أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - ايمان محمد - دمية على الرف .الحلقة الاولى














المزيد.....

دمية على الرف .الحلقة الاولى


ايمان محمد

الحوار المتمدن-العدد: 4462 - 2014 / 5 / 24 - 19:18
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


دمية على الرف (01)
المرحلة السادسة في كلية الطب في احدى جامعات بغداد /العراق , مجموعة طلبة و طالبات متجمعين في نادي الكلية يتبادلون الأحاديث بلباقة و ادب , لا تخلو احاديثنا من الفكاهة المقبولة التي يبادر بها زملائي كي يجعلونا نبتسم , ابتسم و اضحك لطرفهم الشيقة و احاديثهم المسلية عن مواقف حصلت لهم في مطعم او احد اعراس اقاربهم او حتى في جلسة عزاء , يقول احدهم و كان كردي : يقولون الانسان الخيّر الناس تضحك بفاتحته
فيرد عليه الآخر : ليس هكذا لقد قلبت المثل طبعا فأنت كردي هههههه و ينفجر ضاحكا
ابتسم انا في برود و افكر في داخلي "لا احب هذه السخرية , كردي, دليمي ,ناصرية ...الخ مما يتنابز به العراقيون" ... يرد زميلنا الكردي الابيض البشرة ذو الشعر الاسود اللامع الذي يشبه تسريحة شعر جاك في فيلم التايتنك و عيناه السوداوتين تحدق الينا واحدا تلو الآخر و جسده الاكثر ظهورا على الطاولة المستطيلة التي نتجمع حولها بسب كونه الاطول فينا : في احدى المرات ذهبت لحضور عزاء شيخ عشيرة و كان الشيخ والد صديقي المقرب اليّ و اذا بعدد من الناس لا استطيع احصاؤه في صيوان العزاء فسلمت على صديقي و بعض اقارب المتوفى بينما صديقي يعرفني عليهم الواحد تلو الآخر و انا اصافح و اقبل الاكتاف حتى وصلت شاب جالس غير آبه بالعزاء و الحزن المنتشر في المكان و لكنه وقف حين اقتربت منه فسألت صديقي ما قرابة هذا الشخص لك ؟ فرد : لا أنه ابن الجيران اتى يساعدنا
فسحبت يدي من يده و قلت له "اكعد ما اخذ من خاطرك , انت ما الك علاقة بالموضوع هو انت ابن الجيران و جاي تساعدهم"و تعني (اجلس لن اعزيك فأنت لست من اقارب المتوفى)
فإنفجر الحاضرون ضاحكين من ما قلت و صاروا يتبسمون و يقولون الخيّر الناس تضحك بفاتحته..
يرد احد الزملاء : الأمر لا يدعو للضحك , لابدّ انك اضحكتهم بإسلوبك الفكاهي
نضحك و نتناقش حول المحاضرات و بعض الكراريس , يأتي حيدر تجاهنا , اووه ذلك الشخص البغيض ما الذي جاء به الآن كم اكره رؤيته , عبوس الوجه رغم بياض بشرته و تلك اللحية السوداء الخفيفة تثير انوثتي و لكن مزاجه المتقلب لا يروق لي و غروره بنفسه يزعجني و يجعلني انفر منه و ارفض عرضه عليّ بالزواج الذي صارحني به قبل اسبوعين , لكن نظرته اليوم غريبة او مخيفة و كأنه ينوي شن هجوم او احداث ضجة ما , يسلط نظره عليّ و يعض شفته السفلى بأسنانه , ماذا يريد هذا المتهور و انا بين الزملاء و الزميلات في النادي ؟
يتوقف امامي و انا جالسة ارفع رأسي بتردد ثم احنيه بسرعة الى كراسة بيدي , يصمت الجميع و ينظرون اليه فهو لم يلقِ التحية , يدعوه احد الزملاء " اجلس حيدر فنحن نتناقش حول مواضيع في مادة الاطفال تفيدنا في الامتحان النهائي "
يرد بعجرفة : لم آتِ لأجلس معكم , و يسمّر نظره تجاهي و يقول : لماذا يا مروة ترفضين الزواج مني , انا احبكِ ,الكل هنا يعلم بحبي لك , لماذا ترفضين حبي ؟لماذا ؟
تشهق صديقتي الجالسة بجانبي , و تمسك بذراعي و كأنها تشجعني كي لا أخاف , لكنِ لست خائفة و ارده و عينيّ في عينيه اللتان تقدحان غضبا : انا ارفضك بسبب اسلوبك و لن اتزوجك حتى لو كنت آخر رجل في هذه الدنيا ... و الملم كراريسي و آخذ حقيبتي و اخرج بثبات و هدوء و وقار , تتبعني صديقتي و هي تقول : لماذا يا مروة ؟ فقد يتغير من اجلكِ لو وافقتِ على الارتباط به كما وعدكِ امامي قبل اسبوعين , اعطهِ فرصة لن تخسرِ شيئا".
ارد عليها : لا اعتقد يا سمّر انه يتغير هذا( hopless case ). تعني حالة ميأوس منها
تخرجت من الجامعة و استمر حيدر يلاحقني , مرة يتصل عبر النت و احذره و ارده لكنه لا ييأس , بدأت افكر هل يحبني ذلك الرجل حقا" ؟
حصلت على وظيفة في احدى المستشفيات فاجئني بزيارة عند الظهر و انا في الطوارئ قال انه اتى لمساعدة احد اقاربه و تبادلنا بعض الاحاديث عن سياق العمل و المقيميين الاقدميين و اعتذر لي عن اي ازعاج سببه لي و قال انه يحترمني و انه يحسد الانسان الذي سيتزوجني في المستقبل ,تكررت زيارات حيدر و في كل مرة يختلق عذرا و بدأت اعتاد الحديث معه و اكتشف فيه اشياء بدت لي جيدة وقتها و ذات مرة اتى و بيده وردا وصار يبتسم و يتكلم بلطف , كنت متعبة من العمل و بحاجة الى من يخفف عني , شعرت بطاقة حياة تدب بروحي و انا ارى تلك الورود البيضاء و الوردية , انها الواني المفضلة كيف علِم بشغفي بالزهور ؟
تبادلنا التحايا و كنت لازلت ارفضه و لكنِ قبلت منه الازهار , تكرر ذلك المشهد حتى صار روتينيا", صار يأتي كل اسبوع و احيانا اسبوعين و احيانا يغيب شهرا فأقلق و اود قدومه , صرنا نتبادل الاحاديث و وجدت نقاط تقاطع مشتركة بيننا , و استمر الحال هكذا عاما كاملا
في نهاية العام وجدتني احبه و اخبرت والديّ عن قبولي بالزواج منه
تتفاجئ والدتي من قراري : كيف يا مروة ؟! او ليس ذلك الشاب الذي رفضته مرارا و تكرارا في الجامعة ما الذي تغير الآن ؟
_امي أنه يعشقني بجنون , انه رومانسي و قد تغير من اجلي
_كما تشائين يا مروة ,كل ما اتمناه ان اراك سعيدة
تساهلت معه في المهر و تحملت اعباءا مادية من مالي الخاص الذي جمعته من رواتبي للعام المنصرم , اشترطت ان يكون لي سكني الخاص وافق على ذلك و لكنه طلب مني ان اتعاون معه فيما يتعلق بالامور المادية بعد الزواج , اكدت له اني سأكون زوجة مخلصة و اعينه و اكون معه دوما", كنت سعيدة و اشعر و كأن فراشة تطير في صدري الذي صار حقلا من الأزهار لم اكن اعلم ما يخبإ لي القدر من مفاجآت احالتني فراشة بلا جناحين ...
........................................



#ايمان_محمد (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بنت بغداد على طريق زراعي
- انثى جامحه


المزيد.....




- اتحاد كرة القدم يحظر مشاركة المتحولات جنسياً في الدوري الانج ...
- دراسة تكشف العوامل الحاسمة في خفض احتمالات العقم عند النساء ...
- الأسيرة الإسرائيلية السابقة ميا شيم تؤكد واقعة تعرضها للاغتص ...
- آلة الحرب الروسية: وراء صنع الطائرات بدون طيار... استغلال لل ...
- الاتحاد الإنجليزي يمنع المتحولات جنسيا من المشاركة في منافسا ...
- استطلاع: تزايد مشاعر عدم الأمان لدى النساء المسلمات في بريط ...
- الضفة الغربية: انطلاق فعالية القدس عاصمة المرأة العربية
- اللبنانية حنين الصايغ: رواية -ميثاق النساء- رسالة محبة للمجت ...
- امرأة تتقدم بشكوى ضد رجل مزق حجابها في فرنسا
- المرأة المغربية ومسألة المناصفة


المزيد.....

- كراهية النساء من الجذور إلى المواجهة: استكشاف شامل للسياقات، ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- الطابع الطبقي لمسألة المرأة وتطورها. مسؤولية الاحزاب الشيوعي ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الحركة النسوية الإسلامية: المناهج والتحديات / ريتا فرج
- واقع المرأة في إفريقيا جنوب الصحراء / ابراهيم محمد جبريل
- الساحرات، القابلات والممرضات: تاريخ المعالِجات / بربارة أيرينريش
- المرأة الإفريقية والآسيوية وتحديات العصر الرقمي / ابراهيم محمد جبريل
- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - ايمان محمد - دمية على الرف .الحلقة الاولى