رمال الصحراء الشرقية بالمغرب من مشكلة إلى ثروة؟

عبد الله بوفيم

الحوار المتمدن-العدد: 4909 - 2015 / 8 / 30 - 17:05
المحور: الادارة و الاقتصاد
    

تعرف الصحراء الشرقية بالمغرب بكثبانها الرملية الكثيرة والكبيرة والمتحركة والمهددة للواحات في تلك المناطق. كثبان وصحارى شاسعة جدا, تنفق الدولة والسكان حاليا مبالغ مهمة لمحاولة إيقافها لكن عملية إيقافها بدائية وبسيطة للغاية تعمل على توسيع تلك الصحارى ليس على وقفها ومنع توسعها.
شرحت في مقالات سابقة وفيديوهات كيف نثبت ونمنع زحف الرمال الخارجة من البحر وتحويلها لثروة وطنية تدر على الوطن ملايين إلى ملايير الدراهم سنويا وتشغل الكثير من المواطنين وتعمل على تنشيط وتقوية معمارنا.
وهنا سأشرح كيف نمنع تحرك الرمال في الصحراء الشرقية وتحويلها لثروة وطنية, أما طريقة تثبيتها فهي كالتالي:
معلوم أن الريح تحرك الكثبان الرملية في حوافها فقط وعليه لنثبت تلك الكثبان الرملية يكفي تثبيت حوافها, ولكي نثبت حوافها نستعمل الشباك البلاستيكي المعروف والذي تسيج به الضيعات الفلاحية, يكون عرضه أربعة أمتار أو أكثر, نطوي من جانبيه حوالي 10 سنتمترات ونخيطه حيت تتكون لدينا جيوب على جانبي الشباك البلاستيكي أبعادها نصف متر طولا و10 سنتمترات عرضا.
نكتفي بعشر سنتمترات كي لا يكون الجيب كبيرا ويجمع رملا كثيرا يسبب تمزق الشباك بفعل الثقل الزائد.
نغطي حواف بعض الكثبان الرملية في منتصف الصحراء حيث نشكل سلسلة منها تكون على شكل علامة (+) زائد كبيرة جدا, نغطيها بالشباك ذي الجيوب التي نملأها بالرمل لمنع الريح من تحريك الشباك وفوق الكثبان وعلى الشباك نبني بعض الأسوار من أكياس الرمل لتشكل ثقلا على الشباك وتعمل على زيادة ارتفاع الكثبان الرملية وفي أسفل الكثبان بالفعل نثبت الشباك بأكياس أخرى تعمل على تجميع الرمال.
الذي سيقع حال تكرار هذه العملية هو أن الرياح ستحرك الكثبان الرملية الغير المثبتة نحو الثابتة ونكون بها سلسلة جبلية شبه ثابتة يمكن ومع الزمن أن يتجمع عليها الغبار المحمل بالبذور وبالتساقطات المطرية يمكن أن تنبث تلك البذور وتعمل جذورها مع الزمن على تغيير بنية تلك الكثبان من جبال رملية لجبال مستقرة, ثم تغيير مناخ المنطقة مع توالي السنوات.
الصحراء الشرقية وتلك الكثبان الرملية يمكن استغلالها استغلالا نافعا بأن نبني اسفل منها مستودعات لتخزين المنتجات وفي برودة مستقرة كما يمكن تخزين العتاد وبناء معامل وغيرها مما لا يمكن لمخلوق البلوغ إليه ولو اسقط عليه القنابل المدمرة.
نستغل المناطق القريبة من الكثبان الرملية ونزيل فيها الرمال في المساحة الكافية ونبني أسوارا بأكياس الرمل بطول مترين وعرض متر, لا تعبأ كلها بالرمل بل يكون وزنها في حدود 100كلغرام تقريبا.
الكيس بالأبعاد المذكورة والوزن المحدد في 100كلغرام يعني أن سمكه سيكون اقل من 5 سنتمترات مما سيجعل الأكياس بعضها ملتصق ببعض وثابتة جدا ومن الصعب تحريكها ولو تعرضت لضغط كبير.
نرفع سورين ارتفاعهما حوالي 10 أمتار وعرضهما حوالي 8 أمتار وبعد الانتهاء من البناء نجعل السقف على شكل قوس باستعمال أكياس الرمل حيث ندفع كل كيس عن الذي تحته بحوالي 20 سنتمتر حتى تلتقي الأكياس في الوسط على شكل قوس مستقر وثابت جيدا.
تتشعب عن السورين أسوار في كل الاتجاهين عل شكل مخازن النمل لها مدخل واحد وتسع ملايين الأطنان إن لم نقل ملايير الأطنان من الأغذية أو العتاد أو الطائرات الحربية أو ي شيء مهم.
بالفعل سيغطي الرمل تلك المخازن بفعل تدخل الإنسان كما بفعل الريح ويمكن وفي غضون سنة واحدة أن يكون ارتفاع الرمل فوق تلك المخازن وعلى جنباتها أمتار مما سيحميها من الحرارة ويضمن لها البرودة الكافية وبالفعل نمنع تسرب الماء للمخازن بتغطية الأكياس بعد البناء بها بطبقات من البلاستيك التي تمنع الماء من التسرب لداخل المخازن والحفاظ على البرودة لها وبالطبع الرمل لا يتلف البلاستيك ولو لمئات السنين.
المخازن هذه من الصعب تخريبها ولو أسقطت عليها قنبلة ذرية مع مرور السنوات وتزايد الرمال فوقها. ولحماية مدخلها سهل جدا يكفي أن نبني قبالة المدخل وبعيدا عنه سورا بأكياس الرمل ويكون المدخل عل شكل مدخل خلية النمل متشعب قبل البلوغ للمخازن لكنه كافي لمرور الشاحنات من الحجم الكبيرة دخولا وخروجا.
يمكن أن نبني في الصحراء الشرقية مخازن شاسعة جدا وآمنة وباردة وقادرة على تحمل القذائف الصاروخية من غير أن تتضرر, مما سيجعلنا دولة قوية تؤمن غذاءها وذخائرها وطائراتها وأسلحتها كلها وكذا معامل أسلحتها أيضا.
هكذا سنحول تلك الصحارى إلى أراضي معطاءة ونثبت تلك الرمال ونمنعها من الزحف على الأراضي الخصبة من الواحات وغيرها. وبدل أن نجمع تلك الرمال على شكل جبال نكون قد شيدنا تحت تلك الجبال مخازن ومعامل مؤمنة, لا يمكن للعدو البلوغ إليها إلا بعد أن يكون قد أفنى شعبا بأسره إن قدر على ذلك.
يمكن أن نشيد مخازن تكون مساحتها الإجمالية آلاف الهكتارات, وبتكلفة جد متواضعة ودرجة آمان تبلغ مائة في المائة ودرجة برودة طبيعية تؤمن جودة المخازن.

#عبد_الله_بوفيم (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات