أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد الله بوفيم - تدافع الأقدام بين الإسلاميين والعلمانيين في المغرب














المزيد.....

تدافع الأقدام بين الإسلاميين والعلمانيين في المغرب


عبد الله بوفيم

الحوار المتمدن-العدد: 3590 - 2011 / 12 / 28 - 16:06
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


مع انطلاق الخريف العربي الذي انطلق بحق في المغرب وخاصة في جنوبه حيث عرفت أول مدنية في العالم العربي حراكا شعبيا خطيرا اتسم بالمواجهة بين قوات الأمن والشباب.المدينة هي مدينة سيدي افني جنوب المملكة المغربية.
النظام المغربي عرف وعبر الزمن بالحكمة واليقظة وحسن تدبير الأوقات العصيبة, تعامل تعاملا يتسم بنوع من الصلابة المقرونة بالمرونة في آن واحد, وتمكن من إخماد تلك الثورة التي كادت تشعل فتيل فتنة في الجنوب المغربي.
بعد أحداث سيدي افني, جاءت أحداث " اكديم ازيك" التي كانت اشد خطورة من أحداث سيدي افني, حيث تلقى النظام المغربي ضربة قوية فقد معها بعض الهيبة خاصة بمقتل العديد من أفراد الجيش والقوات المساعدة والأمن الذين تدخلوا لفرض النظام والاستقرار بالعيون وضواحيه.
الشعب المغربي كام أول الثائرين والفاتحين لصفحة الخريف العربي الذي عصف بأشجار لم يكن يتوقع العدو ولا الصديق أن تجتث من جذورها. شجرة زين العابدين وشجرة حسني مبارك وشجرة القدافي, كلها أشجار جذورها مستعصية عن كل حفار أو قاطع للأشجار, لكن الخريف العربي هب عليها برياح عاتية اقتلعتها ومن الجذور ولم تبق لها جذرا واحدا.
في خضم الرياح الأولى للخريف العربي وكذا في ضل رياحه العاتية لم يكن الإسلاميون في المغرب مدركون أنهم القوة القوية في المملكة المغربية. لكن الانتخابات أكدت أن للإسلاميين قاعدة شعبية جد مهمة وخفية رغم كون العدل والإحسان لم تشارك ودعت للمقاطعة والسلفيون كارهون لكل مشاركة في الانتخابات في ظل الواقع الحالي.
يستفاد من هذا أن قوة الإسلاميين التي اتضحت للجميع ما هي في الحقيقة إلا ربع قوتهم الحقيقية, إذ لو وحدوا الجهود في اتجاه واحد لسيطروا سيطرة مطلقة ولوجد العلمانيون أنفسهم في موقع إخوانهم في تونس ومصر باكين ناعين مصيرهم المحتوم.
لكن الواقع في المغرب ما يزال يعطي العلمانيين بعض السبق في مواقع التأثير, والدليل هو فرلمة تكوين حكومة الأغلبية الحالية والتي يقودها الإسلاميون.
الفرملة يمكنها أن تعيق تكوين الحكومة وبالتالي لجوء الإسلاميين للمعارضة ومن جديد رغم كونهم الحزب الحائز على أكبر عدد من المقاعد الذي لم يحصل قط حزب سياسي في تاريخ المغرب الانتخابي.
الشعب المغربي سينتكس انتكاسة كبيرة إن لم ينجح حزب العدالة والتنمية في تكوين الحكومة, لأن البديل سيكون حزب الأصالة والمعاصرة والأحرار وتحالفهم الحالي.
انتكاسة الشعب المغربي ستكون بالتطرف الكبير والاقتناع أن المسار الديمقراطي في المغرب غير مجدي وأن السبيل هو العصيان والثورة.
هذا المسار سيقوده السلفيون ويكون باقي الإسلاميون ابتاعهم المخلصين ورغما عنهم لأن البساط سحب من تحت أقدامهم ورغما عنهم.
إن الذين يعرقلون تكوين حكومة العدالة والتنمية إنما في الحقيقة يعرقلون استقرار المغرب, ويدفعونه ليكون هدية للمستعمر الفرنسي الذي بدأ التفكير في معاودة الرجوع إلى مستعمراته السابقة.
الخطر الداهم للمغرب هو تقارب الإسلاميين مع جبهة البوليساريو واقتناعهم بمواقفها, وبالطبع هذا لن يكون بمحض إرادتهم بل سيكونون مجبرين عليه, لأن الانتكاسة ستعود عليهم بالوبال والاعتقالات والتعسفات. هذه ستقربهم من الكفاح المسلح مكرهين ولن يجدوا بديلا من التعاطف مع البوليساريو خاصة في الداخل.
طلبة العدل والإحسان يلطفون من مواقفهم تجاه الطلبة الصحراويون, والطلبة التجديديون يصعدون, وفي المستقبل إن انتكست حكومتهم سيقتنعون بضرورة القبول بمواقف الإسلاميين الآخرين وسيجد الطلبة الموالون للبوليساريو الساحة مهيأة لهم ولن يقوى بعدها أحد على الحد من طموحاتهم بل وقد يوحدون الصفوف ويشكلون تهديدا حقيقيا لاستقرار المغرب, خاصة وأن المؤتمر الثالث 13 للجبهة مهتم بداخل التراب المغربي أكثر من أي وقت مضى بعد التضييق العالمي عليها.
المغرب إذا في مفترق طرق خطير, إما أن يسلم أمره لحكومة العدالة والتنمية فيخسر خسارة بسيطة وإما أن ينقلب عليها فينقلب الشعب عليه ونعيش واقعا أتعس من أي واقع عربي حاليا.



#عبد_الله_بوفيم (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل يمكن اعتبار التحالف الديمقراطيG8 حزبا سياسيا؟
- رسائل البلطجة في المغرب
- احتمالات الانتخابات التشريعية في المغرب؟
- هل تقدر إسرائيل على مهاجمة مصر؟
- ارحل, -مراتي واحشاني-
- حسني مبارك, يسوق مصر نحو الحرب الأهلية
- الجيش والشعب في مصر
- بوتفليقة في مهب الريح؟
- هيجان المدن في المغرب العربي
- جاسوس أم جواسيس مصر؟
- جوليان اسانج يبتز العرب


المزيد.....




- ارتبط بتشبيه أطلقه محمد بن سلمان.. ما قد لا تعلمه عن جبل طوي ...
- خلف ترامب.. رد فعل ماركو روبيو على ما قاله الرئيس لإعلامية ي ...
- الضغوط تتصاعد لإنهاء الحرب في غزة.. ديرمر يزور واشنطن الأسبو ...
- ماذا نعرف عن مشروع قانون ترامب -الكبير والجميل- الذي يُثير ج ...
- بينيت يدعو نتنياهو للاستقالة.. إدارته للبلاد -كارثية-
- سوريا.. -جملة- مطبوعة على أكياس تهريب مخدرات مضبوطة تشعل ضجة ...
- نتنياهو يأمل في استعادة شعبيته بعد التصعيد مع إيران، فإلى ما ...
- اقتحامات وتفجيرات.. الاحتلال يواصل اعتداءاته على الضفة الغرب ...
- مأساة في نهر النيل.. مصرع 4 أشخاص غرقا إثر انقلاب مركبهم
- زلزال بقوة 5.5 درجة يهز باكستان


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد الله بوفيم - تدافع الأقدام بين الإسلاميين والعلمانيين في المغرب