أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - بير رستم - أنت.. إنسان














المزيد.....

أنت.. إنسان


بير رستم
كاتب

(Pir Rustem)


الحوار المتمدن-العدد: 4933 - 2015 / 9 / 22 - 14:20
المحور: المجتمع المدني
    


أولاً....... ........ وأولاً.. وإن كانت (قبعاتكم مختلفة).

نختلف نتمايز عن الآخر حضارياً، ثقافياً، سياسياً، أيديولوجياً حزبياً وولائاً للقائد والزعيم المفدى.. ولكن يبقى الجذر مشترك يجمعنا في العمق والجذر الإنساني حيث ننتمي جميعاً إلى حالة واحدة منسجمة متناغمة؛ وكل هذا الإختلاف والتباين ليس إلا هي القشرة المكتسبة من المحيط والبيئة التي تحيط بنا وبإختلاف البيئات والألسن والحضارات يكون التمايز والإختلاف.. وأحياناً الحروب والصراعات الدموية ولكن يبقى العمق والجذر والنواة الأولى هي الأصل والحقيقة الأولى و "المطلقة" لنا وهي إننا ولدنا بشراً، آدميين عراة من كل ما يفرقنا عن الآخر؛ حيث يولد الإنسان عارٍ من كل ما سبق والذي يدفع أحدنا للإختلاف مع الآخر.. وبهذه المناسبة نود أن نذكر بحادثة مرت معنا في إحدى المؤتمرات.

بعام 2005 _إن لم تخنّ الذاكرة_ كنا في إقليم كوردستان (العراق) لحضور مؤتمر حول قضية الحوار الكوردي العربي وقد تجاوز عدد المدعوين المائتين والنيف من كل من سوريا والعراق، كورداً وعرباً، مثقفون وكتاب، سياسيون وشعراء.. وكذلك زعماء ورؤساء قبائل وأحزاب، المهم كان خليطاً عجيباً غريباً من المدعوين.. وفي اليوم الثاني وأثناء إحدى الجلسات قام أحد أولئك الزعماء؛ رئيس إحدى العشائر العربية العراقية بالتهجم على الكورد ونعتهم ووصفهم بالطابور الخامس وأنهم عملاء أمريكا وأن "شمال العراق" _قالها بالحرف ولم يقل إقليم كوردستان (العراق) وذلك على الرغم من التوافق العراقي على المصطلح سياسياً ودستورياً_ نعم.. وبأن "شمال العراق قد أصبح مرتعاً للموساد الإسرائيلي".. وإلخ. من قبيل هذه الصفات والنعوت، بما معناه لم يبقي على شيء من السيئات إلا وقذفها في وجه الكورد.. ومن صدف الأمور كانت مداخلة السيد ملا عمر؛ (كاتب وخطيب من إقليم كوردستان العراق) من بعده مباشرةً، الرجل خطيب ومتفوه، بل يملك من البلاغة النحوية والفقهية ما يبز به أي خطيب منحدر من أصول عدنانية وقحطانية.. وهو بدوره لم يترك شيء ومنذ (فجر الإسلام) وإلى يومنا هذا؛ حيث "العلم الإسرائيلي يرفرف فوق سفاراتهم وفي عدد من العواصم العربية" هذا ما قاله بالحرف، بما معناه لم يترك سيئة إلا وجعلها من خصائص العرب.. وهكذا تحول المؤتمر إلى (كولا ره ق أو به قه_ Gola req û beqa) كما يقال في المثل الكوردي وقد تهيأ عدد من الحضور _من زعماء العشائر العربية_ لمغادرة المؤتمر. وهكذا تحول مؤتمر الحوار الكوردي العربي إلى حرب كلامية ومن له القدرة على الثبات في ساحة الوغى، إلى أن تدخل بعض الطيبين وهدأت النفوس وعاد المؤتمرون إلى مقاعدهم لنكمل الحوار.

ذكرنا الحادثة السابقة لكي نستشهد به وبأن الإنسان عندما يولد.. يولد وهو عارٍ من كل ما يمايزه عن أخيه الإنسان؛ حيث كانت لنا أيضاً في ذاك الملتقى مداخلة وكانت بعد الحادثة تلك _حادثة الخلاف في المؤتمر بين العربي والكوردي_ وقد جعلناها نقطة إرتكاز للمداخلة حيث قلنا بما يلخص الفكرة: "إننا سوف ننطلق من هذه الإشكالية والنقطة الخلافية والتي كادت أن تودي بالمؤتمر إلى الفشل وإنسحاب بعض الإخوة العرب من المؤتمر نتيجة إختلاف في القراءة ووجهات النظر وكيل التهم للطرف الآخر ونحن الذين أتينا للحوار وليس للتناحر، وإن هذه لتذكرنا بحادثة أو قل كارثة في التاريخ اليوناني الحديث وذلك إبان إنهيار الخلافة العثمانية وتبلور التكوينات القومية الحديثة في الشرق؛ حيث حينها إنقسم اليونانيين _كانت اليونان جزء من الخلافة العثمانية_ بين مؤيد للخلافة وآخر مناوئ لها وهكذا نشبت الحرب الأهلية في اليونان وراحت ضحيتها الآلاف من اليونانيين ولكي يتمايزوا عن بعضهم حيث الطرفان هم يونانيون فقد لبس أحد الأفرقاء القبعة الزقاء وترك القبعة الحمراء للطرف الآخر _وبالمناسبة فإن أخوانا في المؤتمر؛ مؤتمر الحوار الكوردي العربي.. كان كلٍ منهم يلبس اللباس القومي التقليدي له_ وقد كتب الروائي اليوناني نيكوس كازانتزاكس إحدى أشهر رواياته عن تلك المرحلة وسماها ب(الإخوة الأعداء) ومما كتب كانت جملة جد بليغة تعبر عن الحالة والمأساة والتي تقول: إرفعوا قبعاتكم فرؤوسكم رؤوس يونانية؛ كون كل فريق كان يلبس قبعة تشير للفريق المنتمي له.

وهكذا أتينا إلى الخاتمة _إن كان في المؤتمر أو هنا في البوست_ حيث نقول ونكرر: يولد الإنسان عارٍ من كل ما هو مكتسب من ثقافة ولغة وأيديولوجيا دينية أو قومية أو.. إلخ حيث مهما كانت تلك الرؤى والنظريات مختلفة ومتباينة، فإن الإنسان أخو الإنسان والمرء منا كان يمكن أن يكون فرنسياً أو سويسرياً.. أو هندياً أحمر ولكن ولدنا في منطقة غير تلك الجغرافيات فكان منا الكوردي والآخر عربي.. فإذاً لنكمل معاً الحوار والمشوار فليس لنا إلا ذلك وإلا فإن الخراب شامل وعام ولن يكون هناك رابح أو فائز في هذه الحرب المدمرة لنا جميعاً.. نأمل أن تصل الرسالة.



#بير_رستم (هاشتاغ)       Pir_Rustem#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- القيادات الكوردية ..بين الواقع والطموح.!!
- الكورد ..في رؤية القوميين العرب.
- الحب.. أم الخوف؟!!
- -دويلة- كوردستان
- دولة كوردستان ..من الحلم إلى الواقع!!
- دولة كوردستان
- داعش.. بين التكوين والدولة(2)؟!!
- داعش.. بين التكوين والدولة(1)؟!!
- -داعش- وأخواتها
- داعش ..على خطى (السلف الصالح)؟!!
- د. أحمد نسيم برقاوي
- ثقافة التسامح.؟!!
- أبعدوا.. دماء القرابين عن بازارات السياسة.
- بطاقات التوبة الداعشية!!
- أنت كوردي ..إذاً أنت ممنوع من الحياة.؟!!
- تركيا وإيران ..وسياسات الرحمان والشيطان!!
- موقف ..العمال الكوردستاني من الدولة القومية؟!!
- الكورد والحقد الأيديولوجي
- الكورد والاستبداد.؟!!
- القضية الكوردية


المزيد.....




- الحكم على مغنٍ إيراني بالإعدام على خلفية احتجاجات مهسا
- الإعدام لـ11 شخصا في العراق أدينوا -بجرائم إرهابية-
- تخوف إسرائيلي من صدور أوامر اعتقال بحق نتنياهو وغالانت ورئيس ...
-  البيت الأبيض: بايدن يدعم حرية التعبير في الجامعات الأميركية ...
- احتجاجات أمام مقر إقامة نتنياهو.. وبن غفير يهرب من سخط المطا ...
- الخارجية الروسية: واشنطن ترفض منح تأشيرات دخول لمقر الأمم ال ...
- إسرائيل.. الأسرى وفشل القضاء على حماس
- الحكم على مغني إيراني بالإعدام على خلفية احتجاجات مهسا
- -نقاش سري في تل أبيب-.. تخوف إسرائيلي من صدور أوامر اعتقال ب ...
- العفو الدولية: إسرائيل ترتكب جرائم حرب في غزة بذخائر أمريكية ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - بير رستم - أنت.. إنسان