أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - ايمان محمد - لحظة جنون .. قصة حقيقية














المزيد.....

لحظة جنون .. قصة حقيقية


ايمان محمد

الحوار المتمدن-العدد: 4640 - 2014 / 11 / 21 - 22:50
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


لحظة جنون...
إنها الثالثة بعد الظهر , تك تك تك تك , تلك الساعة الثرثارة ألا من شيء يسكتها
صوت تحطمها يملأ الغرفة بالسكون لكن عقلي لم يهدأ حتى بعد أن أعدم تلك الساعة الفضية كانت هدية والدتي في زفافي , جلست قرب النافذة اقلب ألبوم الصور , أياما" ما أجملها أحالها الزمن ذكرى , ذكرى تدمع لها العين كلما سرح الفكر فيها ..
أتذكره يقول لي شهلاء أحبكِ ,خجلت وفرحت في نفس الوقت , كنا في المرحلة الرابعة في كلية الطب, صار حبنا حديثا ومثالا" للمحبين ,زارتنا والدته و تحدثت لوالدتي عن رغبة عصام بالزواج مني ,لنعلن الخطوبة في حفل التخرج من الكلية , ما أسعدني في تلك اللحظات
إتفقنا على أن يتم الزواج بعد إنهاء العام الاول من التعيين (أي بعد إنهاء الإقامة الدورية في المستشفى)
وثقنا الخطوبة بعقد قران في المحكمة ,ولا يبعدني عن عصام غير موعد الزفاف
دعاني ذات يوم لمطعم نحب ما يقدمه من مأكولات ,كان مسرورا بالسيارة التي أهداها له والده ولكنه يقود بسرعة, أمامنا منعطف
خفف السرعة عصام ,قلبي سيتوقف ,عصام عصام ....صوت إرتطام السيارة كان آخر ما أتذكره
أفقت بعدها في المستشفى ,ألم فضيع في رأسي ,وجهي متورم أشعر بوغزات في وجهي و كأنه مخترق بإبر او دبابيس,أدركت أن سيارة كبيرة لنقل البضائع فاجئتنا من المنعطف و إضطر عصام أن يبتعد عنها تاركا" إياي أواجه إرتطام المركبة بالسيارة من الجانب الذي أجلس فيه مما سبب لي كسر في عظم الفخذ ألأيمن و جروح عميقة في وجهي من نفس الجانب..
شفيت بعد أشهر و تعافيت لكن بوجه مشوه لا يسر الناظرين ومنهم عصام ,كان باديا في عينيه الضجر والفزع من عيني اليمنى النصف مغلقة وذلك الجلد المشوّه بالندب في يوم الزفاف ,أشعر أنه لا يرغب بي ولكنه محرج من الناس أن يقولوا تركها بعد أن كان السبب في الحادث..
خضعت لعملية تجميل و ثانية ,لكن لا فائدة فالتشوه لم يتغير إلا بالشيء اليسير ,إضطررت لإرتداء شال كي أغطي الندب وحين أكون خارجا أحجب عيني بنظارة شمسية غامقة ,كلما زادت عتمة النظارة زاد عصام بعدا عني ,إنه يمثل دور الزوج المحب لكنه ممثل سيء لم يستطع إلا أن يُظهر ما بداخله ,حين صارحته قال (كلا لا شيء مما تقولين فأنا لا زلت عصام الذي يحبك هذه الوساوس موجودة في رأسكِ فقط ,لابد أن الحادث قد أثر على عقلك أيضا")
ليته يصدق معي ,فتلك العطور النسائية التي أشمها بين الحين والآخر بين طيات ملابسه تثير في داخلي إحساسا" بأنه يخونني ,وخاصة في الأشهر الأخيرة من الحمل يعلل إبتعاده عني كي لا يتعبني ولكنه غير راغب بي كزوجة أنه لم يعد يحبني..
وضعت الطفل و كلي أمل بأن يصلح الأخير علاقتنا لكن ألأمر إزداد سوءا ,وجدت في جهاز الجوال الخاص به رسالة (أنا انتظرك حبيبي في الساعة الفلانية في ...)
تشاجرنا وعلّت أصواتنا وإختلطت مع بكاء صغيرنا ذو الستة أشهر
_عصام أنت تهجرني لأنك تخونني ,لست جاهلة كي تدعي أن لك واجبات بخصوص العمل أنت تخرج للقاء صديقة
_نعم ,سمّها ما تشائين فأنا لا أطيق النظر إلى وجهكِ فأنتِ نفسكِ لا تستطيعن النظر في المرآة فكيف لي ان اتحمل وأصبر ,ألست رجلا" كباقي الرجال ولي الحق في أن أتزوج بجميلة
_و هل أحببتني لجمالي فقط ؟هل قصرت معك في شيء؟
_أوووه أنا خارج
منذ ولادتي لليوم لم يلمسني إلا مرة او مرتين ,رغم شغفي به وحبي له
ذرات جسدي كلها ترتعش كيف وإذ به الآن مع أخرى ,مائي يشتاق لرجولته الهاجرة لأنوثتي التواقة لمعانقته,عمدتُ لجرح بظري بالموسى كي أهدأ فألم الجرح سينسيني الإشتياق...
بسبابتي و إبهامي أتحسس بظري أنه ضخم طويل أطول من الطبيعي ,ما فائدته؟! حقنت اللحم المحيط به بمادة (زايلوكاين)المخدرة و قطعت تلك الطية الجلدية المتدلية من مثلثي ,إنفجر الجرح نازفا",ختنت نفسي في لحظة جنون ,نعم لقد إغتلت أنوثتي بيدي بعد أن جُرِح كبريائي من قبل حبيبي ,جففت الدم بقطع شاش و ضمدت الجرح ,أصابني الغثيان والقيت بنفسي على الفراش وأنا أمسك بلفافة الشاش التي تحتوي على ذلك العضو المقطوع ,لا أدري هل غفوت ام غبت عن الوعي ,أفقت على صوته يناديني
_شهلاء ,شهلاء ما هذا ,ماذا فعلتِ بنفسكِ يا مجنونة؟؟
كنت ثملة من شدة الألم ,أدركت جنوني بعد فوات الأوان ,أخذني لبيت أهلي بعد أن قال(أنتِ طالق) لم أنطق بكلمة لأيام و وثق طلاقنا بورقة من المحكمة بعد شهرين و إنتهى كل شيء



#ايمان_محمد (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- علبة كبريت
- الطعن من الخلف... القصة كاملة
- الطعن من الخلف... الحلقة 4
- الطعن من الخلف... الحلقة 1
- الطعن من الخلف... الحلقة 2
- انا احبك
- السرداب
- الخياطه ...8 و 9 و 10 ( آخر حلقة)
- الخياطه ...6 و 7
- الخياطه ...4 و 5
- الخياطة... 3
- الخياطة... 1 و 2
- دمية على الرف .الحلقة الخامسة (الاخيرة)
- دمية على الرف .الحلقة الرابعة
- دمية على الرف .الحلقة الثانية
- دمية على الرف .الحلقة الاولى
- بنت بغداد على طريق زراعي
- انثى جامحه


المزيد.....




- تغير المناخ.. كيف يؤثر على النساء الحوامل وأجنتهن؟
- صدمة.. وفاة أوّل امرأة إفريقية تُشرف على بينالي البندقية عن ...
- مراسلنا: 15 قتيلا بينهم 11 طفلا وامرأة في غارة إسرائيلية است ...
- صورة الريفيات التونسيات في مسلسل “رقوج- الكنز 2”
- “800 د.ج“ كيفية التسجيل في منحة المرأة الماكثة في البيت 2025 ...
- فتحت تاني يا سيدات.. تسجيل منحة المرأة الماكثة بالبيت 2025 و ...
- الآثار الجانبية لأوزمبيك تُقلق المرضى والتبليغ عنها يتضاعف.. ...
- دراسة: متلازمة -القلب المكسور- تفتك بالرجال بمرتين أكثر من ا ...
- امرأة متزوجة من روبوت ذكاء اصطناعي تدّعي أنها مغرمة به وتتحد ...
- خشية غسيل الأموال.. العراق يحقق في مهور الزواج المبالغ فيها ...


المزيد.....

- كراهية النساء من الجذور إلى المواجهة: استكشاف شامل للسياقات، ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- الطابع الطبقي لمسألة المرأة وتطورها. مسؤولية الاحزاب الشيوعي ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الحركة النسوية الإسلامية: المناهج والتحديات / ريتا فرج
- واقع المرأة في إفريقيا جنوب الصحراء / ابراهيم محمد جبريل
- الساحرات، القابلات والممرضات: تاريخ المعالِجات / بربارة أيرينريش
- المرأة الإفريقية والآسيوية وتحديات العصر الرقمي / ابراهيم محمد جبريل
- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - ايمان محمد - لحظة جنون .. قصة حقيقية