أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حميد علي المزوغي - الكتاب المقدس ( النسخة الاصلية )














المزيد.....

الكتاب المقدس ( النسخة الاصلية )


حميد علي المزوغي

الحوار المتمدن-العدد: 4933 - 2015 / 9 / 22 - 21:17
المحور: الادب والفن
    


توطئة :
قالت : ماهو اسمك ؟
قال : اسمي اصل كل شيء ، لا يقبل الاشتقاق و التعرية ، هو ضمير متصل بالوطن و خيبتنا.
***********

- تمرد :
ثم كيف سيستقبل الرب انتصاراتك ؟
هل ستذكره بفاجعته؟
هل ستخبره عن سجونك المفتوحة ؟
هل كشفت له اسرار كفرك به ؟
هل اخبرته بتوحيدك للأقاليم ؟
هل اعلمته بعجز خطته في استمرارية اقامة الشتات ؟
ثم ماذا ستقول له في قرارك بعزله؟
هل ستباغته .. ام سترسل له مكتوبا رسميا مختوما بصاعقة ؟
هل ستكتب اليه نصف رسالة باعتبار نقصه المعلن في الكتاب و تردف قائلا ان لا سلام مع الجبابرة؟

- غيرة :
قال : هل تذكرين غيرتي و سطوتها و اثر القبلة الاولى و ابواب المدينة و الجدار و قوس الانتصار ؟
قالت : لم اعد اذكر امرا من كل ذلك سوى خيبتي الاولى و خيبتي اللاحقة و وداعك الحزين و خيمتنا التي هوت
قال : ويحك الم تسافري ؟
قالت : تبا لي لقد اعتزلت الرسم بعدك.
قال : اذا فلتاذني لك بالصعود الى الجبل و الهاوية.
قالت : لا تحزن فمنذ غروبك اضحيت انا الهاوية.
قال : اذا فلتتجرإي على الموت.
قالت : لم يعد الوقت يسعفني على الجرأة بعد اقترافيَ لك.

- غياب :
قال : و ماذا ستصنعين في الغياب ؟
قالت : سأصنع لك القهوة جيلا بعد جيل.
قال : و ماذا لو جفت منابع المياه ؟
قالت : سألجأ لدمعي فهو يليق بقهوتنا و الانتظار.
قال : و ماذا لو مت و لم تخبرك النجوم ؟
قالت : لن يموت احد فلقد اسعفنا الموت بالعيش المؤبد.
قال : أتحبينني ؟
قالت اني انكسر فلا تتخلف عن موعدنا.
و لكن ماذا انجزت في غيابنا ..
هل حررت حمامة او بعض اوراق يانصيب للثكالى ..
او منحت اخر رجال الرصيف عنبا كي يؤثث جنازة تليق بالرب إلاهك؟
هل سفكت دم قبرة في الغياب و وزعت انينها بالتساوي بين الحائرين ..
هل رسمت لنفسك موتا مشتهى ، و اقلعت عن شرب عصير السفرجل المنتشر في خريف البلاد ؟
لا تخافي لن يصيبك العطش ثانية
انها على وشك ان تمطر ، و قد تستشيرني قبل القدوم لأجهز لها كأسا تحتسيه اثناء التعب.

- لقاء :
قالت : و ماذا لو نلتقي سهوا بدون كل اجراءات المواعيد و روتينها ؟
قال : بلى ، فلنلتق كما يأمر المدى
و الخارطة
و الوقت
و المكان
و الخيمة الاولى
و قهوتنا التي ستصنعها ومضات الحريق.

- صيحة :
صاح بكلتا عقيرتيه فجاة ..
لم يسترح من عناء اسمها ..
تقلد فرح حروفها ..
تجرد من حسام اسمه و فتح له منفذا الى برّيتها ..
تزيّن بكلماتها القليلة ..
ترجل في ساحات خيبتها و الغياب ..
واعلن لهما سرا اخرا من ضرورات المنفى.
ثم حمل اعباء ابنه و اشلاؤه المتبقية من اخر لقاء خريفي و ترجل في صمت كالرحيل.
كان يتضور جوعا كالرخام ..
تناسى الحالة الغير المستقرة للطقس..
شتم في سريرته مقدمة برنامج الاحوال الجوية بعد ان اجال بصره بمتعة في مؤخرة تفاصيلها ..
ترجل في خلد امرأة لم يتسنى له ان يباغتها باللقاء منذ نزول وحيه ..
استعار له ريحا ابدية و قمرا و مطرا ..
فصل الشمس من كل محتويات يومه ..
كان يكره السفرجل و الخريف والاعتدال..
كان راديكاليا حتى في نومه ..
لا يهمه من الليل سوى الخلجان البعيدة المبشرة بافكاره ..
سكب باذعان مسدس اسمه في الرواق ..
و تمنطق بسيف اسمها حتى يتخلص من المجهول ..
راس الافعى
و سم الخياط
و انشودة قديمة للمحاربين الأُول
و ما تبقى من الغزاة
ويحه ! لقد نسي ان يكمل سرد نصه على نبية ...
ربما في الغد سيعجل بهذا -هكذا غمغم دون ان يأسف على موت مقبل قد يحتويه-.

- اعتزال :
و كيف ستحررين وجهتك و طريق العودة ..
هل ستسلكين البحر
ام سترتدين كالطيور العالقة في بردها ..
هل ستحتكمين الى قطار بخاري او الى مسودة للتنقل عبر الزمن ؟
سأعود سعيا و صعودا حتى افسد حجا ارسلت اليه عنوة .
قالت : اتحبني يا أنت ؟
قال : لا ، فقد اعتزلت النساء في غيابك.



#حميد_علي_المزوغي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سخاوة
- افتاء
- استفسار اولي
- جبل
- غريب مهاجرة
- صناعة عصيان
- انتحار
- محمد-علي-العربي
- بلاد ...
- جنوب عيناها
- جنوبها
- مجاز ثان
- مجاز اول
- يا أبي
- سبر (ع) اراء
- رصاص
- صور و سور
- احتفاء
- رسالة لسيدة البيلسان
- الخلق


المزيد.....




- في عيون النهر
- مواجهة ايران-اسرائيل، مسرحية ام خطر حقيقي على جماهير المنطقة ...
- ”الأفلام الوثائقية في بيتك“ استقبل تردد قناة ناشيونال جيوغرا ...
- غزة.. مقتل الكاتبة والشاعرة آمنة حميد وطفليها بقصف على مخيم ...
- -كلاب نائمة-.. أبرز أفلام -ثلاثية- راسل كرو في 2024
- «بدقة عالية وجودة ممتازة»…تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك الجدي ...
- إيران: حكم بالإعدام على مغني الراب الشهير توماج صالحي على خل ...
- “قبل أي حد الحق اعرفها” .. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 وفيلم ...
- روسيا تطلق مبادرة تعاون مع المغرب في مجال المسرح والموسيقا
- منح أرفع وسام جيبوتي للجزيرة الوثائقية عن فيلمها -الملا العا ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حميد علي المزوغي - الكتاب المقدس ( النسخة الاصلية )