المغرب بعد تسارع وتيرة تفكيك الخلايا الأرهابية الدلالات والواجب

التهامي صفاح

الحوار المتمدن-العدد: 4924 - 2015 / 9 / 13 - 01:59
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    

الفكر يهزم الإرهاب
بعد الإعلان عن تفكيك خلية من 13 إرهابيا بتعاون بين الأجهزة الأمنية المغربية والإسبانية قبل أسبوعين تم الإعلان اليوم السبت 12 سبتمبر عن تفكيك خلية من 5 أشخاص حسب ما ورد في أخبار الثامنة مساء و 45 دقيقة لقناة ميدي 1 تيفي المغربية . و قبل تفكيك خلية الثلاثة عشر مجنونا بقليل تم الإعلان عن تفكيك خلية أخرى ..و قبلها خلية اخرى و هكذا تتسارع وتيرة تفكيك هذه الخلايا التي تستهدف المواطنين المغاربة وأمنهم و إستقرارهم ..ودلالات ذلك :
1- أنه لدى المغاربة ما يُحسدون عليه و هو أمنهم و إستقرارهم الذي جعل بلدهم قبلة للاجئين و للإستثمارات والمشاريع الكبرى .
2- أن الأجهزة الأمنية المغربية المشكورة على مجهوداتها الكبيرة نشيطة و متطورة و ذات كفاءة عالية .
3- أن الإنتخابات التي مرت في جو نسبيا إيجابي وعادي بإستثناء بعض المناوشات القليلة و المحدودة بين أنصار بعض المترشحين للمجالس الجماعية والجهوية و بنسبة مشاركة تفوق 52% و التي تعني أن المغاربة النشيطين سياسيا (إذ لا يميل في أي مجتمع كان كل الناس للإشتغال بالسياسة ) إختاروا ، داخل النظام السياسي القائم الذي لا نقاش حالي حول شرعيته ، الحوار في السياسة بالكلام و ليس بالسلاح ، دفعت بالحاقدين والمرضى النفسيين المتعطشين للدماء إلى التفكير في تحويل هذا الإنجاز العرس إلى مأتم من خلال التخطيط لإسقاط بعض الضحايا المغاربة .
4- أن هدف الإرهاب الدولي الذي يمثل الأقلية في المجتمعات هو اللعب على عواطف المواطنين الذين يعانون من مشاكل ما لجرهم لمقصلة الإرهاب عبر تطميعهم في مكاسب دنيوية أو حور عين متخيلة في الجنة بواسطة بعض المال الممنوح لهم مؤقتا لإستخدامهم كأكباش صالحة للعمليات الإنتحارية لترهيب الناس و دفع شعورهم بالأمن والأمان للتبخرعلى غرار ما يحدث في دول قريبة قصد تفكيك دولتهم .و إلا إذا لم يكن المنخرطون في الإرهاب أقلية فلماذا لم يحسموا أي من الحروب التي خاضوها لحد الآن سواء في العراق أو سوريا أو ليبيا أو غيرذلك .

إذن االتهديد الخارجي الإرهابي المباشر هاهو ماثل أمامنا كحقيقة ظاهرومتخفي كالوحش الضاري بلا ماكياج يستر قبحه مكشر عن أنيابه لنا لا يسوق نفسه كبديل و إنما كغازي ليفرض نفسه على الجميع بسطوة الغدر و الجبن و الفرار والمخاتلة .
هذا الوضع سيجعل و الضروري أن يجعل كل أبناء البيت الوطنيين نسيان خلافاتهم و تنظيراتهم جانبا مؤقتا للتصدي لهذا الوحش الجبان كل في مجال إختصاصه السياسي والمثقف و المربي و غير ذلك ..
لذلك فللمغاربة أولا أن يفتخروا بأجهزتهم الأمنية و العسكرية و الساهرين عليها .ثانيا الواجب كإعتراف بالجميل و هم يرون الأجهزة الأمنية توفر الكثير من المآسي و الضحايا أن يكونوا حذرين و يتعاونوا مع هذه الأجهزة .لأنها مكونة من أبناء الشعب الأبطال الذين بإنخراطهم فيها قد وقعوا على مشروع شهيد لكل واحد منهم و هم في الصفوف الأمامية لمحاربة الجريمة على الأرض و كم منهم دفع حياته ثمنا للدفاع عن الوطن و عن الشعب المغربي الأصيل .
و على المسؤولين أن يزيدوا من إهتمامهم بالوضعية المادية والإرتقاء بالخدمات الإجتماعية و التكوين المستمرلأفراد الأجهزة الأمنية بعدما سمعنا حسب بعض الأخبار السارة بعث ديناميكية جديدة تجديدية شاملة لهذه الأجهزة وأن رواتب موظفيها سترتفع شيئا ما و هي الرواتب التي مهما زادت ومهما تم تكريمهم بها فهم يستحقونها نظرا للكفاءة و الإنضباط الذي يميزأفرادها .
أما على صعيد العقيدة فعلى الإرهابيين أن يعلموا أن ما يسوقونه من تدمير و تفجير و تخريب إذا قالوا أنه هو الإسلام ،فتاريخ الإسلام يجيبهم بأن لا شيئ من هذا كان في القرن السابع الميلادي .لم يكن هناك تي إن تي و لا مدافع أو دبابات ولا رشاشات و لا سي 4 و لا غير ذلك . و الذين لم يفهموا فلسفة الإسلام التي كانت في القرن السابع الميلادي لا يمكنهم الإرتقاء للقرن الواحد والعشرين .لأنهم يحاولون ربطه بالدولة .و ما نشاهده اليوم هو فهم شخصي خاطئ لبعض الأفراد المهووسين بالإمارة ولو على الحجارة تم تعميمه خطأ عل نطاق الأقلية لفرضه على الأغلبية المسلمة التي ترفض بطبيعتها المسالمة أي شكل من أشكال الإرهاب أو الإكراه .كما أن المغرب ليس به كتائب مثل كتائب القذافي أو فدائيي صدام أو شبيحة الأسد التي كانت مرتبطة بالرئيس و ترهب الناس بالنهار و الليل.المغرب دولة القانون و المؤسسات و التغيير البطء صحيح لكن الأكيد نحو الديموقراطية الحقة و القوة الإقليمية و ليس دولة الكتائب . و سيهزم كل المتربصين .
و تحياتي لكل الذين يحولون فرحنا بهم إلى إحتفاء و إعتراف بالجميل و لو على شكل مقال .
تحياتي لكم ايها الابطال المغاربة الذين ترفعون راية بلدكم عالية خفاقة في الآفاق.
تستحقون كل احترام و تقدير.

#التهامي_صفاح (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل