أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - منذر خدام - إعلان دمشق والمسؤولية الكبيرة














المزيد.....

إعلان دمشق والمسؤولية الكبيرة


منذر خدام

الحوار المتمدن-العدد: 1352 - 2005 / 10 / 19 - 09:44
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


د.منذر خدام
بتاريخ 16/10/2005 صدر في دمشق إعلان للتغيير الوطني الديمقراطي موقع من قبل عدد من القوى السياسية والشخصيات الوطنية، يمثل من وجهة نظرنا أهم وانضج ما صدر عن المعارضة السورية من رؤى ومواقف خلال السنوات الخمس الأخيرة، سواء لجهة تحديد المشكلات التي تعاني منها سورية، أو لجهة تحديد المخارج الممكنة والمحتملة لإخراج سورية من وضعها الراهن الذي قادها إليه النظام الاستبدادي على مدى ما يقارب الأربعة عقود من السنين.
إن النهج السياسي الذي سار عليه نظام البعث خلال العقود الماضية أدى بصورة واعية ومدروسة إلى "انعدام السياسة من المجتمع"، ودفع الناس للخروج من دائرة التفكير والاهتمام بالشؤون العامة، ليحصروا في الدائرة البيولوجية البحتة يبحثون فيها عن مقومات وجودهم فلا يجدونها إلا بشق الأنفس، بسبب الضائقة الاقتصادية والتفسخ الاجتماعي وهيمنة الفساد على جميع مفاصل الدولة والمجتمع..الخ. وعندما يبحث المجتمع عن نقاط استناد له في محاولاته للنهوض والدخول في العصر، والدفاع عن نفسه في مواجهة المخاطر الداخلية والخارجية التي يتعرض لها فلا يجدها. لقد أفسدوا القضاء، وخربوا التعليم، ودمروا الاقتصاد ونهبوه، وحالوا بين المجتمع وحياته السياسية والمدنية، بقضائهم على الحياة الحزبية والنقابية..الخ.
وكما أصاب الإعلان في تشخيصه لأمراض سورية الراهنة وتحديده لأسبابها، فقد أصاب في تحديده لمتطلبات العلاج، وإنقاذ سورية من وضعها المريض الراهن، ووضعها على طريق التقدم والازدهار، و يكون ذلك بإخراج البلاد من " صيغة الدولة الأمنية إلى صيغة الدولة السياسية"، من النظام الاستبدادي الشمولي إلى فضاءات الحرية والديمقراطية، ودولة الحق والقانون والمسؤولية..الخ. ويتطلب ذلك إجراء تحولات عميقة في جميع مناحي الكيان السياسي السوري، تحولات تشمل "الدولة والسلطة والمجتمع". وإن مهمة بهذا الحجم والخطورة لا يمكن إنجازها إلا على يد "الشعب السوري ووفق إرادته ومصالحه"، بدون أي تدخل خارجي، مع إدراكنا التام بان مقولة "الداخل –الخارج" بحاجة ماسة في ظروف العولمة وعالم المصالح، وفي ظروف الوضع الدولي الراهن، إلى مراجعة نقدية عميقة تعيد تأسيسها في إطار التفاعل، على قاعدة من التكيف المتبادل، التي تتطلب الاعتراف بحرية إرادة كل طرف فيها وبمصالحه.
إن عملية إنقاذ سورية عملية معقدة جداً وتطلب زمنا طويلا، غير أن المدخل الوحيد السالك إلى كل ذلك هو المدخل السياسي، الذي يستنهض قوى المجتمع وفعالياته دو إقصاء أو تمييز. لقد أصاب الإعلان في توجهه المنفتح حتى شمل البعثيين أنفسهم، ممن يتحسسون خطورة الأوضاع الراهنة للبلاد والشعب، ويمتلكون إرادة العمل في سبيل التغيير المنشود.
إن جميع الأسس التي توافق عليها معدوا الإعلان يمكن أن تشكل محط إجماع القوى الوطنية والديمقراطية السورية، وهي حقيقة تستلهم مصالح سورية وشعبها، ويمكنها في حال تحقيقها، أن تعيد لسورية دورها العربي والإقليمي والعالمي الفاعل والايجابي.
وكما هو الحال في جميع الوثائق البرنامجية الكبيرة، من الصعوبة بمكان أن تأتي كاملة بلا نواقص أو ثغرات، خصوصا عندما تكون نتيجة لتوافقات ومساومات سياسية بين عدد من الأطراف السياسية وليس بينها جميعها. وحسنا فعل معدوا هذه الوثيقة الهامة بأن جعلوها مفتوحة على بعض التدقيقات في سبيل تحسينها وتطويرها بحيث تشكل وثيقة للإجماع الوطني وليس لبعض أطرافه.
وفي هذا المجال ربما كان من الأفضل سياسيا، والأدق علميا، أن لا يوصف النظام بالفئوية(الفقرة الأولى من النص) لما لهذا الوصف من إحالة طائفية، وفي ذلك مغالطة معرفية وسياسية.
وفيما يخص الفقرة الثالثة التي تتحدث عن الإسلام، ربما كان من المناسب تأخيرها ووضعها في نهاية فقرة "الأسس" وان تتقدمها فقرة مستقلة تتحدث عن احترام حرية التفكير والمعتقد والإيمان الديني وغير الديني، وتامين جميع المستلزمات القانونية لممارسة هذه الحقوق في المجتمع.
وكان سيكون صائبا جدا، وفي محله، لو أشار الإعلان وفي فقرة مستقلة إلى رفض الضغوطات الخارجية التي تمارس على سورية، والتي تضر بمصالح سورية وشعبها، على أن تتقدم الفقرة التي تتحدث عن رفض التغيير الذي يأتي محمولا من الخارج...
إن إعلان دمشق، وبغض النظر عن طريقة إعلانه، والعدد المحدود من الموقعين عليه، لأسباب نجهلها، وعلى الأغلب فهي غير منطقية كما جرت العادة في عمل المعارضة السورية في الفترة الأخيرة، فإنه يستحق التأييد والدعم والعمل في سبيله، على أمل أن يشكل رافعة قوية لحشد قوى الشعب السوري في سبيل إنجاز مهام التغيير الوطني الديمقراطي وإنقاذ سورية من محنتها، ووضعها على طريق التقدم والتطور.
ويبقى أن نتوجه بكلمة إلى السلطة ندعوها أن لا تفوت هذه الفرصة، وان تنفتح على الشعب، وقواه الوطنية والديمقراطية، وان تبادر إلى فتح باب الحوار مع قوى المعارضة السياسية السورية، في سبيل تحقيق ما جاء في إعلان دمشق، وإنقاذ سورية، فهل هي فاعلة؟؟







#منذر_خدام (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ما أفسدة دهر الاستبداد هل يصلحه عطاره الجديد؟!
- في سبيل حوار رصين وهادئ
- أدوات قديمة لا تصنع جديدا
- نحو حزب بلا تاريخ- مرة اخرى
- محددات السياسة الامريكية في الوطن العربي
- وأخيرا عقد البعث مؤتمره
- السوريون يكسرون القاعدة الذهبية لنظامهم
- في سبيل مشروع وطني ديمقراطي لإنقاذ سورية
- نحو حزب سياسي منفتح على المستقبل
- مساهمة في نقد العقلية البعثية
- الليبرالية وحذلقة المثقفين
- بحث في طبيعة السلطة في سورية واحتمالات انفتاحها على العصر
- حتى لا يخطئ أحد في قراءة التحركات الشعبية
- نحو حزب بلا تاريخ-ضروراته وهويته
- مبروك للشعب المصري
- حرية المرأة من حرية الرجل
- اغتيال الحريري:اغنيال لمشروع العلاقات المميزة
- حول محاضرة نائب رئيس الجمهورية العربية السورية السيد عبد الح ...
- كيف ستبدو سورية بعد الانسحاب من لبنان
- مستقبل العلاقات السورية اللبنانية


المزيد.....




- محكمة العدل الدولية ترفض دعوى السودان ضد الإمارات بـ-التواطؤ ...
- احتجاجات في إسرائيل بعد إعلان الحكومة عن خططها للاستيلاء على ...
- ترامب يزعم بأن للولايات المتحدة الفضل الأكبر في تحقيق النصر ...
- بوتين في تهنئة للمحاربين القدامى: لقد أنقذتم البشرية من خطر ...
- ترامب الحائر في المتاهة اليمنية
- انفجارات قوية في مطار بورتسودان إثر استهداف مسيرات جديد لخزا ...
- فرنسا تشدد شروط الحصول على الجنسية ... فما هي المؤهلات المطل ...
- بن زايد يقلّد رئيسة تنزانيا وسام -أم الإمارات-
- قصف متبادل بين روسيا وأوكرانيا يحصد ستة قتلى في سومي وكورسك ...
- واشنطن تجمد رسميا المنح البحثية لهارفارد حتى تلتزم الجامعة ب ...


المزيد.....

- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة
- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - منذر خدام - إعلان دمشق والمسؤولية الكبيرة