أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - بير رستم - خارطة الطريق الجديدة















المزيد.....

خارطة الطريق الجديدة


بير رستم
كاتب

(Pir Rustem)


الحوار المتمدن-العدد: 4934 - 2015 / 9 / 23 - 18:27
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    



هل يعيد التاريخ نفسه؟ إننا سنحاول الإجابة على السؤال المطروح وذلك من خلال سياق مقالنا هذا والذي يأخذ شرعيته مما نراه اليوم وما تشهدها وتعيشها المنطقة من تغيرات وثورات داخلية إقليمية؛ حيث وبالعودة إلى بدايات القرن الماضي، دخلت ما تعرف حالياً بالمنطقة العربية والشرق أوسطية في حروب وثورات وطنية وصراعات قومية ضد الشريك التاريخي في الخلافة العثمانية، فكانت من نتائجها انهيار الخلافة العثمانية وحلفائها (مجموعة الدول التي عرفت بالمحور) في مواجهة عسكرية مع دول التحالف وكانت الحربين العالميتين وملايين الضحايا وأزمة اقتصادية عالمية وعدد من المعاهدات والاتفاقيات الدولية والتي أوجدت عدد من الدول الناشئة على أسس قومية عرقية وأضافتهاإلى المجموعة الدولية ومؤسساتها؛ كالمجوعة العربية مثالاً ونموذجاً عن الحالة والمناخ السياسي الجديد في العالم.

ولكن لم يكن الحالة والولادة الجديدة لخارطة الطريق آنذاك كاملةً، بل تركت عدد من الجغرافيات والأزمات دون حلول كبراميل بارود قابلة للتفجير في اللحظة الضرورية والمناسبة، مثل القضية القومية لعدد من شعوب المنطقة كالكورد والأمازيغ والأرمن.. وغيرهم؛ حيث كانت تستغل هذه القضايا وشعوبها من قبل كل الأطراف واللاعبين والتي لها أجندات ومصالح في المنطقة، إن كانت إقليمية أو دولية وما مرت بها مجموع الثورات والحركات السياسية الكوردية إلا نموذج ومثال بارز وفاضح لتلك السياسات الاستغلالية والتي مارسها – وما زال يمارسها – كل اللاعبين السياسيين في المنطقة. حيث تُركت المسألة الكوردية – من ضمن القضايا القومية – العالقة في منطقتنا وذلك على الرغم من الواقع الجيوسياسي الشبيه والمطابق للواقع العربي؛ كشعب يعيش على أرضه التاريخية وبالتالي فله الحق ذاته في تكوين جغرافيته السياسية.

بل تُرك الكورد – والآخرين – من الذين حرموا من الحقوق السياسية كمجموعات عرقية متمايزة عن القومية السائدة ضمن الجغرافيات السياسية الجديدة، كأزمات عند الطلب ونزيف مستدام في أجساد هذه الكيانات السياسية والضغط من خلالها لتمرير المصالح والأجندات التي تخدم تلك المصالح والامتيازات؛ حيث من المعلوم إن المجموعة الدولية بقطبيها التاريخيين السابقين (الاتحاد السوفيتي ومعسكرها الاشتراكي في مقابل الولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها الأوربيين) كل كان يدعم مجموعة النظم السياسية السائدة آنذاك والشبيهة إلى حد التطابق – وقع الحافر على الحافر – على الأقل في المسألة الكوردية؛ حيث من المعلوم بأن الجغرافية الكوردستانية وبموجب المعاهدات الدولية (لوزان وسيفر وسايكس بيكو و.. غيرها) قد قسمت بين أربع دول (تركيا، العراق ، إيران وسوريا) وهذه الدول بدورها كانت منقسمة بولاءاتها السياسية بين كل من المعسكرين السابقين.

ما نريد أن نقوله هنا بأن مجموعة الدول والتي كانت تقود السياسة الدولية وحروبها قد رسمت خارطة طريق للمنطقة حينها وتركت عدد من الأزمات السياسية والدوليةدون حلول ليتم من خلالها تمرير مشاريعها وأجنداتها السياسية مثلما نراه وما تعيشه الحالة والقضية الكوردية في المنطقة؛ حيث تم تقسيم كوردستان بين الدول الأربعة تلك وتلك الدول بدورها تم تقسيمها وتوزيع خيراتها بين كل من المعسكرين السابقين (أمريكا والاتحاد السوفيتي السابق) وحلفائهما في المنطقة، فكانت كلٍ منهما تعتبر هذه الدول عبارة عن حدائق خلفية لها تستورد منها النفط والخامات الأولية لتعيد إليها كمنتج صناعي وتكون بتلك العملية قد ضمنت حصة الأسد من العملة الصعبة، ولكن كان هذا هو الجانب الأقل نفعاً لهم والأقل ضرراً بالنسبة إلينا ضمن المشروع السياسي الاستعماري المتبع.

أما الجانب الأكثر ضرراً والذي عانين منه _وما نزال_ فهو المنتوج العسكري والحربي وإشعال الحروب والفتن في العديد من مناطق العالم ومنها المنطقة الشرق أوسطية، بل ورعاية هذه الأنظمة الديكتاتورية وحمايتها خلال الحرب الباردة بين المعسكرين وحتى إلى وقتٍ قريب. لا يعني هذا _وبكل الأحوال_ إننا نُحمّل العامل الخارجي كل ويلاتنا ومصائبنا وبالتالي نقوم بتبرئة أنفسنا من تبعات ما تعانيه المنطقة اليوم من ويلاتٍ وحروب، ولكن فقط للتوضيح وتسليط الضوء على الدور الذي تقوم به تلك الدول والتي لها أجندات ونفوذ قوي في المنطقة ومن كلا المعسكرين؛ وخاصةً بما يتعلق بالمنتوج الحربي، فما هو ملاحظ بأن مصانع الانتاج العسكري في تلك البلدان هي الأكثر إنتاجاً وأسواقنا هي الأكثر تسويقاً، بل لربما السوق الوحيدة لها أو على الأقل _وبدون تردد_ نستطيع القول: بأن بضاعتهم الفتاكة تنفجر في أجسادنا وبلداننا _دون بلدانهم_ وفاتورة الدم تتحول في بنوكهم إلى عملة صعبة تزيد من أرصدتهم المصرفية.

وبالعودة إلى التاريخ الحديث للمنطقة _ أيامنا هذه _ ما نلاحظه؛ بأننا وبعد قرن كامل من دوامة العنف والحروب الإقليمية والأهلية في صراعاتنا البينية والداخلية تحت شعارات وأهداف أو "ذرائع ومبررات" عرقية قومية _ وذلك حسب جهة الانتماء للأمة السائدة أو المستعبدة _ وبالتالي العديد من الويلات والمجازر والقبور الجماعية والتي تشهد على تاريخنا الدموي وثقافتنا الوحشية البدائية وأيضاً الكثير من صفقات السلاح والذخيرة من كلا المعسكرين ولكلا طرفي النزاع والصراع وبعد إنهاك المنطقة بها والاقتراب من بدايات الحلول لهذه النزاعات وذلك نتيجة استهلاك هذه الورقة؛ النزاع القومي العنصريوليس كنتيجة حتمية للتطور الحضاري المدني لبلداننا. وتركيا تعتبر هنا نموذجاً يمكن الاشادة بها، على الرغم أنها لم تصل إلى المستوى اللائق بدولة مدنية حضارية وبالتالي إيجاد الحلول المناسبة للقضية الكوردية عندها، ولكن بالتأكيد فإنها تسير بالاتجاه الصحيح وذلك لإيجاد المخرج والحل المناسب والمطلوب منها لمجمل القضايا العالقة عندها وعلى رأس تلك المسائل والقضايا بالتأكيد هناك المسألة الكوردية.

نعم.. وبعد قرن كامل من الحروب العرقية والإقليمية واقتراب المنطقة لإيجاد حلول ومخارج مناسبة لهذه القضايا العالقة، فقد أخرجوا لنا بماردٍ جديد قديم وأخطر بكثير مما عانيناه سابقاً من عوامل الفرقة والتجزئة؛ ألا وهي قضية الطائفية. وبالتالي فإن المنطقة مقبلة على الكثير من الخراب والحراب ولندخل _ بل دخلنا _ في دوامات عنف جديدة وحروب دموية تُذهب بالآلاف من الضحايا والقرابين في صراعاتنا القبلية الطائفية لن تكون للمنطقة القدرة للخروج من تبعاتها وأزماتها وأعبائها السياسية والاقتصادية والاجتماعية إلا بعد سنوات عجاف وطويلة من تسديد ديون الغرب والشرق (أمريكا وروسيا) وحلفائهما، في المنطقة والعالم، وهكذا سوف ندفع فاتورة العنف والجهل وحماقاتنا السياسية لأحقابٍ وقرونٍ أخرى عديدة.

وللعلم.. فإن أمريكا وخلال الفترة الأخيرة قد وقعت مع ثلاث دول عربية صفقات بيع أعتدة عسكرية حربية؛ طائرات وغيرها بما لا يقل عن مائة مليار دولار؛ ناهيك عن الصفقات والمشاريع النفطية والاستثمارية في المنطقة وعقود المنتجات الصناعية والإلكترونية وغيرها الكثير، فلو تم توزيع هذه الأموال واستثمارها في مشاريع تنموية داخل هذه البلدان لما بقي مواطن عربي يتسول أمام السفارات الأوربية للحصول على فيزه للهروب إلى "جنات عدن". هذه فقط أمريكا _ وعلى عينك يا تاجر _ فإن أدخلنا كل من يتاجر بقضايانا؛ من روسيا إلى الصين ومروراً بكلٍ من إيران وتركيا والعديد من الدول العربية والأوربية، فإن أرقام مليارات الدولارات والتي تنهب من جيوب وخيرات شعوبنا سوف تُصدم حتى أشد المغرمين بالمجازر والمذابح البشرية وكذلك كل تجار الحروب في العالم.

فهل بقي القليل من العقل والضمير في ذواتنا ورؤوسنا الحامية لنتدارك الأخطار المحدقة بكينوناتنا.. أم سوف تجرفنا سيول وحمم براكين ذواتنا المنغلقة على تاريخ طويل من الحقد الطائفي والكراهية القبلية البدوية والتي تتفجر في مجتمعاتنا آخذتً في طريقها (الأخضر واليابس) لتورثنا الخراب والبور ومقابر جماعية على مساحة هذه الجغرافيات الخرافية الأسطورية.ومن ثم لنعود ونسأل مجدداً: هل بقي هناك بعض العقلاء والحكماء منا؛ لإيقاف نزيف الدم والعنف هذا، حتى.. لا يعيد التاريخ نفسه ولو بعناوين أخرى.



#بير_رستم (هاشتاغ)       Pir_Rustem#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أنت.. إنسان
- القيادات الكوردية ..بين الواقع والطموح.!!
- الكورد ..في رؤية القوميين العرب.
- الحب.. أم الخوف؟!!
- -دويلة- كوردستان
- دولة كوردستان ..من الحلم إلى الواقع!!
- دولة كوردستان
- داعش.. بين التكوين والدولة(2)؟!!
- داعش.. بين التكوين والدولة(1)؟!!
- -داعش- وأخواتها
- داعش ..على خطى (السلف الصالح)؟!!
- د. أحمد نسيم برقاوي
- ثقافة التسامح.؟!!
- أبعدوا.. دماء القرابين عن بازارات السياسة.
- بطاقات التوبة الداعشية!!
- أنت كوردي ..إذاً أنت ممنوع من الحياة.؟!!
- تركيا وإيران ..وسياسات الرحمان والشيطان!!
- موقف ..العمال الكوردستاني من الدولة القومية؟!!
- الكورد والحقد الأيديولوجي
- الكورد والاستبداد.؟!!


المزيد.....




- الشرطة الإسرائيلية تفرق متظاهرين عند معبر -إيرز- شمال غزة يط ...
- وزير الخارجية البولندي: كالينينغراد هي -طراد صواريخ روسي غير ...
- “الفراخ والبيض بكام النهاردة؟” .. أسعار بورصة الدواجن اليوم ...
- مصدر التهديد بحرب شاملة: سياسة إسرائيل الإجرامية وإفلاتها من ...
- م.م.ن.ص// تصريح بنشوة الفرح
- م.م.ن.ص// طبول الحرب العالمية تتصاعد، امريكا تزيد الزيت في ...
- ضد تصعيد القمع، وتضامناً مع فلسطين، دعونا نقف معاً الآن!
- التضامن مع الشعب الفلسطيني، وضد التطبيع بالمغرب
- شاهد.. مبادرة طبية لمعالجة الفقراء في جنوب غرب إيران
- بالفيديو.. اتساع نطاق التظاهرات المطالبة بوقف العدوان على غز ...


المزيد.....

- ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي / الحزب الشيوعي السوداني
- كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها / تاج السر عثمان
- غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا ... / علي أسعد وطفة
- يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي / محمد دوير
- احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها / فارس كمال نظمي و مازن حاتم
- أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة- / دلير زنكنة
- ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت ... / سعيد العليمى
- عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة / حزب الكادحين
- الأنماط الخمسة من الثوريين - دراسة سيكولوجية ا. شتينبرج / سعيد العليمى
- جريدة طريق الثورة، العدد 46، أفريل-ماي 2018 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - بير رستم - خارطة الطريق الجديدة