أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - بير رستم - ثقافة التسامح.؟!!














المزيد.....

ثقافة التسامح.؟!!


بير رستم
كاتب

(Pir Rustem)


الحوار المتمدن-العدد: 4921 - 2015 / 9 / 11 - 15:39
المحور: المجتمع المدني
    


..أبعدوا دماء القرابين عن بازارات السياسة.

إننا أحوج ما نكون في هذه الأيام هي إلى ثقافة التسامح والإخاء وقد دفعني لكتابة هذا المقال ما وجدته وخلال متابعتي لكتابة بوستات الأصدقاء والزملاء حجم الحقد الذي نختزنه للآخر في ذواتنا وخاصةً في هذه المرحلة الدقيقة من تاريخ شعبنا وآثارها السلبية على الواقع والمستقبل الكوردي برمته _وللأسف_ فقد ازدادت سوية الحقد هذا مع مرور الذكرى الأولى لأحداث عامودا الدامية _جرائم الكوردي بحق أخيه_ وقد أستثمرها البعض (أفراداً وأحزاب) بطريقة مريبة وفيه الكثير من البازار السياسي والمتاجرة بدماء أولئك القرابين.. ومن الجهتين؛ حيث هناك من حاول أن يجعلها مأساة العصر وأكبر جرائم الكورد بحق أخيه _مع أن فقدان أي إنسان لحياته هي مأساة بحد ذاتها، ناهيك عن جريمة القتل والقاتل يكون أخاك فإن المأساة تكون مضاعفة_ وهناك وفي الطرف الآخر من حاول أن يقول لنا بأن تلك الأحداث لم تكن إلا إحدى "فبركات عملاء المعارضة المرتهنة للخارج وفتنة لجر قوات الحماية الشعبية للتورط بحرب أهلية". وهكذا فإن كلا الطرفين استخدما المأساة بطريقة حزبية سيئة وكأننا في بازار سياسي وليس هناك جريمة الإنسانية قبل أن تكون بحق كورديته وبالتالي يجب معالجتها وتخفيف وطأتها وخصوصاً بالنسبة لأهالي وذوي الضحايا وأيضاً لتخفيف الصدمة على الشارع الكوردي عموماً وحتى لا نزيد من الشرخ والانقسام الموجود أساساً في الحالة الكوردية.

وهكذا فإن ذاك _أي الذكرى الأولى لقرابين عامودا_ كان السبب الكامن وراء هذا المقال ولكن السبب المباشر وراء كتابة البوست هو ما كتبه الصديق العزيز Ferman Bonjaq على صفحته الشخصية حيث يقول فيها: "ألدار خليل: لقد قتلت ابني .. كيف تريدني أن أسامحك ؟!." في إشارةً منه إلى مقتل إبنه أحمد بونجق _وهنا نتوجه إليه ولكل من فقد حياته في تلك الأحداث المؤلمة ولكل ضحايا شعبنا بالمحبة والوفاء_ وإن ذكراهم يجب أن تخلد وكذلك يحوّل كل المسئولين عن ذاك العنف والمآسي إلى المحاكم العادلة والمدنية لينالوا جزاءهم وكذلك رد الاعتبار لكل أولئك القرابين وتعويض ما يمكن تعويضه مع إننا لا يمكن أن نعوض عن رحليهم مهما قدمنا من اعتذار ومحاكمات لمن أرتكب تلك الجرائم.. وبالتالي ولكي نتجاوز المأساة _رغم آلامها_ فعلينا أن نتحلى بثقافة التسامح _كما قلت سابقاً_ وهنا تستحضرني الذاكرة عدد من المواقف والأحداث، منها موقف طبيب فلسطيني قضى عائلته في إحدى الغارات الاسرائيلية على غزة ومع ذلك كان يعالج أطفال يهود في إحدى مستشفيات القدس وكذلك موقف امرأة كوردية تنقذ عدد من الجنود العراقيين وتخبئهم في بيتها بعد أن يحتمون بها من البيشمه ركة.. وهناك أيضاً الموقف المبدئي للرئيس مسعود بارزاني والقيادة الكوردستانية عموماً في إقليم كوردستان (العراق) إبان الانتفاضة الكوردية وذلك عندما أصدرت عفواً عاماً وتبنت ثقافة التسامح مع كل من تورط مع نظام البعث المقبور بينما _وبالعكس منها_ أتبعت بغداد سياسة "اجتثاث البعث" فكان الهدوء والاستقرار والإزهار من نصيب الاقليم الكوردستاني بينما بغداد دخلت في نفق الحرب الأهلية والطائفية والخراب والاقتتال الداخلي وها نحن نجد اليوم ثمار السياستين على الأرض وذلك في كلٍ من بغداد وأربيل.

وبالتالي علينا أن نستفيد من تجاربنا وإن أقرب تجربة لنا هي تجربة الإخوة في كوردستان (العراق)، فهم أيضاً وفي منتصف التسعينات من القرن الماضي وبعد الانتفاضة الكوردية لعام 1991 تورطوا في حرب أهلية بين بيشمه ركة الاتحاد الوطني والديمقراطي الكوردستاني وقد راح ضحية تلك المعارك ما يقارب أربعة آلاف بيشمركة وقد استعان كل طرف بدولة غاصبة لكوردستان في حرب "الإخوة الأعداء" حيث الديمقراطي الكوردستاني استعان بالجيش العراقي وذلك بعدما قويت قوات الاتحاد الوطني من خلال دعم الجيش الايراني له وقد استمرت المعارك بين الحزبين على مدار العامين تقريباً وراحت نتيجتها آلاف الضحايا _كما قلنا_ نتيجةً للخلافات البينية وها نحن نراهما اليوم شركاء في العملية السياسية؛ حيث نيجيرفان بارزاني (الديمقراطي الكوردستاني) رئيساً للحكومة بينما قوباد طالباني (الاتحاد الوطني) نائباً له.

وبالتالي فليس من مصلحة لنا _نحن كورد غربي كوردستان_ أن نستثمر في دماء أولئك الأرواح والقرابين التي راحت نتيجة خلافاتنا وبازاراتنا السياسية، بل علينا أن نكبر على الجراح ونتجاوز المرحلة المأساة وذلك على الرغم تلك الكارثة والجريمة لأن المصلحة الكوردية تتطلب منا ذلك جميعاً وبالتالي أن نعمل على صيغة توافقية للعمل المشترك وهذه يجب أن تبدأ بخطوة عملية من الإخوة في حزب الاتحاد الديمقراطي _كونهم القوة المسيطرة و"سلطة الأمر الواقع"_ وذلك من خلال الاعتذار عن عدد من السياسات الخاطئة ومنها الجريمة المروعة بحق أولئك الأبرياء وتعويض ما يمكن أن يعوض حيث لا يمكن لأحدنا أن يعيد الراحلين عنا وإن أقدمنا على التضحية و"قتل" كل من تورط بتلك الجرائم وبالتالي العمل وبجدية أكبر من أجل التوافق الكوردي والمشاركة الفعلية مع القوى السياسية الأخرى في إدارة المناطق الكوردية وكذلك _وعلى الطرف الآخر_ تجاوز أزمات المرحلة السابقة وإتباع سياسة أقرب إلى ثقافة التسامح والتي أتبعت في إقليم كوردستان (العراق) .. وإلا فإنه الدمار والخراب.



#بير_رستم (هاشتاغ)       Pir_Rustem#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أبعدوا.. دماء القرابين عن بازارات السياسة.
- بطاقات التوبة الداعشية!!
- أنت كوردي ..إذاً أنت ممنوع من الحياة.؟!!
- تركيا وإيران ..وسياسات الرحمان والشيطان!!
- موقف ..العمال الكوردستاني من الدولة القومية؟!!
- الكورد والحقد الأيديولوجي
- الكورد والاستبداد.؟!!
- القضية الكوردية
- السفاح أبو بكر البغدادي
- الخطاب السياسي الكوردي
- البديل الديمقراطي.؟!!
- الأمة الديمقراطية
- ثقافة التسامح.. والمصالحة.؟!!
- المثقف.. وبلاط السلاطين؟!!
- تعليق متأخر؛ حول خروج الكتلة الكوردية من مؤتمر القاهرة.
- المرأة الكوردية المقاتلة.
- الكورد.. والإستراتيجية الأمريكية؟.
- الإبادة الثقافية ..الكورد أنموذجاً؛ مفهوماً وواقعاً مأساوياً ...
- أزمة المواطنة.. لدى الإنسان العربي.
- سوريا القادمة.؟!!


المزيد.....




- الحكومة اليمنية تطالب الأمم المتحدة بإعادة النظر في التعامل ...
- الأمم المتحدة تدعو إلى إجراء تحقيق دولي بشأن المقابر الجماعي ...
- مدير جمعية الإغاثة الطبية بغزة: نحاول إعادة تشغيل مستشفى الأ ...
- الأمم المتحدة: توزيع مساعدات على نحو 14 ألف نازح حديث في الي ...
- خطة ترحيل اللاجئين إلى رواندا: انتقادات حقوقية ولندن تصر
- حملة -تطهير اجتماعي-.. الشرطة الفرنسية تزيل مخيما لمهاجرين و ...
- الأمم المتحدة تطلب فتح تحقيق دولي في المقابر الجماعية في مست ...
- أرقام صادمة.. اليونيسيف تحذر من مخاطر -الأسلحة المتفجرة- على ...
- أهالي الأسرى الإسرائيليين يحتجون في تل أبيب لإطلاق أبنائهم
- بدء أعمال لجنة الميثاق العربي لحقوق الإنسان بمقر الجامعة الع ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - بير رستم - ثقافة التسامح.؟!!