتسما،حضنه وبكى طويلا ولم يستطع حتى ان يقول هل حقا يرى صديق طفولته امامه.
طلب منه وهو يشهق ان يرى ساحة الوثبة اولا فهناك نبع صغير من قلبه نسيه بين شقوق الاسفلت.
وصلا هناك،وهناك كان النبع الصغير قد ظهر متبخترا امامه ،ركض نحوه، احس ساعتها انه عاد شابا كما كان يسابق السيارات المارة امامه ،لم تبق الا مسافة قصيرة ويصل الى نبعه ولم يكن يعلم ان الشيطان كان يحول بينه وبين ينبوعه،وسرعان ماتطايرت اوصال جسمه مع اجسام آخرين كانوا يركضون ايضا الى ينابيعهم.
آخر ماسمعه:ان الشيطان وضع سيارة مفخخة هناك حتى لايصل المحبين الى ينابيعهم



#محمد_الرديني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بين حانة ومانة وسؤال بطران جدا
- هل عرفتم انكم خرفان؟
- خزانتهم مو خالية مثل خزانتنا
- شريف روما
- انا ابن العشيرة
- القلم السري والميليشيات
- شيء من هذا القبيل - وشوقي اليكم
- مبروك تحرير الميرديان
- عن افتيهن والحسناوي
- القطيع مازال ساكنا والحمد لله
- والله قوي محافظ النجف
- اخوي مايكدر الا على اختي
- العراقي مبتلى
- اللي عنده ضغط لايقرأ هذا المقال رجاءا
- امريكا تريد القبض على الامام المنتظر
- كلاب.. وكلاب
- عبء اخلاقي ومالي على الناس اسمهم المعممون
- رؤوس الافاعي
- بصاية الاعرجي،النجاح 100% لجميع الطلاب
- هل رأيتم مخنثون ياسادة؟


المزيد.....




- طهران تدين الفيتو الأمريکي ضد عضوية فلسطين بالأمم المتحدة
- عشية اتفاق جديد مع إيطاليا.. السلطات التونسية تفكك مخيما للم ...
- الأمم المتحدة تدعو إلى ضبط النفس في الشرق الأوسط
- سويسرا تمتنع في تصويت لمنح فلسطين العضوية الكاملة في الأمم ا ...
- اعتقال أكثر من 100 متظاهر مؤيد للفلسطينيين من حرم جامعة كولو ...
- بمنتهى الوحشية.. فيديو يوثق استخدام كلب بوليسي لاعتقال شاب ب ...
- البرلمان العربي يستنكر عجز مجلس الأمن عن تمكين فلسطين من الح ...
- الكويت: موقف مجلس الأمن بشأن عضوية فلسطين في الأمم المتحدة ي ...
- قائمة الدول التي صوتت مع أو ضد قبول الطلب الفلسطيني كدولة كا ...
- لافروف يعلق على اعتقال شخصين في ألمانيا بشبهة -التجسس- لصالح ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - محمد الرديني - معشوقتي بين الضلوع