غربه ...!!

طالب الجليلي
(Talib Al Jalely)

الحوار المتمدن-العدد: 4921 - 2015 / 9 / 10 - 01:37
المحور: الادب والفن
    

مل ابهامي من البحث عما يمكن ان يخفف من حالة الضجر والشعور باللاجدوى والملل وهو يتنقل باحثا بين قنوات التلفاز .. حاولت ان اكتب شيئا لكن التبلد قد طغى واستفحل .. تعودت على هذه العزلة والاعتزال .. لكن شيئ واحد اخذ يثير في قلقا من نوع جديد وغريب ! صرت أعاني من تيبس في مفصلي فكي !!! زاد على ذلك احساس غريب بحالة من الشلل المتنامي في لساني !! بالكاد صارت الكلمات تنطلق بطيئة وغير مترابطة من فمي حين احاول ان أتكلم !! .. نعم .. أفقدتني هذه العزلة القدرة على الكلام .. انه لا يفارق ذاكرتي .. لكنه كان يتعبني حين اتصل به عبر هذه الآلة اللعينة .. ما ان اتصل به حتى يبدأ بالشكوى من الغربة ، ويبدأ يعزف سيمفونية الحنين الى الوطن .. ثم يبدأ يلعن ويشتم ... وأخيرا يتصاعد عبر الأثير البكاء .. يبكي ثم ابكي حتى ينفذ رصيد الجوال ...
في محاولة يائسة للتمرن على استعادة القدرة على الكلام ، اتصلت به هذا المساء ..كنت استمع له وانا احاول ان أغطي على تيبس فكي وشلل لساني .. يبدو انه تعرف علي من خلال اسمي الذي أضاء في جواله .. كان سعيدا وهو يخبرني بان فلانا وفلانا وفلان ... أصدقائنا .. الشاعر فلان والمخرج السنمائي فلان والكاتب فلان ، كأنوا ضيوفا لديه وهو يعيش حالة الغربة خارج الوطن ... اردت ان اعبر عن حسدي له على تلك الغربة التي تجمعه مع اًولئك الاصدقاء لكن لساني راح يحاول ، بلا جدوى ان يستعيد قدرة النطق ففشل ... اغلقت سماعة الجوال وعدت الى عزلتي وانا احاول ام امرن نفسي لمام المرأة على استعادة القدرة على الكلام ...!!!

#طالب_الجليلي (هاشتاغ)       Talib_Al_Jalely#          

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل