أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد الذهبي - نزاع في مقبرة














المزيد.....

نزاع في مقبرة


محمد الذهبي

الحوار المتمدن-العدد: 4912 - 2015 / 9 / 1 - 21:52
المحور: الادب والفن
    


نزاع في مقبرة
محمد الذهبي
في اثناء الحفلة التأبينية التي اقيمت قرب القبر، واثناء دفن رجل اسهم كثيرا في خروج هذا الحزب الى الوجود، قام اثنان من اعضاء الحزب الكبار، وبدأ الاول منهم يثير حماس الموجودين باتجاه صفات المتوفى، الذي اغدق على الحزب في دولة مجاورة، اثناء النضال ضد الطغيان، وكان يشتري لبعض اعضائه البيوت والشقق السكنية، والد يحنو على ابنائه كان، في كل تفاصيل حياته كان شجاعا، وهو الذي نصحني بمغادرة تلك الدولة، عندما وقفت ضد مايريدون، لانه كان يخشى عليّ من التصفية الجسدية، وعلى اثرها غادرت الى دولة اخرى.
الاثنان يقفان بجنب بعضهما، أبّن الآخر وبدأ بتعداد مزايا المتوفى، لكنه لم يقل انه كان داعية كبيرا، فقط اكتفى بكلمات الرحمة والاشارة، الى ان المقبرة هذه ستأخذ الكثيرين الذين سينامون بقرب الرجل المناضل، لكنه مع هذا اشار من بعيد الى انه كان يؤيد ماتريده الدولة المجاورة، وهو بعيد عن بلده وعن مايجري فيه، اشارة خفيّة من بعيد، فانبرى الثاني: ملحدون، كفرة، مرتدون، فرد الاول: تابعون اذلاء، ذيول الافكار والآراء، مغلقون، تطور الجدال حتى انتهى الى اشتباك كبير بين الاثنين امتد الى رجال الحمايات، اطلق الرصاص، ولاذ بعض المعزين بالقبور، ومنهم من وجد قبرا محفورا، فاختبأ فيه.
احد الاثنين اندس مع المتوفى، اتقاء للرصاص العشوائي، اما الدفان فقد هرول بحكم خبرته الى الاختباء في سرداب من سراديب المقبرة ، وقف اطلاق النار، وتفرق الجميع، وانفرد الدفان مع ضيفه الجديد، واخذ يلقنه، يافلان ابن فلانة، اذا جاءك الملكان المقربان رسولين من عند الله تبارك وتعالى، وسألاك عن ربك ونبيك وكتابك، وعن قبلتك وعن ائمتك، فلا تخف، وقل في جوابهما، الله تبارك وتعالى ربي، ومحمد صلى الله عليه وآله نبيي، والاسلام ديني، والقرآن كتابي..... وهكذا انتهى الى آخر ماجاء في تلقين الميت، ثم قال: رحم الله من اهال التراب، فلم يجد احداً، فجلب مجرفته وراح يهيل التراب بنفسه.
جلس قرب القبر ليستريح، واخرج سيكارة من جيبه، وراح يستنشقها بقوة، ويتساءل بين الحين والحين، ما الذي فعله هذا المسكين بحياته، لتكون مراسم الدفن بهذا الشكل، حتى المصورين، والفضائيات، اخذوا كاميراتهم وهربوا، ولم يرجع احد، اجرتي لم اتسلمها بعد، وكدت ان افارق الحياة بالرصاص العشوائي، حتى القبور لم تسلم منكم وجلبتم نزاعاتكم اليها، اذكروا محاسن موتاكم، لماذا تحاولون دائما ان تثيروا المشاكل، في كل مناسبة وفي اي مكان، المقبرة ليس لديها حرمة بالنسبة اليكم.
جمع اغراضه، ونثر قطرات الماء على التراب، انت وعملك، سوف تبقى بمفردك، ولن يقف معك سوى فعل الخير الذي فعلته في حياتك، لكن الله يشهد ان المعركة والنزاع كانت من تحت رأسك، لو لم تقم بهذا الفعل وذاك لما اختلف عليك اثنان، انت من تسبب بهذه الفوضى، انا متأكد انك تضحك مما جرى لصغر عقول هؤلاء، لم تحرك ساكنا، كنت ميتاً ، وهم يدّعون الحياة، ويدّعون انهم يحبونك، لم يبق منهم احد، ولم يعد احد، فقط انا وانت، لو عبدتم الله فقط لما جرى ماجرى، انتم تعبدون ذواتكم، ودائماً تبحثون عن ما يظهركم في الصورة، الف حركة والف حزب، والله واحد ما من اله غيره، عبثتم بالدين وجعلتم الناس اطرافا متعددة، هذا لفلان وذاك لعلان، استغفر الله، لكن مهما حدث فانت من اسبابه المباشرة.



#محمد_الذهبي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ابو مرة جرهم بزيك
- رحلة الى ساحة التحرير
- صور
- عالم بخرائط
- اوزع في النار وصاياي
- وطن يعبر الحدود
- انا القصبة
- الانسان الاول والانسان الاخير
- عاشق
- لم يبقَ منكِ سوى قصيدة
- كلنا بانتظار غودو
- خمّارٌ جديدْ
- ماذا سافعل بالشمال وبالجنوب وبالوسط
- الغراب الاسود في البيت الابيض
- معاناة وكيليكسية
- ولاجل حبك قد هجرت صحابي
- الحصان
- انكيدو في اوروك لم يمت بعد
- سافتح ازرار الوقت
- القمر الاحمر


المزيد.....




- مصر.. مقترح برلماني بتقليص الإجازات بعد ضجة أثارها فنان معرو ...
- رُمي بالرصاص خلال بث مباشر.. مقتل نجل فنان ريغي شهير في جاما ...
- أهم تصريحات بوتين في فيلم وثائقي يبث تزامنا مع احتفالات الذك ...
- السينما بعد طوفان الأقصى.. موجة أفلام ترصد المأساة الفلسطيني ...
- -ذخيرة الأدب في دوحة العرب-.. رحلة أدبية تربط التراث بالحداث ...
- قناديل: أرِحْ ركابك من وعثاء الترجمة
- مصر.. إحالة فنانة شهيرة للمحاكمة بسبب طليقها
- محمد الشوبي.. صوت المسرح في الدراما العربية
- إيرادات فيلم سيكو سيكو اليومية تتخطى حاجز 2 مليون جنية مصري! ...
- ملامح من حركة سوق الكتاب في دمشق.. تجمعات أدبية ووفرة في الع ...


المزيد.....

- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري
- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد الذهبي - نزاع في مقبرة