أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ايمان محمد - بائع الحلوى














المزيد.....

بائع الحلوى


ايمان محمد

الحوار المتمدن-العدد: 4923 - 2015 / 9 / 12 - 09:29
المحور: الادب والفن
    


بائع الحلوى (1)
في ساحة كبيرة تجّمّع الاطفال ,رجل يبيع عصير الرمان وآخر يبيع حلوى شعر البنات وانا الطفل بينهم لم اتجاوز العاشرة ابيع الحلوى
تأملت الساحة مليئة بفوضى الاطفال ,على اليمين دولاب الهواء الصغير يحركانه رجلين من الاسفل بأيديهما و في وسط الساحة تربعت سفينة نوح ,الاطفال بداخلها يصرخون ويضحكون ومن ورائها ارجوحة صغيرة
ها قد جاء الحصان ,لا ليس حصانا بل بغلا مسنا مزينا ,يصيح صاحبه من يركب هذا الحصان بكذا دينار
طفل يشير إليه :امي اريد ان اصعد على الحصان
فتنهره قائلة كلا يا ولدي اخشى عليك من السقوط
فيلح عليها فتهرة زاجرة كلا يعني كلا وإلا سأعيدك الى البيت
و أنا حسن أشاهد كل هذا ولكنني لا أشترك لأنه يجب عليّ أن لا أعود حتى ابيع جميع قطع الحلوى
-عمي هذه الحلوى تحتاج اسبوعا كي ابيعها فكيف تريدني ان ابيعها خلال اربعة ايام هذا مستحيل
لقد ركلني خارجا وبصق عليّ وقال
-إذا لم تنهها حتى نهاية العيد فسأجلدك جلدا مبرحا حتى تتمنى لو أن أمك العاهرة لم تلدك
واغلق الباب
-ارجوك عمي ارجوك
تبا له من شرير ,سمعت خالتي تشفع لي متوسلة بصوتها الخائف المرتجف
اعتقد انه يتوعدها بالضرب اذا لم تسكت
كالمعتاد توسلاتها تذهب هباءا ,فكل ما تستطيع فعله هو ان تقف بيني وبين حزامه الجلدي كي تخفف عني ,المسكينة تورطت بزواجها من هذا المخمور ,انخدعت بمظهره العسكري ونظراته الجريئة وكلامه المعسول واكلت الطعم حين صدقت وعوده الزائفة بأنه سيرعا ابن اختها اليتيم المدعو حسن ...وها هي رعايته لي اجبرني على ترك المدرسة والعمل في بيع الحلوى ...
لحظة هذا السيد يشبه والدي
-عمي عمي هل تشتري مني هذه الحلوى
-اين كنت يا حسن ,تعال معي ألا تريد ان تلعب مع الاولاد
-العب مع الأولاد , من ؟ أنا ؟!
بعد لحظة صمت
-والدي الحبيب انت لم تمت اليس كذلك
-كلا يا حبيبي ,انت تشرد كثيرا هذه الايام
-لقد اشتقت اليك يا ابي واشتقت لأمي رحمها الله
-رحمها الله !! امك هناك و يشير بإتجاه الحصان
-نعم امي هناك تشير إلي ..واقفة قرب الرجل صاحب الدابة بملابسها الانيقة وقامتها الممشوقة سحرا
هرول حسن نحو امه
-امي الحبيبة
ثم انتهى الحلم على صوت مفزع انه صوت وقع صينية الحلوى على الأرض
صرخ الرجل صاحب الدابة
-كان يجب ان تنتبه ,خسرت بضاعتك الله يعوض عليك
خسرت بضاعتي ,ماذا سأفعل ماذا سأقول لعمي جبار حتما سيقتلني
-من يجرؤ على قتلك يا بني فأنت إبني الوحيد
-نعم يا حبيبي انا ووالدك عدنا و لن نسمح لأحد بإيذائك
-تعال معنا تعال
-الى اين ؟
- الى الجسر
-انظر يا حسن كم هو جميل هذا النهر الذي تحتنا
-هل تذكر يا والدي حين كنا نذهب للمسبح كنت تعلمني السباحة
و لكنك مت وتركتني انا وأمي
-هل عدت لتذكر الموت يا ولدي فأنا هنا امامك
-ماذا ستفعل
-سأقفز الى النهر ,تعال اذا رغبت بالسباحة
-هل اقفز خلفه يا أمي
-اميييييي
و قفز حسن الى النهر خلف اوهامه البريئة ,لأنه إذا عاد فسيلقى عذابا لا يوصف
(و هل هناك براءة كبراءة طفل )



#ايمان_محمد (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحرية والحجاب
- فنجان قهوة
- وداد
- الحسناء
- الأستاذة
- إمرأة جبارة
- ليالي بنت عذراء...شعر
- لحظة جنون .. قصة حقيقية
- علبة كبريت
- الطعن من الخلف... القصة كاملة
- الطعن من الخلف... الحلقة 4
- الطعن من الخلف... الحلقة 1
- الطعن من الخلف... الحلقة 2
- انا احبك
- السرداب
- الخياطه ...8 و 9 و 10 ( آخر حلقة)
- الخياطه ...6 و 7
- الخياطه ...4 و 5
- الخياطة... 3
- الخياطة... 1 و 2


المزيد.....




- الکويت يرفع التمثيل الدبلوماسي مع لبنان
- مدينة كان الفرنسية تستعد لافتتاح مهرجانها السينمائي يوم الثل ...
- الدموع في عينيه.. بوتين يتأثر بمشاهدة فيلم -غير مدرج في القو ...
- أمير الكويت يعلن رفع التمثيل الدبلوماسي مع لبنان
- الرئيس والفيلسوف.. سياسات ماكرون و-دموع- بول ريكور؟
- نخبة من المخرجين وجزء ثانٍ من فيلم توم كروز.. كل ما تود معرف ...
- الروائي أحمد رفيق عوض يشارك في ندوة حول الرواية الفلسطينية ب ...
- كل الأولاد مستنيين يظبطوه”.. تردد قناة ماجد كيدز للأطفال وأح ...
- بعد عرض أفلام الشهر”.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على الن ...
- سوريا تحضر بثقلها الثقافي في معرض الدوحة للكتاب من خلال -سوق ...


المزيد.....

- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ايمان محمد - بائع الحلوى