أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - بير رستم - رسالتي















المزيد.....

رسالتي


بير رستم
كاتب

(Pir Rustem)


الحوار المتمدن-العدد: 4937 - 2015 / 9 / 26 - 00:08
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    


..لحلقة النقاش والتي عقدها حركة الاصلاح

الأستاذ يوسف فيصل
قيادة وقواعد حركة الإصلاح _ سوريا
الإخوة والزملاء المجتمعون في حلقة الحوار المحترمون
بدايةً أتوجه بالتحية والتقدير لجهدكم واجتماعكم هذا وذلك للنقاش في مجموعة الأزمات التي تعاني منها بلداننا _وضمناً حركتنا الكوردية_ والبحث في سبل الخروج منها؛ حيث على مستوى البلاد ما زالت سوريا تعاني من ويلات الحرب المجنونة والمدمرة لكل مفاصل الحياة والوطن والتي تدار رحاها من قبل كل من النظام وعدد من المجاميع المسلحة السلفية وذلك بعد خطف الثورة السلمية الشعبية من قبل هؤلاء وتحويل مسارها من مطالب شعبية وطنية محقة إلى مشاريع وأجندات عابرة للحدود والواقع وقيمها المدنية الديمقراطية في استحضار للقديم والتاريخ وذلك من خلال الإعلان عن دولتهم الإسلامية "داعش" وتولية أحد رموز الإرهاب "خليفةً للمسلمين" ومن الجانب الآخر _إن كان النظام السوري أو العراقي_ الاستمرار في سياسة إلغاء الشارع والشركاء السياسيين من معادلة الوطن مما يدفع بكل العملية السياسية في البلدين إلى المزيد من الاحتقان والأزمات وبالتالي ضخ كميات إضافية من العنف في الشارع الملتهب أصلاً والتي بدورها تدمر كل البنى الاجتماعية والاقتصادية في مفاصلها وأيضاً آثارها السلبية العميقة حاضراً ومستقبلاً وعلى مختلف الصعد الاجتماعية المدنية وكذلك الاقتصادية والسياسية وفي كل رقعة بما تعرف اليوم بمنطقتي الشرق الأوسط والخليج العربي_الفارسي.

أيها الإخوة والأصدقاء
بالتأكيد إن رسم هذه الحدود _وكما أكدتم عليها من خلال ورقة العمل المقدمة من قبل لجنة إعداد هذه الحلقة النقاشية مشكوراً_ لم تتم بيد أبناء المنطقة بل بموجب اتفاقيات ومعاهدات دولية وعلى الأخص معاهدة سايكس _ بيكو 1916 ولواحقها من سيفر 1920 ولوزان 1923 وذلك إثر الحرب العالمية الأولى والتي انهارت فيها دول المحور ومنها "الخلافة العثمانية" وكانت من نتائجها تقسيم تركات تلك الدول الخاسرة للحرب _وعلى الأخص الخلافة العثمانية_ بين الدول التي ربحتها فكانت مجموعة تلك المعاهدات ورسم حدود هذه البلدان التي تعرف اليوم بالمجموعة العربية وعدد من دول البلقان وإبقاء تركيا داخل الخارطة السياسية التي تعرف بها اليوم.. وهكذا حرمان عدد من شعوب المنطقة من حقوقها السياسية والمدنية ومنهم الشعب الكوردي، بل وتقسيم جغرافيتهم بين عدد من هذه الدول الناشئة حديثاً وكانت من أسوأ ما يمكن أن يتعرض له شعب؛ فلا أعتبر جغرافيات ملحقة بالدول الجديدة وإنها منتدبة عليها كما كانت تسمي كل من بريطانيا وفرنسا وعدد آخر من الدول الأوربية احتلالها لعدد من بلدان المنطقة ولا أعتبر الجغرافية الكوردستانية كإقليم إداري أو سياسي داخل هذه البلدان الناشئة حديثاً، بل تم ضمها لتلك البلدان وبنوع من الاغتصاب لها وحتى دون الإشارة لذاك الإجراء التعسفي بحق الشعب الكوردي وجغرافيته مما دعا بأحد أبرز السوسيولوجيين في منطقتنا ألا وهو الأستاذ إسماعيل بيشكجي بأن يسمي كوردستان بمستعمرة دولية ولكنني شخصياً أحبذ استخدام مصطلح (مستعبدة دولية)؛ كوننا نعيش حالة أقرب إلى الرق والعبودية منها إلى حالة الاستعمار والاحتلال.

وهكذا أيها الإخوة والزملاء؛ فإن المنطقة رسمت وفق أجندات ومصالح عدد من دول العالم والتي كانت تعتبر أسيادها حينها وهي رعت بهذا التقسيم الجيوسياسي مصالحها وامتيازاتها دون الأخذ برغبة شعوب تلك البلدان بعين الاعتبار مما جعل من الشعب والقومية _بل القبيلة والعائلة الواحدة وكما حال شعبنا الكوردي مثالاً_ أن تنقسم بين طرفي الحدود وبالتالي استمرار الأزمة، بل وتعقيدها وخاصةً بعد ازدياد الوعي القومي في المنطقة وممارسة النظم السياسية الجديدة (القومية) بحق المكونات الاجتماعية الأخرى وخاصةً بعد صعود التيارات القومية المتشددة للواجهة السياسية واستلام الحكم فيها _البعث في كل من سوريا والعراق_ حيث تعرض شعبنا وخلال حكم هذه الأيديولوجيا وفي البلدين إلى المزيد من القوانين و"المشاريع" العنصرية والشوفينية من ما تسمى بـ"الإحصاء والحزام العربي" السيئي الصيت كأمثلة عن تلك القوانين الاستثنائية وناهيكم عن الحرمان من الحقوق والقمع والملاحقات الأمنية والسجون لنشطاء الحركة الكوردية وفي الدول الأربعة التي تحتل جغرافية كوردستان مما دفع شعبنا للقيام بعدد من الثورات والانتفاضات في وجه هذه السياسات المجحفة بحقه ووجوده.. وهكذا فإن سياسة هذه الحكومات وحرمان شعبنا من حقه هي التي دفعت إلى الثورات الكوردية وليس فقط الحدود التي رسمت من خلال سايكس _ بيكو وغيرها من المعاهدات الدولية.

واليوم ها هي المنطقة _والعالم عموماً_ تشهد حراكاً ثورياً تغيّرياً وتعيد رسم خارطة العالم فقبل عقد ونيف من الزمن كانت إعادة رسم خارطة أوربا الشرقية والبلدان التي كانت تعرف بحلف وارسو والمنظومة الاشتراكية وها هو اليوم هناك سيناريو مشابه يجري في منطقتنا حيث حدود سايكس _ بيكو آيلة إلى السقوط وليعاد رسم خارطة جديدة للمنطقة وذلك بموجب اتفاقيات ومعاهدات دولية جديدة تراعي مصالح وامتيازات "أسياد العالم وإمبراطورياتها الجديدة" _وعلى الأخص كلٍ من أمريكا وروسيا وحلفائهما_ وبالتالي فإن الموت الحتمي _برأينا المتواضع_ قادم لكل تلك الاتفاقيات القديمة وقد نكتشف بعد أعوام اتفاقية باسم كيري _ لافروف ولربما باسم أوباما _ بوتين نفسيهما.. وهكذا هي عالم السياسة؛ فإن الأوراق التي تمر من تحت الطاولة هي أكثر بكثير مما توضع عليها ولذلك فإن الكورد وبقناعتنا سوف يكونون أكبر المستفيدين من إعادة رسم خارطة المنطقة والشرق الأوسط الجديد؛ كونهم بدايةً لن يخسروا شيئاً لا يملكونه بالأساس وثانياً فإن كلا القطبين بحاجة إلى حلفاء ولاعبين جدد في المنطقة وليس هناك من يقوم بهكذا دور أفضل من الكورد وبالتالي فهناك شبه توافق دولي وإقليمي لجعل الكورد أحد اللاعبين الأساسيين في المنطقة وإحقاق الحقوق وبالتالي ولادة دولة كوردستان في المنطقة.

وكذلك فإن العالم الجديد وخاصةً شركات الإنتاج الحربي في الدول الصناعية الكبرى بحاجة إلى أسواق عالمية ونزاعات دولية جديدة لتصريف بضاعته الحربية المكدسة في مستودعاتها ودعم اقتصادات بلدانها الراكدة والخروج من أزماتها الاقتصادية والاجتماعية وبالتالي فهي بحاجة لخلق بؤر توتر جديدة في المنطقة وإعادة رسمها من جديد _طائفياً وقومياً_ وهذا ما نجده على أرض الواقع؛ "دولة داعش" السنية من جهة وسياسات النظامين السوري والعراقي الطائفيتين والمطعمة ببعض المنكهات من القوموية البائدة _على الأخص النظام السوري_ حيث نجد بعض تلك الأصوات ما زالت تضرب على وتر القوموية العنصرية وذلك عندما يتعلق المسألة خصوصاً بالقضية الكوردية وحقوق شعبنا وذلك بحجج الحفاظ على الدولة الوطنية والتي هي بالأساس منتج غربي استعماري من مخلفات سايكس _ بيكو المشؤومة؛ حيث تعتبر بنظرهم اتفاقية استعمارية بامتياز ومرفوضة ولكن عند الفقرة التي تتعلق بالحقوق والجغرافية الكوردستانية فإنها وبقدرة قادر تنتسى من ذاكرتهم "الفوق وطنية".
وأخيراً أيها الإخوة والأصدقاء الأعزاء

بقي أن نقول: بأن الكورد (الآن وقديماً؛ ومنذ سايكس _ بيكو وحتى قبلها) كان يحق لهم _وأسوةً بباقي شعوب العالم أن يطالبوا بجغرافيتهم التاريخية كوطناً حاضناً لهم ولهويتهم الثقافية الحضارية وما حرمانهم إلا كانت نتيجةً لعدد من العوامل الداخلية الذاتية والمتعلقة بعدم نضوج الوعي السياسي بالذات الكوردية حين تم تقسيم هذه المنطقة من جهة ومن الجهة الأخرى مجموعة المصالح والعلاقات الدولية الاستراتيجية والتي كانت تربط كل من الدول الاستعمارية التي رعت تلك الاتفاقيات والمعاهدات الدولية من سايكس _ بيكو وغيرها _آنذاك_ مع تركيا وريثة الخلافة العثمانية وكذلك القوى العربية الناشئة لاستلام مصالح تلك القوى الاستعمارية في المنطقة. ولذلك فإن ولادة كوردستان _أو عدد من الأقاليم وربما دول كوردية وعلى غرار مجموعة الدول والإمارات العربية_ كوطن جيوسياسي للكورد في رسم جديد لخارطة الشرق الأوسط الجديد ليس بمستبعد، بل ذاك ما يلوح في الأفق ولكن ربما تطول إلى عدد من السنوات القادمة وبقناعتي لن تتجاوز العقد الواحد وبالتالي فعلى القوى والأطراف والأحزاب الكوردية العمل وفق هذه القناعة والرؤية السياسية للمستقبل القريب وبأن ولادة كوردستان باتت أقرب من الحلم إلى الواقع.. وبالأخير؛ أتمنى لهذه الحلقة الحوارية أن تقدم رؤية أكثر واقعيةً لمستقبل وحياة شعبنا الكوردي.

دمتم أيها الإخوة الأعزاء.. ومعاً لخدمة قضايانا الحيوية والإستراتيجية.



#بير_رستم (هاشتاغ)       Pir_Rustem#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سيكولوجية العبد
- العالم الخامس.. الكورد نموذجاً
- خارطة الطريق الجديدة
- أنت.. إنسان
- القيادات الكوردية ..بين الواقع والطموح.!!
- الكورد ..في رؤية القوميين العرب.
- الحب.. أم الخوف؟!!
- -دويلة- كوردستان
- دولة كوردستان ..من الحلم إلى الواقع!!
- دولة كوردستان
- داعش.. بين التكوين والدولة(2)؟!!
- داعش.. بين التكوين والدولة(1)؟!!
- -داعش- وأخواتها
- داعش ..على خطى (السلف الصالح)؟!!
- د. أحمد نسيم برقاوي
- ثقافة التسامح.؟!!
- أبعدوا.. دماء القرابين عن بازارات السياسة.
- بطاقات التوبة الداعشية!!
- أنت كوردي ..إذاً أنت ممنوع من الحياة.؟!!
- تركيا وإيران ..وسياسات الرحمان والشيطان!!


المزيد.....




- الهجمة الإسرائيلية المؤجلة على إيران
- بلاغ صحفي حول اجتماع المكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية ...
- أصولها عربية.. من هي رئيسة جامعة كولومبيا بنيويورك التي وشت ...
- مصدر التهديد بحرب شاملة: سياسة إسرائيل الإجرامية وإفلاتها من ...
- الشرطة الفرنسية تستدعي نائبة يسارية على خلفية تحقيق بشأن -تم ...
- السيناتور ساندرز يحاول حجب مليارات عن إسرائيل بعد لقائه بايد ...
- إعادة افتتاح متحف كانط في الذكرى الـ300 لميلاد الفيلسوف في ك ...
- محكمة بجاية (الجزائر): النيابة العامة تطالب بخمسة عشر شهرا ح ...
- تركيا تعلن تحييد 19 عنصرا من حزب العمال الكردستاني ووحدات حم ...
- طقوس العالم بالاحتفال بيوم الأرض.. رقص وحملات شعبية وعروض أز ...


المزيد.....

- ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي / الحزب الشيوعي السوداني
- كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها / تاج السر عثمان
- غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا ... / علي أسعد وطفة
- يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي / محمد دوير
- احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها / فارس كمال نظمي و مازن حاتم
- أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة- / دلير زنكنة
- ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت ... / سعيد العليمى
- عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة / حزب الكادحين
- الأنماط الخمسة من الثوريين - دراسة سيكولوجية ا. شتينبرج / سعيد العليمى
- جريدة طريق الثورة، العدد 46، أفريل-ماي 2018 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - بير رستم - رسالتي